آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

طفولة محرومة في زمن الحرب..
اليونيسيف وجمعية الإصلاح تحميان الزهور والبراءة في سبع مديريات بمحافظة مارب

الخميس 30 يوليو-تموز 2020 الساعة 04 مساءً / سهيل نت

"دمتم لرعاية الطفولة".. بهذه العبارة عبر أبو عمار، عن شكره لأيادي كريمة انتشلت فلذة كبده من الإعاقة والموت.

خرج الطفل عمار "9 أعوام"، إلى اللعب مع أقرانه جوار مسكنه في محافظة مأرب، بحثا عن قليل من المتعة في زمن المعاناة، ولم يكن يعلم أن سماء الحي سيمطر شظايا من نار، وأن هناك شظية سترسم قبح الحرب على رأسه.

تركت الشظية أثرا مدمرا على جسد ونفسية الطفل، وأصبح والده في حيرة من أمره، وهو الفقير المنهك، النازح من محافظة إب بسبب الحرب الدائرة، وفي لحظة يأس، انفتح باب الأمل عبر اليونيسيف وجمعية الإصلاح، اللتان وضعتا يداهما الطيبة على الجرح، من خلال مشروع "الاستجابة التكاملية متعددة القطاعات".

أجريت عملية جراحية لزراعة عظم لرأس الطفل عمار في أحد مستشفيات محافظة حضرموت، وجرى تقديم العلاج الطبي، وتأهيل الطفل نفسيا وجسديا، وعادت البهجة والفرحة إلى هذه الأسرة، وأمثالها كثر، في بلد مزقته الحرب.

- مساعدة الطفولة

أدت الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات، إلى تشريد قرابة أربعة ملايين شخص، بحسب تقديرات للأمم المتحدة، وخلفت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ثمة فئات تكون أكثر عرضة للمخاطر، وتتأثر بشدة في النزاعات، وتصبح بحاجة إلى تدخل ومساعدة، كالأطفال، وهو ما أدركته جمعية الإصلاح ، ونفذته على أرض الواقع من خلال مشروع "الاستجابة التكاملية "، الذي حقق نجاحا كبير ترجمته أرقام المستفيدين.

نفذ المشروع في سبع مديريات بمحافظة مأرب "المدينة، حريب، صرواح، مدغل، مجزر، رغوان، الوادي"، بالشراكة مع مكتب الصحة والسكان، وبتمويل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ، خلال الفترة من أبريل 2019 إلى أبريل 2020 ، ومازال المشروع مستمر في تقديم خدماته حتى سبتمبر 2020.

وكان للمشروع عدة أهداف، منها حصر الأطفال المتأثرين بالصراع، وحصر الناجين من قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، وإدارة الحالات والتأكد من تلبية احتياجات الأطفال، وتقديم التأهيل الطبي والجسدي والنفسي للأطفال المستضعفين، وغيرها.

وفي حديث لرئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، يحيى الدبا، قال إن المشروع لبى احتياجات الأطفال بشكل مباشر، وأضاف: "تم الوصول إلى الكثير من الأطفال المحتاجين لخدمات المشروع في المديريات المستهدفة، وتم تقديم الخدمات والرعاية التي يحتاجوها ليعيشوا طفولتهم البريئة بعد أن فقدوها".

-حماية الطفولة

اشتمل مشروع "الاستجابة التكاملية متعددة القطاعات"، على مكونات رئيسية، منها الحماية، وقد جرى حصر قضايا الحماية للأطفال المتأثرين بالنزاع، الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية.

وتمت حمايتهم من خلال عدد من الأنشطة ،التي ساعدت للوصول إلى هؤلاء الأطفال ومساعدتهم للاستفادة من الخدمات المقدمة في المشروع بالمديريات المستهدفة خلال فترة المشروع، حيث استفاد من هذه الأنشطة 21442 فرد.

وتنوعت الأنشطة، منها إنشاء شبكات حماية الطفولة، وبناء قدرات أعضائها، وسفر وإقامة للأطفال المحالين خارج مأرب، وإقامة ورش ودورات وجلسات توعية، وتقديم المساعدة النقدية للناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وغيرها.

ويؤكد أمين عام جمعية الإصلاح الدكتور عبدالواسع الواسعي، أن الأنشطة المنفذة كفلت العناية لهؤلاء الأطفال الأكثر تعرضا للخطر، وهم إما المصابون بجراح أو ذوي الإعاقة أو ذوي الإعاقات، مشيرا إلى الاستجابة الشاملة لحماية الطفل، فضلا عن الدعم الطبي الطارئ والمتخصص لإنقاذ الأرواح وتحسين نوعية الحياة.

- تفعيل 15 مرفقا

ومن مكونات مشروع "الاستجابة التكاملية متعددة القطاعات"، الذي نفذته جمعية الإصلاح ومولته اليونيسيف، الدعم الصحي ومعالجة سوء التغذية، وتضمن هذا المكون أنشطة مختلفة، منها أنشطة توعوية، وتأهيل مرافق صحية، وخدمات الصحة الإنجابية، وبناء قدرات العاملين الصحيين، وخدمات التحصين، وأخرى.

فقد جرى إعادة تفعيل 15 مرفقا صحيا تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتم تدريب 353 عاملا صحيا في دورات الرعاية التكاملية للطفل المريض والمعالجة المجتمعية لسوء التغذية.

واستهدف 8628 من مقدمي الرعاية للأطفال بتعلم الممارسات الصحيحة لتغذية الطفل، واستفاد 57138 طفل من خدمات الرعاية وجرعات تطعيم وتحصين وفحوصات ومغذيات.

بينما استفادت 17109 امرأة من خدمات رعاية الحوامل، والأمهات المرضعات، وجرى تنفيذ 20 ورشة عمل لمعنيين من مكاتب الصحة، لتحديد الفجوات في نظام المعلومات الصحية وتحديد الاحتياجات المطلوبة للتطوير، وبنسبة انجاز 100%.

-مياه ونظافة وإصحاح بيئي

أما المكون الثالث من هذا المشروع، فهو المياه والإصحاح البيئي، وقد استفادت منه 56510 أسرة، حيث استفادت 12600 أسرة من حقائب ومواد النظافة، واستفادت 26212 أسرة من الجمع والتخلص الآمن من المخلفات الصلبة وشفط "البيارات"، والنظافة العامة في مواقع النازحين.

واستفادت 12249 أسرة من 1416 جلسة توعية في المخيمات المستهدفة، كما استفادت 5449 أسرة من الزيارات المنزلية، بالإضافة إلى تدريب 103 عضو من أعضاء لجان المستفيدين لمشاريع المياه المستهدفة، وتدريب 49 متطوعا حول الممارسات الصحية.

ناهيك عن تنفيذ أعمال إنشاء وتأهيل لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي لـ 15 مرفقا صحيا، بالمديريات المستهدفة، ضمن هذا المشروع الناجح الذي نفذته جمعية الإصلاح .

- جهود لها أثر

يقول مدير عام جمعية الإصلاح رياض محمد، إن الجمعية استطاعت تنفيذ كل ذلك بجهودها المشتركة مع الجهات الحكومية وبشراكة وتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ، إضافة إلى علاقاتها المتميزة بالهيئات والمنظماتداخل اليمن وخارجه.

وهي جهود لم تخلو من معوقات في بلد لم تضع الحرب أوزارها، ومنها كثرت الحالات الطبية واحتياجها للتدخل الطبي، في ظل عدم وجود مقدمين للخدمات الطبية من المنظمات أو الجهات للفئات الأخرى التي لا يستهدفها المشروع، واستمرار تدفق النازحين بشكل كبير على مأرب، وغيرها من المعوقات.

لكن ورغم المعوقات، استطاعت جمعية الإصلاح ، أن تتغلب عليها بحكم خبرتها الطويلة كجمعية موثوقة ومستقلة ومحايدة، وساهمت مع شركائها في التخفيف من معاناة الأطفال داخل مأرب، وخاصة الذين يتعرضون للعنف والإساءة والإهمال والاستغلال، ورفعت مستوى الوعي المجتمعي حول قضايا حماية الأطفال، مما كان له أثر ملموس.