آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

14 أكتوبر.. ثورة شعب تشارك فيها النضال والدم من صنعاء إلى عدن

الأحد 13 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 10 مساءً / سهيل نت

بعزيمة من فولاذ فجر أبناء جنوب الوطن بتلاحمهم وتوحدهم ثورة خالدة قهرت الامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس.

تحررت عدن من المستعمر الأجنبي بعد عام من انتصار صنعاء على كهنوت الإمامة المتخلفة، كمدينتين تشاركتا النضال والدم والمصير، وكانتا انعكاسا لواحدية التاريخ والجغرافيا وواحدية الثورة والانتصار.

من المهم الوقوف على تصريح المندوب السامي البريطاني بعدن في الأيام الأولى لثورة سبتمبر الذي نشرته الصحف البريطانية آنذاك وقال فيه إن الثورة في الشمال هي ثورة للجنوب، ولإيقاف زحفها السريع لا بد من دعم معارضة قوية لإسقاط الثورة في صنعاء بتعاون إقليمي ودولي؛ "وقد تم ذلك التعاون والاستقطاب بأسرع مما كان متوقعا ووجد الملكيون في الاحتلال البريطاني سندا ومأوى" وفقا للدكتور عبدالعزيز المقالح.

انتصرت صنعاء بدعم من عدن وأبطالها، وتحررت عدن بإسناد من صنعاء وأحرارها؛ فقد كان أول من فجروا ثورة أكتوبر هم ممن اشتركوا في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، وفي مقدمتهم الشهيد البطل راجح غالب لبوزة الذي شارك في الثورة بشمال اليمن؛ وعاد إلى جنوب الوطن واستقر في ردفان وأشعل مع رفاقة شرارة ثورة 14 أكتوبر.

 عند إعلان قيام الثورة صبيحة يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م غمرت الفرحة عدن وكل جنوب الوطن؛ وخرجت الجماهير في شوارع مدينة عدن تردد الأناشيد الثورية المعبرة عن التأييد للثورة، وبدأت طلائع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر تتجه نحو العاصمة صنعاء، منذ الأسبوع الأول لقيام الثورة.

وفي المقابل هب أبناء شمال الوطن لإسناد ثورة 14 أكتوبر في الجنوب، وباتت صنعاء والنظام الجمهوري أكبر داعم لأبطال ثورة 14 أكتوبر وقبلة رواد الحركة الوطنية.

في حين مثلت مدينة تعز ساحة تدريب لأبطال وثوار أكتوبر، وبوابة لإمدادهم بالسلاح والمؤن، ونقطة عبور للثوار إلى العالم.

وكانت أول شحنة أسلحة يتلقاها ثوار ردفان قادمة من تعز؛ وثانية شحنة في نوفمبر 1964م قدمت من تعز أيضا، وقد ساعدت هذه الإمدادات في إشعال واستمرار ثورة 14 أكتوبر.

 كما أن إذاعة تعز ساندت ثوار أكتوبر بأقصى طاقتها وتحولت إلى ما يشبه الناطق الإعلامي باسم الثورة، من بداية معركة التحرير وحتى جلاء آخر جندي بريطاني.

فيما كانت الإمامة المتخلفة في صنعاء تتعاون مع المستعمر في الجنوب وتتقاسم معه محافظات اليمن بناء على اتفاقات مبرمة بينهما.. إذ أنهم كانوا على وفاق و"على شور واحد" كما قال الشهيد البطل علي ناصر القردعي في قصيدته الشهيرة.

الانقلاب على سياسة "فرق تسد"

مارست الإمامة والمستعمر سياسة واحدة ماكرة؛ سياسة "فرق تسد" وعملا على تمزيق الصف الوطني وتفكيك الجبهة اليمنية لضمان استمرار الاستبداد والاستعمار لأعوام وعقود إضافية.

فمنذ أن احتل جنود البحرية البريطانية عدن بقيادة الكابتن هينس، إثر حادث وقع لسفينة تتبع الرعايا البريطانيين في 19يناير 1839م؛ تبنوا سياسة التفريق بين اليمنيين وتمزيق المحافظات الجنوبية إلى إمارات ومشيخات.

ونظرا لأن هذه السياسة الماكرة آتت أكلها جيدا؛ فقد واصلت الإمامة المتخلفة في شمال الوطن والاحتلال البريطاني في جنوبه العمل بها وتغذية كل ما يسهم في تمزيق وتفتيت القوى اليمنية، ويثير النعرات العرقية والطائفية، ويكرس الفوارق الطبقية، بهدف عرقلة التيار الثوري الوطني.

غير أن اليمنيين بوعيهم الوطني انقلبوا على الانقسام الداخلي واستطاعوا بوحدتهم ونضالهم المشترك من صنعاء إلى عدن أن يحققوا نصرا كان مستحيلا للثورة.. فبالوحدة والاصطفاف الوطني انتصروا على الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس آنذاك.

وسينتصرون اليوم بالتلاحم والشراكة الوطنية وتوحيد الجبهة الداخلية وإغلاق ملفات الثأر السياسي على الانقلاب الحوثي؛ ويقطعوا يد إيران العابثة ومشروعها التخريبي في اليمن والخليج والمنطقة العربية.