أطلقت جامعة ألمانية، بالتعاون مع عدد من الجامعات ومراكز البحث العلمي، مشروعا بحثيا كبيرا حول تأثيرات التغيرات المناخية على الأرض وإدارة مصادر المياه.

وأعلنت جامعة بون الألمانية، التي تشرف على هذا المشروع، عن حاجتها إلى عدد كبير من الباحثين الحاصلين على الدكتوراة، للمشاركة في المشروع الذي سيعالج أحد أكثر المواضيع العلمية التي ما تزال تشكل صعوبة، وهي ظاهرة التغيرات المناخية وعلاقتها بالمياه والأرض.

وأوضح بيان صادر عن جامعة بون، أن ظاهرة التغيرات المناخية ما زالت آثارها غير مفهومة بدقة، ففي الوقت الذي تعاني فيه مناطق من جفاف ونقص في المياه الجوفية، هناك مناطق أصبحت أكثر رطوبة، وأخرى تعاني من فيضانات عارمة.

وأضاف البيان، أن "النماذج المناخية التي طورها الخبراء ما زالت غير قادرة على إعطاء تفسيرات كافية لما يحدث وما سيحدث على سطح كوكبنا، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق هذا المشروع التعاوني الذي يهدف إلى الوصول للمزيد من الإجابات عن الكثير من التساؤلات، خاصة فيما يتعلق بالتوقعات مستقبلا".

ويرى المشرفون على هذا المشروع، أن فهم إشكالية التغيرات المناخية تزداد صعوبة وتعقيدا عند الحديث عن علاقتها بالمياه والأساليب الفلاحية، التي أصبح يستخدمها البشر في توفير غذائهم، وهي تعقيدات تحتاج إلى الكثير من التخصصات العلمية لفكها.

وسيركز الباحثون في المرحلة الأولى من هذا المشروع على بعض المناطق الأوروبية والآسيوية، التي تعرف تأثرا واضحا بالتغيرات المناخية، على أن يتم الانتقال إلى مناطق أخرى في إفريقيا وأمريكا في مرحلة ثانية.

ومن بين التخصصات التي سيتم توظيفها في المشروع، علم الموارد المائية، وعلوم المناخ، وعلوم الاستشعار عن بعد، وعلوم الجيولوجيا، وعلوم الحاسوب، والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، وسيكون شاملا إلى حد كبير لجوانب كثيرة من ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على التربة والزراعة.

ويشارك في هذا المشروع الذي يمتد على مدى 4 سنوات، 7 معاهد بحثية تابعة لجامعة بون، إضافة إلى جامعتي كولونيا وغوتينجن، ومركز يوليتش للبحوث، والمركز الوطني الألماني للأرصاد الجوية، وتدعمه المؤسسة الألمانية للعلوم، بسقف مالي قدره 10 ملايين يورو.