آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

تشييع رسمي وشعبي مهيب للشهيد العميد "شعلان" وعدد من رفاقه الأبطال

الأحد 28 فبراير-شباط 2021 الساعة 11 صباحاً / سهيل نت


جرت اليوم الأحد، في مدينة مارب، مراسم تشييع رسمية وشعبية للشهيد العميد عبدالغني شعلان، قائد قوات الأمن الخاصة بالمحافظة، مع عدد من رفاقه الذين استشهدوا خلال معارك بطولية ضد مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران.

وتقدم مواكب التشييع، وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، ومحافظ مارب اللواء سلطان العرادة، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية وبحضور جموع غفيرة من المواطنين.

واستشهد العميد شعلان، أمس الأول الجمعة، أثناء قيادته للمعارك ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، في مديرية صرواح غرب محافظة مارب.

وأكد المشاركون في التشييع، على المضي بدرب الشهيد "شعلان" ورفاقه الأبطال، حتى دحر مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وتحرير كامل التراب الوطني وتأمين كافة أرجاء اليمن.

ويعتبر الشهيد القائد "شعلان" أحد أبرز القيادات الأمنية، وساهم بشكل كبير في تثبيت الأمن والاستقرار في مدينة مارب، ونجح في تأسيس مؤسسة أمنية على مستوى عال من الاحترافية والكفاءة، تمكنت من ضبط العديد من الخلايا النائمة للمليشيا الحوثية في المدينة، التي تعد من أكبر مدن البلاد اكتظاظا بالسكان، وتضم العدد الأكبر من النازحين ومخيمات النزوح على مستوى اليمن.

سيرة ذاتية
عبدالغني على عبدالله شعلان، شاب من مواليد 1981م من محافظة حجة، مديرية المحابشة، قرية شعلان، أب لثلاث بنات وولد، هو محمد الذي كني باسمه.

تخرج من كلية الطيران والدفاع الجوي في صنعاء عام 2004. وعين ضابط رادار وصواريخ بالقاعدة الجوية فيها، وتنقل بعدها في المناصب، من بينها نائب مدير أمن الجوف، وأركان عمليات الكتيبة 17، وقائد للسرية الأولى بالكتيبة التاسعة بالفرقة الأولى مدرع، وأمينا لمخازنها، وكاتبا ماليا للواء 170 دفاع جوي في محافظة تعز، وكاتباً مالياً بقيادة القوات الجوية في الحديدة، عام 2009م.

منذ العام 2015 برز العميد شعلان، كقائد ميداني رفيع الطراز، لاسيما بعد توليه مسؤولية الحزام الأمني لمدينة مارب في منطقة "الجفينة"، حيث يقع أكبر مخيم للنازحين في الوقت الراهن، وكان إلى جانب آخرين حائط الصد الأشهر أمام هجمات الحوثيين حينها والتي فشلت في السيطرة على المدينة في وقت كانت المدن اليمنية تسلَّم للميليشيا الواحدة تلو الأخرى.

عقب ذلك، وبعد تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، ساهم العميد عبدالغني شعلان، في قيادة جبهتي الجفينة والفاو جنوبي مدينة مارب في نفس العام، وشارك مع اللواء الركن عبدالرب الشدادي ومن تبقى معهم من الجيش وإلى جانبهم المقاومة الشعبية حينها، في دحر الحوثيين حتى مرتفعات جبال صرواح غربي المحافظة.

كانت مسألة الأمن حاسمة في ذلك التاريخ، فعندما عجزت مليشيا الحوثي عن اختراق التحصينات الدفاعية للمدينة الصغيرة، بثت خلاياها في الأنحاء، محاولة تحقيق ما عجزت عنه في المعارك، فكان العميد شعلان، هو الرجل الأنسب للتحرك الميداني وقيادة معركة تأمين المدينة من هذه الخلايا. ليعين حينها أركان حرب فرع قوات الأمن الخاصة في مارب في العام 2016.

وفي نوفمبر من العام نفسه أصدر محافظ مارب اللواء سلطان العرادة، قراراً بتعيين العميد شعلان، قائدا لقوات الأمن الخاصة بالمحافظة.

لم تكن مشاركته الأخيرة في المعارك التي تشهدها محافظة مأرب حاليًا هي الأولى منذ تعيينه في هذه المهمة الجديدة، إذ سبق أن شارك قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في التصدي لهجمات مليشيا الحوثي العام الماضي، حتى وصل وقواته إلى مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، المتاخمة لمارب من جهة الشمال، قبل أن يعود لمهمته الأمنية.

وخلال سنوات من توليه المهمة، كان للشهيد العميد عبدالغني شعلان، الدور الأبرز في بناء مؤسسة أمنية تتحلى بأعلى درجات اليقظة والجاهزية والكفاءة، أفشلت كل محاولات المليشيا الحوثية لزعزعة الأمن وإقلاق السكينة في محافظة مارب، التي أصبحت مأوى لملايين اليمنيين النازحين، الذين فروا من انتهاكات المليشيات من شتى المحافظات، وبيئة جالبة للمستثمرين الذين أتوها من كل مكان، لتشهد مارب نهضة عمرانية وتجارية فريدة، في حين ظلت مشكلة الأمن هي العقبة الكؤود في نظيراتها من المحافظات المحررة.