آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

اليمن تخاطب مجلس الأمن: نفذوا قراراتكم لترجمة جهودكم بإنهاء الصراع وحماية الناس

الخميس 26 مايو 2022 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت

دعت الجمهورية اليمنية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن، إلى اتخاذ إجراءات فعالة من شأنها حماية المدنيين في المدن ومخيمات النزوح من الهجمات التي يتعرضون لها، جراء الهجمات الإرهابية التي ترتكبها المليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران بحق المدنيين والأعيان المدنية في اليمن والسعودية والإمارات، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتهديدًا حقيقيًا على المنشآت المدنية الحيوية وإمدادات الطاقة واستقرار الاقتصاد العالمي وتقويضا للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وقالت اليمن، في بيان لها ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، خلال الجلسة المفتوحة للنقاش رفيع المستوى لمجلس الأمن تحت بند "حماية المدنيين في الصراع المسلح"، إن إمداد النظام الإيراني لمليشيا الحوثي بالأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية يمثل انتهاكاً صريحًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لاسيما القرارين 2216 و2231، واستخفافًا بجهود المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وأكد البيان، أن جهود مجلس الأمن لإنهاء الصراع وحماية المدنيين لا بد أن تُترجم من خلال تنفيذ قراراته، واتخاذ موقف حاسم لردع ومحاسبة منتهكي هذه القرارات ومنع تهريب الأسلحة التي تستخدم لإطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية في اليمن، وتعرقل إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة اليمنية، وتحقيق السلام العادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها.

وأضاف: "بالرغم من استمرار سريان الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن، والتي هدفت بشكل رئيسي لتخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين، إلا أن خرق الهدنة والاستهداف المتكرر من قبل المليشيات الحوثية على مدينة مأرب، التي تأوي 4 ملايين شخص منهم أكثر من مليوني نازح، وعلى محافظات الحديدة والضالع وحجة وغيرها من المحافظات يمثل أحد أبرز الأمثلة على الخطر الذي يهدد حياة وسلامة المدنيين في حالات الصراع".

وتابع: "كما تواصل مليشيا الحوثي استهداف المدنيين والأعيان المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي خلفت عشرات القتلى، ومئات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال، ودمرت المدارس والمستشفيات ودور العبادة، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال فيما يسمى بالمخيمات الصيفية وغسل عقولهم بأفكار الكراهية والتطرف والزج بهم في جبهات القتال، كل ذلك في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والأعراف الدولية".

وأكد بيان اليمن، امتداد الجرائم الحوثية بحق المدنيين إلى اتخاذ السكان كرهائن في مدن وقرى كاملة، واستخدامهم كدروع بشرية، واستخدام المدارس كمخازن للأسلحة، وممارسة القنص الممنهج للمدنيين، ومواصلة هذه الميليشيات حصار المدن وحرمان السكان من حرية التنقل أو الوصول إلى الماء والغذاء واستخدام التجويع كوسيلة حرب، مشددا على حماية المدنيين في تعز من القصف والحصار الحوثي المستمر منذ سبعة سنوات، كون ذلك يعتبر أولوية إنسانية.

مؤكدا أن الحكومة نفذت التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم الذي تم فيه الاتفاق على بدء مشاورات رفع الحصار عن تعز، إلا أن مليشيا الحوثي واصلت حملتها الشرسة ضد سكان المدنية، واليوم وبعد قرابة الشهرين على بدء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، والتي تضمنت مجددًا الانخراط في مشاورات لرفع الحصار، تستمر المليشيا الحوثية بالتنصل عن التزاماتها واستخدام المعاناة الإنسانية كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.

وجدد التأكيد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياته والتحرك لرفع الحصار عن تعز وفتح المعابر وإنهاء القيود المفروضة على حرية تنقل الأفراد والبضائع بشكل عاجل ودون شروط، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ووقف عرقلة المليشيا الحوثية وتدخلها في عمل المنظمات الدولية وتحويل مجرى المساعدات بعيدا عن مستحقيها، وأهمية الإبلاغ بشفافية عن تلك الانتهاكات.

مشيرا إلى أن الألغام تمثل أحد أشد المخاطر التي تواجه المدنيين في مناطق الصراع، لافتا إلى أن اليمن وقعت على معاهدة أوتاوا لحظر الألغام في العام 1997، وتخلصت من مخزونها من هذا السلاح اللعين، لكن المليشيا الحوثية التابعة لإيران عادت لتزرع قرابة مليوني لغم وعبوة ناسفة في كثير من مناطق سيطرتها وتلك التي كانت تسيطر عليها، الأمر الذي أدى وما يزال يؤدي إلى استشهاد وإصابة آلاف الضحايا من المدنيين لاسيما الأطفال والنساء.

وتابع بيان اليمن: "وفي الوقت الذي يحاول المدنيون اغتنام نافذة الأمل التي تقدمها الهدنة، فإن حركتهم على الطرق الموبوءة بالألغام بين المدن والقرى أدت إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، حيث يشل هذا السلاح حركة اليمنيين ويهدد حياة ملايين المدنيين والنازحين الذين يقفون عالقين بين مطرقة القصف الحوثي الذي يتعرضون له في المدن والمخيمات، وسندان الألغام المزروعة في منازلهم وشوارع مدنهم والمزارع ومناطق الرعي التي تمثل سبل عيش للملايين، ورغم الجهود الكبيرة للجيش الوطني ومشروع "مسام" لنزع الالغام إلا أن كثافة وعشوائية الألغام المزروعة وعدم وجود خرائط يشكل تحدياً كبيراً أمام هذه الجهود، وهو تهديد لحياة الأجيال القادمة لعقود"، داعيا مجلس الأمن إلى اتخاذ تدابير للضغط على مليشيا الحوثي وضمان تسليمها لكافة خرائط الألغام دون تأخير.