آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

في ذكرى اتفاق ستوكهولم المشؤوم.. ياسين: خسرت الحكومة وتفرغ الحوثي للحرب

الأحد 13 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت

يصادف، اليوم، 13 سبتمبر، مرور سنتين على اتفاق ستوكهولم، الذي تم برعاية الأمم المتحدة ودولة السويد ودول أوربية أخرى، والذي قضى بوقف زحف القوات الحكومية التي كانت على مشارف مدينة الحديدة، مقابل أن تنسحب المليشيات الحوثية منها.

وبهذه المناسبة، قال سفير اليمن في بريطانيا، الدكتور ياسين سعيد نعمان، إنه "فهم من ترتيبات الانسحاب أن هذه الخطوة، التي تعهدتها الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي بالرعاية، على أنها ستكون الخطوة الأولى والنموذجية لتطبيق خطوات السلام وفقاً للمرجعيات الثلاث وقرارات المجتمع الدولي، وخاصة القرار 2215".

مضيفا: "عندما كان الحوثيون حينذاك في مأزق فقد تصرفوا، عملاً بما تعودوه من مراوغة، عبر مسلكين، الأول التهديد بتفجير الموانئ وأرصفتها ووضعوا المدينة رهينة تحت كتلة من القذائف والأسلحة الثقيلة المدفعية والصاروخية والمفخخات غير مبالين بسكانها، أما هم فقد بدأوا بمغادرتها، وتمثل المسلك الثاني في القبول المطلق بالانسحاب والموافقة على الترتيبات التي وضعتها الأمم المتحدة".

وأكد الدكتور ياسين، في منشور على صفحته في الفيسبوك، أن الاتفاق لم يشمل أي ضمانات بالتنفيذ الجاد له، فقد غطى ضجيج إعلامي واسع على عيوب الاتفاق، وهو ما تبين بعد ذلك حينما أقدم الحوثيون على القيام بتلك المسرحية الهزلية التي سلموا فيها الميناء لأنفسهم بصورة عبرت عن سخريتهم من السلام.

ومن المجتمع الدولي ومن الشعب اليمني الذي أخذ تلك الخطوة بقدر من الاهتمام والترقب اللذان يجسدان رغبته في إنهاء الحرب وتحقيق السلام، لقد سخر الحوثي من الجميع وحول هذا الاتفاق إلى محطة أعاد فيها ترتيب أوراقه، حد قوله.

وأوضح الدكتور ياسين، أنه "كان واضحاً منذ بداية الأمر أن جبهة الساحل الغربي، التي امتدت من عدن مروراً بالمخا حتى الحديدة، قد شكلت حجر الزاوية في المواجهة الحاسمة مع المليشيات الحوثية، وكانت عنصر القوة في معادلة المعركة على الأرض بما توفره من شروط سياسية وإستراتيجية للحكومة الشرعية".

مستطردا:" وهذا ما تم التنبيه له منذ أن طرحت مسألة المفاوضات التي استهدفت هذه الجبهة بمعزل عن مكونات القضية الأخرى وجبهات المعركة التي يتفوق فيها الحوثيون، لقد كان من الضروري ربط الاتفاق في هذا الجبهة بترتيبات مماثلة في جبهات أخرى، لكن الأمور سارت على غير ما يتوخاه العقل الاستراتيجي في مثل هذه الظروف من قراءة لمتغيرات المعركة".

مضيفا "في هذه الظروف، لا أحد يتنازل عن عنصر قوته في المعادلة بدون أن يشكل ذلك شرطاً لتغيير عناصر المعادلة بالكامل، نعرف أن الضغوط كانت كبيرة على الحكومة، وسارت الأمور بحسابات لا يدعمها أي منطق سياسي أو عسكري أو تاريخي عدا ما وفره الضجيج الإعلامي من مخاوف مما قد تتعرض له تلك المنطقة من كوارث إنسانية".

وأكد الدكتور ياسين، أن كسر الانقلاب الحوثي في هذه المنطقة، كان ضرورة حيوية لإنهاء الحرب، وتجنيب اليمن المزيد من كوارث استمرارها، وهو ما أكدته الأحداث اللاحقة باستمرار الحرب على نحو أسوأ.

مستطردا: "بعد ذلك لم يلتفت العالم إلى الكوارث الإنسانية التي تعرضت لها مناطق كثيرة من اليمن بعد أن أمن الحوثيون بهذا الاتفاق الأممي هذه الجبهة، التي كانت تستنزف معظم قوتهم، وتفرغوا لقمع الجيوب المقاومة لهم في مناطق كثيرة من الأرض التي تقع تحت سيطرتهم، وأخذوا يطرقون أبواب مأرب".

وقال إن المليشيات الحوثية تفتح في هذه الجبهة باباً واسعاً لمواجهة إقليمية تكرس من خلالها نفوذاً لإيران في أهم منطقة ظلت عنصراً حيوياً لليمن في العلاقات الدولية والإقليمية، في حين أخذت مكونات المقاومة في جبهة الحديدة تتكسر بحسابات سياسية مختلة العناوين والانتماء والأهداف.

وبعد سنتين من محاولة تحقيق نموذج للسلام، يرى الدكتور ياسين، أن الحكومة خسرت أهم عناصر قوتها وما ترتب عليه من تداعيات عسكرية كبيرة في مختلف الجبهات، "يكون من الضروري التفكير بجدية في تكوين عنصر قوة حقيقي يضمن الدفع بعملية السلام إلى الأمام".

مضيفا: "فعندما تختل المعادلة على الأرض يصبح الحديث عن السلام ضرباً من الوهم والمغالطة، شروط السلام الحقيقي هي أن تكسر المعتدي في أهم مفاصله وتسحب منه المبادرة".

وتساءل الدكتور ياسين، في ختام منشوره، بالقول: هل سيكون اتفاق الرياض خطوة على هذا الطريق؟ وقال "هذا ما تتجه إليه الأنظار، وربما كانت الورقة الأخيرة في معادلة تعقدت بمجاهيلها الكثيرة، وهنا لا بد من، تغيير خط السير، أو تغيير حل المسألة".