آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

كاتب سعودي: الحوثي لم يترك جريمة إلا وارتكبها والسبب الرئيسي تساهل غريفيث

الثلاثاء 19 يناير-كانون الثاني 2021 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت

قال كاتب سعودي، إن المليشيا الحوثية الإرهابية لم تترك جريمة إلا وارتكبتها بحق الشعب اليمني، بدءاً من الحصار والتجويع والاختطاف والقتل والصلب.

وأوضح: "ولا أدل على ذلك من الجريمة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، خلال الأيام القليلة الماضية، في منطقة الحيمة بمديرية التعزية في محافظة تعز، عندما أقدمت على قتل عدد من المدنيين الذين رفضوا الانضمام لها وصلبتهم على جذوع الأشجار، في مشهد أعاد للأذهان تصرفات عناصر تنظيم داعش الإرهابي".

وأضاف الكاتب السعودي، علي آل شرمة، في مقال له بصحيفة المدينة السعودية، أن السبب الرئيسي في جرأة مليشيا الحوثي الإرهابية على ارتكاب تلك الجرائم، يعود في الأساس إلى التساهل الذي ظلت تتعامل به الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث.

ولفت إلى أن "غريفيث لا يجرؤ حتى على توجيه الانتقاد للمتمردين الحوثيين، ويحاول بشتى السبل تبرير تصرفاتها المرفوضة وإيجاد الأعذار لها، لذلك فإن كل الإفادات التي يقدمها لمجلس الأمن الدولي، تتصف بالتعابير الفضفاضة وتخلو من الإدانة المباشرة التي لا يحتاج لكثير عناء في إثباتها وتأكيدها".

وقال الكاتب السعودي، إن مليشيا الحوثي الانقلابية ما زالت تتمسك بنهجها العدائي وتتحدى المجتمع الدولي، وتصر على مهاجمة القرى والمدن السعودية الحدودية، بإطلاق قذائف وطائرات مسيرة ملغومة، رغبة في إيقاع أكبر قدر من الأذى في أوساط المدنيين.

مؤكدا أن "هذه الممارسات الحوثية يجرمها القانون الدولي بشدة، ويوقع عقوبات مغلظة على مرتكبها"، ومضيفا: "لكن المليشيا الحوثية الإرهابية، التي لا تمتلك تاريخا ًفي التعامل الإيجابي مع المنظمات الدولية، مازالت تنتهك القوانين والمواثيق وتتجاوز الأعراف".

وقال إن مزاعم مسؤولين أمميين، أن تصنيف الولايات المتحدة، مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، يعوق الحل السلمي ويعرض اليمن إلى خطر مجاعة شاملة، تبريرات واهية ومتهافتة يفضحها الواقع الفعلي على الأرض.

موضحا أن الحوثي لم يقتنع يوماً بالحل السلمي، وظل يماطل ويناور ويلجأ للتسويف ولا يتعامل بإيجابية مع المساعي المتكررة للتوصل إلى حل سياسي.

وتابع: "حتى عندما أبدت الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تم تشكيلها مؤخراً، الرغبة في تفعيل الحل السياسي، أقدمت المليشيا الحوثية الإرهابية على ارتكاب جريمة حرب متكاملة الأركان وهي تقصف مطار عدن الدولي بالتزامن مع وصول الطائرة التي تقل أعضاء الحكومة الجديدة، مما أسفر عن مصرع العديد من المدنيين والصحفيين وعمال المطار، ولولا ستر الله لكانت الخسائر أكبر من ذلك وأعظم".

وأشار الكاتب السعودي، إلى أن مليشيا الحوثي لم تكتف بتلك الجريمة، بل حاولت الاعتداء على قصر المعاشيق في العاصمة المؤقتة عدن، الذي يقيم فيه وزراء الحكومة، وأطلقت ثلاث طائرات مفخخة باتجاه القصر، إلا أن الدفاعات الجوية التي نصبتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، دمرت تلك الطائرات قبل وصولها إلى الهدف المحدد.

وأضاف أن "المؤسف في الأمر هو أن الأمم المتحدة ظلت تتبع نفس السياسة الفاشلة في التعاطي مع المليشيا الحوثية، حتى مبعوثوها السابقون المغربي جمال بن عمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، لم يحققا أي قدر من النجاح طوال السنين التي عملا فيها، وجاء المبعوث الحالي مارتن غريفيث، وبدلاً من أن يستفيد من تجارب من سبقوه استمر على ذات النهج السالب وهو يهادن مليشيا الحوثي ويستجديها للحصول على تنازلات تتيح له تحقيق بعض التقدم".

وقال: "لذلك فإن تراجع الدور الذي لازم المنظمة الدولية في معظم بؤر الأزمات التي تعمل فيها، يعود إلى عدم وجود منهجية ثابتة، والركون إلى سياسة اللين والضعف، وهو ما أسهم في تناقص الاحترام الذي تتعامل به العديد من الجهات بحق المبعوثين الدوليين، وهو ما ظهر في جرأة الحوثيين بإطلاق النار على المبعوث الدولي نفسه، عندما أراد التحرك بدون إذن المليشيات".

مشيرا إلى أن هذا النوع من الخنوع هو الذي حرم الأمم المتحدة من القيام بأهم أدوارها، المتمثلة في نزع فتيل الأزمات والقضاء على النزاعات المسلحة.

وأوضح: "ربما كان السبب في تراجع دور المنظمة يعود إلى الأجندة الخفية والتوازنات السياسية التي تسعى وراءها بعض الدول الكبرى التي تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي، لضمان مصالحها الخاصة وأهدافها غير المعلنة، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون مبرراً لتجاهل معاناة المدنيين والسماح للحركات المسلحة والدول المارقة باستغلالها".

ولفت الكاتب السعودي، إلى تمسك الولايات المتحدة بتصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، ووضع قادتها على قوائم الإرهاب، مشيرا إلى أنها "خطوة إيجابية لا شك أنها ستمثل ضغطاً على المليشيات وتدفعها إلى التجاوب مع جهود الحل السلمي".

وأضاف: "فقد أثبتت الفترة السابقة أن مليشيا الحوثي الإرهابية لا ترضخ إلا للضغوط العسكرية أو السياسية، وأن التعامل معها بأسلوب المهادنة واللين يزيدها عناداً ومكابرة".

وقال إن تشديد المراقبة على المنافذ البحرية والبرية الذي ستقوم به واشنطن، سيحرم مليشيا الحوثي الانقلابية من استلام السلاح الذي يهربه لها نظام طهران، الذي لا يريد إلا استمرار الأزمة ولو على جماجم المدنيين، لتنفيذ أجندته الإرهابية واستغلال اليمن كورقة ضغط سياسي، ليس إلا.