آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

انتقدوا موقف الأمم المتحدة.. ناشطون وسياسيون: لا معنى للهدنة دون رفع حصار تعز

الجمعة 15 يوليو-تموز 2022 الساعة 10 مساءً / سهيل نت - خاص

مرت 7 سنوات وهذه الثامنة، ومليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، تواصل حصار ملايين المواطنين في تعز، في واحدة من أطول جرائم الحصار التي عرفتها البشرية إن لم تكن أطولها في العصر الحديث، وجريمة حرب يصر الحوثي على استمرارها وسط تراخ أممي مخز يصل حد المشاركة في الجريمة.

آثار هذا الحصار الحوثي الجائر المفروض على تعز امتدت إلى كافة نواحي الحياة، وأدى إلى معاناة إنسانية لا توصف لنحو 5 ملايين إنسان في المدينة ومحيطها، ووفاة مرضى وتفاقم حالات آخرين، وضحايا في حوادث سير مروعة في الطرق الوعرة، وتعقيد وصول الغذاء والدواء والمساعدات إلى هذه المناطق الشاسعة المكتظة بالسكان.

تمر الهدن والاتفاقات تلو الأخرى برعاية أممية، ويتم تضمينها فك الحصار عن تعز وفتح طرقاتها، تنفذ الحكومة ما عليها من التزامات في هذه العهود إيفاء بها وتخفيفا لمعاناة المواطنين، فيما تصر المليشيا الحوثية في غيها وتنصلها عن التزاماتها ونكثها للعهود والاتفاقات في سلوك ونهج إجرامي بشع لا تقوم به إلا الجماعات العنصرية المارقة من كل الشرائع والأديان والقيم الإنسانية.

"الحوثي مستمر بحصار تعز"، تحت هذا الهاشتاج انطلقت خلال الساعات الماضية، حملة إلكترونية، لكشف تلاعب وعبث مليشيا الحوثي وتنصلها عن التزامها برفع الحصار الظالم عن تعز، وتلاعبها في هذا الملف منذ بدء الهدنة قبل 3 أشهر ونصف، رغم تنفيذ الحكومة الشرعية كل التزاماتها في بنود الهدنة الأممية.

الصحفي سعيد الجعفري، قال إن المليشيات الحوثية تواصل الحصار على تعز وتمنع عن المدينة وصول إمدادات الدواء والغذاء في أسوأ حصار عبر التاريخ، دون اكتراث بمعاناة الناس لتؤكد هذه المليشيا أنها جماعة إرهابية غير معنية بالسلام.

في السياق، أوضح الصحفي زكريا الشرعبي، أن أبناء تعز واليمنيين القادمين إليها يضطرون إلى سلوك طرق أخرى بديلة وعرة وشديدة الخطورة لإسعاف المرضى وتوفير الاحتياجات الضرورية للحياة من الغذاء والدواء، وذلك يتسبب بحوادث كارثية وضحايا بشكل يومي.

من جهته، غرد وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، بالقول: "‏نحن أمام حصار مخز للإنسانية جمعاء، في القرن الحادي والعشرين يموت المرضى في الطرقات الوعرة لعدم قدرتهم على الوصول للمستشفيات والحصول على الأدوية".

مضيفا: "بكل بجاحة قالها رئيس وفد الحوثي لمفاوضات فك الحصار عن تعز، إنهم سيفتحون القبور بدلاً عن الطرقات، يفترض أن يكون هذا الشخص خلف القضبان كمجرم حرب لا أن يقبل به كمفاوض بإشراف أممي".

‏وتابع: "الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينظرون للملف اليمني كملف إنساني وبالتالي يناقشون الآثار ولا يعودون لجذور المشكلة، إلاّ ملف حصار تعز فإنهم يقرؤونه بأعين الحوثية باعتباره ملفا عسكريا، مقاييس عمياء".

وقال: "نحن أمام موت جماعي سريري للضمائر وتحول المبادئ المسطورة في ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية إلى مجرد شعارات جوفاء".

إلى ذلك، قال الصحفي عبدالسلام القيسي، "أنا من تعز، تحديداً شمال تعز، ولو الطريق الذي فتحته المليشيات وهو الستين الخمسين يفيد أهل بلدتي سأقولها بصراحة تخفيفاً لمعاناة ناسي وبلادي، لكنه طريق عسكري وليس حتى الطريق الرسمي المؤدي للشمال التعزي بل محاولة لزج المدنيين في طوق الحصار المكتظ بالألغام".

‏‏مضيفا: "حالياً المنفذ الرئيسي والأهم للمحافظة مفتوح من جهة الشرعية في تعز، وهو منفذ كلابة سوفتيل، المؤدي إلى جولة القصر، والطريق هذا تعرفه تعز منذ ألف ألف سنة وإلى اللحظة يرفض الحوثي فتحه من طرفه، وهو الطريق الذي اقترحه المبعوث الأممي، لماذا يرفضه الحوثي؟".

من جانبه، قال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، "أكبر مأساة إنسانية هو الحصار المطبق الذي تفرضه مليشيا الحوثي على تعز منذ سبع سنوات، تسبب الحصار في معاناة بالغة للمواطنين الذي يضطرون للسفر ساعات طوال لقطع مسافات بسيطة كانت تقطع في أقل من ساعة قبل الحصار".

فيما أشار الصحفي أحمد الصباحي، إلى الجولات المكوكية التي خاضها المبعوث الأممي إلى اليمن من أجل إقناع الحوثي بفتح طريق في مدينة تعز المحاصرة منذ سنوات، ولم تنجح، مضيفا: "فكيف يراهن البعض على سلام دائم مع هذه الميليشيا؟".

بدوره، قال الدكتور ياسر الشرعبي، إن حصار تعز وأداء المبعوث الأممي والأمم المتحدة يجعلنا نتساءل: "هل المواثيق الدولية أصنام يأكلها من أعدها متى شاء ويعبدها متى شاء؟ وهل أطفالنا ونساؤنا ليس لهم حق الحياة؟ حصار تعز فضح المبعوث الأممي ومن وراءه".

موضحا: "يحاصر الحوثي تعز ويعلن الموافقة على رفع الحصارَ ثم ينقض الاتفاق ويستمر في الحصار، ويواصل العالم صمته وتدليل الحوثي".

من جهته، أكد الصحفي محمد الصالحي، أن الحصار ‎الحوثي على تعز منذ أكثر من 7 أعوام ألقى بظلاله الكارثية على حياة مئات الآلاف من المدنيين، وتسبب بمعاناة كبيرة ومشقة شديدة للمواطنين في تنقلاتهم والحصول على احتياجاتهم، حتى باتت ‎تعز أشبه بقرية لا تتمتع بأي مقومات للحياة.

‏مشيرا إلى أن مليشيا ‎الحوثي تسعى إلى وضع ‎تعز خارج سياق الاتفاق العام وتحويلها إلى قضية صراع بين طرفين، وليست قضية حصار جائر واعتداء من قبل طرف انقلابي على ملايين السكان المدنيين.

‏مضيفا: "لا تنظر الأمم المتحدة لحصار تعز كملف إنساني خالص، بل ورقة سياسية تراعي فيها موقف مليشيا الحوثي منه".

وتابع: "لا معنى للهدنة ولا أي مفاوضات تؤسس لسلام شامل ودائم دون رفع الحصار عن ‎تعز، وإن استمرار الحصار وعدم تحقيق أي اختراق في هذا الشأن، يهدد استمرار الهدنة، والتراخي الأممي والدولي سبب رئيسي".