آخر الاخبار

الرئيسية   منـوعــات

من أين تأتي رائحة المطر؟
من أين تأتي رائحة المطر؟

الإثنين 04 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 10 صباحاً / سهيل نت ـ متابعات

عند هطول الأمطار نلحظ رائحة فريدة غالبا ما تكون في بداية الغيث وتعرف باسم "رائحة المطر" ولها تأثير منعش ومريح لنفوس الناس.

إن رائحة المطر عند بداية هطوله تنتج كما يقول باحثون من تفاعل ماء المطر مع التربة الجافة.

 

علماء استراليون وثقوا للمرة الأولى تشكل رائحة المطر مطلقين عليها اسم "بتريكور" وكان ذلك في عام 1964 بالإضافة إلى دراسة علماء من معهد علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا آليات العملية خلال سنوات مضت.

 

يكشف العلماء أن مصدر هذه الرائحة هو النباتات والبكتيريا، وهي مزيج من المركبات الكيميائية العطرة، بعضها من الزيوت المتأتية من النباتات، لكن مكوناتها الرئيسية تعود إلى البكتيريا الشعاوية (الأكتينوبكتيريا) وهي بكتيريا غير هوائية تعيش في التربة، ويمكن العثور على هذه الكائنات الدقيقة الصغيرة في المناطق الريفية والحضرية وكذلك في البيئات البحرية.

 

وتحلل البكتيريا الشعاوية المواد العضوية الميتة أو المتحللة إلى مركبات كيميائية بسيطة مخصبة للتربة تساهم في نمو النباتات والكائنات الحية الأخرى.

 

تنتج هذه البكتيريا خلال نشاطها مركبا عضويا يسمى "جيوسمين"، وهو الذي يعطي رائحة المطر أو البتريكور، وتجعلها تركيبتها الكيميائية المعقدة ملحوظة بشكل خاص لدى البشر حتى عند مستويات منخفضة للغاية، إذ يمكننا استنشاق رائحة الجيوسمين حتى إن كان تركيزها لا يتجاوز أجزاء قليلة في كل تريليون جزء من الهواء.

 

وخلال فترة طويلة من الجفاف عندما لا تمطر لمدة طويلة يتباطأ معدل نشاط التحلل الذي تقوم به البكتيريا الشعاوية، لكن قبيل هطول المطر مباشرة يصبح الهواء أكثر رطوبة وتبدأ الأرض في التبلل، فتساعد هذه العملية على تسريع نشاطها لتنتج كميات أكبر من مركب الجيوسمين.

 

وعندما تسقط قطرات المطر على الأرض -خاصة على الأسطح المسامية مثل التربة الفضفاضة أو الخرسانة- فإنها تطلق من هذه المسام جزيئات صغيرة تسمى الهباء الجوي ومعها مركب الجيوسمين ومركبات البتريكور الأخرى التي قد تكون موجودة على الأرض أو مذابة داخل قطرة المطر فتنقلها الرياح إلى المناطق المحيطة.

 

وفي حال الأمطار الغزيرة يمكن لرائحة "بتريكور" بتريكور أن تتنقل في الهواء بسرعة في اتجاه الريح وتنبه الناس إلى أن المطر قريب.

 

وعند مرور العاصفة وبداية جفاف الأرض تتلاشى رائحة المطر وتبقى البكتيريا الشعاوية في حالة الانتظار جاهزة لمساعدتنا في معرفة متى قد تمطر مرة أخرى.

المصدر: مواقع إلكترونية