آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

من يستعير بندقيته لن يصنع دولة..
سياسيون: صراع المشاريع داخل الشرعية سلاح فتاك وقيمة الرئاسي من قيمة العلم

السبت 13 أغسطس-آب 2022 الساعة 10 مساءً / سهيل نت - خاص

أسقطت أحداث شبوة كل الذرائع وكشفت إهانة العلم الجمهوري من مليشيات خارج إطار الدولة، أن المستهدف ليس حزبا أو فئة وإنما راية اليمن الكبير رمز الدولة والكيان الوطني الجامع لكافة جماهير الشعب ومصدر شرعية ومشروعية السلطة.

فالراية التي أهينت هي راية الجمهورية اليمنية بكل ما تحمله من اعتبار ورمزية للشعب اليمني كله، وليس الإصلاح أو أي حزب أو مكون آخر، والاستهداف طال معسكرات الجيش والأمن في شبوة، التي لها باع طويل في مقاومة مليشيات الحوثي الإرهابية.

كما أظهرت تلك الأحداث أيضا أن هناك محاولات مكشوفة لإضعاف الشرعية باستهداف الجيش والأمن ودعم مليشيات خارج إطار الدولة تستهدف راية الوطن وثوابته وتقدم خدمات مجانية للحوثي والمشروع الإيراني بزعزعتها شرعية ومشروعية السلطة التوافقية.

- العلم رمز ولا يهينه إلا جاهل

أمام هذا المخطط الخطير المستهدف للبلد وللمعركة الوطنية، يحذر سياسيون وناشطون من خطورة إهانة وإسقاط العلم الوطني واستهداف مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش والأمن، ومحاولات حرف مسار المعركة الوطنية وضرب الشرعية وتفتيت البلد إلى كيانات مناطقية.

مؤكدين أن مهمة المجلس الرئاسي وفق إعلان إنشائه تكمن في توحيد كافة التشكيلات في إطار مؤسسة الجيش والأمن وليس دعم المليشيات الخارجة عن إطار الدولة للاعتداء على قوات الجيش والأمن التي واجهت مليشيا الحوثي منذ بداية الانقلاب، إضافة إلى إيجاد معالجات للوضع الاقتصادي المتردي، وقيادة المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي الإيرانية.

وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، أكد في منشور على صفحته بفيس بوك، أن سِرُّ معركة شبوة لخّصتهُ واقعة أو جريمة الدّوس بالأحذية والبيادات على عَلَم الجمهورية اليمنية في قلب عتق.

مضيفا: "هل عرفتم الآن السبب الحقيقي للمعركة يا شباب البلاد؟ لا سبب آخر حقيقياً للمعركة في شبوة سوى إسقاط هذا العلم، عَلَم الجمهورية اليمنية، عَلَم اليمن الكبير، وأيّ سبب آخر هو مجرد ذريعة حزبية تافهة ومُعادة ومُملّة للنَّيل من عَلَم اليمن الكبير، اضغط على الحروف وأنت تقرأ، اليمن الكبير".

واستنكر الرويشان، ضرب قوات الجيش والأمن في شبوة، متسائلا كيف سمحت رئاسة المجلس الرئاسي بضرب الجيش وسكتت على إهانة علم الجمهورية والدوس عليه، مؤكدا أن قيمة الرئاسي من قيمة علمه.

من جهته، قال سفير اليمن لدى الأردن علي العمراني، إن هذا العلم "علم الجمهورية اليمنية" هو علم الجبهة القومية وهو العلم الذي رفعه الرئيس اليمني قحطان الشعبي، ليكون علم اليمن عشية إعلان الوحدة، وهو لذلك رمز كريم ومفدى، ولا يهينه إلا جاهل خضع لتعبئة زائفة وغبية مثل تلك التي يشحن الحوثي بها أتباعه.

- إهانة العلم مشاركة في تدمير اليمن

الدكتور محمد جميح، سفير اليمن لدى اليونسكو، أشار إلى أن الرواية تقول إن القوات التي سيطرت على عتق هي قوات جاءت لإخماد تمرد، لكن لماذا تطلق هذه القوات النار على علم الشرعية الذي يرفعه المحافظ في مكتبه؟

موضحا أن هذا التناقض هو نتيجة لاعتمال مشروعين متضادين داخل هذه المؤسسة التي أنهكها صراعهما، واعتمال صراع المشاريع داخل مؤسسة الشرعية هو السلاح الأخطر الذي سيفتك بها بشكل أقوى من صواريخ إيران الباليستية.

وأضاف جميح، أن أسوأ ما يمكن أن تصل إليه الشرعية في عدن في 2022، هو وضع شبيه بوضعها في صنعاء في عام 2014، حينما أريد لها أن تكون مظلة لمن له مشروع مختلف لا يبقي عليها إلا لكي يتمدد من خلالها، وهذا الوضع هو الذي فجر الحرب قبل أكثر من سبع سنوات وهو الذي سيشعلها مجدداً، بشكل يدمر المظلة ومن يستظل بها.

إلى ذلك، قال الدكتور فيصل علي، إنهم يعبثون بمستقبل بلدك ويرسلون ميليشياتهم الجهوية الطائفية وتسقط علم بلدك ويتفاخرون باقتحام معسكرات الجيش، ويريدونك أن تصمت، وتكون عاقل، هذا كثير كثير، وللأسف لدينا إنصاف الوطنيين هذا الأمر لا يعنيهم، لديهم قضايا في الأرشيف وإضبارات التاريخ فقط، يا صبر الله".

في السياق، أكد الصحفي والكاتب محمود ياسين، أن هذا العلم الذي يدوسه البعض ويتواطأ معهم الكثيرون على إهانته بذرائع حقوقية مناطقية، ذات الذرائع التي أسقطت الدولة اليمنية، هذا العلم هو الذي لا يزال يغطيكم جميعا، شرعية وانفصالا ووحدة، إنه على جوازات سفركم الدبلوماسية، وعلى حافة خطاباتكم الرسمية وطلبات الحصول على معونة ولجوء ومخصصات حتى للذين يدوسونه.

مضيفا: "إنه على دفاتر وسجلات حساباتكم، وأثره على دفاتر أطفالكم وحقائب نسائكم وعلى إيقاع خطواتكم وهي تجوب المسافات لا يمكنها تخطي الحواجز دون علم وطير جمهوري، وشم على أغلفة أوراقكم الثبوتية تعبرون به للفرص المغوية ولخزائن الحكام وبموجبه تستنفدون آخر ما تبقى لشعبكم الجائع من لقمة وحاجة للحياة في ظلال علم هو كل الذي تبقى لهم".

وقال ياسين، إنهم بإهانة العلم يشاركون في مشروع تدمير اليمن ومقايضة ما تبقى منه بتذاكر سفر ومخصصات وأمراض لا سبيل لأن تشفى، وبعلم دولة الوحدة وتحت غطائه تنهمكون في مشروع الانفصال، وباسمه لديكم سفارات وبعثات وبموجبه لا يزال هناك من يتحدث إليكم بشكل رسمي وحتى استخباراتي.

وتابع: "وكأنكم مصممون على استخدامه حتى آخر قطرة من مزيج الألوان الثلاثة، تقايضونها في حالة شره لإشباع الضغائن والأمراض والبطون التي لا تكتفي إلا بسقوط الرمزيات، تحصلون على التخمة بموجب ما يحمله العلم اليمني من رمزية وقيمة وبعدها تتجشؤون مرددين: هو فقط خرقة".

- ليس مجرد قطعة قماش

الناشط بلال أحمد، قال إن المشكلة التي أثارتها إهانة العلم الجمهوري في شبوة تكمن في قلة الأدب أولاً، ناهيكم أنها أجابت بوضوح لماذا كانت معركة شبوة ومن هو الطرف المعتدي ولمصلحة أي مشروع، كما كشفت للناس تلك الأحداث المؤسفة ما هو أفق سياسات المجلس الرئاسي.

من جهته، قال الدكتور حسن القطوي، إن العلم هو رمز وشعار اليمن وأي إهانة له هي إهانة لكل أبناء اليمن ومن يفرط فيه فهو يفرط بشرعيته وقسمه الذي أقسم عليه بالحفاظ على الجمهورية اليمنية واحترام الدستور والقـانون وحماية سيادة البلد وأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها.

وغرد الصحفي غمدان اليوسفي، قائلا: "يريدونها انفصالا أو استعادة دولة أو ما شاءوا، لكن من يستعير بندقيته لا يمكنه أن يبني دولة أو يصرف راتبا أو يوفر طاقة لتبريد الأجساد المحترقة بالطقس"، مستطردا: "غدا سيصحون مطالبين برواتبهم من الحكومة التي داسوا علمها، بعد أن تدوس الإمارات رقابهم ككل مرة".

‏ويرى الصحفي فؤاد العلوي، أن إهانة العلم الوطني الذي ينعقد تحت لوائه مجلس القيادة الرئاسي، يقود إلى نتيجة مفادها أن ‎عتق خرجت عن سيطرة المجلس الرئاسي إلى سيطرة قوات متمردة، مما يجعلنا ننتظر تحركا عاجلا من مجلس القيادة برئاسة رشاد ‎العليمي، لإنهاء هذا التمرد، حتى لا يمتد إلى مناطق أخرى.

‏ويتفق السياسيون والناشطون والصحفيون، أن العلم الجمهوري ليس مجرد قطعة قماش، بل هو سيادة وهوية بلد يحاول أن يتعافى من جراحه الكثيرة، وأنه رمز الدولة اليمنية ومؤسساتها والكيان الوطني ومصدر شرعية ومشروعية السلطة.