توقعات أممية بفيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية مطالب دولية بتحقيقات مستقلة بشأن المقابر الجماعية في غزة في مجلسي عزاء بحضرموت وتعز.. قيادات رسمية وحزبية تتحدث عن أدوار الزنداني الوطنية إحباط محاولة تسلل لمليشيا الحوثي غرب تعز العليمي يتسلم دعوة من ملك البحرين لحضور القمة العربية لغم حوثي يتسبب في بتر قدم مدني في حجة اليمن الثاني عربيا في بطولة الشطرنج الآسيوية للمدن في روسيا انتهاكات مستمرة بحق الأطفال.. 127 انتهاكا جسيما خلال 21 شهرا وزير الدفاع: استقرار المنطقة مرهون باستقرار اليمن حرب الإبادة ضد غزة: 79 شهيدا في 6 مجازر خلال يوم
أشهرت رابطة أمهات المختطفين صباح اليوم الخميس بمحافظة تعز، تقريراً حقوقياً يحمل عنوان "القبر الكبير "، سلط الضوء على جريمة اتخاذ مليشيا الحوثي الانقلابية، عشرات المختطفين دروعا بشرية، بموقع عسكري يحوي مخزن أسلحة بكلية المجتمع بمحافظة ذمار تعرض لقصف جوي.
ووضعت مليشيا الحوثي الانقلابية عشرات المختطفين بذلك الموقع العسكري، بعد ان اختطفتهم لسنوات مما نتج عنه مقتل "137" من المحتجزين وجرح "45" منهم بغارة جوية.
وفي فعالية الإشهار قالت مسؤولة الرابطة في محافظة تعز "أسماء الراعي" أن الرابطة رصدت العشرات من حالات الاختطاف والإخفاء القسري داخل سجن كلية المجتمع بذمار التابع لجماعة الحوثي المسلحة، واستمعت الرابطة لشهادات عددٍ من المفرج عنهم الذين كانوا قد احتجزوا داخل هذا السجن، كما رصدت عشرات الحالات لضحايا القصف وتداعياته على ذوي الضحايا.
بيئة السجن وظروف الاحتجاز
كان المختطفون يتكدسون في مساحة ضيقة، مقارنة بعددهم الكبير، بحسب شهادة أحد المختطفين الذين خرجوا من سجن كلية المجتمع، حيث قال (كنا في ازدحام شديد حيث كان عددنا في العنبر الواحد 160 شخصا لدرجة أن الواحد منا كان يتنفس من فم صاحبه وكنا إذا أراد أحد منا الذهاب لدورة المياه يجد صعوبة شديدة في تخطي الزحام حتى يصل إلى دورة المياه).
وأضاف "ولم يكن يسمح لأهالي المختطفين بزيارتهم في هذا السجن مهما طالت فترة احتجازهم فيه، بل إن كثيرا من أهالي الضحايا لم يكونوا على علم بوجوده في كلية المجتمع إلا بعد ورود اسمه ضمن كشوفات القتلى، وكان يسمح لبعض المحتجزين باتصال واحد كل شهرين يطلبون فيه من ذويهم إرسال مبلغ من المال ويخبرونهم باسم الشخص الذي ترسل باسمه الحوالة المالية (أحد العناصر الأمنية في جماعة الحوثي) ويمنع عليهم إخبار ذويهم عن مكان احتجازهم.
أما تردي الخدمات الصحية، ورفض القائمين على سجن كلية المجتمع إسعاف المرضى ومداواتهم، والإهمال الصحي المتعمد، فقد تسبب في إصابة العديد منهم بالأمراض المزمنة، وتسبب كذلك في وفاة المختطف المعلم صادق قائد فرحان الحيدري، من محافظة تعز بتاريخ 6/5/2018، ثم انتشار عدوى مرض السل الرئوي بين المختطفين، ووفاة المختطف هلال الجرف بالسل الرئوي في 22/2/2019، وإصابة أحد عشر مختطفا بهذا المرض (توفي منهم ثلاثة في القصف).
فاجعة منتصف الليل حملت الموت للعشرات
في تمام الساعة الثانية عشرة وست دقائق من صباح الأحد 1/9/2019، تم قصف مبنى كلية المجتمع الذي يحتجز فيه الحوثيون "مئة واثنين وثمانين" مختطفاً، سقط منهم "137" قتيلا و "54"جريحا بحسب إحصائية رابطة أمهات المختطفين، كان معظم ضحايا سجن كلية المجتمع من المختطفين في نقاط التفتيش التي نصبتها مليشيا الحوثي بحسب الرابطة.
أما عن عملية رفع الأنقاض فقد كانت تسير بتباطؤ واضح حيث ظلت عدد من الجثث إلى اليوم السابع وهي تحت الأنقاض وسجلت الكثير من الحالات بوفيات دون جثث أو أشلاء، وعند زيارة فريق الرابطة لمستشفى ذمار وجد حاوية تضم أشلاء الضحايا والجثث المجهولة من قتلى القصف وهي تقطر ماء من إحدى زواياها ورائحة تحلل الجثث تعم المكان المحيط بالحاوية مما يدل على أنها تظل لفترات دون تبريد، كما أن كثيرا من الأسر استلمت الجثث وقد بدأت بالتحلل.
وتعرضت بعض أسر المختطفين للاحتجاز، عند مجيئها للتعرف على جثث ذويهم من الضحايا واستلامها، وقالت الرابطة إنها تلقت 3 بلاغات باحتجاز أقارب ضحايا، جاءوا للبحث عن جثث ذويهم، مما تسبب في إحجام كثير من أسر الضحايا عن السفر إلى ذمار خوفا من الاحتجاز.
وتواصل مليشيا الحوثي الانقلابية منذ اجتياحها العاصمة صنعاء في الـ21من سبتمبر 2014، اختطاف معارضيها وممارسة شتى الانتهاكات بحقهم، واستحدثت السجون السرية وغير الرسمية لإخفاء المختطفين وتعذيبهم تعذيبا وحشيا، أفضى بالبعض منهم إلى الموت، ومن هذه المباني مبنى كلية المجتمع بذمار.