آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

إحراق مقر الإصلاح بعدن ..استهداف أرعن للتعددية وإيذاناً بتدمير الحياة المدنية (تقرير)

الأحد 14 مايو 2017 الساعة 03 مساءً / سهيل نت - الصحوة نت

 

عقد التجمع اليمني لإصلاح بمحافظة عدن صباح اليوم الأحد مؤتمراً صحفياً وضح فيه ملابسات عملية اقتحام وإحراق المكتب التنفيذي بمدينة كريتر بتاريخ 6مايو من هذا الشهر وذلك بحضور عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية وعدد من قيادات الإصلاح.

 

وفي المؤتمر الصحفي الذي حضره ‘‘نبيل الصانع’’ عضو المكتب التنفيذي بالمحافظة ؛ تحدث الأمين العام المساعد لإصلاح عدن ‘‘محمد عبد الملك’’ عن تعرض المقر الرئيسي للحزب بمحافظة عدن يوم السبت الماضي لعملية اقتحام وإحراق من قبل ثلاث سيارات عليها عدد من الأشخاص الملثمين يرتدون الزي الرسمي.

 

وعبر الأمين العام المساعد في كلمته ؛ عن أسفه بقيام أفراداً يلبسون زياً رسمياً ويستخدمون السيارات التابعة للأمن وما يحمل هذا الإجراء السلبي من مؤشرات خطيرة على المستقبل ؛ مطالباً في الوقت ذاته السلطات الأمنية بسرعة تسمية الجناة وتقديمهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل.

 

القصة الكاملة للجريمة

 بتاريخ 6 مايو وبتمام الواحدة ليلاً من مساء يوم السبت الماضي أقدمت قوات عسكرية على متن ثلاث سيارات أمنية على اقتحام البوابة الرئيسية لمقر الإصلاح المقابل لملعب ‘‘الحبيشي’’ وسلب أجهزة إلكترونية وأحرقه ومغادر المكان على مدى ‘‘7’’ دقائق حسب رئيس الدائرة الإعلامية لإصلاح عدن ‘‘خالد حيدان’’.

 

هذا وأفصح المقتحمون عن هويتهم من خلال شهود عيان لـ‘‘الصحوة نت’’ ؛ ‘‘بأنهم عناصر أمينة في صدد مداهمة وفق تكليف رسمي أثناء اعتراضهم في بادي الأمر من قبل نقطة أمنية تقع بالقرب لمقر الإصلاح’’.

 

وبلغ عدد المقتحمين قرابة الـ‘‘20’’ عنصر مقنعين و مُسّترين باللبس العسكري إضافة إلى ثلاث سيارات أمنية عليها أسلحة نوع ‘‘دوشكا’’ أحرقت المقر قبل مغادرتها بمادة البنزين ليلتهم الحريق بعدها غرف المكاتب وأتلف محتويات المكاتب والتسبب بأضرار وخسائر مادية كبيرة.

 

هذا وأظهرت صوراً لثلاثة أطقم العسكرية التي اقتحمت المقر أظهرها رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح خلال المؤتمر الصحفي وعددها ثلاث صوراً التقت وقت المداهمة ؛ في حين غادرت القوات العسكرية باتجاه شارع أروى مارة بعدد من النقاط العسكرية التابعة للدولة دون اعتراض.

 

جريمة في انتظار الإدانة

 ومع استكمال الجهات المختصة تحقيقاتها على مدى الأيام القليلة الماضية ؛ قال التجمع اليمني للإصلاح خلال المؤتمر الصحفي أن خبراء المفرقعات والتصوير والحرائق أنهوا أعمالهم على أمل انتظار الكشف على الجناة كي يتسنى سرعة إحالتهم للقضاء لينالوا جزائهم العادل.

 

وقال المؤتمر الصحفي المنعقد بمقر الإصلاح بعدن ؛ ‘‘هذا العمل لا يستهدف الإصلاح بعينه فحسب _بل_ يستهدف الأحزاب السياسية ككل والتعددية والحياة المدنية لمدينة عرفت التعايش على مدى مئات السنين وحالة الوئام بين الطوائف والعرقيات في مدينة كونية.

 

وقال الإصلاح في مؤتمره الصحفي ؛ ‘‘أن العملية روعت الأهالي وبثت الرعب في قلوب المجاورين مطالبين النائب العام ووزير الداخلية والسلطات الأمنية بالمحافظة بكشف الجناة كما أنه من واجب السلطات بعدن والسلطات المركزية للدولة حماية مقرات الأحزاب كونها تعمل في إطار الدستور’’.

 

من جانبها أدامت الأحزاب السياسية بمحافظات عدن أثناء زيارتها للمقر هذا العمل الإرهابي الذي من شأنه استهداف و قتل التعددية الحزبية وإجتثاث الحياة المدنية من خلال هذا العمل الجبان والمقصود باعتباره يستهدف العملية السياسية وإقلاق السكينة العامة بعدن وإشعالاً للفتنة بين أبناء عدن.

 

بدورها أدانت عدد من الأحزاب السياسية الجريمة فتوالت بيانات التنديد من كلاً من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وحزب البعث العربي الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام وحزب العدالة والبناء وحزب جبهة التحرير والتجمع الوحدوي وحركة النهضة للتغير السلمي وإتحاد الرشاد.

 

المقر والاعتداءات المتكررة

 عن مغزى الاعتداءات المتكررة على مقر التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن ؛ قال الأمين المساعد ‘‘محمد عبدالملك ’’ خلال المؤتمر الصحفي ؛ ‘‘ أن هذه الجريمة سبقها سيل من التحريض ضد الإصلاح الذي يتعرض للإقصاء في عدد من المحافظات المحررة’’.

 

خالد حيدان من جهته ؛ ‘‘أضاف نحن حزب سياسي نعمل في وضح النهار ؛ متهماً أطرافاً لم يسميهم بسعيهم الحثيث لتهميش الإصلاح على مستوى الجوانب الاجتماعية والثقافية وحتى دوره في المقاومة فيما سرد ‘‘حيدان’’ سبعة اعتداءات متكررة للمقر على مدى أثنى عشر عاماً.

  

كان الاعتداء الأول بنوفمبر من العام 2006م وتمثلت بمحاولة قوات الأمن اقتحام المقر لاعتقال قيادة المشترك علي خلفية مهرجان انتخابي للرحال ‘‘فيصل بن شملان’’ مرشح الرئاسة حينها ؛ كما سجل العامين ‘‘2012 إلى 2013م’’ أن تعرض المقر لثلاث محاولات لاقتحام والإحراق والاستهداف لقياداته تمثلت برمي الملتوف والحارق والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة’’.

 

كما سجل صيف العام 2015م اقتحام المقر من قبل الحوثيين بالتزامن مع اجتياحهم لمحافظة عدن ؛ إضافة إلى جريمة سادسة بتاريخ 29ديسمبر من العام 2015م تمثلت بمحاولة اقتحام وتفجير البوابة الرئيسية للمقر وتفجير سيارة مفخخة بجواره كما ان أخر الاعتداءات السبت الماضي بتاريخ 6 مايو.

 

الجريمة بعيون الأحزاب

 من جانبه قال ‘‘أشرف علي محمد’’ نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الإشتراكي عدن ؛ ‘‘شاهدنا أثار العمل الإرهابي الذي أستهدف مقر الإصلاح في كريتر يتضح بأنه من قام بهذا العمل لا يهدف إلى إيصال رسالة للإصلاح فحسب وإنما إلى جميع الأحزاب ومن يعمل عمل السياسة المدنية’’.

 

الحزب الإشتراكي من خلال القياديين بالحزب ‘‘بدر ناصر وعبدالله علي’’ قالا ؛ ‘‘نحن إذ ندين هذا العمل الإرهابي الذي لا يحترم مصلحة الوطن ومصلحة أبناء الجنوب وأبناء محافظة عدن وفي الأخير نتمنى من الجهات الأمنية القيام بدورها وتأخذ هذا الأمر في محمل الجد ومتابعة الجناة وإحالتهم إلى القضاء لنيل عقابهم’’.

 

‘‘محمد عبدالقوي’’ أمين سر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بعدن أوضح ؛ ‘‘نستنكر هذا العمل الذي طال مقر الإصلاح وهو اعتداء على الحياة السياسية والمدنية والحضارية ومن خلال استهداف المقر ويهدف المجرمون إلى تكميم الأفواه وتدمير وإننا في الحزب الوحدوي الشعبي الناصري إذ ندين هذا العمل الجبان’’.

 

أما حزب التجمع الوحدوي اليمني بعدن من خلال رئيسه ‘‘خالد الدالي’’ ؛ فقال ‘‘لقد قمنا بالنزول إلأى مقر حزب الإصلاح بمديرية كريتر محافظة عدن لمعاينة الأضرار التي لحقت بالمقر ومقدار الحقد والكراهية التي ترجمها هذا العمل الجبان تجاه الديمقراطية والتعددية والأحزاب ونحن في حزب التجمع الوحدوي اليمني إذ ندين ونستنكر هذا العمل السيئ الذي لا يليق بنا كيمنيين بمدينة عدن وأهلها المسالمين’’.

 

أما حزب العدالة والبناء بعدن من خلال ممثله ‘‘سامي أنور عمر’’ ؛ فأشار ؛ ‘‘ أثناء زيارتنا لمقر حزب الإصلاح اطلاعنا على حجم أضرار الهائلة التي لحقت بالمقر لهذا نحن في حزب العدالة والبناء ندين هذا العمل الجبان والمقصود باعتباره يستهدف العملية السياسية وإقلاق السكينة العامة بعدن’’.