آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

انحياز مفضوح لجانب المليشيات..
الأمم المتحدة عندما تفقد دورها الحيادي.. غريفيث أنموذجا

الإثنين 20 إبريل-نيسان 2020 الساعة 07 مساءً / سهيل نت - خاص
 

أثارت إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، التي قدمها مؤخرا، إلى مجلس الأمن الدولي، استياء قطاع كبير من الشعب اليمني، تجلى ذلك في ردود مختلفة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وكل الردود أكدت أن الإحاطة كانت قاصرة ومنحازة وغير مهنية، وتجاهلت وقائع جوهرية، وتعاظم الاستياء من غريفيث نظرا لتجاهله مؤخرا جرائم حوثية حدثت في عدة مناطق، حيث ظهر غريفيث وكأنه موظفا تابعا لمليشيا الحوثي وليس موظفا أمميا.

فقد استغرب مستشار رئاسي، من تغاضي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إزاء جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية، في وقت يتحدث فيه عن السلام.

وأشار عبدالملك المخلافي، مستشار رئيس الجمهورية، في تغريدة له على تويتر، إلى آخر جرائم وانتهاكات الحوثيين، واستمرارها في إشعال الحرب.

وذكّر المخلافي، غريفيث بما ارتكبته مليشيا الحوثي خلال الأيام الأخيرة من قصف النساء في سجن تعز، وقصف المدنيين في مأرب، وقرارات إعدام الصحفيين، وغيرها.

مخاطبا غريفيث: "ألا ترى أنها تستحق الإدانة الصريحة للحوثي والضغط عليه للتوقف عن جرائمه من أجل أن يكون حديثك عن السلام معه منطقيًا".

- تعزية منقوصة
لاقت تعزية غريفيث، بصفحته على تويتر، باستشهاد العقيد محمد الصليحي الذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها، برصاص مليشيا الحوثي التي استهدفت نقطة رقابة بمدينة الحديدة، ولم يدن فيها الحوثي بالاسم، موجة سخط كبيرة.

حيث استنكر وزير الإعلام، معمر الإرياني، في تغريدة له على تويتر، تنصل غريفيث وفريق الرقابة برئاسة الجنرال ابهيجيب غوها، عن مسئولياتهم وعدم الإدانة الواضحة للاعتداء.

وتساءل وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان، "من الذي أطلق عليه النار؟ أليست عصابات الحوثي؟ لم لم تذكرهم بالاسم؟ إلى متى سيستمر غريفيث في تغطية جرائم هذه المليشيات؟".

وعلق الناشط الصحفي ياسر الحسني ساخرا "تعرض لإطلاق نار من كائنات فضائية؟ لماذا لا تدين القاتل؟". فيما قال الصحفي أحمد الزرقة لغريفيث "تحلى بالشجاعة قليلا واذكر من قام باستهدافه، هذا سلوك لا أخلاقي وانحياز واضح لمليشيا الحوثي".

- تجاهل المختطفين
يقول وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي، إن غريفيث يبحث عن استمراره كمبعوث أكثر من أي شيء آخر، لأنه منذ تكليفه في هذه المهمة لم يحقق أي شيء بل ينتقل من إخفاق إلى آخر، ويقود الملف اليمني إلى مزيد من التأزيم.

من جهته، وصف مدير منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي، إحاطة غريفيث إلى مجلس الأمن بالمخزية، لتجاهلها المختطفين وقرارات الإعدام الحوثية بحق صحفيين مختطفين، مضيفا أن تلك الإحاطة تعد طعنه في ظهر الضحايا، وارتدادا لا يليق بمبعوث مؤسسة أمنية تدافع عن حقوق الإنسان.

واعتبر الصحفي مارب الورد، تجاهل غريفيث في إحاطته لمجلس الأمن، قضية الصحفيين المختطفين، وقرارات الإعدام الحوثية، بحق صحفيين مختطفين منذ 5 سنوات، بأنه غير مبرر، ولا يوجد له تفسير سوى التضحية بالضحايا لإرضاء مليشيا الحوثي لتستمر بالتعامل معه.

مضيفا "إذا كان غريفيث غير مستعد أن يطالب بحرية الصحفيين وهم أبرياء أصلاً واختطفوا على خلفية عملهم الصحفي والتعبير عن آرائهم حيال ما يجري في بلدهم، فكيف يمكن له أن يقنع اليمنيين بأنه يسعى لتحقيق السلام في وطنهم فضلاً عن أن يكون قادراً على النجاح".

من جانبه، قال الصحفي وليد الراجحي، إن صمت المبعوث الأممي إزاء جرائم مليشيا الحوثي، مخزي ويتطلب موقفا حاسما من الشرعية تجاه تخبط وعبث غريفيث.

- تحامل وتحيز
ويؤكد وكيل وزارة الشباب والرياضة حمزة الكمالي، أن غريفيث ما يزال يسلك نفس الطرق التي لن تؤدي إلى سلام في اليمن، ويجزم أنه إذا لم يكن هناك جدية في التعاطي مع عرقلة الحوثيين للسلام فستظل كل الجهود تدور في نفس الدائرة المفرغة دون الوصول إلى شيء.

كما قالت الحملة الدولية للإفراج عن السجناء في اليمن، إن إحاطة غريفيث الأخيرة، تجاهلت في سردها للإجراءات التمهيدية الضرورية لعملية السلام، جملة من المطالب الإنسانية العاجلة ذات الأولوية، واكتفت بإبراز مطالب مليشيا الحوثي مثل تشغيل ميناء الحديدة ومطار صنعاء، وهي ذات المطالب التي يتبناها غريفيث دون غيرها.

وأشارت، في بيان لها، إلى تجاهل التذكير بإنهاء الحصار الحوثي المفروض على مدينة تعز، وهو أهم المطالب الإنسانية على طاولة الملف الإنساني في اليمن منذ اتفاق ستوكهولم وما بعده، ومن أهم الخطوات التمهيدية لعملية السلام، وهذا الانحياز دليل على اختلال المعايير لدى المبعوث الخاص للأمين العام.

وطالبت الحملة الدولية للإفراج عن السجناء في اليمن، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، بأن يؤدي دوره وفقا للتفويض الممنوح له، كما هو محدد في قرار تكليفه ويمثل ويعكس المعاناة والمطالب الحقيقية لجميع المدنيين اليمنيين، دون أي ميل سياسي أو تحامل أو تحيز.