آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

في كلمته للجمعية العامة للأمم المتحدة..
الرئيس هادي: نعيش ظروفا صعبة وقاسية نتيجة الحرب المفروضة على الشعب من الحوثي

الخميس 24 سبتمبر-أيلول 2020 الساعة 06 مساءً / سهيل نت

دعا الرئيس عبدربه منصور هادي، المجتمع الدولي إلى الاستنفار لمساندة جهود الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية، ودعم سياسات وخطط دعم العملة الوطنية لتحقيق الاستقرار المعيشي، والالتفات إلى معاناة الشعب اليمني الذي يواجه صنوف المآسي، والعذاب، والظروف المعيشية القاسية، نتيجة الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران.

وشدد الرئيس هادي، في كلمته التي ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي بالدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة عدم سماح المجتمع الدولي بتحويل مليشيا الحوثي، الملف الإنساني إلى ملف لابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي من خلال الإصرار على نهب الأموال الخاصة بدفع الرواتب وتعطيل جهود الأمم المتحدة.

كما دعا المجتمع الدولي إلى العمل الجاد والعاجل من أجل إنهاء الكارثة المحتملة التي يمكن أن يتسبب بها خزان النفط "صافر"، الذي ترفض مليشيا الحوثي السماح للفرق الأممية المختصة بصيانته وإصلاحه.

وقال رئيس الجمهورية: "لقد قطعنا بدعم غير محدود من الأشقاء في السعودية شوطا في تنفيذ اتفاق الرياض الذي يهدف لتحقيق الاستقرار وتجاوز الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس من العام الماضي".

وأضاف "لقد حرصنا منذ الوهلة الأولى على تقديم كافة التسهيلات أمام جهود تنفيذ اتفاق الرياض، انطلاقا من قناعاتنا بضرورة توحيد جهود الجميع للمضي قدما في تحقيق البناء والتنمية تحت راية الدولة، ومن هنا نجدد ثقتنا بالأشقاء في المملكة للمضي في استكمال تنفيذ هذا الاتفاق".

وتابع: "تنعقد هذه الدورة للمرة السادسة ونحن في الجمهورية اليمنية نعيش ظروفا صعبة وقاسية نتيجة للحرب المفروضة على شعبنا من مليشيا الحوثي الانقلابية، وداعمها الإقليمي إيران، التي بدأت مخططاتها عقب تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتزامنا مع الانتهاء بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي وضع خارطة طريق لمستقبل اليمن بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي".

وأوضح أن ذلك لم يرق لمليشيا الحوثي التي أرسلت ممثليها إلى طاولة الحوار، وذهبت في الوقت نفسه تعد العدة للانقلاب عليه، من خلال تحشيد مليشياتها لإسقاط المدن والقرى وتشريد السكان، وتهجيرهم من قراهم ومناطقهم وصولا لاجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

واستيلائها على مؤسسات الدولة، والانقلاب على الشرعية المنتخبة، والإجهاز على المناخ السياسي، وخنق الحريات العامة، ومداهمة المنازل والبيوت وتفجير المدارس، ودور العبادة، ومطاردة الأصوات المعارضة لها، والتنكيل بالمواطنين، وتحويل صنعاء التاريخ والحضارة والتعايش، إلى سجن كبير لشعبنا هناك.

وقال الرئيس هادي: "لقد مددنا يدنا للسلام، وبذلنا كل ما بوسعنا لدعم وتسهيل جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى بلادنا مارتن غريفيث والمبعوثين من قبله، من أجل إنقاذ البلاد والتوصل إلى سلام دائم وشامل، يوقف نزيف الدم اليمني والمأساة اليمنية لأن شعبنا اليمني باختصار لن يقبل التجربة الإيرانية على أرضه مهما كانت الظروف والتحديات".

متطرقا إلى ما قدمته الشرعية من تنازلات من أجل السلام على مدار الأعوام الخمسة الماضية، والتزام الشرعية ومعها الأشقاء في التحالف الداعم للشرعية بقيادة السعودية قبل أشهر بوقف إطلاق النار من جانب واحد، لإتاحة الفرصة أمام الجهود التي يبذلها مارتن للتوصل إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية.

وأعرب عن أسفه لما قوبلت به هذه الجهود من تعنت كامل من مليشيا الحوثي الإرهابية، وداعميهم في النظام الإيراني، مضيفا: "بل إنها قامت باستغلال ذلك للحشد والتصعيد ومهاجمة المحافظات والمدن، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في العديد من محافظات ومدن اليمن".

وأضاف: "وما ترونه اليوم، من تصعيد همجي لهذه المليشيات، خاصة في محافظات مأرب والجوف والبيضاء التي تشن عليها مليشيا الحوثي حملة عسكرية هوجاء منذ شهور، وتستهدف الأحياء السكنية بالصواريخ الباليستية، دون اكتراث لحياة المدنيين والنازحين الفارين من مناطق سيطرتها والذين يقدر عددهم بالملايين".

وأشار الرئيس هادي إلى ما تقوم به هذه المليشيا الإرهابية من استهداف متكرر للمدنيين والمنشآت المدنية في السعودية، مؤكدا أن كل ذلك يعطي صورة واضحة عن نوايا هذه المليشيا، وموقفها من السلام.

مؤكدا أن هذا الأمر يستدعي من المجتمع الدولي، الاضطلاع بدوره في وضع حد لهذا الصلف المتعجرف، وإنهاء معاناة شعبنا عبر الضغط الفاعل والحاسم على الانقلابيين وراعيهم في طهران لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، والتوقف عن الإيغال في إراقة الدماء، والتدمير، وإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين.

ولفت إلى أنه كان للأمم المتحدة دوراً محوريًا وبارزًا في الإشراف على عملية الانتقال السياسي في اليمن منذ العام 2011، إذ بدأت المرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بتشكيل حكومة وطنية وانتخابات رئاسية مرورًا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكافة شرائح المجتمع اليمني ووضع مسودة الدستور اليمني الجديد وفقًا لمخرجات ذلك الحوار إيذانًا بعرضه للاستفتاء من قبل الشعب اليمني وانتهاء بإقراره وإجراء الانتخابات وفقًا للدستور الجديد.

وتابع الرئيس هادي: "وجاء الانقلاب الحوثي ليوقف مسيرة المرحلة الانتقالية وليشن حرباً على الشعب اليمني"، مشيرا إلى هذه الحرب المفروضة على الشعب اليمني تسببت بكارثة إنسانية ومزقت المجتمع اليمني وتسببت في موجات النزوح والتهجير الجماعي والقمع والإخفاء القسري وأعظم حالات الفقر التي شهدها الشعب منذ عقود طويلة.

كما تقدم بالشكر لكل الجهود والدعم المقدم من الأشقاء والأصدقاء، والمنظمات والدول المانحة والتي هي الأخرى لم تسلم من الابتزاز والتضييق والحصار وهي تسعى لتخفيف المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني.