آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

أكد على دعم العملة وتوحيد التشكيلات بإطار الدفاع والداخلية..
الرئيس: لن يعمل وزير من الخارج ونثق بالأشقاء لتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض

السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 04 مساءً / سهيل نت

أكد رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، أن الحكومة معنية بمتابعة ما تبقى من استحقاقات اتفاق الرياض وخاصة في الجانب العسكري والأمني بما في ذلك استكمال الانسحابات وجمع السلاح وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت إطار وزارة الدفاع والمكونات الأمنية تحت إطار وزارة الداخلية وفقًا للاتفاق.

وقال الرئيس هادي، إن على الحكومة جعل العاصمة المؤقتة عدن أولاً خالية من كافة الوحدات العسكرية، وتمكين الأجهزة الأمنية من القيام بدورها، مضيفا: "لا نريد صراع بعد اليوم، ولا قطرة دم بعد اليوم، وعدونا الحوثي ولابد أن تتوجه الجهود لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وإنهاء الانقلاب الحوثي الإيراني".

وأكد، خلال اجتماع عقده مع الحكومة بحضور نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، أن أهم أولويات الحكومة الجديدة التي ستعمل عليها في المقام الأول، هي مواجهة التحديات الاقتصادية ووقف تدهور الحالة الاقتصادية ودعم العملة الوطنية وبناء وتعزيز إيرادات الدولة ومؤسساتها المختلفة.

وشدد رئيس الجمهورية، عقب أداء الوزراء لليمين الدستورية، على أهمية أن تتحرك الحكومة كفريق واحد وبرنامج واحد وهدف واحد يمثل طموحات الشعب ويؤسس لمرحلة جديدة تلغي كل آثار الماضي لنتحرك باتجاه المستقبل.

وتابع: "وهذا هو طريقنا الوحيد وليس أمامكم إلا النجاح والإنجاز ولن يسمح لنا شعبنا بغير ذلك وستجدون مني شخصيا كل الدعم والرعاية والمتابعة الحثيثة والمسؤولة والحازمة".

مشيراً إلى أن أمام الحكومة فرصة كبيرة تستحق نفوسا كبيرة وهمة عالية، متجاوزة للصغائر ومتعالية عن المناكفات، وملتحمة مع هموم الشعب، ومتفهمة لحساسية المرحلة وتحدياتها.

وقال رئيس الجمهورية: "صحيح أنكم قادمين من أحزاب وتكتلات ومناطق جغرافية مختلفة، ليكن همكم الوطن والمواطن أولا وأخيرا، فالوطن فوق الأحزاب وفوق الكل، ونحن في مرحلة جديدة ونعول عليكم لتعملوا كفريق واحد، وهذه حكومة معظم أعضائها وجوه شابه، وعليكم الابتعاد عن أي مناكفات أو صراع، ويجب الحفاظ على مظاهر الدولة، وسمعة الدولة وهيبة الدولة ورمزية الدولة، ولا أريد أن اسمع عن أي وزير في هذه المرحلة أن يصدر تصريح يضر بسمعة الدولة".

مضيفا: "نريد عدن عاصمة للجميع، نريد مؤسسات تبنى، نريد اقتصاد يتعافى، نريد أمن يستتب، نريد مواجهة للانقلاب، ونريد خدمات للناس، وهذا باختصار ما ينتظركم، ومن اثبت جدارته في إدارة الوزارة فأهلاً وسهلاً به، وسيكون محل احترام الشعب والقيادة، ومن أساء فيها سيتم محاسبته وتغييره".

كما شدد رئيس الجمهورية، على عدم تجاوز لوائح الوزارات والقانون، وتابع بالقول: "ولا نريد أن نسمع عن سوء إدارة وفساد وأي تكليفات قام بها الوزراء خارج صلاحياتهم غير مقبولة".

ولفت رئيس الجمهورية، إلى أن هذه الحكومة تأتي اليوم وقد شعر الجميع بأن ضعف حضور الدولة هو أكبر الكوارث على شعبنا، ولذا فإني أقول لكم وبوضوح إن الشعب ينتظر منكم الكثير وقد تحمل الكثير وسيكون معكم، وعليكم أن تكونوا معه في توحيد الجهود والعمل تحت راية واحدة هي راية الدولة فقط ومؤسساتها الدستورية، وستمارس هذه الحكومة مهامها من جوهرة مدن اليمن عاصمتنا المؤقتة عدن التي ستكون عاصمة لليمنيين جميعا.

ونوه الرئيس هادي، إلى أن أعظم مهمة ينبغي أن تقوم بها هذه الحكومة هي التخفيف من معاناة المواطن وتحسين الخدمات وتحقيق الأمن، وهذه أهم الأولويات في المرحلة القادمة، وأن يشعر المواطن بوجود الدولة عبر خدماتها.

لافتاً إلى أن ذلك لن يتأتى إلا بتعزيز البناء المؤسسي للدولة، وتوحيد أجهزتها الأمنية وعودة كافة المؤسسات للعمل الجاد.

مشددا: "فلن يكون هناك بعد اليوم وزير يمارس عمله من خارج الدولة والعاصمة، وسيعود الجميع وستعملون بطاقة إضافية لبناء هذه المؤسسات ويجب أن نفعل ذلك بإمكانياتنا المتاحة، فلن نواجه التحديات الكبيرة إلا بعمل مؤسسي منظم لكافة أجهزة الدولة المركزية وفي إطار من التعاون والتكامل مع السلطات المحلية وعلى مستوى كل محافظة".

وأكد الرئيس هادي، أن "المهمة الأولى لكل وزير هي أن يكون قدوة لكل وزارته، ويداوم رسمياً وينسى السفريات، ويقرب منه الكوادر المؤهلة ويبني وزارته بناء حقيقي لا وزارات في حقائب الوزراء، وان تكون الوزارات فاعلة وحقيقية وهياكل حقيقية ودوام حقيقي رسمي ومقرات معروفة للجميع"، مشيراً إلى أنه سيتم رصد موازنة خاصة بالنفقات التشغيلية للوزارات رغم شحة الإمكانيات.

وقال: "أنا على ثقة كاملة من دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية للاقتصاد اليمني وهم الذين كانوا وما زالوا نعم العون والسند، مشدداً على ضرورة العمل لتخفيف معاناة المواطن سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي أو جراء مواجهته للانقلاب الحوثي وتضحيات الشعب من اجل استعادة الدولة.

وأضاف رئيس الجمهورية: "أريد أول اجتماع رسمي للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن وبشكل عاجل، ولتكن رسائلنا الأولى لشعبنا وللعالم كله، أننا سنعمل على مواجهة ما خلفته الحرب، وسنعزز كل فرص السلام المستدام الذي يمثل حلم شعبنا في حياة مستقرة وآمنة، وسنعمل على بناء واستعادة مؤسسات الدولة، وسنعزز اقتصاد البلاد، وسنستمر في مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي المدعوم من إيران حتى نجبره على السلام وعودة الدولة ومؤسساتها".

وأضاف أن "واحدة من أهم أولويات الحكومة تقديم الخدمات للمواطن، وأقول لكم ضعوا المواطن اليمني على امتداد اليمن الكبير من المهرة الى صعدة نصب أعينكم واعملوا جاهدين للتخفيف من معاناته سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي أو جراء مواجهته للانقلاب وتضحياته من اجل استعادة الدولة، ويجب أن يشعر المواطن بوجودكم من أول يوم، ويجب أن يكون المواطن هو قضيتكم الأولى لتخفيف الهموم عن كاهله، ويكفي ما عاناه ويعانيه، كما أن عليكم مسؤولية للاهتمام والرعاية بأسر الشهداء الأبرار الذين دفعوا أرواحهم فداءً لهذا الوطن وكذلك للمعتقلين والمختطفين وأسرهم".

ولفت رئيس الجمهورية، إلى أن كل الأولويات والتحديات التي ستواجه الحكومة تحتاج قبل كل شيء إلى تعزيز الصف الوطني ونبذ كافة أشكال الفرقة والصراعات وتوحيد الصف بحيث تتحرك الحكومة كفريق واحد متناغم ومتجانس بعيداً كل البعد عن التخندق الحزبي والمناطقي، مشدداً على ضرورة أن يسود الحكومة التآخي والتآلف ونبذ الانقسام والفرقة والتوجه نحو بناء الدولة ومؤسساتها والالتحام بالشعب وهمومه ومواجهة التحديات والمضي في طريق المستقبل واليمن الجديد.

وجدد الحرص على تقديم الدعم للجيش الوطني البطل الذي يناضل من أجل وطننا وسنكون معه لمواجهة الانقلاب، مؤكدا: "سنعمل جميعاً على دعم جهود الدولة لتعزيز الأمن وبناء مؤسساته، وسنعمل بإصرار على مواجهة التحديات الاقتصادية ومخاطر تدهور العملة الوطنية وستظل يدناً ممدودة دائماً وأبداً للسلام العادل والشامل على أساس المرجعيات الثلاث والمواطنة المتساوية والدولة الاتحادية وقواعد الحكم الرشيد الذي قررته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".

وقال رئيس الجمهورية: "تدركون جميعاً أن المشروع الحوثي المدعوم إيرانيا يشكل خطراً على كل اليمنيين بدون استثناء من صعده وحتى المهرة، حيث أن هدفهم الرئيسي هو نقل وتطبيق التجربة الإيرانية في بلد الإيمان والحكمة، دون تمييز شمالًا أو جنوبًا، وهذا ما يرفضه شعبنا اليمني الأبي، وهذا التحدي يفرض على الحكومة أن تستعيد طاقتها وجهدها في مواجهة هذا المشروع الذي يدمر اليمن ويقضي على مقوماته ".

وأضاف: "أثق بأن شعبنا الصابر والتواق للأمن والاستقرار والسلام سيكون معكم وسيتحمل المزيد إذا رأى عزمكم ووحدتكم وقوتكم وصدقكم ونظافة أيديكم وإصراركم على العمل، كما لأثق بان كل الأحزاب والمكونات السياسية ستكون مساندة لجهودكم إذا عملتم ضمن هذا المسار الذي ينتظره اليمنيون، وسيكون الإقليم والعالم كله معكم لمواجهة المآسي الكثيرة التي خلفتها الحرب، وعلى رأسهم الأشقاء في السعودية الذين قدموا ويقدمون جهودا كبيرة من أجل الاستقرار واستعادة الدولة".

وثمن الرئيس هادي، الجهود المبذولة للأشقاء في تحالف دعم الشرعية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لإنجاح اتفاق الرياض، وتابع قائلا: "وثقتنا بهم مطلقة لرعاية ما تبقى من بنود اتفاق الرياض وهذا قدرنا ومصيرنا المشترك وهذا ما تفرضه علينا وعليهم روابط الأخوة والدم والتاريخ المشترك بل والجغرافيا والمصالح المشتركة".

من جانبه، عبر رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، عن شكره لرئيس الجمهورية على الثقة الغالية في هذه المرحلة الصعبة، مؤكدا أنه سيتم العمل على برنامج الحكومة الجديدة ومحدداته التي تمثل مستقبل الوطن بصورة عامة.

وقال إن "المسؤولية ثقيلة ولكن سنعمل بشكل جماعي والنجاح للجميع"، لافتا إلى أن كلمة وتوجيهات الرئيس هادي ستكون أساس برنامج الحكومة، شاكراً له هذه الموجهات والضوابط.

وأضاف رئيس الوزراء، أن "كل عضو في الحكومة مستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً وبعون الله سنعمل على تجاوز التحديات في مختلف المجالات".