آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

هيومن رايتس: يجب على الحوثي وقف هجماته على مارب والسماح بوصول المساعدات

الخميس 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 الساعة 06 مساءً / سهيل نت

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، إن مليشيا الحوثي الإرهابية، أطلقت قذائف مدفعية وصواريخ باليستية عشوائيا على مناطق مأهولة في محافظة مارب في اليمن، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإلى موجة نزوح جديدة منذ سبتمبر.

وأضافت هيومن رايتس، في بيان لها، أن الهجوم يساهم في تردي الظروف الإنسانية لملايين المدنيين والنازحين في مارب.

وقال بيان المنظمة: "المدنيون والنازحون في مأرب عالقون في مرمى النيران منذ نحو سنتين، ويعاني بعضهم من الحرمان القاسي"، مشيرة إلى أن هجمات مليشيا الحوثية العشوائية المتكررة على المدنيين، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، أصبحت نمطا مخزيا يُضاف إلى السجل الحقوقي المزري للمليشيا.

ولفت إلى أن "هجمات مليشيا الحوثي جنوب مارب أدت إلى نزوح 93 ألف مدني هربوا من منازلهم بحثا عن الأمان في مدينة مارب في الشمال، التي تستقبل أصلا مليونَي نازح".

ونقلت المنظمة، عن شهود عيان قولهم، إن مليشيا الحوثي حاصرت 35 ألف مدني في العبدية لثلاثة أسابيع على الأقل في أكتوبر الماضي، ومنعتهم من مغادرتها أو الدخول إليها كما منعت دخول الطعام، والنفط، وسلع أخرى.

وأشارت هيومن رايتس، إلى بيان لرابطة أمهات المختطفين، أكد أن مليشيا الحوثي اختطفت 47 شخصا، بينهم أطفال، من العبدية ولا يعرف أقاربهم عنهم شيئا منذ اختطافهم.

وقالت المنظمة، إن ثلاثة شهود على آثار الهجمات، وخمسة عمال إغاثة يمنيين في مارب، وأربعة صحفيين في مأرب، أفادوا بأن مليشيا الحوثي أطلقت نيران المدفعية عشوائيا على مديريتي العبدية والجوبة، وأطلقت صواريخ بالستية على مأرب في أكتوبر الماضي.

وأصافت هيومن رايتس، أنها وثقت، في مارس الماضي، هجمات سابقة غير قانونية لمليشيا الحوثي على مدينة مارب وضواحيها، استهدفت المدنيين والأعيان المدنية.

وقالت المنظمة، إن أكتوبر الماضي، هو الأكثر دموية منذ سنوات في محافظة مارب، بحصيلة 100 مدني، بينهم أطفال، استشهدوا أو أُصيبوا، مشيرة إلى بيان للحكومة اليمنية أفاد باستشهاد طفلين بقصف حوثي، في 3 أكتوبر الماضي، بثلاثة صواريخ على حي الروضة في مارب.

ونقلت عن أربعة صحفيين، قولهم إن مليشيا الحوثي أطلقت في 13 أكتوبر الماضي صاروخا أصاب مستشفى في العبدية، المركز الصحي الكبير الوحيد في المنطقة، ويبعد 10 كيلومترات عن الجبهة.

كما نقلت هيومن رايتس عن طفل 14 عاما، أفاد بالقول: "كان شقيقي يلعب مع أطفال آخرين في الحي، في قلب مدينة مأرب، عندما سقط الصاروخ ودمر عشرة منازل على الأقل في منطقة سكنية بعيدة جدا عن جبهات القتال".

ونقلت عن أحد النازحين إفادته بأنه "بسبب اقتراب القصف المدفعي الحوثي من منزلهم، تبعد 10 كيلومترات عن الجبهة، نزحنا إلى قرية العمود، تبعد 20 كيلومترا عن القتال".

مضيفا: "الليلة التي قررنا فيها النزوح من يعرة إلى العمود في الجوبة، أصابت شظية ابني وجرحته، نزلنا في العمود لدى أقارب، وفي 28 أكتوبر الماضي، سقط صاروخ على العمود في المساء، وأدى إلى استشهاد 12 من أقاربي وأصدقائهم، وبأعجوبة، لم أكن هناك ذلك المساء".

وقالت هيومن رايتس، في بيانها، إنها راجعت 12 صورة أُرسلت مباشرة إلى الباحثين، تُظهر آثار القصف الحوثي، وتبين عبر مقارنة الجبال والمنازل والأشجار في الصور والفيديوهات، أن الفيديوهات والصور هي لقرية العمود، على بعد 20 كيلومتر جنوب مدينة مأرب، ولا تظهر أي أهداف عسكرية في المنطقة في هذه الصور والفيديوهات.

وأضاف بيان المنظمة، أن عمال الإغاثة قالوا إن المدنيين الذين نزحوا من العبدية نهاية أكتوبر الماضي إلى مدينة مأرب، أفادوا بأن حصارا دام ثلاثة أسابيع فرضته مليشيا الحوثي، حوصر خلاله مدنيون ومُنعت السلع الأساسية من الالدخول

وقال عمال الإغاثة، إن سكان القرى قالوا إنه لم يكن في قريتهم أي عتاد عسكري أو مقاتلين، إنما مليشيا الحوثي حاصرتهم لتجبرهم على الالتحاق بها.

وأضافوا أن النازحين كانوا يعانون من سوء التغذية والأمراض ولا يملكون المال، وأن بعض النساء كن في حاجة ماسة إلى خدمات الصحة الإنجابية.

وتابع البيان نقلا عن عمال الإغاثة والنازحين: "تعطلت الاتصالات عبر الهاتف والإنترنت بشدة في محافظة مأرب خلال سبتمبر وأكتوبر الماضيين"، مضيفا: "وأفادت تقارير أن طائرات الحوثيين المسيّرة دمّرت أسلاك الاتصالات في مأرب".

وقالت هيومن رايتس، إن عامل إغاثة في "الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين"، التابعة للحكومة، أفاد بأن آلاف الأُسر ما تزال محاصرة في القرى جنوب مأرب، إذ تغلق قوات الحوثيين الطرقات، وتقيّد النقل، وتهاجم المدنيين الذي يهربون نحو الشمال.

مضيفا أن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا، 93% منهم لم يتلقوا خدمات إيواء، و70% لم يتلقوا الغذاء. قال إن 96% لا يحصلون على مياه الشرب أو الاستخدام، و98% ليس في متناولهم خزانات مياه أو حمامات أو قاعات دراسة.

وأشارت المنظمة إلى أن لدى اليمن رابع أكبر عدد نازحين حول العالم بسبب النزاعات، إذ تضم أكثر من 4 ملايين نازح.

وقالت هيومن رايتس: "مع اقتراب فصل الشتاء، يحتاج النازحون الجدد بشدة إلى استجابة فورية وشاملة من قبل وكالات الإغاثة". مضيفة أنه على مليشيا الحوثي أن تنهي فورا هجماتها العشوائية، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في جميع أنحاء مأرب".