آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

نازحون يروون فصولا من معاناتهم جراء التهجير والإرهاب الحوثي وإهمال المنظمات

الأحد 06 مارس - آذار 2022 الساعة 02 مساءً / سهيل نت

يعاني مئات آلاف النازحين في اليمن من ظروف مأساوية وأوضاع بائسة، في العديد من مخيمات ومواقع النزوح في اليمن، جراء التهجير والإرهاب الحوثي، وضعف أو غياب التدخلات الإنسانية لمنظمات الإغاثة الدولية.

وتحتضن محافظة مارب العدد الأكبر من النازحين في اليمن، ووفقاً لإحصائية رسمية فإن أكثر من مليونين و300 ألف نازح تضمهم مارب، وازدادت هذه الأعداد مع النزوح الداخلي من مديريات المحافظة بعد الهجمات الحوثية الأخيرة.

يعيش يحيى الضالعي، مع مئات آلاف اليمنيين في مخيمات للنازحين منتشرة داخل وعلى حدود محافظة مأرب التي احتضنتهم من مختلف المناطق اليمنية، بعد أن غادروا مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية جراء بطشها وجبروتها.

وصرح النازح الضالعي، لجريدة الشرق الأوسط قائلا: "بعد دخول الحوثي فقدنا وظائفنا وكل ما نملك، وتعرضنا للمضايقات والابتزاز بشكل يومي، لذلك قررنا الهروب إلى مأرب".

ولفت إلى أنه عندما غادر قريته في محافظة ذمار باتجاه محافظة مأرب، مع بدء الاجتياح الحوثي والبطش بكل مَن لا ينضم لمشروعه الطائفي، لم يدُر بذهنه أن رحلة المعاناة سوف تستمر لأكثر من سبع سنوات.

وأوضح من خيمته المتواضعة بمخيم جو النسيم "وسط مأرب": "تعرضنا للتهديد والسجن والملاحقات، المليشيا الحوثية تضع أي شخص خلف القضبان طمعاً في الحصول على الأموال لإطلاق سراحه".

ووصف يحيى الضالعي، الوضع في قريته بذمار بأنه "كارثي" مع وجود مليشيا الحوثي، مضيفا: "هناك تجنيد كبير للأطفال الآن أكثر من السنوات السابقة، للأسف الأهالي لا تعود لهم سوى صور أبنائهم، وبعضهم اكتشف أن أولاده في مراكز إعادة التأهيل السعودية، بعد أن أسروا في المعارك، وسمح لهم بالاتصال لتطمين عائلاتهم".

وأشار الضالعي، أنه استطاع تهريب عائلته المكونة من 8 أفراد إلى مأرب، في رحلة استغرقت يومين، قبل أن يستقر به الحال في مخيم جو النسيم.

وأكد أن التعليم هو أقوى سلاح في وجه الحوثيين، لأنهم لا يستطيعون التغرير سوى بالأميين، مضيفا: "المتعلمون لا يمكنهم أخذهم للجبهات، المستقبل في التعليم".

من جانبه، قال آنس الفاضلي، القادم من مديرية المنار بمحافظة ذمار: "وصلت إلى مأرب في 2016، نزحت بعد مضايقات الحوثيين وأتباعهم، حيث لم نتمكن من العيش باستقرار كل من يخالفهم يعدونه "مع الدواعش وعميل للعدوان".

وأشار الفاضلي، إلى أن معظم الناس لا يؤيدون الحوثي، لكن الخوف يسيطر عليهم، وتابع: "إن تحدث الناس قالوا: مع "العدوان"، وإن سكتوا أخذوهم إلى الجبهات، غيروا المناهج واستبدلوا بالمعلمين الأساسيين طلاب ثانوية لقنوهم دورات فكر طائفي، ثم جعلوهم يدرسون أبناءنا".

ورغم المعاناة، فإنه وصف مأرب بمدينة الأمن والأمان، وقال: "لا شك نتمنى إيقاف الحرب والعودة إلى منازلنا وقرانا، كل اليمنيين يتمنون ذلك، منذ سبع سنوات لم نرَ أقاربنا وأهلنا".

وانتقد الفاضلي، أداء المنظمات الدولية التي تدعي مساعدة النازحين في اليمن بقوله: "نراهم لساعات لالتقاط الصور ثم يغادرون، لم نر أي مساعدات منذ سبع سنوات، كل ما تراه في المخيم بناه النازحون أنفسهم".

في السياق، أكد الصحفي والناشط الإنساني عبدالله الجرادي، أن هنالك تقصيراً من المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في مأرب.

مضيفا: "معظم الذين تراهم في المخيمات لديهم مهن، هناك مهندسون ونجارون وحدادون وغيرهم، نتمنى أن تكون هناك مشاريع لتشغيل الأيادي العاملة، وتأهيلهم وتدريبهم، المنظمات نادراً ما تقوم بهذا الشيء، لأنها تعرف أنها ستفقد فئة كاملة تساعدها شهرياً".