آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

بعد وفاة مختطف في السجن.. منظمة تدعو لتحقيق دولي في جرائم الحوثي

الجمعة 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 الساعة 07 مساءً / سهيل نت

دعت منظمة سام للحقوق والحريات، إلى فتح تحقيق دولي في وفاة مختطف في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، وما يعانيه المختطفون والمخفيّون قسراً في هذه السجون.

وقالت منظمة سام، في بيان لها، إنها حصلت على معلومات مفصلة حول وفاة المختطف عبدالمجيد علوس، الثلاثاء الماضي، جراء، التعذيب في سجون مليشيا الحوثي، وحرمانه من الرعاية الصحية، مشيرة إلى أنه كان يعاني من عدة أمراض لكن المليشيا الحوثية لم تقم بتحمل مسؤولياتها.

وأشار البيان إلى مجموعة من الشهادات جمعتها المنظمة، أظهرت استخدام الحوثي للقوة المفرطة تجاه المختطفين، والوسائل الوحشية والقاسية في التعذيب.

وقال رئيس منظمة سام، توفيق الحميدي، إنّ المعلومات التي جمعتها المنظمة، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، إنّ المسؤولين عن إدارة السجون التابعة لميليشيا الحوثي، استخدموا القوة المفرطة والتعذيب والإهمال الطبي المتعمد دون الأخذ بعين الاعتبار للحالة الصحية للمعتقلين والموقوفين.

وأضاف: "الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً ومقلقاً لقواعد القانون الدولي التي جرّمت التعذيب وغيرها من الممارسات غير القانونية"، داعيا إلى وقف ممارسات مليشيا الحوثي بحق المختطفين، والإفراج عنهم دون قيد أو شرط.

وأفاد بيان منظمة سام، بأن "عبدالمجيد علوس"، اختطف في 17 مارس 2016، وهو خارج من صلاة الظهر من مسجد في صنعاء القديمة، تحت تهديد السلاح من أشخاص بلباسٍ مدني، وأخفي قسراً لمدة شهرين قبل أن تعرف أسرته مكان إخفائه، لافتا إلى أنه كان يُسمح لأفراد أسرته بزيارته مرتين ولكن مُنعت الزيارة عنه نهائيا من شهر رمضان الماضي.

وتابع البيان: "بحسب شهادات فإن "علوس" تعرض لتعذيب في سجن الأمن السياسي التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء، حيث تعرض للحرق والضرب المبرح في كل جسمه، واستخدم الحوثيون ضده الكلام البذيء".

ونقلت منظمة سام، عن محمد عبدالوهاب، وهو صحفي ومعتقل سابق مع "علوس" في سجون الحوثي، شهادته حول ما حدث مع المختطف "علوس".

إذ قال الصحفي عبدالوهاب، إنّ "مليشيا الحوثي لم تحترم السن الكبير لعبدالمجيد علوس، والذي قارب على السبعين، حيث كانوا يضعونه في السجن الانفرادي، وكان يعامل معاملة غير إنسانية، كما تم حرمانه مرات عديدة من علاجه، وكان يعاني من الضغط والسكر".

وأضاف: "لقد وضعه الحوثيون في زنزانة مع شخصيات متشددة يتهمونه بأنّه مرتد وكافر وملحد فيضربونه لذلك، وما يزال المشهد أمامي عندما قام المجرم يحي سريع، بضربه أمام السجناء وعمي "عبدالمجيد علوس" يقول له: "أنا بمنزلة والدك" لكنّه لم يهتم ولم يتوقف، بل حرمه من الزيارات لمرات عديدة".

كما نقلت المنظمة عن المحامي عبدالمجيد صبرة، محامي عدد من المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، قوله بصفحته على الفيس بوك في 17 يوليو 2020: "تعرّض "علوس" للإخفاء القسري والتعذيب العنيف، لم تُثبّت النيابة والمحكمة آثار التعذيب على جسده في المحاضر، لكنهما قررتا عرضه على الطبيب الشرعي، غير أن جهاز الأمن السياسي سابقاً والأمن والمخابرات حالياً رفض السماح للطبيب الشرعي بالكشف عليه".

وقالت منظمة سام، في بيانها، إن إفادات أقارب "علوس"، أشارت إلى أنهم تفاجأوا في 13 يوليو 2020، باتصال يطلب منهم زيارته في المستشفى الجمهوري بصنعاء، وعند ذهابهم إلى المستشفى وجدوه هناك واقتصرت الزيارة على تبادل النظرات بينهم وبينه، حيث لم يكن يستطيع الحديث معهم، فضلاً عن ضعف جسمه ونحوله الشديد، وقد عرفواْ أنه أسعف إلى المستشفى منذ عشرين يوماً.

وأضافت إفادات أقارب علوس: "أخبرنا الأطباء بما فيهم الطبيب التابع لجهاز الأمن والمخابرات أنه يعاني من جلطة ونزيف داخلي في الدماغ، بالإضافة إلى معاناته السابقة من أمراض السكر والضغط، وقد تم إعادته إلى معتقل الأمن والمخابرات في ظهر ذات اليوم الذي أسعف فيه للمستشفى".

وتابعت: "وطلبنا من المرافقين له بما فيهم الطبيب التابع لجهاز الأمن والمخابرات منحهم صورة من التقارير الطبية لعلَّ وعسى أن تشفع لهم لدى المجلس السياسي للحوثي بالإفراج عنه عن طريق العفو، لكي يقضي بقية حياته بينهم ويحصل على رعايتهم له لكنهم رفضواْ وطلبواْ منهم استخراج أمر بذلك من النيابة".

وأشار بيان منظمة سام، إلى وجود أكثر من 150 مختطفا لدى الحوثي، يعانون من أمراض مختلفة، مؤكدا أنّ مليشيا الحوثي تتعمد استخدام المرض كنوع من التعذيب الجسدي.

ولفت البيان، إلى أن "عبدالمجيد علوس" مخترع يمني، أصدرت مليشيا الحوثي بحقه أمرا بالإعدام في 10 يوليو 2017 بسبب رفضه تطوير الدرون "الطائرة بدون طيار" لأغراض عسكرية لصالح المليشيا، حيث حاولت المليشيا الضغط عليه وتعذيبه لكنّه رفض التعاون معهم.

ودعت منظمة سام، المجتمع الدولي، إلى التحرك الجدّي والحقيقي ووقف ما يحدث من انتهاكات مروعة وفظيعة داخل سجون الحوثي، مشيرة إلى أن الدور السلبي للجهات الدولية أعطى مليشيا الحوثي الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاكاتها.

وأضافت: "الأمر الذي يوجب على تلك الجهات الدولية التحرك الفعلي لحماية المختطفين في سجون الحوثي، والعمل على تقديم المخالفين للعدالة الجنائية، جزاء ما ارتكبوه من انتهاكات".