آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

مناهج التعليم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. فقاسة إرهاب وتلغيم لعقول الأجيال

السبت 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 05 مساءً / سهيل نت - خاص

منذ حلت كارثة الانقلاب الحوثي على الدولة ومؤسساتها في العام 2014، وحقل التعليم في الجمهورية اليمنية مثل غيره تعرض ويتعرض لتشويه وتخريب وتجريف ممنهج ومتعمد، لاسيما في المحافظات التي لا تزال رهينة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
ولئن كان التخريب في مجالات الاقتصاد والأمن والصحة، وغيره مما يمكن إصلاحه بالمال والإدارة حال انتهاء الانقلاب، لكن التخريب في مجال التعليم وتسميم عقول الناشئة والشباب بالأفكار الظلامية والعنيفة لا يمكن إصلاح آثار فساده على المدى القريب وستدفع ثمنه الأجيال القادمة باهضاً من أمنها واستقرارها وسلمها الاجتماعي.
فطيلة سنوات الانقلاب ومليشيا الحوثي تواصل العمل على تعزيز سياساتها الطائفية السلالية الخبيثة في مجال التعليم، حيث قامت بإدخال تعديلات جذرية على المناهج الدراسية في المرحلتين الأساسية والثانوية لاسيما في مواد القران الكريم والتربية الإسلامية والتربية الوطنية واللغة العربية.
وذلك في مسعى منها لحوثنة المناهج الدراسية ومؤسسات التعليم العام والخاص على حد سواء والعمل تغيير هوية المجتمع اليمني واستهداف ثقافته، وسلخه عن محيطه العربي وتأريخه الوطني.
وظهرت هذه التعديلات إلى العلن وبشكل فج، السنوات الأخيرة، حيث لجأت المليشيا إلى تشغيل مطابع الكتاب المدرسي الحكومية وإجبار المدارس الأهلية في مناطق سيطرتها، وهي كثيرة بالمناسبة، أجبرتها على طباعة مناهجها لديها وبأثمان باهضة.
ناهيك عن بيع المناهج لطلبة المدارس الحكومية في السوق السوداء وبأثمان عالية، الأمر الذي مثل لها مورداً اقتصاديا كبيرا يجعلها في غنى عن أي دعم خارجي مشروط.

  • تفخيخ المناهج الدراسية
    عمدت هذه المليشيا المدعومة من إيران، على استبدال المناهج الدراسية السابقة المبنية إلى حد كبير، على أسس من الوطنية والوسطية والاعتدال والتوافق بين اليمنيين، بمناهج مؤدلجة تقضي تماما على هذه الثوابت وتؤسس للتطرف الفكري والديني والمجتمعي.
    وكانت هيئة علماء اليمن قد حذرت في وقت سابق، في بيان لها، من تغيير المليشيا الحوثية للمناهج التعليمية وتسميمهم لعقول الطلبة بأفكار عنصرية وطائفية غريبة تخدم مشروعهم الطائفي في اليمن والمنطقة.
    وأضافت أن تفخيخ المناهج الدراسية مذهبيا وطائفيا، وزرع مفاهيم خاطئة وبذور الطائفية في اليمن وأدلجة المجتمع وهدم النسيج الاجتماعي والقبلي لمصلحة أجندات طائفية خارجية تهدف إلى زعزعة اليمن ومحيطة العربي والإسلامي.
    وقالت هيئة علماء اليمن، إن خطورة المليشيا تتجاوز الحدود العسكرية والسياسية، بل أصبحت معول هدم لكل ما هو يمني تراثا وإنسانا وحضارة وفكرا وثقافة، بل وتخرج اليمن من ركب التطور والتقدم الذي يشهده العالم ليبقى الشعب اليمني رابضا تحت عبودية جماعة تستلهم أفكارها من تاريخ لا يمت إلى الإسلام بصلة، ولا إلى الإنسانية والتعايش والسلم.
    وعن التغييرات التي أحدثتها المليشيا في المناهج لهذا العام، يقول أحد التربويين بالعاصمة صنعاء، لموقع "سهيل نت"، إن المليشيا أحدثت هذا العام تغييرا كبيرا في مواد التربية الإسلامية والتربية الوطنية واللغة العربية والقرآن وعلومه في المرحلتين الأساسية والثانوية بعكس السنوات الثلاث الماضية، حيث كانت تعمل على دس بعض النصوص والمفاهيم بشكل هادئ.
    وأضاف التربوي، الذي فضل عدم ذكر اسمه حفاظا على حياته، أن هذه المليشيا لم تعد تبالي بأي صوت أو نصح أو احتجاج، فهي ماضية في مشروعها الطائفي السلالي التخريبي وفق ما هو مرسوم لها من طهران.
    مشيرا إلى أنه يتم الآن إجبار المدارس على تنظيم واستضافة فعاليات طائفية يتم من خلالها الحشد والتعبئة والتحريض وتكريس الأفكار المغلوطة والمتطرفة وترديد الصرخة الخمينية التي من المتوقع أن يتم تعميمها لاحقا في طابور الصباح بدلا عن السلام الجمهوري، حد قوله.
    وعلى سبيل المثال لا الحصر شملت التعديلات لهذا العام في مقرر التربية الوطنية للصف السادس، وتحت عنوان شخصيات وأعلام يمانية تناول شخصية الإمام الهادي يحيى الرسي، الشخصية الدخيلة على اليمن وأول من بذر بذور التشيع في البلد، كما تم تناول شخصية الصريع صالح الصماد.
    وبالمقابل تم تغييب كثير من الرموز الوطنية أمثال أبي الأحرار محمد محمود الزبيري والثلايا وعلي عبدالمغني، وغيرهم ممن كان لهم دور في مقارعة وإسقاط الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف في اليمن، وإشعال ثورة الـ 26 من سبتمبر في العام 1962، التي تتعرض أهدافها اليوم إلى محاولات طمس في الواقع، والترويج لنكبة اليمنيين في 21 سبتمبر المشؤوم.

* إحياء الفكر المتطرف
وهناك الكثير من التعديلات في مقررات القران الكريم وعلومه والتفسير والتربية الإسلامية، التي تستند في معظمها لملازم الهالك ورأس الفتنه حسين بدر الدين الحوثي، ولم تسلم من التحريف حتى مادة الرياضيات والنحو.
حيث يتم وضع بعض الأسماء والمصطلحات ذات المدلولات الطائفية السلالية، ومن المثير للضحك والأسى معا، في مادة النحو مثلا تم ضرب مثالا على جمع المؤنث السالم بـ"فاطمات، زينبيات".
وتركز معظم التعديلات على فكرة إحياء الفكر الهادوي المتطرف، وغرس الولاء والطاعة لعبدالملك الحوثي، إضافة إلى حشد وتعبئة الأطفال والشباب في المدارس، تحت عناوين الجهاد، وخطر المنافقين، وهؤلاء الأخيرين يقصدون بهم كل من يختلف معهم، ولا يؤمن بمشروعهم العنصري.
وفي تصريح خاص لموقع "سهيل نت"، يقول أحد التربويين، فضل عدم ذكر اسمه حفاظا على حياته، إنه لا سبيل لوقف كل هذا العبث والتخريب والتجريف الممنهج، الذي يستهدف حاضرنا ومستقبلنا، سوى حسم المعركة مع هذه المليشيا المتطرفة، واستكمال تحرير اليمن.
وقال المسئول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي، إن إيران انتهجت بعد انقلاب مليشيا الحوثي في 2014 سياسة الاستعمار الثقافي واستزراع فكر الثورة الخمينية في اليمن عبر التعليم العام.
وأوضح، في تصريح صحفي، أن المخطط الإيراني للاحتلال الثقافي يعتمد بشكل أساسي على المدارس والتعديلات المتكررة للمناهج الدراسية ومواءمتها مع أفكارها الطائفية، وترسيخها في أذهان الأجيال اليمنية كما فعلت في لبنان والعراق من قبل وتفعل حاليا في سوريا.
وأكد اليناعي، أن مليشيا الحوثي الانقلابية أجرت 187 تعديلا إضافيا على مناهج العام الدراسي الحالي بعد أن كانت قد أجرت 234 تعديلا في الأعوام الفائتة على مناهج المرحلتين الأساسية والثانوية.