آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

حملة للمطالبة بتسليم خرائط الألغام الحوثية.. جريمة حرب وتفخيخ لحياة اليمنيين

الإثنين 16 مايو 2022 الساعة 12 صباحاً / سهيل نت - خاص

انطلقت خلال الساعات الماضية، حملة إلكترونية واسعة، لتسليط الضوء على الكارثة الفادحة التي حلت باليمن جراء زراعة مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ملايين الألغام بكثافة وعشوائية في العديد من المناطق اليمنية.

وطالب ناشطون وإعلاميون، شاركوا في الحملة، مليشيا الحوثي بتسليم خرائط الألغام، وذلك حفاظا على أرواح اليمنيين، مشيرين إلى سقوط آلاف الضحايا، خلال السنوات القليلة الماضية، جراء انفجار بعض تلك الألغام.

وقالت الشبكة اليمنية لمكافحة الألغام، في بيان لها، إن الحملة التي انطلقت تحت هاشتاج "سلموا خرائط الألغام"، تطالب بتسليم خرائط الألغام والحد من انتشارها والبدء بمعالجة آثارها، وذلك في إطار الحديث عن الهدنة وخطوات بناء الثقة، مشيرة إلى أنه ينبغي تضمين تسليم الخرائط، في أي اتفاق قادم.

وزير حقوق الإنسان الأسبق المستشارة الحقوقية حورية مشهور، غردت بالقول إن الألغام قتلت العديد من المدنيين "أطفال ونساء ورجال شباب وشيوخ"، كما أنها أدت إلى إصابة العديد بإصابات بالغة وحولتهم من أشخاص منتجين إلى معاقين وفي ظل ظروف سيئة لا تتوفر فيها الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية لهذه الفئة.

‏من جهتها، أوضحت رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات هدى الصراري، أن مليشيا الحوثي عمدت إلى تحويل ‎الألغام المضادة للآليات ذات المفجرات الثقيلة والمدى التفجيري الكبير إلى ‎ألغام مضادة للأفراد، واستخدمت في ذلك دواسات كهربائية تتيح لهذا النوع من الألغام الانفجار بسهولة عندما يدوسها أحد الأفراد.

‏‎وأشارت إلى أنه في اللحظات التي تنطلق فيها هذه الحملة، يتم الإعلان عن خبر استشهاد مدني وإصابة شرطي مرور بجرح خطيرة، بانفجار لغمين زرعتهما مليشيا ‎الحوثي في ‎الحديدة.

وتطرقت الصراري، إلى أسماء وصور العديد من الضحايا الأطفال لألغام الحوثي، مؤكدة أن انتشار ‎الألغام يعد انتهاكاً مباشراً لحق الطفل في بيئة آمنة، حيث نصت اتفاقية حقوق الطفل على حقه في الحياة والصّحّة والمياه النقية والظروف الصحيّة والتعليم المناسب ووجود بيئة آمنة للعب.

من جانبها، أشارت رئيسة رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج، إلى فقدان الرابطة لزوجة أحد المختطفين تدعى "رباب" كانت ذاهبة لزيارة زوجها المختطف لدى الحوثي في صنعاء وانفجر بها لغم حوثي في الحديدة، وفارقت الحياة ولم تتمكن من زيارة زوجها أو مقابلته.

إلى ذلك، أكد الصحفي الخطاب الروحاني، أنه خلال سنوات الحرب تم زراعة الملايين من الألغام مخلفة آلاف الضحايا بينهم نساء وأطفال ومدنيون، وأصبحت مناطق زراعية شاسعة غير صالحة للاستعمال الآن بسبب الألغام، مشيرا إلى أن أقل ما يمكن فعله هو تسليم خرائط الألغام.

وأضاف أن الحكومة اليمنية قدمت تنازلا كبيرا بقبولها جوازات السفر الصادرة عن مليشيا الحوثي لفتح مطار صنعاء، وهو إجراء لبناء الثقة، وأنه حان الآن دور الحوثيين لتسليم خرائط مواقع الألغام، من أجل سلامة الشعب اليمني.

وتابع: "إذا لم يكن لدى الحوثيين خرائط فهذه جريمة أعظم يجب إدانتها، كيف تزرع ملايين الألغام دون تسجيل مواقعها، ماذا كنت تنوي عندما زرعتها في البداية؟ الاحتفاظ بها إلى الأبد؟".

ولفت الصحفي الروحاني، إلى أنه في إحدى مناطق الجوف، وخلال شهر واحد فقط وقع حوالي 25 حادثًا قتل وأصيب فيها مسافرون ومدنيون، وتساءل: "فكم عدد المناطق المليئة بالألغام، وكم عدد الحوادث التي يمكن أن تحدث في السنة؟ رقم مخيف!".

من جهته، قال الصحفي رشاد الشرعبي: "منذ ٧ سنوات يعجز أبي وأمي عن الوصول إلى منزلنا في منطقة الأربعين شمال مدينة تعز بسبب الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي هناك، والقناص الذي يتربص بالنساء والأطفال بالقرب منها، المليشيا لم تغلق فقط معابر مدينة تعز ولكنها حاصرتها بالألغام أيضا".

في السياق، قال الناشط الحقوقي همدان العليي، إن مليشيا الحوثي هي فقط من تزرع الألغام منذ 2004 وحتى اليوم"، لافتا إلى العديد من الإحصاءات لضحايا وخطر الألغام.

وأضاف أن مليشيا الحوثي التابعة لإيران نشرت ألغاما بحرية متنوعة بتقنيات حديثة، تهدد حياة الصيادين والملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتم تدمير أكثر من 170 لغما بحريا خلال السنوات الأخيرة.

مشيرا إلى توقف إنتاج أجزاء كبيرة من مناطق الصيد التقليدية في البحر الأحمر بسبب الألغام البحرية التي نشرتها مليشيا الحوثي، ونصبتها في المياه اليمنية بالقرب من المياه الدولية في البحر الأحمر وحول عدد من الجزر اليمنية، وتناثرت باتجاه جزر غراب، وشواطئ ميدي، والخوخة، وأرخبيل حنيش، ومناطق قريبة من جزيرة ميون، ومياه الدريهمي.

إلى ذلك، أفاد الصحفي زكريا الغندري، بأنه وفقا لمشروع ‎مسام، فإنه بين ‎اللغم المزروع والآخر لا توجد إلا مسافة هامشية بما يعادل 20 و30 سنتيمترا، وبذلك تحول هذه ‎الألغام المتراصة، المناطق السكانية والمناطق القريبة من الطرقات التي تغص بها، إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش من يقترب منها.

‏من جهته، قال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي، إن ‎اليمن في عام ٢٠٠٧ كانت تقترب من إعلانها خالية من الألغام فجاءت هذه الحرب لتصبح من أكثر الدول التي تنشر بها زراعة هذا النوع من الأسلحة المحظور عالمياً خاصة وأن معظم إن لم يكن كل ضحاياها من المدنيين.

وأضاف أن إحصاءات منظمة سام تشير إلى أنه خلال الفترة من 2014 وحتى مارس 2022 فقد قتلت الألغام الحوثية 2818 مدنيا، بينهم 534 طفلا، و177 امرأة، و143 مسنا، وأصابت 3655 آخرين، وكذا قتلت 33 من خبراء نزع الألغام بينهم 5 أجانب، وأصابت 40 آخرين.

‏ووفقا لإحصاءات منظمة سام، فإن أغلب ضحايا الألغام من محافظة تعز بعدد 1355، إذ أودت بحياة 541 مدنيا وأصابت 8149 آخرين، تلتها الحديدة بعدد 833 ضحية، إذ أودت الألغام بحياة 441 مدنيا وأصابت 392 آخرين، فيما بلغ عدد الضحايا في محافظة مأرب 745 مدنيا، أودت بحياة 257 شخصا وأصابت 307 آخرين.

وأشارت تقارير حقوقية، إلى تسببت الألغام الحوثية والمتفجرات من مخلفات الحرب في أضرار جزئية وكارثية لحوالي 5596 مؤسسة عامة وخاصة، ودمرت الألغام الأرضية المزروعة في اليمن 334 مزرعة وأدت إلى نفوق 218 رأسًا من الماشية في 17 محافظة يمنية.

من جهته، أكد الصحفي علي الفقيه، أن مليشيا الحوثي الارهابية التابعة لإيران حولت اليمن إلى أكبر حقل ألغام في العالم، يسقط كل يوم ضحايا بسببها وبقدر ما تقتل الحاضر فإنها موت يمتد للمستقبل.

بدوره، غرد المحامي حسين المشدلي، بالقول: "أوقفوا تصنيع الألغام، كفوا عن استعمال هذه الأدوات المتوحشة، اتلفوا مخزونكم منها، استعمال الألغام الفردية جريمة حرب، انقذوا الاطفال والنساء وجميع الضحايا الذين ينتظرهم الموت أو الإعاقة الدائمة بسبب ما زرعتموه أمام مستقبلهم من ألغام، بادروا الآن".

بالتزامن مع انطلاق الحملة، نفذ ناشطون وقفة من أمام بوابة برلين في العاصمة الألمانية، طالبوا خلالها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، بتسليم خرائط الألغام، والكف عن زراعتها لحصد من المزيد من الضحايا.

ورغم الجهود المستمرة التي تبذل من البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، والمشروع السعودي "مسام"، والمشروع الطارئ لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في نزع الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، إلا أن العدد الضخم للألغام المزروعة، واستمرار المليشيا الحوثية بزراعة الألغام بكثافة وعشوائية يتسبب بحصد مزيد الأبرياء المدنيين بينهم نساء وأطفال، بين قتيل وجريح ومعاق.

وما يزال نزيف الدم جراء الألغام الحوثية مستمرا حتى انطلاق هذه الحملة وكتابة هذا التقرير، بعد أن حولت مليشيا الحوثي التابعة لإيران، اليمن برا وبحرا، إلى أكبر حقل ألغام في العالم، مهددة حياة اليمنيين ومعيشتهم حاضرا ومستقبلا، ومؤكدة أن طريق الخلاص للشعب اليمني يكمن في القضاء على مليشيا الكهنوت والإجرام الحوثية والانتصار للمشروع الوطني في بناء دولة تصون وتحمي حقوق جميع مواطنيها، وينعمون في ظلالها بالأمن والسكينة والسلام.