آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

الإصلاح بأقلام اليمنيين: تكوين سياسي كبير واستهدافه شماعة مفضوحة للإطاحة باليمن

الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2022 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت - خاص

هي ذات الذريعة التي رفعت وأسقطت بها صنعاء، وعدة محافظات بيد مليشيا الحوثي السلالية الإمامية ومشروعها الإيراني، وتستنسخ اليوم في دعم مليشيات مناطقية تستهدف الجيش والأمن ومكونات الشرعية والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، بنفس الذريعة.

إنها شماعة استهداف التجمع اليمني للإصلاح، التي جعلت منها مخلفات الإمامة والاستعمار لافتة لأجندات مشبوهة، وقد أثبتت الأيام أن الذي سقط في عام 2014، هو صنعاء بيد الإماميين، وكانت الجمهورية هي المستهدف الأول والأخير.

وسقوط العلم راية اليمن الكبير في شبوة، اليوم، يؤكد أن المستهدف ليس مكونا سياسيا، وإنما البلد كله بالتمزيق، في إطار تقديم الخدمات المجانية للحوثي ومشروع إيران المتربص باليمن والمنطقة، ومشروع التقسيم الذي يراد له أن يبدأ من اليمن وألا يتوقف عندها.

وهذا ما يؤكده حزب الإصلاح مرارا، ففي منشور لرئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي، قال "في عام 2014 رفعت المليشات الطائفية شعار القضاء على حزب الإصلاح فأسقطوا الدولة اليمنية، وحاليا المليشيات المناطقية، بأجندات غير وطنية، ترفع شعار إزاحة الإصلاح لكنا رأينا سقوط راية اليمن".

واستطرد الجرادي، "تقول المعطيات إن حزب الإصلاح ابن الأرض وحامي راية الجمهورية والوطن الاتحادي، يؤمن بالمواطنة المتساوية والشراكة والتوافق الوطني ولا يقبل المساومة في تجزئة اليمن أو تمكين المشاريع السلالية والمناطقية".

- نجح من حيث فشل خصومه

ويتفق الكثير من السياسيين والصحفيين والناشطين مع طرح حزب الإصلاح، ويؤكدون أن شماعة "الإصلاح"، ما هي إلا محاولة مكشوفة للتغطية على أجندات مشبوهة لإضعاف مكونات الشرعية وتقسيم وتقزيم اليمن الكبير، وأوضحوا في مقالات ومنشورات وتغريدات، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن حملة التشويه التي تطال الإصلاح تظهر حجم هذا الحزب السياسي العريق الحاضر بقوة في كل منطقة يمنية.

وأشاروا إلى أن الأدوات المستأجرة لأجندات مخلفات الإمامة والاستعمار، التي تبث سموم افتراءاتها باتجاه الإصلاح، تبين أن هذا الحزب مع أحرار اليمن أمل الجماهير اليمنية للدفاع عن الجمهورية والوحدة والتصدي للمشاريع القذرة.

وفي هذا السياق، يؤكد الكاتب عبدالفتاح الحكيمي، أن الإصلاح لم يتفرد لا بالقرار ولا بكل ومناصب السلطة في الحكومة وبقايا مؤسساتها الهشة المتاحة، أو تلك التي ساهم أكثر من غيره في إعادة لملمتها من العدم، وتعبئة المقاومة الشعبية ضد الانقلاب مع غيره من الوطنيين الأحرار.

وأضاف الحكيمي، أن الناس لم تفقد بعد ذاكرتها القريبة لشريط الوقائع والأحداث كما فقد البعض ماء وجهه وهو شريك كامل بمغانم الشرعية لا بمغارمها، مشيرا إلى أن الإصلاح المتهم بالاستحواذ على سلطة الشرعية تتعرض كوادره لمسلسل تصفيات.

ولفت إلى ما يطلقه خصوم الإصلاح بأنه يعرقل عملية تحرير البلاد من انقلاب الحوثي، مؤكدا أنهم يتخذونها شماعة ملائمة لتبرير ضرب أبرز القوى الوطنية التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى في مواجهة المشروع الكهنوتي، على عكس المتطفلين على السلطة دون تضحيات حقيقية.

وعن أسباب مهاجمة الخصوم للإصلاح، قال الحكيمي، إن إدارة حزب الإصلاح نجحت بشكل كبير على محدودية رقعة جغرافيا سيطرة وحركة دولة الشرعية اليمنية من حيث فشل خصومه في إدارة ما بأيديهم.

مشيرا إلى أهمية نموذج إدارة الإصلاح لمحافظة شبوة أو مأرب مثلا، والذي فضح عجز خصومه الآخرين المسيطرين بالنار والحديد على عدن لحج والضالع وسقطرى وجزء من أبين، ومعظم المحافظات الجنوبية التي أداروها بالقمع والجبايات ونهب موارد الدولة والترويع والتجويع.

وأضاف: "لعل نموذج إدارة حزب الإصلاح بهذا المستوى في شبوة أو مأرب في ظل كارثة الحرب الانقلابية كشف إلى أي مدى أن كياناً مثل الانتقالي يستطيع فقط أن يعطل ويعرقل ويقمع، وليس أن يعمل، ولا يقدم للناس إلا ما يؤذيهم ويفاقم البؤس".

مستطردا: "وبذلك قضى حزب الإصلاح الماكر على مستقبل خصومه بأدائه الإداري فقط، وتعريتهم وإحراقهم سلمياً أمام أنصارهم قبل خصومهم، في معركة إدارية حددت للناس من هم رجال الدولة ومن هم العصابات والمليشيات".

- لا يمكن إنكار تضحيات الإصلاح

سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، قال إن الإصلاح جزء أصيل من المجتمع والمؤسسة الرسمية، وله تضحيات لا يمكن إنكارها، مضيفا: "ولا أتفق مع خروجه من المؤسسات الشرعية".

كما أكد الكاتب والأديب محمود ياسين، أن الإصلاح هو التكوين السياسي الأكبر في الشرعية، أما الصحفي غمدان اليوسفي فقد قال: "أنا إصلاحي حين يقول الإصلاح لا لمشاريع التفتيت".

ويؤكد المحلل العسكري علي الذهب، أن شماعة حزب الإصلاح، مكنت الإماميين الكهنوتيين من شمال البلاد، والشماعة ذاتها تحاول تمكين الانفصاليين من جنوب اليمن، وفي كلا الحالين تمكين لأهداف القوى الاستعمارية.

مضيفا: "في كلا الحالين نجد الوجوه القبيحة ذاتها التي تؤدي المهمة القذرة، وتشجع عليها، تخادم مفضوح بين المشروعين القذرين، الكهنوتي والانفصالي، وبينهما القوى الاستعمارية، وخدام كل هذه الشرور، من رخاص القوم، لن تمروا، فللبلاد رجال، والمعركة طويلة".

‏في السياق، قال العميد محمد الكميم، مستشار وزير الدفاع، "لا نريد أن تعشش في رؤوسنا فكرة إلغاء الأحزاب المعارضة لنا وإقصاء أبناء الوطن المختلفين معنا باستخدام القوة المسلحة تحت أي ظرف وزمان، بل إن وجود الأحزاب القوية يعزز من مكانة الدولة عالميا ويضمن التطور والنماء والأمن والاستقرار والتداول السلمي للسلطة في تنافس حقيقي وحرية بسقف عالي".

مستطردا بالقول: "ليعلم الجميع أننا لا نحارب مليشيا الحوثي الإيرانية إلا لأنها تمارس علينا فكر الإلغاء والاجتثاث والتفرد بالسلطة وقمع الحريات وشيطنة المخالف والمعارض وإباحة دمه وعرضه وماله".

أما الباحث والمحلل السياسي عبدالناصر المودع، فقد أكد أن قيمة أي حزب أو سياسي بتمسكه بمواقف مبدئية صلبة، أهمها السيادة ووحدة الدولة، أما المواقف الانتهازية فلا تستحق إلا الاحتقار.

فيما أشار الدكتور عادل الشجاع، إلى أن الكراهية المتراكمة منذ فترة طويلة أصبحت جزء من مخيلة القواعد السياسية اليومية، وأصبح خطاب الكراهية قابلا للتبسيط، إذ أصبح كل طرف يعتقد بأنه يمارس حقه في رفع المظلومية عن نفسه وحزبه، لهذا تم تصفية ما تبقى من الشرعية تحت ذريعة تصفية الإصلاح، حد قوله.

ويقول الناشط عمرو أبو حاتم، في مساحة نقاش على تويتر، "لست عضوا في الإصلاح لكنني أدافع عنه لأنه يناضل ضد الحوثي وقواعده أول من واجه مليشيا الحوثي، وهذا الهجوم على الإصلاح بسبب أنه الحزب الكبير والعمود الفقري لليمن".

فيما يرى الناشط وليد بن سعيد، أن الإصلاح شريك في المعادلة السياسية منذ تأسيسه وله أفراد يضحون بالنفس والمال، مضيفا: "أن يكون الإصلاح واحد من 8 في المجلس الرئاسي، لا يتناسب مع حجمه الكبير".

وغرد الصحفي أحمد عايض، بالقول: "يحقدون على الإصلاح لأن المليشيا الحوثية نجحت في اختراق كل الأحزاب السياسية في اليمن، باستثناء حزب الإصلاح".

وعلق الكاتب محمد دبوان المياحي، على عبارة "الإصلاحيون لم يُبقوا لهم صاحب"، لافتا إلى أنها تُسقَط بشكل خطأ، لتبرير واقع مختل، يراد من الإصلاحي أن يتقبل كل سلوك كارثي بهدوء، كي يظل جديرًا بالصداقة، ما لم فهو "شخص لم يُبق له صاحب".

وقال إن أصحاب هذه الخلاصة، لا يناقشون جوهر المشكلة، بل يذهبوا لممارسة عملية ترهيب ضد كل من يناهض سلوكًا مؤذيًا للمصير العام، وهذا القفز على الفكرة والموضوع، لتقييم الآخرين هو نوع من المغالطة ورغبة بمصادرة حق الإصلاحي وغيره في اتخاذ الموقف كما تُمليها عليه قناعته وحتى مصلحته لا مشكلة.

مضيفا: "مطلوب من الإصلاحي أن يبتلع المهانات بصمت، أن يدعهم يتحدثوا ويباركوا الخيانات والتواطؤات ويجملونها أمام الناس، ما لم فهو شخص عنيف وصراحته تجرح ضمائرهم الناعمة، عليه هو أن يوقِف غضبه، وليس عليهم أن يراجعوا مدى استقامة سلوكهم".

- حزب لم يخن في قضايا الوطن

الناشط عبدالمحسن المراني، حذر من ضياع اليمن تحت شماعة الإصلاح، "سقطت الدولة سابقاً تحت هذه الشماعة التي تضرر منها كل يمني، فلا تسقطوها مرة أخرى تحت هذه الشماعة، اليمن أكبر من كل الأحزاب، لا تجعلوا أحقادكم السياسية تطيح بالدولة وباليمن ووحدته، ليس لدينا عدو سوى الحوثي".

وغرد الصحفي هائل البكالي، قائلا "يدور حزب الإصلاح حيثما تدور المصلحة الوطنية اليمنية والمصلحة العربية، قدم تنازلات كثيرة في سبيل القضايا الوطنية، واليوم تعرض لمحاولة شيطنة، ضمن مخطط يستهدف المكونات اليمنية المناهضة للحوثي".

مضيفا: "يحق لحزب الإصلاح أن يفخر أنه لم يخن أو يهادن في القضايا المصيرية في البلاد، فعند محاولة إسقاط الدولة في صنعاء كان أول الأحزاب المحذرة من خطورة ذلك، ودعا لمواجهة الانقلاب، واليوم يقولها مجدداً في وجه من يحاولون إسقاط راية الجمهورية اليمنية واستبدالها براية مناطقية".

من جهته، قال الناشط الحقوقي موسى النمراني، إن الإصلاح ليس هدفا، الإصلاح هدف وهمي ومزيف، الهدف الحقيقي هو الحالة السياسية التي أنتجت الإصلاح، وهي الجمهورية والتعددية السياسية، ويعني ألا أحد من منافسي الإصلاح يمكن أن يكسب إذا خسر الإصلاح، لأن الصراع ليس صراعا حزبيا.

موضحا: "لا يمكن للأحزاب أن تستثمر خسارة الإصلاح إذا خسر على يد مليشيات في الشمال أو في الجنوب، بل إن الإصلاح لن يخسر شبر، إلا بعد تكون كل الأحزاب قد خسرت ذراع، وحين تكتمل الخسائر تكتشف كل الأحزاب أنها خسرت نفسها حين كانت تظن أن الإصلاح يخسر لأنها في الوقع كانت تخسر الأرض التي تعمل عليها الأحزاب لصالح الأرض التي تتوسع فيها المليشيات وتخسر الزمن الذي تحكم فيه الانتخابات لصالح الزمن الذي تحكم فيه دورات العنف".

وبالتالي يكون المجتمع بأكمله قد خسر على كل المستويات، خسر حقه في حكم نفسه، وحقه في التعبير وحقه في التنمية وحقه في الحياة الكريمة، وحقه في حرية التنقل، وصار المواطن رهينة من يحملون السلاح، ومن يحملون السلاح رهينة لمن يمدهم بالسلاح، وتختفي دورة الحياة الطبيعية، لا عمل، ولا إنتاج، ولا تعليم، بحسب الناشط النمراني.

وبلغة ساخرة، قال الناشط وليد علوان، إن الإرهابي الحوثي ينقلب على السلطة الشرعية، ويلتهم الدولة، من أجل مواجهة حزب الإصلاح، ويوغل الإرهابي بن بريك في دم الجنوبيين من أجل مواجهة حزب الإصلاح، يُنَكل بالآلاف من المواطنين في عدن من أجل مواجهة حزب الإصلاح، يُنادَى باقتحام قصر الرئيس في معاشيق، الذي تحرسه ألوية حماسة رئاسية لإسقاط حزب الإصلاح، يتم تصفية وجود الجمهورية في شبوة، ويداس على علم الجمهورية بأقدام مليشيات مناطقية، من أجل مواجهة حزب الإصلاح.

مضيفا: "الإصلاح حزب يمني له وعليه، ولكن حينما يصطف في وجهه الإرهابيون والمتمردون والمخربون والمعتدون على السيادة، فذلك شغل دعائي لصالحه، لن يقدر هو عليه مهما فعله، إن كل هؤلاء يشتغلون كشركة علاقات لتحسين سمعة حزب الإصلاح وتسويقه بين صفوف الأجيال الجديدة التي حيل بينه وبينها منذ ما يقرب من عقد كامل من السنين".

وعلق الناشط نصر الزريقي، على حملة استهداف ضد حزب الإصلاح، ساخرا: "تسمع بعض الحزبيين يقولون: لم يستوعب الإصلاح المتغيرات، وهم عادهم يعتقدوا أن روسيا هي الاتحاد السوفيتي".

- نقطة من نقاط ومكامن القوة

عضو مجلس النواب شوقي القاضي، أكد أن الحزبية في اليمن جزء من المكون الديمقراطي والنظام السياسي الجمهوري الذي ارتضيناه لأنفسنا، ونحترم كافة الأنظمة ولكل بلد الحق في اختيار نظامه السياسي.

مضيفا: "ينبغي أن نحافظ على الأحزاب لتبقى منظومات لمواجهة الكيان الحوثي المنظم، فلا يمكن مواجهة الجهات المنظمة إلا بكيانات منظمة بأطر قوية، ومن يدعو لاجتثاث الأحزاب يقدم خدمة مجانية لمليشيا الحوثي، ويتآمر على النظام الذي ارتضيناه لنا".

وأكد أن الأحزاب رغم التباينات تحافظ على النسيج الاجتماعي بعيدا عن التمزق المناطقي والجهوي، وقال النائب القاضي، إن استهداف الإصلاح ليس لأنه إصلاح هذه كلها مبررات لتعتقد الأحزاب الأخرى بأنها في منأى عن المؤامرة.

مشيرا إلى أن حملة التحريض ضد الإصلاح تأتي لأنه حزب يمثل نقطة من نقاط ومكامن القوة للجمهورية اليمنية، وبدأوا بالإصلاح لأنه الأكثر قوة وتماسكها وبعد ذلك سيسهل استهداف الأحزاب الأخرى.

وأشار شوقي القاضي، إلى أن التجمع اليمني للإصلاح، حقق خلال 32 عاما من تأسيسه، إنجازات متعددة في المجالات السياسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وغيرها، واتسم بالوسطية وتوجيه طاقات الشباب للعمل السياسي والنقابي.

مشيرا إلى كفاءة منتسبيه، ومساهمته الكبيرة في تذويب العنصرية والمذهبية والطبقية، وتأهيل الشباب وإشراك المرأة في العمل السياسي والمدني.

وذكر النائب شوقي القاضي، بأن عدد الوزراء والسفراء من حزب الإصلاح أقل النسب في الشرعية ويتهم بأنه يستحوذ على الشرعية، ويكفي الإصلاح فخرا أنه من تصدر معركة مواجهة الحوثي، شهداؤه وجرحاه ومختطفوه بالآلاف.

وكل الآراء تجمع على أن حزب الإصلاح، كان ولا يزال وسيظل، الحاضر دوما، لا يغيب في أي جولة أو ملحمة يصنعها الشعب، فهو الرائد والقائد وسيظل كذلك مع الشعب وإلى الشعب يؤمن بالإنسان اليمني ومن أجله يعمل ويضحي، وهو ما يكتبه التاريخ ويشهد عليه أحرار اليمن في الأمس واليوم، فالإصلاح جزء أصيل من توهج شمس اليمنيين وفجرهم، بشهادة الجميع.