آخر الاخبار

الرئيسية   منـوعــات

خبير بالأحياء البحرية: التنوع البيولوجي الفريد بالبحر الأحمر مهدد

الإثنين 07 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 07 مساءً / سهيل نت - متابعات

قال خبير وأكاديمي في الأحياء البحرية، إن أي تسرب للنفط أو انفجار في خزان صافر النفطي العائم، سيوقف موانئ الحديدة ويدمر التنوع البيولوجي الفريد في البحر الأحمر، ويؤثر على حركة الملاحة الدولية في باب المندب.

وأوضح أستاذ الأحياء البحرية المشارك في جامعة الحديدة، الدكتور عبد السلام الكوري، في مقابلة مع وكالة شينخوا الصينية، أن المخاوف من انفجار خزان صافر النفطي حقيقية، مؤكدا أن الناقلة تحتاج إلى صيانة دورية لكونها بقيت قرابة خمس سنوات بدون صيانة.

وأوضح الدكتور الكوري أن محافظة الحديدة تتميز بطقس حار ومعدل رطوبة مرتفع وملوحة عالية في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل تجعل هيكل السفينة أكثر عرضة للتآكل، وتزيد من خطر تصدعها وتسرب النفط الخام.

وحذر الخبير من أنه في حال حدوث تسرب سيتوقف ميناء الحديدة، أكبر ميناء والشريان الرئيسي للإمدادات الأساسية في اليمن، وميناء الصليف لفترة عن العمل بسبب قربهما من موقع الناقلة.

وأضاف "كذلك بسبب قرب مضيق باب المندب من مكان رسو الناقلة ستطال أيضا الآثار حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وآثار التلوث النفطي ستؤثر على قطاع الصيد في اليمن".

وأشار إلى أن أكثر من 100 ألف صياد يمني سيتوقفون عن العمل، ما يعني أن قرابة 100 ألف أسرة ستتأثر بشكل مباشر وستفقد مصدر عيشها الوحيد.

ونوه الدكتور الكوري أن تأثير هذه الكمية في حال حدوث تسرب سيطال كل الدول المشاطئة للبحر الأحمر، ولكن ستختلف درجة التأثير بحسب قرب الدولة من الناقلة واتجاه وقوة الرياح والتيارات المائية.

وأردف قائلا "هناك تيارات سطحية تأتي من خليج عدن وتمر عبر باب المندب إلى أقصى شمال البحر الأحمر والعكس، هذه التيارات ستساهم في نقل الملوثات النفطية، وفي زيادة انتشار البقع النفطية والملوثات الأخرى، التي قد تتسرب من الناقلة".

ولفت الخبير بالكائنات البحرية إلى أن البحر الأحمر شبه مغلق، وعملية التنظيف الطبيعية للبحر في حال التسرب ستستمر لفترة أطول مقارنة بالمحيطات والبحار المفتوحة.

وقال الأكاديمي بجامعة الحديدة، إن البحر الأحمر يتميز بتنوع بيولوجي فريد كونه يحتوي على موائل طبيعية تعتبر أهم مناطق الحضانة والتكاثر لمختلف الأحياء البحرية، ومنها غابات المانجروف والشعاب المرجانية والحشائش البحرية.

وأضاف "هذه الموائل تعتبر بيئات حساسة جدا وتعرضها لأي تلوث سيدمرها تماما، وبالتالي قتل كل الأحياء البحرية، محذرا من أن أغلب هذه الموائل الطبيعية تتواجد في المناطق القريبة من الناقلة".

وقال الدكتور الكوري إن كل الجزر اليمنية في البحر الأحمر ستتأثر، وبفعل الرياح والأمواج والمد والجزر ستصل بقع النفط إلى حواف الجزر.

وأوضح أن جزيرة كمران، الأجمل في البحر الأحمر ذات التنوع الحيوي الكبير والفريد، ستكون الأكثر تأثرا بسبب قرب موقع الناقلة من الجزيرة.

وذكر خبير الأحياء البحرية، أنه في حال حدوث أي تسرب نفطي فإن النظام البيئي للشعاب المرجانية سيعاني بأكمله من هذا التلوث، وسيؤثر على كل أنواع الحياة في هذه البيئات من الأسماك والفقاريات واللافقاريات البحرية الأخرى، ولن تعود الحياة إليها إلا بعد أن يتعافى النظام البيئي.

وأكد أن تعافي الشعاب المرجانية، التي تتعرض للدمار يحتاج من 9 إلى 12 عاما وأكثر في حال أصبحت الظروف طبيعية ومناسبة جدا.

وحذر الخبير من "جرة أحياء بحرية فريدة من البحر الأحمر في حال حدوث أي تسرب نفطي، مشيرا إلى أن البحر الأحمر يضم خمسة أنواع من السلاحف من أصل سبعة أنواع على مستوى العالم وكذلك أنواع من الأسماك والدلافين.

كما حذر الدكتور الكوري من تأثير أي تلوث نفطي محتمل على كل الأحياء في السلسلة الغذائية، حيث ستستمر التأثيرات وعلى المدى البعيد بسبب تراكم السموم الناتجة من المواد النفطية ومن المواد الكيميائية الأخرى، التي قد توجد في الناقلة في أنسجة الكائنات الحية وانتقالها عبر السلسلة الغذائية من كائن إلى آخر.

وأكد أن الفاتورة الاقتصادية للتسرب ستكون باهظة جدا، وسيحتاج اليمن لسنوات إن لم يكن لعقود حتى يتمكن من معالجة آثار هذه الكارثة، بطريقة أخرى ستكون الحاجة لسنوات تعادل تلك التي يحتاجها النظام البيئي للتعافي.

وقال خبير الأحياء البحرية الدكتور عبدالسلام الكوري للوكالة الصينية، إن معالجة وضع خزان صافر تكمن في عملية تفريغ النفط وجميع المواد الكيميائية الأخرى، ومن ثم نقله إلى مكان آمن لصيانته.