آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

في خطاب له بذكرى الاستقلال.. الرئيس هادي: زمن السادة والعبيد انتهى ولن يعود

الإثنين 29 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 الساعة 09 مساءً / سهيل نت

وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، اليوم، خطاباً إلى كافة أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الـ 54 ليوم الاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر.

وقال الرئيس هادي، في خطابه، إن كل عام يمر يثبت لكل اليمنيين أن الطريق إلى استعادة دولتهم يكمن بوحدتهم ويطول بتفرقهم، لافتاً إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، اختارت الحرب الكاملة على الوطن، ورفضت بصلف وتعنت كل مبادرات السلام.

وأضاف: "واختارت مليشيا الحوثي طريق العمالة والارتهان لدولة مارقة تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ والهيمنة، وجعلت من نفسها أدوات إيرانية لتعبث في بلدنا وتهاجم جيراننا وتقوض مؤسساتنا وتنهك اقتصادنا وتنتهك حقوق مواطنينا".

وتابع: "وبالرغم من أننا استجبنا لكل مبادرات السلام وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود للسلام إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع، وللأسف الشديد وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف".

مضيفا أن "الطريق أمامنا واضح وكامل الوضوح، وسنواصل نضالنا حتى نستعيد الدولة وينتهي الانقلاب وتخضع هذه المليشيات للسلام والإجماع الوطني وتتوقف عن صلفها السياسي وتستفيق من أوهام الهيمنة السياسية والتفوق العرقي والسلالي وتغادر مربع العمالة ولتعرف أن الشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية مهما كلف الثمن"، مشدداً على أن زمن السادة والعبيد انتهى ولن يعود.

ودعا الرئيس هادي، في خطابه، كل يمني في الداخل والخارج، إلى الوقوف ضد كل من يحاول تغذية الاختلاف وتحويله إلى خلاف باسم الحزبية أو المناطقية أو كل الولاءات الضيقة، مشيراً إلى أن أبناء الوطن الأبطال هم كل من يتصدى للمحتل الإيراني وأدواته الحوثية على كل أرض وتحت كل سماء، من الساحل الغربي وتعز والضالع وحتى شبوة ومأرب والجوف والبيضاء وليس انتهاء بميدي وكل جبهة تقاتل هذا العدو الإيراني.

نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين

أما بعد

أيها الشعب اليمني العظيم

في مثل هذا اليوم كان أحد أعظم المنجزات التي صنعها شعبنا العظيم في جنوب الوطن في طريقه نحو الحرية والكرامة والاستقلال.

يوم الثلاثين من نوفمبر المجيد، يوم اكتمال مسيرة النضال ومسيرة الاستقلال ومسيرة التضحية، يوم التتويج لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ونضالاتها الخالدة، والتي كانت هي الأخرى تتويجا آخر لنضالات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وتضحيات شعبنا في شمال الوطن ضد الكهنوت والإمامة والاستبداد والظلم.

وبهذه المناسبة المجيدة، يسرني أن أرفع إلى كافة جماهير شعبنا اليمني الأبي حيثما كان وأينما وجد في داخل الوطن وخارجه أصدق التهاني والتبريكات، داعيا الله عز وجل، أن تتجدد الاحتفالات بأعيادنا الوطنية في كل عام وشعبنا ووطننا في طريق العزة والمجد والانتصار لإرادة شعبنا والاستقرار.

ففي مثل هذا اليوم انطلقت أعراس الوطن كله لتعلن الاستقلال في كل الوطن، وترسم الفرحة على كل شبر في ربوعه.

إن أهم ما يعلمنا إياه هذا اليوم المجيد، هو أن الانتصار ثمرة طبيعية للجهود الموحدة والقرار الواحد، وأن الشعب هو من صنع الثورة وصنع معها النصر المستحق.

فالنصر يصبح مستحقا حين يكون بالشعب وحين يستكمل المناضلون أسباب النصر، والهزيمة تكون مستحقة أيضا حين لا يفعلون ذلك.

أيها الشعب اليمني الكريم:

إن في التاريخ لنا عبرا ودروسا ينبغي أن نتعلمها، ومن أجل ذلك مجدت الشعوب ذكرياتها العظيمة واحتفظت في ذاكرتها بالأيام البيض في حياتها، وحرصت كل الشعوب على أن تدرس سيرة النضال والمناضلين في كتب التعليم للجيل كي لا ينسى، لا ينسى أولا من صنع النصر، ولا ينسى ثانيا كيف صنعوه.

إن بلادنا اليوم في محنة عظيمة، ولابد من مواجهة المحنة وتحدي المخاطر بالعزم الصحيح والإرادة الصلبة واستحضار دروس التاريخ، دروس النصر وكيف يمكن صناعته.

فاليمن تواجه مشروعاً إيرانيا خالصاً يستهدف العقيدة والدين والوطن ويستهدف ضرب عمق أمتنا العربية مستخدماً مليشيات حوثية كهنوتية ارتضت أن تكون أداة رخيصة لتمزيق الوطن وقتل أبنائه ويمدها بكل ما هو قادر على تدمير كل شيء جميل في هذا الوطن.

شعبنا اليمني العظيم

كل عام يمر يثبت لكل اليمنيين أن الطريق إلى استعادة دولتهم يكمن بوحدتهم ويطول بتفرقهم.

لقد اختارت المليشيا الحوثية الحرب الكاملة على الوطن، ورفضت بصلف وتعنت كل مبادرات السلام، واختارت طريق العمالة والارتهان لدولة مارقة تعتقد أن الحرب والتخريب والعنف طريقها نحو النفوذ والهيمنة، وجعلت من نفسها أدوات إيرانية لتعبث في بلدنا وتهاجم جيراننا وتقوض مؤسساتنا وتنهك اقتصادنا وتنتهك حقوق مواطنينا.

وبالرغم من أننا استجبنا لكل مبادرات السلام وتفاعلنا بكل صدق مع كل جهود للسلام إلا أننا نجد أنفسنا أمام عدو لم يعد يرى في السلام إلا وسيلته للحرب ولفرض الأمر الواقع، وللأسف الشديد وجدنا المجتمع الدولي يقف بلا حيلة أمام هذا الصلف.

إن الطريق أمامنا واضح وكامل الوضوح، سنواصل نضالنا حتى نستعيد الدولة وينتهي الانقلاب وتخضع هذه المليشيات للسلام والإجماع الوطني وتتوقف عن صلفها السياسي وتستفيق من أوهام الهيمنة السياسية والتفوق العرقي والسلالي وتغادر مربع العمالة ولتعرف أن الشعب اليمني لن يقبل التجربة الإيرانية مهما كلف الثمن، فزمن السادة والعبيد انتهى ولن يعود.

أيها الشعب اليمني الكريم

تشن المليشيات الحوثية هجوما عسكريا كبيرا على مارب منذ شهور طويلة، وترفض كل الخيارات التي يقترحها العالم لإيقاف الحرب، وتزج بالآلاف من أبناء اليمن، معظمهم من الأطفال، في محارق الموت بلا اي ضمير إنساني أو حس للمسؤولية، ومع ذلك سيعلمون عاجلا أو آجلا أن الصحراء أكثر قدرة على ابتلاعهم، وأن مأرب بوابة الدفاع عن جزيرة العرب لن تسقط وسوف يسقط مشروعهم الكهنوتي أمام صلابة أبطالنا وتدفن صحاريها أحلام أسيادهم في طهران والضاحية الجنوبية بسواعد جيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة ورجال القبائل الشجعان وأن هذا النصر العظيم قادم.

وفي ذات الوقت تشن المليشيات هجوما اقتصاديا شرسا للتأثير على العملة الوطنية بكل الأساليب القذرة وخلقت اقتصادا موازيا يتغذى على قوت المواطنين ونهب المعونات وسياسة التهريب وتجارة السوق السوداء.

إن الحكومة تواجه ذلك قدر استطاعتها ونحن نتابع الأوضاع الاقتصادية بشكل يومي وسنفعل كل ما يمكن من أجل مواجهة هذه الحرب والانتصار فيها، إنها معركة أخرى يجب ان نواجهها وسنفعل ذلك صفا واحدا وشعبا متماسكا واثقين من عون الله عز وجل ومستندين بكل ثقة لموقف أخوي صادق من أشقائنا في المملكة العربية السعودية الذين شاركونا منذ لحظة البداية بكل صدق ووفاء معركتنا ضد هذه المليشيات وكان لهم السبق في دعم الشعب اليمني في كافة المجالات السياسية والعسكرية والإنسانية والاقتصادية والذين يعول عليهم كل يمني يعلم ويثق أن مملكة الحزم والأمل لن تكون إلا كما كانت دائما معهم وخير سند لهم.

ونحن هنا أيضا ندعو المجتمع الدولي وكافة الأصدقاء والأشقاء لمساعدة الحكومة اليمنية والوقوف معها لتخطي المصاعب الاقتصادية ومواجهة التحديات الصعبة التي فرضتها الحرب المفروضة على شعبنا من مليشيات زرعتها إيران في بلدنا وتعمل على تقويض استقرار المنطقة وتهديد الأمن والسلم في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

كما أؤكد أننا لن نتهاون مع كل الفاسدين و كل الممارسات المخالفة للقانون، فانشغالنا بمعركتنا ضد هذه المليشيات لن يغنينا عن التصدي لكل من يستغل هذه الظروف العصيبة ليمارس الإفساد فهؤلاء اليوم لا يختلفون عن من يقتل أبناءنا في ساحات المعارك و الدفاع عن الوطن، أيا كانوا وأينما كانوا.

يا أبناء شعبنا اليمني الكريم

إن كل يوم يمر يكتشف شعبنا أن الحقد الأسود لدى هذه المليشيات في تعاظم مستمر على الثورة والجمهورية والوحدة بل على الشعب اليمني أجمع.

واليوم لم يعد لدينا جميعا من سبيل سوى أن نقف جميعاً دون استثناء لمواجهة هذه المليشيات حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن وفي مقدمتها عاصمتنا العزيزة صنعاء، أو أن يخضعوا للسلام العادل المستدام الذي يقوم على أساس الدولة والمواطنة والحقوق الإنسانية والمستند للمرجعيات الثابتة.

وأدعوا كل يمني في الداخل والخارج للوقوف ضد كل من يحاول تغذية الاختلاف وتحويله إلى خلاف باسم الحزبية أو المناطقية أو كل الولاءات الضيقة، فأبناؤنا الأبطال هم كل من يتصدى للمحتل الإيراني وأدواته الحوثية على كل أرض وتحت كل سماء من الساحل الغربي و تعز والضالع وحتى شبوة ومأرب والجوف والبيضاء وليس انتهاء بميدي و كل جبهة تقاتل هذا العدو الإيراني.

قفوا جميعا ولو بكلمة توحد ولا تفرق، تنصر ولا تخذل، فحزبنا اليوم هو اليمن الكبير وكل شبر من ترابه الغالي.

شعبنا الكريم:

بهذه المناسبة أخص بالإجلال والإكبار رجال وأبطال جيشنا الوطني والمقاومة ورجال القبائل وكل من يقف اليوم في معركة استعادة الدولة ودحر المليشيات وهزيمة الانقلاب.

وأتذكر بكل إجلال أولئك الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن ومن أجل حياة حرة وعزيزة وكريمة لأبنائه، فالمجد والخلود لهم جميعا ولهم منا كل التحية والإجلال والعرفان.

المجد لشهدائنا الأبطال

الشفاء لجرحانا الميامين

التحية لكل المرابطين على الجبهات

المجد لكل المناضلين من أجل استعادة وطنهم وكرامتهم وحريتهم

المجد والخلود لليمن الكبير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته