آخر الاخبار

الرئيسية   حوارات

قيادي في إصلاح شبوة: هذه أكبر تحديات تواجه حزب الإصلاح اليوم

الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 02 مساءً / سهيل نت - خاص- حاوره: صلاح الدين حمزة

قال يسلم البابكري، نائب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في شبوة، إن الحزب قدم للحياة السياسية الكثير، ولديه إرث من التجربة السياسية التي تنوعت بين المشاركة في إدارة الدولة وفقا لنتائج الانتخابات وبين المعارضة السياسية.

وأضاف البابكري، في حوار خاص مع موقع "سهيل نت"، أن الإصلاح جزء أصيل من الشعب اليمني، الذي يتعرض اليوم لأبشع حملة تستهدف هويته الوطنية ومكتسباته التي ناضل وضحى لأجلها طويلا.

وأكد نائب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في شبوة، أن الإصلاح جزء من المجتمع اليمني الرافض للانقلاب على الدولة وفي طليعة المشروع المقاوم في إطار الدولة ومؤسساتها ويخوض معركة الدفاع عن اليمن تحت راية الجمهورية اليمنية.

نص الحوار:

- اثنان وثلاثون عاما منذ تأسيس التجمع اليمني للإصلاح.. أين يقف حزب الإصلاح اليوم؟

يقف الإصلاح على أرض صلبة من المبادئ التي يؤمن بها والمواقف التي يتخذها برغم حجم التحديات في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ اليمن، إلا أن الإصلاح لم يحد عن ثوابته التي تمثل أساس نشأته وبقائه وبقي يناضل لأجل الأهداف الكبيرة والقيم الأصيلة للشعب اليمني.

- ما الذي قدمه حزب الإصلاح خلال هذه الفترة الطويلة لليمن، والحياة السياسية؟

قدم الإصلاح للحياة السياسية الكثير ولديه إرث من التجربة السياسية التي تنوعت بين المشاركة في إدارة الدولة وفقا لنتائج الانتخابات وبين المعارضة السياسية، وتبني تطلعات الشعب وإدارة الحوار وبناء التحالفات وصياغة البرامج والمشاريع السياسية والمساهمة في الفعل الثوري والحوار الوطني وصولا إلى المشاركة الفعالة في مشروع مقاومة الانقلاب على الدولة، شارك الإصلاح بفاعلية في مختلف مراحل العمل الوطني وبأفق واسع وأثرى كل مرحلة بما تقتضيه من مواقف ورؤى وفعل وأداء.

- هل قيادات الإصلاح راضية عن أداء الحزب، طيلة هذه الفترة؟

تجربة الإصلاح خلال هذه السنوات حافلة بالعمل السياسي والوطني والتنظيمي، هي تجربة طويلة فيها من الإنجاز الكثير وفيها من القصور دون شك والحقيقة أن الإصلاح ينجح ويتقدم في المحيط الذي نشأ فيه في بيئة السلم والعمل المدني هذه البيئة التي يجد فيها الإصلاح نفسه كحزب مدني يمارس العمل السياسي والنضال السلمي لصنع وعي وطني يمكنه من نيل حقوقه، غير أن الانقلاب على الدولة خلق واقعا جديدا أصبح فيه الإصلاح جزء أصيلا من المشروع الوطني المقاوم للانقلاب وعموما فلا يمكن الحديث عن الرضى المطلق فحجم التحديات كبير للغاية.

- ما هي التحديات التي يواجهها حزب الإصلاح؟

الإصلاح جزء أصيل من الشعب اليمني، الذي يتعرض اليوم لأبشع حملة تستهدف هويته الوطنية ومكتسباته التي ناضل وضحى لأجلها طويلا، اليوم هناك مشاريع تستهدف سلخ اليمن من هويته كما تستهدف النظام الجمهوري والوحدة اليمنية كأهم مكتسبات وطنية، اليوم الدولة اليمنية تستهدف والحياة السياسية، تجرف هذه هي أكبر التحديات التي يواجهها الوطن والإصلاح في طليعة القوى الوطنية التي تقاوم تلك المشاريع.

- يعاب على الإصلاح عدم تجديد قياداته.. ما دقة هذا الطرح؟

الإصلاح من أكثر أحزاب اليمنية انتظاما في عقد مؤتمرات المحلية والعامة والتي منها يأت اختيار قيادته وفق نظامه الأساس ولوائحه، لكن الانقلاب والحرب أعاقت وحالت دون عقد هذه المؤتمرات وبالتالي يدير الإصلاح عمله ونشاطه وفق الممكن والمتاح حتى تتهيأ فرصة مناسبة لعقد مؤتمرات وانتخاب قيادته.

- كان حزب الإصلاح، أول حزب يمني، يبارك تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وأول حزب سياسي خرج ببيان رسمي ينتقد انحراف مسار المجلس الرئاسي.. لماذا هذا التحول السريع في الموقف؟

الإصلاح بارك مخرجات مشاورات الرياض ومنها تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ليقود مرحلة عنوانها التوافق والشراكة الوطنية وتوحيد الجهود نحو المعركة الجامعة بمواجهة المشروع الحوثي، وكانت فرصة أن تتصالح جميع القوى الوطنية وتتجه لمعركة الحوثي، لكن سير الأحداث يشير إلى أن أداء مجلس القيادة بحاجة إلى الكثير من المراجعة، إذ من غير المعقول أن يكون المجلس غطاء لتمرير مشاريع تستهدف ثوابت الدولة اليمنية، وربما أن أحداث شبوة كانت مؤشرا يستحق أن يرفع الصوت لتصحيح المسار في أداء المجلس، فمباركة وتأييد المجلس لا تعني الصمت عن أي أخطاء في الأداء.

- هناك من يقول إن الإصلاح فقد مصالحه، ولهذا عبر عن استيائه من قرارات المجلس الرئاسي الأخيرة، رغم اعتراف الحزب بشرعية المجلس كشرعية وحيدة في البلد؟

لو أقمنا جرد للمكاسب والخسائر لمختلف القوى اليمنية فلا شك أن الإصلاح ظلم كثيرا، المسألة ليست مسألة مصالح بقدر ما هو رفع الصوت للحفاظ على ما تبقى من وطن تستنزفه المشاريع، دون بناء مشروع وطني مبنى على الشراكة ووجهته استعادة الدولة ومقاومة الانقلاب فهذا مؤشر على السير في الطريق الخطأ الذي يتطلب رفع الصوت لتصحيح المسار.

- ثمة اتهامات توجه لحزب الإصلاح، ونريد أن نسمع رأي الحزب حولها، ومنها اتهام الإصلاح بإشعال معارك جانبية في المناطق المحررة، على حساب المعركة الرئيسية مع مليشيا الحوثي، وامتلاك الحزب قوة عسكرية.. ما ردكم؟

قائمة الاتهامات لانهاية لها، والمضحك أن من يمتلك جيوشا مسلحة خارج سلطات الدولة هو من يطلق الاتهامات، الإصلاح جزء من المجتمع اليمني الرافض للانقلاب على الدولة وفي طليعة المشروع المقاوم في إطار الدولة ومؤسساتها ويخوض معركة الدفاع عن اليمن تحت راية الجمهورية اليمنية لا تحت راية الحزب، الروح المدنية التي تسري في جسد الإصلاح تمنعه من أن يكون كيانا مليشاويا وإيمانه العميق بفكرة الدولة يجعله متمسكا بها محافظا عليها حتى أتهم بأنه هو الدولة، رغم أن تمثيله في مؤسساتها لا يتناسب بالمطلق مع حجمه وتضحياته.

- بالمقابل، يشكو حزب الإصلاح، من محاولات إقصاء واستقواء.. من يقف خلف هذه المحاولات، وماذا يراد منها؟

إيمان الإصلاح بالشراكة إيمان مبدئي لأن أي استئثار أو إقصاء يفقد العمل الوطني توازنه، خطاب الإصلاح وسلوكه يسير في هذا الخط، وهو يمد يديه لجميع الشركاء غير أن هناك قوى بنيت على الإقصاء ونشأت عليها، النهج الشمولي أوقع الوطن في مأزق كبير، والخيار الشراكة.

- يلاحظ هجوم الإعلام الإماراتي باستمرار ضد الإصلاح.. هل لدى الحزب مشكلة مع الإمارات، أم ماذا؟

مشكلتنا الأساسية هي مع الحوثي ومعركتنا الوحيدة معه وسعى الإصلاح إلى خلق علاقة متميزة مع الأشقاء في التحالف العربي وكان خطابه الإعلامي ومواقفه في هذا الاتجاه حفاظا على واحدية المعركة مع المشروع الإيراني، الذي يستهدف اليمن والخليج وعلى هذه القاعدة يبني الإصلاح مواقفه وبالنسبة للخطاب الإعلامي الموجه ضد الإصلاح ومن وسائل إعلام تتبع الأخوة في دولة الإمارات أو ممول منها، هو خطاب غير مبرر ولا ينطلق من أي منطق وعموما لا يمكن أن ينحرف الإصلاح عن خطه وهدفه ومعركته.

- بعد ثمان سنوات من الحرب الدائرة.. أين أخفقت القوى الوطنية المؤيدة للشرعية اليمنية؟

مرحلة السنوات الثمان بحاجة إلى تقييم شامل يقيم الإخفاق ويصحح المسار سواء في منظومة إدارة الدولة، التي هي في الأصل إدارة معركة وطنية أو في أداء القوى السياسية وأيضا في العلاقة مع التحالف العربي دون وجود التقييم والتصحيح فسيتم إهدار الكثير من الوقت والطاقات وإضاعة الكثير من الفرص.

- ما هي رؤية التجمع اليمني للإصلاح لإيقاف الحرب، وإحلال السلام في اليمن؟

الحقيقة أن من أشعل الحرب هو من لا يريد إيقافها وينظر إلى أي خطوة للسلام كسب للوقت لخوض الحرب من جديد، دون استعادة الدولية والالتزام بالمرجعيات الوطنية والقرارات الدولية، فيبقى الحديث عن السلام مجرد كلام خال من المضامين الحقيقية.

- مشاريع التقسيم تلوح في الأفق أكثر من أي وقت مضى.. ما موقف الإصلاح تجاه هذه المشاريع؟

ربما لا يمكن أن يكون الإصلاح واضحا وصريحا مثل وضوحه وصراحته في تمسكه بالقيم الوطنية، وفي مقدمتها النظام الجمهوري والوحدة اليمنية ولأجل هذه القيم يبذل الإصلاح ويضحي، فلا معنى للدولة اليمنية بدون الجمهورية والوحدة.

- بصراحة.. هل أنتم راضون عن أداء التحالف العربي في اليمن؟

الحقيقة أن هناك حاجة لتقييم إدارة المعركة مع الحوثي، وهي الأرضية التي قام عليها التحالف العربي وبحاجة إلى إصلاح أي خلل وهي مسألة جوهرية ومصيرية لنا كيمنيين ولأشقائنا في التحالف العربي، المسؤولية تجاه التضحيات الكبيرة التي قدمت والوفاء لها تستوجب جهدا كبيرا، فما كان للحوثي أن يتقدم لو أن كل الجهود اتجهت لمقاومة مشروعه، لم يكن أداء مؤسسات الدولة كما يجب وهذا بالتأكيد له انعكاساته على الأداء المشترك مع التحالف العربي، والتصحيح ضرورة.

- كيف ينظر الإصلاح أو يقرأ مستقبل البلد، في ظل كل هذه المهددات التي تحيط اليمن من كل جانب؟

لا شك أن التحديات كبيرة للغاية وقدرنا كيمنيين أن نواجه هذه التحديات بثبات والثقة كبيرة بأن يكتب الله تعالى لهذا الشعب الخلاص.

- تزايدت مؤخرا الدعوات التي تدعو حزب الإصلاح، إلى التقارب مع مليشيا الحوثي.. ما تعليقكم؟

يدرك من يسوق لهذه الدعوات أن التقارب مع الحوثي هو ضرب من الخيال فلا يمكن أن يجتمع الفكر السلالي مع المشروع الوطني، ولا الإمامة مع الجمهورية، ولا يمكن أن تلتقي ثقافة الموت والعنصرية مع قيم الحرية والمساواة.

- كلمة أخيرة بمناسبة ذكرى تأسيس التجمع اليمني للإصلاح.. لمن توجهها؟

نهنئ أعضاء وأنصار الإصلاح بهذه المناسبة متمنين لهم المزيد من العطاء الوطني، وأن يكونوا دوما حملة مشعل الخير في هذا الوطن، وأن تعود الذكرى واليمن بخير.