آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

حذرت من تفاقم الوضع.. وكالات أممية تدعو لمعالجة أسباب انعدام الأمن الغذائي في اليمن

السبت 27 مايو 2023 الساعة 01 مساءً / سهيل نت

حذرت وكالات أممية، من أن العوامل الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في اليمن ما زالت قائمة ومن المتوقع أن تتفاقم خلال الفترة المقبلة حتى نهاية العام، مشيرة إلى أن اليمن ما زال واحدا من أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، "ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تأثير الصراع والتدهور الاقتصادي".

وأضاف التحليل المرحلي المتكامل الصادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الصادر حديثا، أن اليمن ما زال بحاجة إلى إيلاء الاهتمام بالوضع فيه حيث يلاحق الجوع ملايين الأشخاص ويمكن أن يتفاقم الوضع إذا لم يتم فعل أي شيء لمعالجة الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي.

وأفاد التقرير بأنه بين يناير ومايو 2023 عانى حوالي 3.2 مليون شخص من مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد في مناطق الحكومة اليمنية، وتم تصنيفهم في حالة انعدام الأمن الغذائي الشديد "المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي وما فوق" بما يمثل انخفاضا بنسبة 23% عن تقديرات أواخر العام الماضي، مضيفا: "ومن المرجح أن يتفاقم الوضع بسبب انخفاض المساعدات الغذائية الإنسانية بنسبة 20% والزيادة المتوقعة في أسعار المواد الغذائية".

مشيرا إلى تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة، بشكل طفيف خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، فيما ارتفع مستوى سوء التغذية الحاد مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لافتا إلى أن التوقعات بشأن الأشهر المقبلة حتى نهاية العام تشير إلى الحاجة لمزيد من الاستثمارات كيلا يتلاشى هذا التحسن الطفيف.

وقالت الوكالات الأممية، إنه بالإضافة إلى ذلك، فقد انخفض عدد الأشخاص في مرحلة الطوارئ "المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل" إلى حوالي النصف ليصل إلى 781,000 شخص مقارنة بالتقديرات للربع الأخير من عام 2022.

وحذرت وكالات الأمم المتحدة الثلاث، من أن هذه التحسنات المتواضعة لا تمثل إلا "استراحة مؤقتة" حيث إن المسببات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي ما زالت قائمة ويتوقع أن يزداد الوضع سوء خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر 2023.

ويتوقع تقرير التصنيف المرحلي المتكامل أن يكون هناك زيادة بمقدار 20% في عدد الأشخاص الذين يصنفون في المرحلة الثالثة وما فوق "بزيادة قدرها 638,500 شخص" خلال الفترة من يونيو إلى ديسمبر كما يتوقع أن يزيد عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد "المرحلة الثالثة أو أسوأ من ذلك" ليصل إلى 3.9 مليون شخص 41% من بينهم حوالي 2,8 مليون شخص في مرحلة الأزمة المرحلة الثالثة و1.1 مليون شخص في مرحلة الطوارئ "المرحلة الرابعة".

مضيفا: "كما يتوقع أن يتفاقم الوضع أكثر بسبب انخفاض المساعدات الإنسانية الغذائية بمقدار 20% والزيادة المتوقعة في أسعار المواد الغذائية، على الرغم من الهدوء النسبي في الوضع العام إلا أن مستوى الأمن الغذائي قد يتأثر أيضاً ببعض المواجهات المتفرقة هنا وهناك على خطوط التماس في بعض المديريات".

لافتا إلى أنه مع استمرار تدهور الوضع الخاص بسوء التغذية الحاد في مناطق سيطرة الحكومة، يتوقع أنه في عام 2023 سيكون هناك حوالي نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بما في ذلك 100 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الوخيم، كما يقدر أيضا بأن ما يصل إلى ربع مليون امرأة حامل ومرضع ستعاني من سوء التغذية الحاد وستظل مستويات تقزم الأطفال مرتفعة جدا وتتراوح ما بين 35.9% في المناطق المنخفضة من محافظة أبين إلى 64.3% في المناطق الجنوبية المنخفضة من الحديدة.

موضحا أنه ما تزال بعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، تعاني من مستويات حرجة من سوء التغذية الحاد "المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد"، متوقعا أن يتدهور التصنيف على مستوى المناطق أكثر خلال فترة التوقعات بالنسبة لسوء التغذية الحاد مع تصنيف كافة المناطق الستة عشر في المحافظات الجنوبية في المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل لسوء التغذية الحاد "مرحلة الخطورة" وما فوق بما في ذلك سبع مناطق في المرحلة الرابعة "الحرجة".

وقال ديفيد جريسلي، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، إن "الأمم المتحدة وشركاءها قد بذلوا جهوداً كبيرة لدرء خطر انعدام الأمن الغذائي العام الماضي إلا أن هذه المكاسب ما زالت هشة وما زال هناك 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي".

من جهته، حث المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي ريتشارد راجان، المانحين على تجديد التزامهم بدعم السكان الأشد ضعفاً وهشاشة في اليمن، مضيفا: "ما يزال وضع انعدام الأمن الغذائي في اليمن هشاً وستتبدد المكاسب التي تم تحقيقها بصعوبة خلال الإثني عشر شهراً الماضية إذا لم يستمر الدعم العاجل من المانحين".

وتابع: "هناك نساء ورجال وأطفال وراء هذه الأرقام الظاهرة في التصنيف المرحلي المتكامل وهذه الأرواح تتذبذب على الخط الرفيع بين الأمل واليأس، لا يمكننا ببساطة أن نتوقف الآن".