آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

قراءة في مضامين كلمة رئيس الإصلاح (تقرير)

الأحد 15 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 05 مساءً / سهيل نت - متابعات

كان لدى حزب الإصلاح ما يقوله لأبناء اليمن بشأن الأحداث العاصفة على مدار الأعوام الفائتة، وقد توجه مباشرة لمخاطبتهم من خلال كلمة رئيس هيئته العليا الأستاذ محمد اليدومي، ولم يكرس الكلمة كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات الحزبية لمخاطبة جماهير الإصلاح.
في خطابه عبر الإصلاح عن مواقفه من القضايا الأكثر حساسية وتعقيدا، بأكثر الكلمات والجمل وضوحا واكتمالا، وكان أبعد ما يكون عن المواقف الضبابية.
بدا وكأنه ينتظر حلول الذكرى ال 29 للتأسيس ليقول كل ما لديه للجميع..لأنصاره ولليمنيين والقوى الوطنية وللشرعية والتحالف العربي والمجتمع الدولي.
في المجمل كان الخطاب مهما وتاريخيا، في لحظة مهمة واستثنائية، من حزب مهم وعريق، حزب سجل حضوره الواسع في قلب الأحداث والتفاعلات السياسية، وبات رقما صعبا يستحيل تجاوزه أو الاستهانة بشعبيته وتأثيره.
* سياسة تتطلب أقصى الواقعية
سيلحظ القاريء لخطاب الأستاذ اليدومي كيف أن الإصلاح يدرك بأن الصراع يتطلب أقصى الواقعية، وأنه يتمسك بالعقلانية والبناء والتماسك، مما جعله يتقدم على الجميع بخطوات.
وكيف ارتفع الخطاب رغم توالي الحملات الإعلامية الشرسة ضد الإصلاح، فوق ساحة هذه المعارك المفتعلة لكي يخرج من حالة ردة الفعل التي كان يراد أن تحبسه فيها.

وأن مما يحسب للإصلاح أنه ينظر إلى الأشياء بحجمها الطبيعي، ويدرك أن عليه النظر إلى ردود أفعاله المتعجلة كنوع من الزلل الذي يجب أن يتجنبه.
ولهذا تميز بالمرونة وبالصبر الاستراتيجي مما مكنه من مواجهة ما لم يكن في الحسبان، والتصدي لأكثر الظروف تغيرا والفوز في المعارك غير المتكافئة..وخرج منها بأقل الخسائر.

الخطاب الإصلاحي تحدث عن تهويل شراكته في السلطة كمدخل لتمزيق الصف الوطني وهذه القضية هي التي استحقت منه الرد والتوضيح فقال:
ندرك في الإصلاح أن تهويل شراكته في السلطة ليست إلا تعبيراً عن نوايا ليس فقط لإقصائه بل لتكريس عوامل الصراع في اليمن وإعاقة الطريق أمام أي حلول سياسية،
وإن الإصلاح وهو يرفض هذه الدعاوى يؤكد في ذات الوقت أن التمرد الجديد ألهى اليمنيين عن معركتهم الوجودية مع الانقلاب الحوثي، وعلى المتمردين أن يدركوا أنهم فتحوا ثغرات في جدار الشرعية تخدم بالدرجة الأولى الانقلاب في صنعاء، وهؤلاء وأولئك ومن يقف وراءهم ليسوا سوى قوىً استهدفت المشروع الوطني واضرت بالدولة ومؤسساتها وبالتالي بمصالح المواطنين وحقوقهم واحتياجاتهم الاساسية مجسدين بذلك منطق الفوضى والخراب وتقويض الاستقرار.
* إغلاق ملفات الثأر السياسي
لا شيء كانقسام اليمنيين يمد انقلاب الحوثي بالقوة والبقاء، إنه يفعل ذلك أكثر مما يفعله السلاح والصواريخ الإيرانية.

يعلم الإصلاح هذا جيدا، وقد جدد دعوته في هذا الخطاب لجميع أبناء الوطن للتخلص من إرث العداوات وتجاوز الخصومات الثانوية، ومغادرة الماضي وتجاوز الأحقاد وإغلاق ملفات الثأر السياسي والإجتماعي وردم فجوات النزاع التي تمكن المتربصين باليمن داخليا وخارجياً من التسلل وإلحاق الأذى بحاضرنا ومستقبلنا.

 مؤكدا أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها الجميع تتطلب ذلك ف " الكل بحاجة للكل ولا قيمة للواحد دون المجموع، ولا قيمة لأي تمترسات فردية خارج الصف الجمهوري أو بدونه".
* لا بديل عن الدولة

تمسك اليمنيين بالدولة وعدم القبول بتعدد الشرعيات ولا المشاريع الموازية للدولة، ورفض أي عمل من خارج إطار الشرعية، وإن كان ضد الانقلاب الحوثي..هو الطريق الصحيح للخروج بالبلاد من حالة الحرب والفوضى.

 ففي وجود دولة قوية موحدة إضعاف للانقلاب الحوثي، كما أن الدولة "آخر خيوط الإتصال والترابط الوطني" كما يؤكد الإصلاح الذي شدد على تمسكه بالدولة، وبأنه لا بديل لمطلب الدولة الوطنية بكامل بنيتها المؤسسية وفق ما نصت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

اللافت في الكلمة أن الإصلاح وجد نفسه مضطرا للدفاع عن تمسكه بالشرعية والدولة وتضحياته من أجل استعادتها، نظرا لما لكثافة حملات التشويه الإعلامية الممنهجة التي تعرض لها.

"رأينا كيف يتم تحويل مواقفه الوطنية الأكثرِ إخلاصًا وتضحيةً، لموضوع ابتزاز، ومنها موضوع دعمه للشرعية، فعادةً ما يحاولُ البعضُ قلب الحقائق، والنظرَ لموقفه الوطني الثابت ودعمه القوي للشرعية، كما لو أنه تمسكٌ بمكاسب خاصة، وهنا تكمن مشكلة من يُقيّمون المواقف بمنظار المصالح الحزبية الضيقة ويسارعون للربط بين المواقف الوطنية والمكاسب الحزبية، بحيث يرون أن أي موقف وطني صلب لا بد أن خلفه مصلحةٌ خاصة.

إن مبدأ دعم الإصلاح للشرعية هو دعم لفكرة الدولة، وأن دعمَ الشرعيةِ وتقوية موقفها هو أحدُ أهم المكاسب الجماعية التي لا تخص الإصلاح، بل كل الأطراف وعموم الناس، وهو بالطبع مكسب مقدم على المكاسب الخاصة كما أن موقف الإصلاح المنحاز للشرعية والدولة، هو إلتزام تفرضه المسؤوليةُ الوطنيةُ أولاً وأخيراً".
* تفعيل التحالف الوطني

يتعين على القوى اليمنية أن تنتصر على الانقسام الداخلي أولا، إذا ما أردات إخماد الانقلاب الإمامي.

وأن تتجنب الصراعات الإقصائية المحملة بروح الانتقام، ولا تنشغل بتصفية حساباتها القديمة، فلا أخطر من أن يواجه اليمنيون الإمامة وهم منقسمين على أنفسهم.

هذا ما يراه الإصلاح الذي أكد أنه لا قيمة لأي تمترسات خارج الصف الجمهوري أو بدونه.

 الإصلاح أكد أنه ما يزال حريصا على تماسك وتفعيل التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية بإعتباره الصيغةَ الأنسبَ لتوحيد القوى، وحشد الطاقات لإستعادة الدولة وإسقاط الإنقلاب.
* الانحراف عن أهداف التحالف
تخوض اليمن ودول التحالف معركة واحدة لإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران ولاستعادة الدولة، وأي خروج عن هذا الخط وعلى أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل غير مقبول.
كان من أهم ما تضمنته كلمة الإصلاح أن رئيسه عبر عن المطلب الأكثر إلحاحا لأبناء اليمن، حينما دعا للمراجعة والوقوف أمام الاختلالات التي تسببت في تأخير الحسم العسكري.

الحسم العسكري هو ما سيعيد لليمن دولته وللخليج استقراره، وهو ما سيكسر مليشيات الحوثي وينتزع سلاحها ويضمن عدم تحولها إلى مهدد فعلي مستمر يمكن استخدامه في أي لحظة للانقضاض على دول الخليج لمصلحة إيران.
نظرا لأهمية وخطورة هذه الأمور لم يقف الإصلاح في المنطقة الرمادية وكان واضحا وحاسما في موقفه من قصف الطيران الإماراتي للجيش الوطني، وبدون مواربة استنكر وأدان القصف بشدة واعتبره إنحرافا عن أهداف تحالف دعم الشرعية، وأبدى في الوقت ذاته ثقته بقدرة المملكة العربية السعودية على احتواء تبعات الإعتداء وإنهاء حالة التمرد في العاصمة المؤقتة عدن.
 أكد على ضرورة مراجعة الإختلالات التي تسببت في تأخير الحسم العسكري، وجدد اصطفافه إلى جانب عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل لإعادة الشرعية وإستعادة الدولة.
قال عن أحداث عدن إنها تكرار لسيناريو الانقلاب في صنعاء، وتمرد يجسد منطق الفوضى والخراب وتقويض الاستقرار.
وشدد بأن معركة اليمنيين الوجودية مع الانقلاب الحوثي.
أوضح أنه لا يضع قدما مع الشرعية وقدما مع الانقلاب بل اصطف بأكمله إلى جانب الشعب وشرعيته الحاكمة، ثم إلى جانب عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل لإعادة الشرعية وإستعادة الدولة اليمنية اللتين قادتهما السعودية.
وأكد أن موقفه لا يزال على ذات الثبات لم يتزعزع ولم يتردد ولم يختلف.
* العمل لليمن الكبير
اليمن هي حزبنا الكبير، حزب الإصلاحيين والمؤتمريين وكل القوى السياسية.
وقد كان من أجمل ما تضمنته الكلمة أن الإصلاح دعا أنصاره للعمل من أجل اليمن الكبير والانفتاح على كافة شركاء العمل الوطني.

 ووجه رئيس الحزب للإصلاحيين بأن "وطننا يحتاج لجهودكم البناءة، وعلينا أن نسمو على الجراح ونضمدَها في سبيل الوطن، ونتمثل قيم التسامح وروح الحوار والإنفتاح على كافة شركاء العمل السياسي والوطني والنضالي، وعلينا تجاوز الماضي بكافة سلبياته، وإشاعة ثقافة التعاون والتكاتف والمحبة والتعايش السلمي والحفاظ على السلم الإجتماعي واللحمة الوطنية، كما نؤكد على أهمية العمل المشترك من أجل تعزيز وتقوية مؤسسات الدولة في المناطق المحررة، وتجسيد قيم الشراكة وتمتين عرى الوحدةِ الوطنيةِ وتعزيز الإستقرار في البلاد، وأدعو جميع الإصلاحيين للإبتعاد عن المهاترات الإعلامية وتجاوز الإساءات والتعالي على الذات والدفع بالتي هي أحسن، والعمل بتجرد من أجل اليمن الكبير لأن كلَّ هذا سيكون سداً منيعاً أمام مشاريع التمزيق".