آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

العدوان الحوثي الغادر على تعز.. أخطر خروقات الهدنة وتحدي للرئاسي والتحالف

الخميس 01 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 12 مساءً / سهيل نت - خاص

سبع سنوات من الحصار والقصف والقنص الحوثي، ومعاناة إنسانية تفوق الوصف لأكثر من 4 ملايين إنسان في تعز، وسط صمت أممي ودولي حد التواطؤ، ولم يتوقف إجرام الحوثي عند هذا الحد البشع، بل يريد الآن قطع آخر شريان يصل تعز بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

هي تعز قلب اليمن النابض بالنضال ورمز البطولة والصمود أمام إرهاب وإجرام المشروع الإمامي، الذي أثخن في جسد هذه المحافظة الجراح انتقاما من تاريخها المبهر في الدفاع عن حرية الإنسان اليمني ومبادئ الثورة والجمهورية.

حصار تعز المستمر من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وصمة عار على الأمم المتحدة وكل المنظمات والهيئات الدولية التي تدعي الدفاع والعمل من أجل حقوق الإنسان وحرياته، وهذا ما أكده دبلوماسيون وناشطون وسياسيون، على مواقع التواصل الاجتماعي.

• الهدنة المزعومة غطاء للتحشيد

سفير اليمن لدى المغرب عز الدين الأصبحي، قال إن انتهاكات الحوثي للهدنة وتكرار هجومه الوحشي على ‎تعز مؤخرا، يتطلب عودة فورية لفريق الشرعية من مباحثات الأردن مع المبعوث الدولي، واتخاذ خطوات عملية على الأرض في دحر عدوان الحوثي وتحرير الأرض من الميليشيات الحوثية، وليس المطالبة بمجرد الإدانة والاستنكار.

وأضاف الأصبحي، أن المطلوب من كل الأحزاب السياسية والقوى والشخصيات الوطنية والاجتماعية، توحيد الجهود الآن والترفع عن كل الصراعات البينية، وتوجيه الجهود لمواجهة حشود الميليشيات الحوثية المتمردة، وعدم الاكتفاء بطلب الاستنكار العالمي لجرائم الحوثي.

من جهته، قال الإعلامي عبدالله إسماعيل، إن الحوثي يصعد في تعز ويستخدم الهدنة المزعومة كغطاء للتحشيد والعمليات العسكرية، مستفيدا من التزام الشرعية والتحالف، ومستندا إلى مباركة أممية وصمت دولي.

مضيفا: "لا يخترق الحوثي الهدنة فهو لم يلتزم بها أصلا، ما يحدث في تعز، أقذر وأكبر عملية اختطاف رهائن، في التاريخ، الميليشيا الحوثية الإرهابية، تختطف سكان مدينة كاملة، تمارس عليهم التجويع والحصار والقتل والقنص اليومي والمبعوث الأممي يرعى الجريمة بالصمت ومحاباة المجرم".

وأوضح إسماعيل، أن هجوم مليشيا الحوثي على مواقع الجيش الوطني في تعز يكشف حجم استهتارها بالهدنة الأممية والجهود الدولية للسلام، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي جديد، لا نتوقع أن ينجح فيه، فسوابقه في رعاية الميليشيات أكثر من أن تعد.

مشيرا إلى أن التصعيد يؤكد الهمجية الحوثية، ويفضح رخاوة المبعوث وأممه المتحدة، وغياب ضمير العالم لصالح التوظيف الانتهازي لواحدة من أكبر جماعات الإرهاب في العالم.

إلى ذلك، قالت الناشطة وسام باسندوة، "ذهبنا للهدنة الأممية على أمل أن تساعد في التخفيف من معاناة الناس وترفع الحصار عن تعز، فتمادى الحوثي بخرقها، ولم يكتفِ بعدم رفع الحصار عن تعز والدخول في مفاوضات التسويف العبثية لإضاعة الوقت فقط بل زاد في قطع خطوط ‎تعز وقصفها"، مضيفة أن ذلك يؤكد أن مليشيا الحوثي جماعة إرهابية.

• الحوثي يحرق الهدنة الأممية

وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، يؤكد أن الحوثي عبارة عن قاطع طريق ويتزعم عصابات نهب لقتل ونهب اليمنيين، فلما أتى إلى تعز كسرته، لذا يريد لها الموت، وهي لن تركع حتى يدفنه اليمنيون تحت أقدامهم، تعز كسرت كبرياء واستعلاء الحوثي منذ بداية غزوه للبلاد.

وقال إن الحوثي ينظر لأبناء تعز نظرة عنصرية يستحقون القتل لأنهم رفضوا منهجه الشيطاني، لذا يرفض أن يفك عنهم الحصار المفروض منذ سنوات، بل ويريد أن يغلق آخر شريان يتنفسون من خلاله، مضيفا: "الحوثي يخرق الهدنة بل يحرقها في تعز، مسيرة دمار".

وأضاف المجيدي: "كان يعتقد الحوثي بأن تعز المكان الرخو الذي يستطيع من خلاله النفاذ لبقية البلاد تحديدا الجنوب، لكنها كانت صلبة ومنيعة في وجهه وأصبحت من أكثر المدن التي استنزفت عصاباته لذا حقده مضاعفا عليها"، مشددا على أنه من المهم تزويد الجيش الوطني في تعز وفي كل الجبهات بأسلحة نوعية لكسر الحصار بالقوة.

وتطرق الدكتور عادل دشيلة، في مساحة نقاش على تويتر، إلى مأساة الحصار الحوثي على تعز، مؤكدا أن الدول التي عانت الصراعات خرجت من المعاناة، مشيرا إلى أن القوى الوطنية مطالبة باتخاذ مزيد من الإجراءات المناسبة وبكل الوسائل المتاحة.

وأكد أن المليشيات أدوات هدم لا بناء، لافتا إلى أن المليشيا الحوثية لم تنجز غير المقابر، مضيفا أن الأمم المتحدة تدخلت في أكثر من بلد ولم تفعل شيئا لأنها أدوات ناعمة للنظام الدولي الجديد.

من جهتها، قالت الدكتورة نادين الماوري، إن العدوان الحوثي الصارخ على تعز يعد تحديا للمجلس الرئاسي والتحالف، لافتة إلى أن هذا الهجوم الحوثي الغادر رغم الهدنة، تزامن مع اجتماع للجنة العسكرية في العاصمة الأردنية، لمناقشة تنفيذ الهدنة ومن ضمن بنودها فك الحصار عن تعز.

وأضافت أن الحوثي يهاجم منطقة الضباب في المنفذ الأخير لتعز إلى العالم، تلبية لرغبات إيرانية وأجندات أخرى مشبوهة، مؤكدة أن تعز صامدة وستنتصر فقد حاول الحوثيون في سنوات ماضية وفشلوا فشلا ذريعا.

وأشارت نادين، إلى أن تعز صادقة في مقاومتها للحوثي، وأهلها يرفضون الحوثي رفضا تاما، والهجوم الذي تم مؤخرا رسالة تدق ناقوس الخطر، وقالت إن أهل تعز يستحقون كل التقدير ويأملون رفع الحصار، وينبغي أن يتوقف ما فعله الحوثي والعودة إلى هدنة حقيقة أو حسم عسكري.

• حقد دفين على أبناء تعز

الناشطة الحقوقية إشراق المقطري، تؤكد أن الهجوم الحوثي الغادر لإغلاق ما تبقى من منفذ لتعز، مخالف لأي هدنة ولأي فكرة سلام، بينما يؤكد الصحفي محمد الصالحي، أن مليشيات الحوثي صبت جام غضبها على المدينة وكشفت بجرائمها المفزعة مدى حقدها الدفين على أبناء تعز.

وأضاف الصالحي: "اليوم بعد هجوم الحوثيين على ‎الضباب، برزت قضية فك حصار ‎تعز كمقياس أساس لصمود الهدنة الأممية التي تم تمديدها للمرة الثانية وتضم بنودا خاصة بفتح طرق رئيسية إلى المدينة التي ترزح تحت وطأة حصار حوثي بشع منذ سبع أعوام".

وتابع: "بددت مليشيا الحوثي فرص التوصل لاتفاق لرفع الحصار المفروض على المدينة، كما أنها بذلك الهجوم تسعى لوأد التحركات التي تنشد السلام ووضعها في مأزق حقيقي".

وأكد الصالحي، أن "فتح منافذ ‎تعز وإنهاء حصار المدينة لا يحتاج إلى جلسات محادثات ورحلات سفر، وأيضا لا تنتظروا من الأمم المتحدة التي تغض الطرف عن جرائم ‎الحوثي طوال 7 سنوات، أن تفك الحصار عن المدينة، إنما يتطلب الأمر إرادة وموقفا شجاعا من مجلس القيادة والتحالف وإطلاق عملية عسكرية واسعة لن تستغرق أسبوعا".

من جهته، قال محمد العمدة رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، "يحاول الحوثيون من خلال هجومهم الكبير على منطقة الضباب قطع شريان ‎تعز الوحيد وإطباق الحصار من جديد على كل المدينة، على مرأى ومسمع من رعاة الهدنة المعلنة، الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن".

فيما يؤكد الباحث عادل الأحمدي، أن الحوثي يحرص على استمرار الحرب وعدم الجنوح للسلام، لأنه أولا ومن حيث الأساس، وجد لمهمة كهذه لإيذاء اليمن والخليج، ولأنه ثانيا، يعتبر الحرب وسيلة لقمع التباينات والخلافات داخل صفوفه، وبالتالي يرى في السلام تهديدا أكيدا لسبب وجوده، وبداية لتحلل ميلشياته.

ويشير الصحفي خالد العلواني، إلى أنه إزاء تصعيد الحوثي في تعز، "الحكومة تندد، والمبعوث الأممي يبارك بصمته المريب، لكن تعز التي واجهت المليشيا طوال الفترة الماضية وكسرت صلفها قادرة اليوم على إحباط مخططاتها والانتصار للمشروع الوطني الجامع".

من جهته، قال الناشط الحقوقي همدان العليي، "سيبلع الوسطاء ألسنتهم أمام محاولات الحوثيين الدائمة التي تهدف لإغلاق المنفذ والمتنفس الوحيد لسكان مدينة تعز في الوقت الذي يطالبهم العالم برفع الحصار وإنهاء المعاناة".

مضيفا: "متى ينتهي مسلسل الخذلان، أنتم ترتكبون جريمة في حق اليمن عندما تمكنون العصابة العنصرية من رقاب اليمنيين".

ويؤكد الدكتور ياسر الشرعبي، أن "قبح الحوثيين تعرى حين اعتلى تلال تعز وجبالها ومداخلها قناصاتهم ودباباتهم يتربصون بالرجال والنساء والرعاة والأطفال في مدارسهم وتجمعاتهم، في محاولة لإخضاع المدينة، لكن ذلك لم يزد سكانها إلا إصرارا على ضرورة تحريرها والإيمان بتطهير اليمن من هذا الرجس الذي حل بها".

• تماهي أممي مع مليشيا الحوثي

يشير الإعلامي هائل البكالي، إلى أن ‎تعز وقفت حائط صد ضد التمدد الحوثي، وكانت أول محافظة تعلن الكفاح المسلح ضد المليشيات الحوثية، واستطاعت بدبابة واحدة الدفاع عن المدينة لأكثر من سبع سنوات.

فيما يؤكد الناشط محمد الحذيفي، أن تعز لديها رجال أشداء البأس وفرسان يواجهون ببسالة وشجاعة ويقارعون النار وبإمكانياتهم القليلة أذلوا أذيال الفرس، مشددا على أن تعز بحاجة إلى وقفة جادة من الحكومة والرئاسة ومدها بالعتاد النوعي لاستكمال التحرير.

مشيرا إلى أن الأساليب الالتوائية والخداع والمراوغة مكنت المليشيا الحوثية من الاستمرار في خروقاتها للهدنة الأممية، مضيفا أن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، تماهى مع مليشيا الحوثي ومنحها الغطاء الأممي للاستمرار في ارتكاب الجرائم.

مؤكدا أن الهجوم الحوثي الغادر على تعز واحد من أخطر خروقات الهدنة الأممية التي يرتكبها كل يوم في مختلف الجبهات، مشيرا إلى أن الفارق في تعز أن المليشيا الحوثية التابعة لإيران تريد السيطرة على الشريان الوحيد الذي يغذي المدينة لخنقها كمقدمة للتوغل نحو باب المندب.

ويقول الإعلامي مختار الفقيه، إن استئناف المليشيات الحوثية الحرب في تعز بتوسيع هجومها الفاشل، والزج بأنساقها البشرية وقطعانها الحوثية في محاولة قطع طريق الضباب الشريان الوحيد للمدينة، لا يعد خرقا للهدنة وإنما إسقاطا كليا لها.

مضيفا أن تعليق اللجنة العسكرية مشاركتها في المحادثات الجارية في الأردن لبحث فتح الطرق وفك الحصار عن تعز، رد رسمي غير كاف لأن الحوثيين هدفهم التملص أصلا من فك الطرقات.

وتابع: "ولكن تسليح الجيش الوطني بالصواريخ الحرارية والنوعية أقل ما يمكن الرد به على مليشيات الموت والإرهاب ونقض الهدن والاتفاقيات".

إلى ذلك، قال الناشط أحمد الصباحي، إن كل الطرق لا تؤدي إلى ‎تعز، والسبب: الحصار الحوثي، متسائلا: أما آن لهذه المدينة أن تتنفس؟

وفي السياق، قال الناشط نايف العماد، "يحمل الحوثي وعصابته العنصرية حقداً دفيناً على اليمن لكنه يتضاعف حينما تكون تعز، وهو ما يفسر ما ارتكبوه ضد أبنائها من جرائم وحشية والحصار المفروض على المدينة".

فيما يؤكد الناشط بندر البكاري، أن "تعز بكل تضحياتها الكبيرة منذ 8 سنوات، لا تحتاج اليوم إلى "بيان إدانة" من قبل الحكومة، ولا "عريضة استنكار" من المجلس الرئاسي، في مواجهة العنجهية الحوثية، الجميع يدرك ماذا تحتاج تعز والمرابطين في جبهاتها من أبطال الجيش الوطني".

مضيفا: "طوال مدة سريان الهدنة الأممية وقذائف مليشيا الحوثي المدفعية تنهال على مواقع الجيش الوطني والقرى والمناطق السكنية غرب مدينة تعز، وتستهدفها بشكل دائم دون هوادة أو تفريق بين التموضعات العسكرية وقرى المدنيين".

ووجهت الناشطة الحقوقية داليا محمد، رسالة لكل الناس، بالقول: ما دوركم وتأثيركم على وضع تعز، المدينة المحاصرة منذ 2015، كل يوم تتعرض للقصف للقنص وجرائم مروعة؟