آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

وحدة الصف ودهس الثوابت لا يلتقيان.. اليمن الكبير شوكة في حلق الإمامة والتقسيم

الإثنين 15 أغسطس-آب 2022 الساعة 11 مساءً / سهيل نت - خاص

‌‏في كل بلدان العالم تعتبر الثوابت الوطنية قيمة مشتركة لا يسمح بالعبث بها أو استخدامها في الصراع، لأن المساس بوحدة الأوطان وثوابتها بمثابة قنبلة موقوتة وتفخيخ لحاضر البلد ومستقبله، وآثاره الكارثية تمتد لتطال الجميع.

وما حدث في محافظة شبوة من إهانة للعلم الجمهوري ورمزيته والاستعانة بمليشيات مناطقية لاستهداف قوات الجيش والأمن في معسكرات الدولة بمدينة عتق، مثال صارخ للعبث بالثوابت الوطنية والنسيج الاجتماعي ومحاولة ملشنة الدولة وإدخالها في دوامة صراع لا يخدم إلا المشروع الإيراني ومليشياته.

وهو ما أثار حفيظة غالبية اليمنيين، من سياسيين وصحفيين وناشطين وغيرهم الذين عبروا، في مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لكل محاولات تفتيت النسيج الاجتماعي لليمن، والتي يسعى لها أعداء الوطن، منذ سنوات.

وحذروا من خطورة العبث بالثوابت الوطنية، وتأثيراتها التي تطال الوطن كله، واعتبروا ما يجري محاولات غوغائية تسعى لخرق سفينة اليمن الكبير، والإضرار بالبلد بكافة مكوناته، بما يؤدي إلى استمرار ومفاقمة معاناة الشعب في كل أرجاء الوطن.

• لم تعترف دولة في العالم بالانقلاب

سفير اليمن لدى الأردن علي العمراني، قال إن الصين لا تسلم بانفصال التبت ولا تايوان، وتصر على أن الصين واحدة، ولا تسلم الهند بحق تقرير المصير في كشمير، ولا إسبانيا في انفصال كاتلونيا، ولا العراق بانفصال كردستان، ولا تركيا ولا سوريا بانفصال الكرد، ولم تسلم الولايات المتحدة بانفصال جنوبها، وليس هناك بلد عربي يقبل أبناؤه تجزئته، مضيفا: "وهكذا هو موقف أحرار اليمن بالنسبة لوحدة بلادهم على الدوام وإلى والأبد".

من جهته، أفاد وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، بأن "أحدهم يعتقد وهو في الخارج أن تحرير صنعاء لن ينجح إلاّ بضرب كل وحدوي في المحافظات الجنوبية وحرقه ولو بصواريخ الإمارات ومِن ثمّ يكون التوجّه لتحرير صنعاء، ويريد أن يقول إن تقسيم اليمن هو ما سيحرر صنعاء"، مضيفا: "هذا انتحارٌ سياسي يا صديقي القديم".

وقال الرويشان: "تبارك حرق أخيك ومواطنك في شبوة بسبب وحدويته ووقوفه معك هدفاً وغاية، وتريدنا أن نصدّق أنك بذلك تعمل على تحرير صنعاء من الإمامة، تخسر ما بيديك من قوة كي تربح ما لم تمسك به بعد، وتريد أن نصدّقك، تقول دعونا من الجنوب، ولا تعرف أن اليمن الكبير هو الشوكة الكبرى في حلق الإمامة منذ قرون".

وتابع: "اقرأ التاريخ يا فتى، لا تعرف أن أبين ويافع حرّرا صنعاء من الإمام الهادي وذلك بقيادة علي بن الفضل، قرب نهاية القرن الثالث الهجري، لا تعرف أن أبطال ردفان ولحج والضالع ويافع وعدن والبيضاء ورداع وإب وتعز هم الذين كسروا حصار السبعين يوما بمعارك نقيل يسلح أواخر ستينيات القرن العشرين، العالم كله يعرف أهمية الارتباط الوجودي بين اليمن الكبير واستعادة الجمهورية عداك أنت، لم تجرؤ دولة أن تعترف وربما أن تفكر بذلك، وفكّرت أنت".

واستطرد الرويشان، بالقول إنه حتى اللحظة لم تعترف دولة في العالم بالانقلاب في صنعاء أو عدن، رغم محاولات تقسيم اليمن وآخرها ضرب الجيش الوطني في شبوة بالصواريخ قبل أيام، كن قوياً بما في يدك ولا تضيّعه حتى لا تضيع، وبقوتك تلك أضف وتقدم، لكنك إذا أضعت اليوم ما بيدك من قوة قاصداً عامداً فلا تطلب مني أن أثق بك وبوعدك بأن تكسب غداً ما ليس في يدك بعد.

• مشاكلنا واحدة وحلولها واحدة

سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، يؤكد أهمية الوقوف مع وحدة اليمن وسلامة أراضيه، بكل وضوح وعلانية وحسم، مثلما كان الحال في بداية الحرب وتضمنته القرارات الدولية، وأضاف محذرا: "ما لم فإن القادم خطير والمآلات مؤلمة وقد لا تكون في حسبان من يجهل أو يتجاهل حقائق اليمن"، مؤكدا: "نحن في اليمن، شمالاً وجنوباً، مشاكلنا واحدة وحلولها واحدة".

إلى ذلك قال الصحفي علي الفقيه، إن من كان يطرح أنه بالإمكان هزيمة الإمامة دون الحفاظ على يمن موحد فهو أحد شخصين إما غبي مغيب الوعي، أو شاقي باليومية.

مضيفا: "أما التاريخ والمنطق فيقولان لنا إن اليمن لن تنتصر على مشروع الإمامة إذا ما كرست مشاريع التمزيق والتفتيت وتسيدها "أمراء طوائف" فما كانوا دوماً إلا نُذُر النهايات".

ويوضح الناشط إبراهيم عبدالقادر، أن الثوابت الوطنية يفترض أنها المظلة الجامعة التي يتحرك من خلالها المجلس الرئاسي، الوحدة والجمهورية والقضاء على ‎الحوثي، إذ لا وحدة ببقاء الحوثية مسيطرة، ولا جمهورية في ظل حقدها الإمامي، مضيفا أن الكلام عن وحدة الصف في واقع يدهس الثوابت ويميع المرجعيات ويفرغ الدولة من مضامينها، استغباء مفضوح.

أما الناشط عبدالمحسن المراني، فيقول: "لا مجال للمحايدين والصامتين أمام ما يجري من تآمر على الوطن ومن يكرر خطأه في 2014 سيندم ولكن بعد فوات الأوان، اليمن أمانة كل يمني وطني غيور".

وكتب الشاعر فؤاد الحميري قائلا: "قبل التنظير لإسقاط الهوية اليمنية عن معظم اليمن باسم أولوية الدفاع عن الجمهورية، وتسليم الجنوب أسياد الانتقالي لاسترجاع الشمال من أسياد الحوثي، والتنازل عن الموجود بهدف استعادة المفقود، حدثوني عن أي جمهورية تناضلون، فإن كانت الجمهورية اليمنية، سقطت أولوياتكم، وإن كان غيرها، سقطتم أنتم".

• ألم ووجع ينهش في جسد الوطن

الصحفي رشاد الشرعبي، غرد قائلا: "كل ألم ووجع يقضم من أجسادنا وراحتنا جزء لا بأس به، لكن الألم والوجع الذي ينهش في قلوبنا ويوغل في أرواحنا ويتحكم بعقولنا لن يترك لنا أي جزء خالي منه ومتعافي، إنه ألم ووجع الوطن الذي نعاني بعيدا عنه وعليه ولأجله".

وبلغة ساخرة، كتب الصحفي مصطفى راجح، قائلا: "تخيلوا الخطوة التالية، يعينوا سفراء للجمهورية اليمنية في دول العالم، ويوصل مثلاً سفيرنا في واشنطن يدخل على الرئيس بايدن وهو عامل علم في صدره غير علم اليمن، ويقول لبايدن: أنا مش يمني أنا من الجنوب وهذي رسالة من الرئيس القائد عيدروس".

ويستطرد: "وآخر يدخل الكرملين يطالب بوتين بدعم الجنوب للانفصال عن اليمن التي جاء إلى موسكو ممثلاً لها، أما لو عاد زادوا سفير للصين من النامونة اللي دعسوا علم اليمن في شبوة ويقوم يعملها أمام مليار ونص من الصينيين فستكون الطامة الكبرى".

فهناك إجماع على أن وحدة الصف والاستعداد للمعركة الوطنية لا يكون بإهانة العلم الجمهوري ولا بالهجوم على قوات الجيش والأمن ومعسكرات الدولة، ولا باستهداف مكونات الشرعية، أو التماهي مع مشروع تفتيت البلد وتدميره تنفيذا لأجندات مشبوهة بذريعة استهداف مكون من مكونات الشرعية.

وبداية الحل تبدأ من إقالة محافظ الفتنة عوض العولقي، وإعادة الاعتبار لأبطال الجيش والأمن أصحاب التاريخ المشهود في مقارعة مليشيا الحوثي الإيرانية، وتوحيد كافة الوحدات العسكرية والأمنية، وقيادة المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي الإيرانية، عبر إعادة مسار التوافق في المجلس الرئاسي وإنهاء الانحراف الحاصل.