آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

باحثون: الغدير والولاية أكذوبة ابتدعها السلاليون لغصب الحكم واستعباد الناس

السبت 16 يوليو-تموز 2022 الساعة 12 مساءً / سهيل نت - خاص

الإمامة في الصلاة وفي الحياة تعتمد على المؤهلات وليس على الجينات، وهذه إمامة المتقين، أما إمامة العنصريين السلاليين فإن لها شرطا ليس من الدين والعقل في شيء، بل إنه يشبه صفوية إبليس الرجيم "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"، والسلاليون يقولون "نحن خير منهم خلقنا من نطفة طاهرة".

ليس بعد كلام الله عز وجل كلام في نسف خرافة الغدير وولايته السلالية، قال تعالى: "وإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ". 124 سورة البقرة.

وقد فصل الله عز وجل في القرآن الكريم أسس الحكم المرتكزة على مبدأ الشورى الأقرب للعدالة والأكثر إنصافا، ورفض الولاية وفق السلالة لأنها غالبا ما ترتبط بالظالمين وتبتعد عن العدالة.

في 18 من ذي الحجة من كل عام، تطل رؤوس السلاليين كالشياطين، بخرافة الغدير والولاية في محاولة إسقاط غريبة لولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، التي تحققت شورويا وليس سلاليا، على من يدعي أنه من سلالته، بهدف احتكار الدين في سلالة والتلصص على الحكم وغصب السلطة بهذه المزاعم، فيما حدد الله سبحانه في القرآن الكريم أن من أراد الولاية فليأتها من بابها "الشورى"، "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" الشورى: 38.

مفتي الديار اليمنية العالم والفقيه القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، رحمه الله، كتب فتوى بخط يده أكد فيها أن "عيد الغدير" بدعة أحدثها السلاليون.

ونشرت الصفحة الرسمية للقاضي العمراني، على فيس بوك، الفتوى المخطوطة بيده والتي قال فيها: "عيد الغدير هو عيد باسم الدين، ولا وجود له في كتب السنة، وإنما أحدثه أبو الحسن علي بن بويه، بعد مضي أكثر من ثلاثة قرون من الهجرة، وأول من أحدثه في اليمن سيف الإسلام أحمد بن الحسن بن القاسم، في أيام خلافة عمه المتوكل إسماعيل بن القاسم، وأقره عمه على ذلك، فهو على ذلك بدعة".

من جهته، قال مندوب اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الدكتور محمد جميح، في تغريدة على صفحته بتويتر، إن "جماعات التشيع السياسي فتحت دكاناً، باعت فيه مخدرات ومحروقات وطائفيات وأسلحة مهربة، ومارست فيه غسيل أموال وغسيل أدمغة، وفرضت فيه الأخماس والأعشار، وروجت فيه للكذب والغش، ولمَّعت الشعارات والخرافات، وسوقت معلبات انتهت صلاحيتها، ثم علقت على الدكان يافطة مكتوباً عليها: "علي بن أبي طالب".

إلى ذلك أوضح عضو مجلس النواب شوقي القاضي، في تغريدة له على تويتر، أن "خرافة الغدير 18 ذي الحجة أكبر كذبة في التاريخ بها استحلّت ‎الهاشمية السياسية السلالية العنصرية الإرهابية دماءَ المسلمين وسرقت أموالهم واغتصبت سُلْطتِهم بدعوى "الولاية والوصية"، مضيفا: "الأصل في الإسلام قوله تعالى: "إنّ أكرمَكم عند اللهِ أتقاكم"، و "وأمرُهم شورى بينهم".

وزير الأوقاف والإرشاد السابق القاضي أحمد عطية، أشار إلى أنه لو كانت الولاية للصحابي الجليل علي بن أبي طالب، لما وصل إليها عبر التشاور والبيعة بعد استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولو كانت الولاية لعلي لما احتكم هو ومعاوية عند أبي موسى الأشعري، وعمرو ابن العاص.

السياسي والأكاديمي أستاذ القانون العام في جامعة صنعاء الدكتور صالح سميع، أكد أن "علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وأرضاه استمد ولايته من مبدأ الشورى فقط ولا يقول بغير هذا إلا جاهل أو سلالي عنصري طامع في غصب السلطة ليس إلا".

في السياق، أشار الشاعر فؤاد الحميري، إلى أن "أكذوبة "الغدير" تكشف العبيد ولا تصنعهم، فالعبد ليس بحاجة لحديث يسترقّه، والحُرّ ليس بحاجة لمحدِّث يُعتقه".

‏من جهته، قال الباحث والإعلامي عبدالله إسماعيل، "ذلك تاريخ الإمامة وعنوان خرافة الولاية وسلوك السلاليين على مدى أكثر من ألف عام مع اليمنيين، لا يرون فينا إلا وقودا لمعاركهم، ودما يسال لشهوتهم في الحكم، وثمنا رخيصا لمشروعهم الكهنوتي الأثيم، يجب أن تكون هذه آخر معاركنا معهم، وطريق خلاصنا من إرهابهم، ونهاية ناجزة لخرافاتهم".

‏فيما غرد المحامي محمد المسوري بالقول: "هل كان علي بن أبي طالب جبان ضعيف هزيل؟! لكي يترك الحكم لأبي بكر وعمر وعثمان، لو كان يعلم أن الحكم له من بعد رسول الله بمقولة الرسول لقاتلهم عليها حتى ينتزع الحكم أو يقتل دونه، هم يمجدونه لمصلحتهم فقط وفي نفس الوقت يتهمونه بالجبن والضعف، اعلموا بأن ‎خرافة الولاية أكذوبة وافتراء".

ومما يؤكد أن ولاية السلالة ظالمة لا يقبلها الله عز وجل بنص القرآن الكريم والآية التي وردت في المقدمة، هو عصر الظلم والطغيان الإمامي زمن الجهل والفقر والمرض، والنزعات المريضة الطبقية والعنصرية وتقسيم الناس إلى سادة وعبيد واحتكار العلم والحكم والمال في سلالة، وتجهيل الناس ليسهل استعبادهم وتركهم فريسة للمجاعة والأمراض.

وذلك ظهر جليا في زمن الأئمة الطغاة ومنهم يحيى حميد الدين، الذي اشتهر بالبخل وانتشرت في زمن حكمه المجاعة، فيما كانت مدافنه "مخازنه" تعج بمخزون كبير من الغذاء والأموال، والشواهد في هذا كثيرة ودونتها كتب التاريخ.

ومن عارض هذا الاستعلاء والاستكبار والإرهاب السلالي الشيطاني، كان مصيره القتل أو السجن أو النفي، وإزاء كل هذا الإجرام الذي فاق كل وصف ودمر حياة اليمنيين في مختلف جوانبها، قامت ثورة الألف عام 26 سبتمبر الخالدة لتدك عرش الدجلة الظالمين، الكذبة على الله والدين والرسول، وتنهي عصورا من طغاة توجتهم السلالة بعسفها وإرهابها وظلمها الذي تخطى كل حد ولا يرتضيه دين ولا ضمير إنساني مستقيم.

وها هو الشعب اليمني اليوم يسطر ملحمة بطولية فريدة جديدة، مستندا على تاريخ نضال مشرق، في مختلف ميادين النزال الميداني والفكري ضد أقذر جماعة "الحوثية" التي تسلطت على رقاب اليمنيين، متكئة على إرث إمامي كهنوتي سلالي مدجج بكل عصبية نتنة وعنصرية بغيضة وسلالية شيطانية حقيرة، ويستمر النضال الوطني لأجل بلد للشعب كله لا لسلالة، ودولة تضمن حقوق وحريات كل مواطنيها دون تمييز.