آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

في خطاب بمناسبة العيد الـ 58 لثورة الـ 14 من أكتوبر..
الرئيس هادي: السلام يقتل في اليمن والحوثي أثقل كاهل المواطن والوطن "نص الخطاب"

الأربعاء 13 أكتوبر-تشرين الأول 2021 الساعة 08 مساءً / سهيل نت

قال الرئيس عبدربه منصور هادي، إن "السلام يقتل في اليمن علي يد المليشيات الحوثية ومن ورائها الدعم الإيراني اللامحدود والذي يقف كل العالم أمامه دون حراك، وإن جهود السلام تتحول يوما إثر يوم في ذهن الشعب اليمني إلى جهوداً غير ملموسة وبيانات لا توقف إرهاب ولا تمنع مزيداً من القتل والدمار ولا تحقق سوى الاستهتار والعبث من قبل تلك الميليشيات".

وأضاف رئيس الجمهورية، في خطابه الذي وجهه، مساء اليوم، بمناسبة العيد الـ 58 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، أن "استمرار هذه الميليشيات بالقتل والهجوم والحصار والعنف والإرهاب يحدد بشكل واضح موقفها من السلام ومن جهود الأمم المتحدة ومن المبادرات المطروحة للسلام".

وأشار إلى أن حصار العبدية في مأرب من قبل المليشيات الحوثية وفيها قرابة خمسة وثلاثون ألف مواطن مدني وخمسة آلاف أسرة لأكثر من عشرين يوما، دون أي سماح لعلاج أو غذاء، يكشف عن همجية قذرة وسلوك إرهابي لا ينتمي لقيم الحرب ولا أخلاقيات اليمنيين فضلاً عن القانون الدولي الإنساني.

وأكد الرئيس هادي، أن الوفاء لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر يفرض على شعبنا في طول البلاد وعرضها أن يرص الصفوف ويجمع الشتات ويوحد الكلمة للتصدي لهذا المشروع المدمر وهذه العصابة الباغية وتلك الأفكار الهمجية التي تقوم على ثقافة السلالية والعرقية والطائفية.

كما أكد أن عودة الحكومة إلى عدن رغم كل الظروف يحتاج إلى أن تتحد الجهود لإنجاح مهامها خدمة لأبناء الشعب وإزالة كافة العراقيل التي تمنع وتعطل الحكومة من القيام بدورها، ولابد أن يكون تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض أولوية لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد عصيبة وقاهرة.

وفيما يلي نص خطاب رئيس الجمهورية:

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب اليمني الأبي:

نحتفي اليوم جميعاً بذكرى أعياد الثورة اليمنية المجيدة أكتوبر ونوفمبر، فهذا هو يوم الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، بعد احتفالنا بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، الثورتان اللتان شكلتا الشخصية اليمنية الجديدة الحرة والمتمردة على الاستبداد والاستعمار وعلى الطغيان والكهنوت.

إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر هي الثورة التي أخضعت المستعمر للإرادة الحرة للشعب الذي استعصى على الإخضاع والتهميش والخداع واللؤم السياسي الذي مارسه المستعمر ضد أبناء شعبنا في جنوب الوطن، ومع تجدد احتفائنا واحتفالنا بها كل عام تتعزز في نفوسنا مشاعر الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة ونتذكر النضال والمناضلون بأهدافهم العظيمة وإمكانياتهم البسيطة وعزائمهم الجبارة، نتذكر الانتصار لإرادة شعبنا اليمني بعد نضال شاق وطويل وكفاح عظيم.

كانت الثورة عظيمة، إنها عظيمة برجالها، وعظيمة بقيمها، وعظيمة بتضحياتها، فذكرى ثورتنا المجيدة تمكنت من تغيير واقع الحياة لجموع أبناء الوطن وحققت تغييرات جوهرية وجذرية في جميع المجالات لتضع وطننا على خريطة العالم السياسية كما يجب أن يكون، حراً مستقلاً كريماً، وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطني لتحقيق آمال شعبنا في إحداث تحولات نوعية سياسياً واقتصادياً واجتماعيا.

وفي هذه المناسبة الوطنية الخالدة نتذكر وبكل اعتزاز رموز ثورتنا المجيدة من قيادات وفدائيين وجنود مجهولين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل انتصار الوطن وإعلاء رايته وإرساء دعائم أمنه واستقراره، نتذكر قيم الثورة العظيمة وأهدافها النبيلة وطريقها الصعب نحو الاستقلال والحرية، ونستمد من كل ذلك العزم والصبر والبصيرة وقيم النضال من اجل الحرية والاستقلال.

وعلى نفس الطريق سنظل مع أجيالنا المتعاقبة نقدم حياتنا رخيصة في سبيل مواصلة التمسك والانتصار لقيم وأهداف ثورتنا المجيدة للتأكيد على أن بلدنا غنية بأبنائها الأوفياء جيلاً بعد جيل.

أيها الشعب اليمني العظيم:

لقد مر من عمر ثورتنا المجيدة عقوداً من الزمن، انتصر فيها شعبنا لإرادته وأرغم الاستعمار على الرحيل مهزوماً مكسوراً، إلا إننا اليوم لازلنا نواجه تحديات جديدة، لعل أخطرها وأكثرها ضرراً تلك الميليشيات الحوثية الإيرانية التي أسقطت الدولة وانقلبت على الإجماع الوطني وهاجمت المدن الآمنة واستخدمت السلاح ضد أبناء شعبنا وفككت النسيج الاجتماعي لأهداف رخيصة.

إن هذا التحدي وقد استطال أكثر مما يجب وقد أمعن في القتل والإجرام أكثر مما يمكن احتماله، وقد طمع في ابتلاع البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وقد دمر السياسة والاقتصاد والدولة والمؤسسات سعيا لإقامة نظام بغيض يقوم على ثقافة غير وطنية وهوية غير يمنية ونظام غير جمهوري يقوم على نقل التجربة الإيرانية البغيضة ليمارس الاستعباد والإقصاء والعنف والإرهاب.

إن الوفاء لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر يفرض على شعبنا في طول البلاد وعرضها أن يرص الصفوف ويجمع الشتات ويوحد الكلمة للتصدي لهذا المشروع المدمر وهذه العصابة الباغية وتلك الأفكار الهمجية التي تقوم على ثقافة السلالية والعرقية والطائفية.

إنها مسئوليتنا جميعاً حكاماً ومحكومين، رجالاً ونساء، شمالاً وجنوبا، أن نحافظ على بلدنا وأن نوحد جهدنا وأن ننتصر لقيم الثورة ولنضالات الثوار وتضحياتهم، فلن يكون اليمن بخير وهذه الميليشيات المتطرفة الإرهابية تقتل وتهاجم وتحاصر شعبنا في مأرب وشبوة والضالع وتعز والبيضاء وكل اليمن.

يا أبناء شعبنا اليمني الصابر:

إن استمرار هذه الميليشيات بالقتل والهجوم والحصار والعنف والإرهاب يحدد بشكل واضح موقفها من السلام ومن جهود الأمم المتحدة ومن المبادرات المطروحة للسلام.

إن حصار العبدية في مأرب وفيها قرابة خمسة وثلاثون ألف مواطن مدني وخمسة آلاف أسرة لأكثر من عشرين يوما، دون أي سماح لعلاج أو غذاء يكشف عن همجية قذرة وسلوك إرهابي لا ينتمي لقيم الحرب ولا أخلاقيات اليمنيين فضلاً عن القانون الدولي الإنساني.

كل هذا يحدث في الوقت الذي تمد مأرب كل البلاد بالغاز والنفط ومتطلبات الحياة، إنها تمنحهم الحياة في الوقت الذي يعطونها الموت.

إن الشعب اليمني يثق بأبطال العبدية ورجالها الأحرار، إنهم يخوضون معركة الكرامة والحرية ومعهم كل رجالات مأرب واليمن الأحرار، وإن استمرار الميليشيات في تجاهل الدعوات الدولية للسلام هو استمرار لسياسة الاستهتار واستمرار لسياسة العنف والإرهاب وفرض الأمور بالقوة.

ونستغرب أن يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن ممارسة أي ضغوط ضد طرف يعتدي ويقتل ويتباهي بالقتل والحصار أمام العالم كله ويرفض دعوات السلام ووقف الدم.

إن السلام يقتل في اليمن علي يد الميليشيات الحوثية ومن ورائها الدعم الإيراني اللامحدود والذي يقف كل العالم أمامه دون حراك، وإن جهود السلام تتحول يوما إثر يوم في ذهن الشعب اليمني إلى جهوداً غير ملموسة وبيانات لا توقف إرهاب ولا تمنع مزيداً من القتل والدمار ولا تحقق سوى الاستهتار والعبث من قبل تلك الميليشيات.

أبناء الوطن الكرام:

إن التحديات كبيرة والخطر يتعاظم والكلفة تكبر يوماً بعد يوم والشعب اليمني يعاني أكثر من كل وقت مضى، ونحن نعاهد شعبنا على أن نظل على الوفاء كما عهدنا شعبنا اليمني دوماً على قدر ومستوى تلك المسئوليات العظيمة، ثابتين على قيم الانتماء والولاء المقدس للوطن وللثوابت الوطنية ولتطلعات الشعب اليمني الحر ولن نحيد عن أهدافه وآماله في الخلاص من براثن المليشيا الإيرانية وستخمد بإرادة الله وعزيمة الأبطال كل بؤر الفتن ومساوئ الانقلاب الحوثي الذي أثقل كاهل الوطن والمواطن.

إن رهاننا كبير على شعبنا أولاً وعلى تضحياته وصبره وثباته ورفضه للمشاريع الدخيلة على هويته وتاريخه، ونراهن على ثبات وصمود أبطال الجيش الوطني البطل وهم يقدمون التضحيات ويسطرون انصع الصفحات من أجل هذا الوطن في كل ربوع بلدنا الحبيب، ونراهن على صدق الموقف الأخوي الشجاع من التحالف الداعم للشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة وكل ما قدموه ويقدمونه في معركة اليمن لحمايتها من التغول الإيراني وأدواته، ونراهن على كل صوت حر في هذا العالم ينتصر للحقيقة ضد العنف والإرهاب والقتل والجريمة.

شعبنا العزيز:

إننا جميعاً شركاء في هذا الوطن ومسئولين عن تحقيق تقدمه وازدهاره في مختلف المواقف والظروف انطلاقاً من قيمنا وأهداف ثورتنا الخالدة، نناضل في ميادين العزة والشرف والبطولة دفاعاً عن وطننا وعقيدتنا وثوابتنا الوطنية ونناضل بذات الوقت لتوفير حياة وعيش كريم لهذا الشعب الصابر المرابط الأبي.

إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد عصيبة وقاهرة، ونتابع لحظة بلحظة هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب جهداً جماعياً موحداً، ونتطلع لدعم الأشقاء والأصدقاء، كما أن الظروف الأمنية تقتضي أن نواجهها بكل ثبات وحزم.

إن عودة الحكومة إلى عدن رغم كل الظروف يحتاج إلى أن تتحد الجهود لإنجاح مهامها خدمة لأبناء الشعب وإزالة كافة العراقيل التي تمنع وتعطل الحكومة من القيام بدورها، ولابد أن يكون تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض أولوية لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز مؤسسات الدولة.

تحية لثوار أكتوبر.

وتحية لمناضلي أكتوبر وشهدائها العظام.

وتحية لأبطال اليوم الذين يضحون في سبيل الوطن بدمائهم الطاهرة.

وتحية لمأرب التاريخ، تحية تليق بمأرب وموقفها ورجالها ومناضليها وكل أحرارها الذين يقفون سداً منيعاً لحماية الوطن والجمهورية والحرية.

وتحية لكل الأبطال من أبناء المقاومة ورجال القبائل وكل من يقاوم من أجل وطنه في كل الأرض اليمنية.

الرحمة لشهدائنا الأبرار الذين يضيئون الطريق بدمائهم.

الشفاء لجرحانا الأبطال.

الحرية للمعتقلين والمختطفين.

المجد كل المجد لليمن الاتحادي العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.