آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

أكد عجز الأمم المتحدة عن إيقاف الحرب..
البرلمان يخاطب برلمانات خارجية: ندفع ثمنا باهظا نتيجة التساهل أمام صلف الحوثي

الأحد 28 فبراير-شباط 2021 الساعة 09 مساءً / سهيل نت

وجه رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، رسائل، إلى عدد من رؤساء البرلمانات في العالم، بشأن الحرب المستعرة التي أشعلتها مليشيا الحوثي في مأرب، وعدد من المحافظات واستهدافها الجنوني والإجرامي للنازحين، والمناطق الآهلة بالسكان وضربها المدن والمطارات السعودية.
وأشار رئيس مجلس النواب، إلى رفض مليشيا الحوثي، للمبادرة الأمريكية لإيقاف الحرب، التي لاقت ترحيبا من الشرعية والتحالف العربي، وتقويضها لكل مساعي السلام منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
ووجه الرسائل، إلى كل من رئيس مجلس النواب الأمريكي، ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، ورئيس مجلس العموم البريطاني، ورئيس مجلس الدوما الروسي، ورئيس مجلس الشعب الصيني، ورئيس البوندستاغ، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي، رئيس البرلمان الأوروبي.
نص الرسالة:
يشرفني أن أبعث إليكم باسمي وزملائي في البرلمان اليمني أصدق التحايا، وأعبر لكم عن تطلعنا في مجلس النواب بالجمهورية اليمنية، إلى مخاطبة ضمائركم وحكوماتكم ونحن نمر بأحلك الظروف والمراحل الخطرة واللحظات الدامية الحزينة، التي فرضتها علينا مليشيا الحوثي الإرهابية وملالي إيران بإشعالهم الحرب على مدى ست سنوات متواصلة.
والان ومنذ عدة أشهر حرب مستعرة في محافظة مارب والجوف وقتل ودمار، استخدم الحوثي فيها بكل عنف لآلات القتل المختلفة وفي مقدمتها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة التي تضرب مدينة مارب الآهلة بالسكان المدنيين والنازحين وريف المدينة وقراه، وضربت تلك الطائرات والصواريخ المدن السعودية الآمنة ومطارتها، وازدادت عنفا بعد المبادرة الأمريكية لإيقاف الحرب التي أعلنتها الإدارة الجديدة، ودعا إليها العالم أجمع ولقيت ترحيباً كاملاً من الشرعية اليمنية ودول التحالف العربي لدعم الشرعية، غير أن تلك المليشيا استمرت بممارسة العنف والحرب والقتل والدمار ولم تُلقي بالاً لكل تلك المبادرات والنداءات والدعوات وقوضت كل مساعي السلام في مختلف المراحل والأزمنة منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
وها نحن نخاطبكم ودماء اليمنين تنزف على طول محافظة مأرب والجوف وعرضها، ومدينة مارب التي لجأ إليها النازحون من مختلف المحافظات اليمنية هرباً من الحوثي وطاحونة الموت التي تدير عجلاتها تلك المليشيات ببشاعة غير مسبوقة، وهاهم النازحون الآن يواجهون خطراً مؤكدا ومحدقا بهم، لأن المليشيا الحوثية ضربت بدعوات السلام التي أطلقها العالم والأمم المتحدة عرض الحائط، وأوغلت بالعدوان والعنف منقطع النظير ولم توقف الدعوة للحرب وممارسة العنف وقتل الأنفس البريئة وتدمير المنازل وهدم المنشآت عند حد.
بل تمادت إيران وأذرعها في لبنان، إلى مشاركة فاعلة في قتل اليمنيين من خلال مشاركة مسلحيهم بالأعمال القتالية في اليمن، ثم الدعوات لإسقاط مأرب بالقوة، وكل ذلك وغيره من الاعترافات جاءت عبر خطابات علنية ومتلفزة لحسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان، إذ أن النفوس الإرهابية الشريرة لدى إيران وأذرعها لا يهمها الفتك بالناس وترويعهم وتدمير مقومات حياتهم، فضلاً عن تهديدها السلم والأمن في اليمن وفي المنطقة كما في العالم كله، بما تشكله من خطر على اليمن أرض وإنسانا وعلى السعودية والملاحة الدولية.
ولا أريد أن أمضي معكم سيادة الرئيس في الحديث عن تعداد جرائم الحوثي التي تقدم شهادة فصيحة المعنى على بشاعة هذه العصابة الإرهابية وإجرامها فهي كثيرة وكثيرة، يؤكد ذلك إصرارها الآن على الحرب وتمسكها بخيارته واستهتارها بالعالم أجمع ودعواته، فما يجري في مأرب اليوم من وحشية وحرب مدمرة وإحراق للأرض وقتل للبشر واستخدام للأسلحة المحرمة دولياً وزرع الألغام وضرب الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة على الأحياء المدنية الأهلة بالسكان خير شاهد ولا نحتاج معه إلى دليل، وللأسف أن العالم والأمم المتحدة عاجزين عن إنقاذ اليمن وإيقاف الحرب رغم كل الدعوات، وهم يشاهدون يومياً من على وسائل الإعلام جرائم الحوثي البشعة وشنه الحرب بدون هوادة، كما عجزوا في الماضي عن إقناع العصابة الحوثية بإخلاء سفينة صافر من حمولاتها النفطية، التي تهدد البيئة في البحر الأحمر برمته من اليمن إلى مصر، وتضر بالجانب الاقتصادي ضرراً بالغاً وتشكل كارثة يعلم الله نتائجها.
السيد الرئيس إن بلدي اليوم تدفع ثمناً باهظاً نتيجة تساهل العالم أمام صلف وممارسة الحوثيين وشنهم الحروب وها هم مليون وخمسة مئة ألف يمني نازح في مأرب يواجهون خطر الموت المحدق بهم، وهم من شردهم الحوثي من ديارهم في السابق وفيهم النساء والأطفال الذين فقدوا من يعولهم.
وانا لنناشد ضمير العالم أجمع أن يتحرك بصورة عاجلة لإنقاذ هذه الأرواح البريئة والمدن والقرى في مأرب والجوف واليمن كلها والسكان المدنيين الآمنين في المدن السعودية، من عنف الحرب الوحشية التي يمارسها الحوثي، وألا يكتفي العالم بالدعوات وهو يرى يومياً الأرواح تزهق والمنشآت تدمر والأرض مشتعلة، لأن الحوثيين لن يذعنوا للسلام بمجرد الدعوات، ويثبتوا للعالم أجمع أن خيارات السلام ليست واردة في حسابتهم إلا حينما يريدونها هم لإعطاء أنفسهم فرصة لترتيب أنفسهم من جديد كما هي حالة اتفاق ستوكهولم الذي أعطاهم الفرصة لاسترداد الأنفاس وترتيب أوضاعهم العسكرية، ثم نكثوا ولم ينفذوا منه حرفاً واحداً وتلاعبوا بالأمم المتحدة ومبعوثيها وعسكرييها ومضامين اتفاق ستوكهولم.
السيد الرئيس إن هذه العصابة لم تستثن السياسيين ولا البرلمانيين ولا الإعلاميين ولا الناشطين الحقوقيين مما يسمى بأحكام الإعدام، وقد شملت ما يسمى بتلك الأحكام 46 نائبا من زملائكم البرلمانيين اليمنيين، وأنا واحد منهم، وكذا معظم قيادة الدولة واستولت على ممتلكاتهم في مناطق سيطرتها.
وختاماً نكرر دعواتنا ومناشدتنا لزملائنا البرلمانيين في العالم وحكوماتهم والأمم المتحدة، إلى اتخاذ موقف عاجل لإيقاف نزيف الدم والدمار الذي تمارسه عصابة الحوثي الإرهابية، وإعلاء مبادئ الحق والعدل وتنفيذ القرارات الدولية الصادرة بشأن اليمن وفي مقدمتها القرار 2216، لما من شأنه حماية اليمن والمنطقة والمجتمع الدولي من سطوة الإرهاب.