آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

تحذير من تعرض آثار في إب للتلف والطمس والسرقة بعد إفراغ الحوثي محتويات متحف

السبت 19 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت

حذر مختصون ومهتمون من تعرض آثار في محافظة إب لمخاطر التدمير والطمس والسرقة والتهريب من تجار الآثار بتواطؤ وعبث تمارسه ميلشيا الحوثي بعد أن فرغت متحف المحافظة من محتوياته التاريخية.

وقالت مصادر محلية للشرق الأوسط، إن مليشيا الحوثي أفرغت متحف محافظة إب من محتوياته ومنحته لإحدى الأسر كمسكن، في الوقت التي تتجاهل حراسة المواقع الأثرية في المحافظة، وسماحها بالعبث بعملية ترميم الجامع الكبير المعروف باسم الجامع العمري، الذي بني في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في مدينة إب قولهم "إن القطع الأثرية التي كانت في متحف المدينة وتعكس حضارة آلاف السنين تحولت اليوم إلى بقايا ركام، بعد أن قامت ميلشيا الحوثي بمصادرة مبنى المتحف ومنحه لامرأة قيل إنها نازحة من الحرب".

وعملت الميلشيا الحوثية على إخراج القطع الأثرية التي كانت معروضة في المتحف، ووضعتها في أكياس وكراتين وأودعتها أحد المخازن التابعة لمكتب الثقافة في المحافظة منذ عام 2015.

ما تسبب في إتلاف المصوغات البرونزية، وأدوات صيد قديمة، كما تكسرت معظم الأواني الفخارية والحجرية التي نقش عليها عبارات بخط المسند القديم، ما أفقدها قيمتها التاريخية إذ كساها الصدأ وحولها إلى قطع متفحمة كأن نارا التهمتها وحولتها إلى رمادـ، وفق المصادر.  

وذكرت المصادر "أن العشرات من الأساور والسيوف والخناجر البرونزية القديمة والتي كانت ضمن مقتنيات المتحف أتلفت كما أن قطعا أثرية مختلفة الأحجام على شكل حيوانات تكسرت هي الأخرى وتحولت إلى حطام".

ومارست ميلشيا الحوثي العبث أيضا، في واحد من أقدم المساجد في اليمن هو الجامع العمري أو الجامع الكبير الذي بني في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، ويبلغ عمر مئذنته نحو 900 عام، ضمن عبث ممنهج لا ينم عن أي احترام لتاريخ اليمن وحضارته الموغلة في القدم.

وأوكلت مليشيا الحوثي، لأحد المقاولين التابعين لها مهمة ترميم الجامع بطريقة أفقدته قيمته التاريخية ومكانته كمنارة علم في المدينة عبر هذه السنوات الطوال.

وكان فريق من خبراء الآثار زار مدينة إب حديثا، وأعد تقريرا أكد فيه أن مواد البناء التي استخدمت في ترميم الجامع لا تتماشى والطابع الأثري، وأن بقاء الوضع على حاله يهدد بانهيارات في أجزاء من الجامع. 

وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي فتحت العبث بالمواقع الأثرية بما فيها من كنوز أثرية غير مكتشفة، إذ نشط المهربون وتجار الآثار في ظل حماية كاملة من مليشيا الحوثي، إذ تنتشر القطع الحجرية الضخمة المزينة برسوم الوعل الذي كان رمزا للقوة عند اليمنيين القدماء.

وأوضحت المصادر أن موظفين استطاعوا إحصاء 45 نوعا من هذه الأحجار مختلفة الألوان والرسوم، فيما استولى السكان على أحجار أحد القصور التاريخية ولم يتبق منه سوى صفين من الأحجار.

ونشطت منذ انقلاب مليشيا الحوثي عمليات سرقة وتهريب الآثار اليمنية إلى الخارج، بمشاركة وتواطؤ من قيادات المليشيا الحوثية، في متاجرة بآثار تعبر عن تاريخ اليمن وحضارته الممتدة عبر عشرات الآلاف من السنين.