آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

مجزرة رداع تعيد التذكير بسلوك الأئمة والصهاينة.. وآلاف المنازل تشهد على كذب الحوثي

السبت 23 مارس - آذار 2024 الساعة 01 مساءً / سهيل نت - خاص

تفجر مليشيا الحوثي الإرهابية منازل اليمنيين، على رؤوس ساكنيها، وتصرخ على أنقاضها وترقص على أنين الأبرياء تحت ركامها، في جرائم مشهودة وسلوك ممنهج وحقد عنصري متأصل يتوارثه الإماميون، لإرهاب الشعب اليمني ومحاولة فرض مشروعهم السلالي.

وما حدث في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، ليست هذه المجزرة الأولى لمليشيا الحوثي بتفجير المنازل، فقد ارتكبت هذه المليشيا مئات الجرائم المماثلة والموثقة منذ شنها حرب مسيرتها العنصرية الشيطانية على اليمنيين ابتداء من صعدة إلى العديد من المحافظات اليمنية، كامتداد لنهج الإمامة الكهنوتية، وفي جرائم حرب لم يشترك معهم في اقترافها وبشاعتها سوى الكيان الصهيوني الغاصب بحق الشعب الفلسطيني.

وقد أثارت جريمة تفجير الحوثي لمنازل المواطنين في رداع، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى، غالبيتهم أطفال ونساء، غضب اليمنيين، وغرد ناشطون وحقوقيون وصحفيون مستنكرين هذه المجزرة المروعة، ومذكرين بجرائم المليشيا المماثلة، مؤكدين أنها نهج حوثي يستهدف اليمنيين، ويتطابق مع سلوك الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الفلسطينيين.

- جرائم منظمة وممنهجة

وزير الأوقاف والإرشاد محمد عيضة شبيبه، قال إن "الحوثي يتزين بالشال الفلسطيني وهو فوق أنقاض بيوت الصائمين التي فجرها في مدينة رداع على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء، إنها حركة إرهابية معجونة بالتمثيل والكذب والنفاق"، وأضاف: "سمعت أحد القادة الحوثة يقول إنه يعد الذين قتلهم في مدينة رداع عندما فجر بيوتهم شهداء في سبيل القدس، صدق وهو كذوب، فهو منذ عام 2004 ميلادية يقتل اليمنيين ثم يهتف على جثثهم الموت لإسرائيل".

أما رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي، فقال إن اقتحام ‎البيوت وتفجيرها جرائم منظمة وممنهجة، مقرة من أعلى قيادات الجماعة ‎عبدالملك الحوثي، وبقية قيادات المليشيا، لم يسجل أن فتح تحقيق في تفجير منزل منذ عشر سنوات، وذلك لا يعني إلا أن القيادات الحوثية أقرت التفجير كمنهجية في العقاب.

من جهته، قال الكاتب ياسين التميمي، إن مليشيا الحوثي تشعر بوطأة جريمتها الشنعاء التي أقدمت عليها في حي الحفرة بمدينة رداع التاريخية، فما كانوا يفعلونه بغطاء إقليمي وأمريكي قبل عشرة أعوام في هذه المدينة ومحيطها بذريعة مكافحة الإرهاب، يتحول اليوم إلى ممارسة إرهابية بحق سكان المدينة الذين قرروا الدفاع عن حريتهم وكرامتهم، ولتنكشف الحقيقة أمام اليمنيين، فما من طرف في اليمن مارس الإرهاب واستخدمه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أكثر من هذه المليشيا.

وأكد أن النتيجة الحتمية لجريمة رداع تبدو واضحة للعيان، فالمسيرة فقدت السلاح الأكثر ردعاً، مما يُنذر بسقوط نهج الاستكبار والعلو والعنف والغلو والتطرف والجبروت الذي ميز أداء مليشيا الحوثي الطائفية، منذ ظهورها كجماعة مسلحة في صعدة وحتى تمكينها من إسقاط صنعاء وتسلم إمكانيات الدولة اليمنية والتصرف بها وفقاً للأجندة الطائفية لمليشيا الحوثي والرؤية الجيوسياسية لإيران أكبر داعم لهذه المليشيا.

- الحوثي أخو الإسرائيلي

سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، تساءل: أطفال رداع اليمن، ألا يشبهون أطفال غزة فلسطين؟ أليس القتل هو القتل والجريمة هي الجريمة؟ وإذا تشابه الضحايا، وتشابهت الجرائم، ألا يتشابه المجرمون؟ ما رأي من صدق نصرة الحوثي لغزة في تفجيره منازل مدنيين يمنيين في رداع على رؤوس أصحابها، وقتل وجرح العشرات بينهم نساء وأطفال؟

وأكد جميح، أن المبادئ لا تتجزأ والجريمة هي الجريمة، سواء كانت في فلسطين أو في اليمن، وأما من يدين جريمة إسرائيل ولا يدين جريمة الحوثي، فلديه ضمير انتقائي معطوب، وقال: "لو ابتعدنا عن التعصب الديني والسياسي لوجدنا أن أطفال رداع الذين قتلهم الحوثي هم إخوة أطفال غزة الذين قتلهم الإسرائيلي، وأن الحوثي أخو الإسرائيلي".

وأضاف: "واهم من يظن أن قاتل أطفال اليمن سينقذ أطفال فلسطين، بهذا الظن نجني المزيد من الهزائم وتقطيع أواصر القربى، بالتصفيق للقتلة والمجرمين، فلسطين قضية عادلة والقدس مدينة مقدسة، وهما أنظف من أن يحوِّلهما البعض إلى مجرد مغسلة لتبييض وجه النظام الإيراني وأدواته في البلدان العربية"، وتساءل مجددا: ماذا نقول عن ملايين القتلى والنازحين الذين قتلهم وهجرهم "أنصار غزة" الجدد؟ مؤكدا أن فلسطين لن ينصرها المجرمون، ونصاعة قضيتها لن تبيض وجوههم الكالحة.

في السياق، قال رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات عادل الأحمدي، "كما يفعل الصهاينة في غزة فعلت مليشيا الحوثي في رداع بتفجيرها منازل على رؤوس ساكنيها دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل أو تعاليم ديننا الحنيف أو أعراف اليمنيين أو المبادئ الإنسانية"، مؤكدا أن الجريمة المروعة استمرار في النهج الإرهابي والطائفي لمليشيا تتشدق بالدين وهو منها بريء.

- سلوك إمامي سلالي

وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت سعيد، قال إن التبريرات السخيفة عن مرتكبي جريمة تفجير منازل مواطنين في رداع بمحافظة ‎البيضاء تدل على انحطاط هؤلاء المبرراتية الذين يعبرون عن أسفهم بلغة ناعمة كما لو أن ما حدث مجرد خطأ، وأكد أن الجريمة المرتكبة ليست تصرفا فرديا بل جريمة مكتملة الأركان ارتكبتها جماعة مسلحة متمردة على كل القيم.

فيما يؤكد الإعلامي عبدالله إسماعيل، أن تفجير المنازل سلوك إمامي سلالي مارسه كل الكهنة منذ المجرم "الرسي" إلى الطاغية "حميد الدين" وصولا إلى السيء الحوثي، مشيرا إلى أن هذه الجريمة ليست عملا فرديا بل منهجا مستمرا وطريقة إجرامية للانتقام من الخصوم والتطهير العرقي ولها أصولها الفارسية التي استقدمها "الرسي" من طباطبا.

وقال إسماعيل: "أكثر من ألف منزل يكذب رواية مليشيا الحوثي، والمتحولون وأدوات الإرهاب الحوثي الناعمة، ابتلعت ألسنتها أمام جريمة تفجير وقتل 20 يمنيا، هؤلاء المنافقين من يفرقون بين دم ودم، ويبيضون وجه الإرهاب الحوثي العنصري، هم جزء من الجريمة وشركاء في الدم اليمني الحرام".

فيما قال الصحفي علي الفقيه: "يصر عبدالملك الحوثي على محاولة استغفال الشعب وتصوير كل جرائم عصاباته وكأنها هدايا ومنح تقدم للشعب وأنهم راضون عن كل ما يحدث، يحشو خطاباته بالأكاذيب الفاقعة ظناً منه أنها لا تزال تنطلي على الشعب وآخرها محاولة التغطية على جريمة رداع بالمزايدة حول غزة وأن من ينتقدون الجريمة عملاء".

أما رسام الكاريكاتير رشاد السامعي، أكد أنه خلال خمسة أشهر تقريباً من أحداث غزة لم نسمع عن جندي أجنبي واحد قتل في البحرين العربي والأحمر على يد مليشيا الحوثي، لكن سمعنا خلال نصف ساعة فقط مقتل وإصابة 32 طفلا وامرأة ومسنا في اليمن على يد هذه المليشيا، وأشار إلى إحصائيات حقوقية تفيد بأن أكثر من 120 منزلا تم تفجيرها في رداع فقط، وكان آخرها بيت "عائشة"، الذي تم تفجيره الثلاثاء المنصرم.