آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

بيان اليمن في مجلس الأمن: جهود السلام تعرضت لانتكاسة كبيرة نتيجة تعنت مليشيا الحوثي

الخميس 13 أكتوبر-تشرين الأول 2022 الساعة 08 مساءً / سهيل نت

قالت الحكومة اليمنية، إن جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن تعرضت إلى انتكاسة كبيرة بسبب تعنت المليشيات الحوثية وإصرارها على استغلال معاناة اليمنيين لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وأضاف مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، أن المليشيا الحوثية لم تستجب للنداءات الصادرة عن مجلس الأمن والمجتمع الدولي للتخلي عن خيار الحرب وتغليب لغة الحوار ومصالح اليمنيين من خلال تمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت منذ 2 أبريل المنصرم وجلبت العديد من المنافع للشعب اليمني نتيجة التنازلات التي قدمتها الحكومة اليمنية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.

ولفت السفير السعدي، في بيان الجمهورية اليمنية الذي ألقاه في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط "اليمن" التي عقدت اليوم، في مدينة نيويورك الأمريكية، إلى أن الحكومة أبدت كافة أشكال المرونة والتعاون مع المبعوث الخاص لتجاوز العقبات التي اختلقتها الميليشيات الحوثية.

وجدد مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، التأكيد على التزام مجلس القيادة الرئاسي الثابت وتمسكه بخيار السلام والتعاطي الإيجابي مع كافة الجهود والمساعي الإقليمية والدولية لإحلال السلام والاستقرار في اليمن وإنهاء الصراع وفق مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات هذا المجلس وعلى رأسها القرار 2216.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تثمن الحكومة كل الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن لتمديد وتوسيع الهدنة، ومواصلة دعمها له لتحقيق السلام الشامل والعادل، فإنها تؤكد على أن توسيع الهدنة لا ينبغي أن يكون على حساب مستقبل وتطلعات اليمنيين، وتفريطًا في السيادة، وتمكينًا للميليشيات الحوثية.

ولفت السفير السعدي، إلى موقف المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي تجاه الأزمة في اليمن، داعياً إلى تفعيل هذه المواقف لردع سلوك الميليشيات الحوثية، وممارسة المزيد من الضغط لانصياعها لخيار السلام وإنهاء الحرب.

وأوضح أن الحكومة اليمنية تعاملت بإيجابية مطلقة مع المقترح الأخير للمبعوث الخاص وسعت من خلال تجديد الهدنة إلى توسيع الفوائد لجميع اليمنيين انطلاقاً من حرصها وبذلها كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع أبناء شعبنا في كل المحافظات دون أي تمييز، باعتبار أن الهدف الرئيس للهدنة هو إيقاف نزيف الدم اليمني الذي تزهقه حرب الميليشيات الحوثية، وضمان حرية حركة المدنيين والسلع التجارية والمساعدات الإنسانية.

لافتاً إلى المليشيات الحوثية عمدت إلى الهروب من استحقاقات السلام بافتعال التعقيدات المتتالية وفرض الشروط لإفشالها وإطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وهو سلوك يدركه الشعب اليمني ويعاصره المجتمع الدولي عن قرب.

موضحا: "وبالرغم من تهرب الميليشيات الحوثية من التزاماتها خلال الأشهر الستة الماضية وفق اتفاق الهدنة، وتعنتها أمام فتح الطرق الرئيسية في تعز ورفع الحصار الذي يستمر لعامه الثامن على هذه المدينة، إلا أن الحكومة اليمنية حافظت على سريان الهدنة من خلال ضبط النفس وتسهيل وصول أكثر من مليون و435 ألف طن من الوقود عبر موانئ الحديدة والذي بلغت إيراداته الضريبية والجمركية ما يزيد عن 203 مليار ريال يمني نهبتها الميليشيات الحوثية وحرمت الموظفين في مناطق سيطرتها من مرتباتهم، بل سخرتها لمجهودها الحربي والانتفاع الشخصي، كما سهلت الحكومة 102 رحلة تجارية من وإلى مطار صنعاء، متجاوزةً العراقيل التي افتعلها الحوثيون بشأن وثائق السفر الرسمية".

وأشار إلى أنه وبالرغم من رفض مليشيا الحوثي تمديد وتوسيع الهدنة، تواصل الحكومة اليمنية منذ 2 أكتوبر 2022 تسهيل وصول سفن المشتقات النفطية بصورة منتظمة عبر موانئ الحديدة والرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، حرصًا منها على تغليب مصالح اليمنيين ودعمًا لجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام الشامل والمستدام في الوقت الذي تستمر فيه الميليشيات الحوثية في التصعيد العسكري في أكثر من جبهة الذي نتج عنه سقوط أكثر من 1400 بين شهيد وجريح من العسكريين و96 من المدنيين خلال فترة الهدنة، بالإضافة إلى خروقاتها واستعراضاتها العسكرية في الحديدة في انتهاكٍ صارخ لاتفاق ستوكهولم وقراري مجلس الأمن 2451 و 2452 .

وأضاف: "بل ذهب قادة الميليشيات الحوثية إلى إطلاق التصريحات والتهديد باستهداف الشركات والمنشئات النفطية وسفن الشحن وتعطيل حركة الملاحة الدولية، وهو ما يمثل تهديدًا حقيقيًا وتصعيدًا خطيرًا لن تقتصر أضراره على البنية التحتية والاقتصاد اليمني وما سيرافقه من تعميق للأزمة الاقتصادية والإنسانية، بل سيمتد للإضرار بالأمن والسلم في اليمن والمنطقة وامدادات الطاقة".

مؤكداً أن مثل هذه التهديدات والتصرفات الإرهابية تستدعي موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي ومجلس الأمن ووقف الابتزاز الذي تمارسه الميليشيات الحوثية واختطافها لعملية السلام، والضغط عليها للانخراط مع جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة دون شروط وتغليب لغة الحوار ومصالح الشعب اليمني على لغة الحرب وأطماع النظام الإيراني في اليمن والمنطقة.