آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

اليمنيون يحتفون بذكرى 22 مايو.. الوحدة أعظم منجز تاريخي وثمرة نضالات طويلة

الإثنين 22 مايو 2023 الساعة 10 مساءً / سهيل نت - خاص

كانت الإمامة والاستعمار سببا تشطير اليمن وشقاء أهله جنوبا وشمالا، وبزوالهما خطت البلاد خطواتها الواثقة نحو الوحدة العظيمة، وفي الذكرى 33 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة 22 مايو، يؤكد اليمنيون أن الوحدة اليمنية هي الوضع الطبيعي لبلد ضارب في جذور التاريخ، وعصي على التمزيق مهما حاول العملاء الذين تحركهم أجندات قذرة.

وعلى صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، احتفى اليمنيون بهذه الذكرى تعبيرا عن فرحتهم بهذا المنجز الوطني الكبير، فالرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، هنأ الشعب اليمني بهذه المناسبة، وقال: "علينا أن نفرق بين الوحدة كهدف عظيم ونبيل حققه الشعب اليمني عبر مراحل من النضال والتضحيات في سبيلها، وبين أخطاء الساسة والنّخب السياسية التي حدثت بعد تحقيقها، بسبب عجزهم عن إدراك عظمة ما تحقق".

وفي إشارة للمتحاملين على الوحدة، أضاف: "يُحمّلون الوحدة كل تلك الأخطاء والسلبيات، ويتخذون منها ذريعة للتنصل من الوحدة، والوحدة منها براء، بدلاً من العمل على تصويب تلك الأخطاء والبحث عن أسبابها، ومواطن الخلل لإصلاحها، بما في ذلك البحث عن صيغ أخرى للوحدة، عوضاً عن العودة الى أوضاع سابقة على الوحدة وما جرّته من صراعات وحروب على الشعب اليمني شمالاً وجنوباً".

من جانبه، قال نائب رئيس الجمهورية السابق الفريق ركن أول علي محسن صالح، "كان يوم الـ22 من مايو 1990 ثمرة لنضالات الأحرار من ثوار سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، وأحد أهدافهم السامية الرامية إلى تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة، وسيبقى منجزاً يفخر به اليمنيون ويسعون دوماً لتحقيق متطلباته ضمن دولتهم الاتحادية المكونة من ستة أقاليم".

- منجز تاريخي يجب الحفاظ عليه

عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وكيل محافظة حضرموت الأسبق وعضو مؤتمر الحوار الوطني الأستاذ محسن بن شملان، أكد أن الوحدة اليمنية منجز تاريخي يجب الحفاظ عليه وتصحيح الأخطاء الذي رافقته، مشيرا إلى أن تحقيق الوحدة اليمنية كان حلما يراود طلائع الشعب اليمني في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وكانت هدفا يسعى لتحقيقه جميع اليمنيين في الشمال والجنوب.

وأضاف أن "مدينة عدن كانت في تلك الفترة متميزة بتواجد اليمنيين فيها من كافة المناطق في الشمال والجنوب والشرق والغرب دون تمييز وأن شرائح مجتمعية من الشعب اليمني في الجنوب هبت لتأييد ثورة الـ 26 من سبتمبر عام 1962م ضد حكم الإمامة عمليا بالسلاح وذلك حينما تعرضت الثورة للهجوم من قبل فلول الملكية المؤيدة من دوائر الاستعمار البريطاني وملحقاته".

وأكد بن شملان، أن الشعب في الجنوب ثار بعد ذلك ضد الاستعمار البريطاني مستفيدا من دعم ثورة سبتمبر له ماديا ومعنويا وكانت الوحدة اليمنية متخلقة جينيا في رحم الأمة غير أن العوائق كانت كبيرة أمامها ولم تنجز واقعيا في التاريخ الحديث إلا في الـ 22 من مايو عام 1990م.

وشدد على ضرورة الوعي بأهمية الحفاظ على الوحدة وتصحيح الأخطاء التي رافقتها وإزالة الشوائب التي علقت بها من خلال تقييم التجربة الوحدوية على أسس موضوعية وعادلة، لافتا إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي رسم تصور إقامة دولية اتحادية فيدرالية من عدة أقاليم يتولى كل إقليم إدارة شؤونه تحت راية الجمهورية اليمنية الواحدة.

إلى ذلك، قال المستشار الرئاسي عبدالملك المخلافي، "إذا جرى تحويل الوطن إلى مزرعة فلا يكون الحل باقتسام المزرعة، وإنما إنهاء صيغة المزرعة وبناء الوطن بما يجعله وطنا حرا يتساوى فيه كل أبنائه في الحقوق والواجبات".

مضيفا أن يوم 22 مايو، سيبقى من أعظم أيام التاريخ اليمني وتعبير صادق عن اليمنيين وتطلعاتهم، فقد تحقق هذا اليوم المجيد بإرادتهم الحرة وبإجماعهم وتلبية لنضالات حركتهم الوطنية وتضحيات أجيالهم، ومهما كان ما لحق هذا اليوم الخالد من إساءة لمعانيه ولأحلام الناس وحقوقهم.

وتابع: "استيعاب الدروس والوصول إلى صياغة يرتضيها المواطنون، تحافظ على فكرة وحدة الأرض والشعب والمصالح المشتركة وحقائق التاريخ والجغرافيا والهوية، وتضع الصيغ السياسية التي يرتضيها الناس بإرادتهم الحرة في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه".

وأشار المخلافي، إلى أن اليمن الواحد أو الموحد يحظى بدعم وإجماع المجتمع الدولي الذي ينظر إلى سلامة ووحدة أراضي الجمهورية اليمنية كضمانة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة كما هو التزام بميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية ذات الصلة، وعلى اليمنيين أنفسهم في الشمال والجنوب، وبعد التخلص من الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه من تمزق ودمار وتحقيق السلام، وعبر الحوار وحده "وبعيدا عن فرض أي خيار بالقوة" التوصل إلى الصيغة التي تحقق العدالة والأمن والاستقرار في اليمن، وتلبي تطلعات وطموحات الشعب اليمني في الجنوب والشمال.

- أعظم منجز تاريخي يمني

‏عضو مجلس النواب علي أحمد العمراني، أكد أن إعادة وحدة اليمن في 22 مايو 1990، أعظم منجز تاريخي يمني منذ أمد بعيد، مشيرا إلى أن النيل منها، أو التفريط فيها من قبل أي يمني، يعد خيانة وطنية وأخلاقية وتاريخية.

لافتا إلى أن حماية وحدة اليمن أمر منوط بأحرار اليمن وشعب اليمن العظيم، ويتعلق بالكرامة والشرف اليمني قبل أي شيء آخر، مؤكدا أن أي تدخل خارجي لصالح تقزيم اليمن وتجزئتها وتقسيمها، يعد عدوانا مبينا، لن ينساه الشعب اليمني على مر الزمن.

وقال العمراني: "نصت المادة الأولى من دستور الجمهورية اليمنية الذي تم الاستفتاء عليه في 15 و16 مايو 1991، بنسبة تأييد بلغت 98% من المشاركين في التصويت، ونسبة مشاركة 72% من المسجلين في جدول المستفتيين، بأن "الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزءٍ منها، والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية".

مضيفا: "لن يتنازل الأحرار وهم غالبية الشعب اليمني عن شبر واحد من أرض الجمهورية اليمنية، ولن يسمحوا بتجزئتها تحت أي ظرف، وسنتمسك بوحدة بلادنا إلى الأبد".

إلى ذلك، قال سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، "يقولون إن مواجهة الحوثي تتطلب توحيد الجهود ثم يدعون إلى تقسيم الوطن، "فهلوة" مكشوفة"، مضيفا: "كما تحولت الوحدة لدى البعض إلى "مشروع استثمار" يتحول الانفصال إلى "مشروع استثمار"، الأمر لا يتعلق بالوحدة والانفصال، ولكن بالسلطة والثروة، ولو عقلنا لوجدنا وطناً يتسع للجميع سلطة وثروة".

مشيرا إلى أن كل هذه المشاريع الصغيرة، الطائفية في شمال اليمن أو الشطرية في الجنوب، ما هي إلا انعكاس مباشر لانهيار الدولة وغياب المشروع الوطني اليمني الكبير الذي أصبح البعض بفعل الخوف أو الطمع أو "التكتيك" يتجنب الحديث عنه.

وقال جميح: "بما أن المسألة تكمن في الصراع على السلطة والثروة، فإننا يمكن أن نتخلص من كل مشاريع التقسيم الصغيرة إذا توصلنا إلى طريقة سلمية للوصول للسلطة وتقاسم الثروة على أسس ديمقراطية عادلة".

من جهته، أكد عضو مجلس النواب شوقي القاضي، أن "اليمن بلد واحد، وشعب واحد، وهوية واحدة، وإن تعددت دويلاته ومكوناته وأنظمته الإدارية السياسية، هذا ما عرفته الأجيال عبر التاريخ".

وأضاف القاضي: "كان يوم 22 مايو 1990 توحيداً للنظامين السياسيين اللذين يحكمان الشطرين، بعد محاولات مستمرة منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الإمامة في الشمال، والتي شارك فيها ثوار يمنيون "جنوبيون" وخطوا بأقلامهم "أهدافها الستة" ومنها الهدف الخامس: العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة".

وتابع: "وبعدها دعم ثوار اليمن "الشمالي" ثورة إخوانهم في "الجنوب" ضد الاحتلال البريطاني" الذي جثم عليها ما يقارب 130 عاماً، نهب ثرواتها، ومزق كياناتها، فكانت ثورة 14 أكتوبر 1963 المجيدة، ثم جلاؤه ورحيله وطرده عام 1967"، مستطردا: "أيها اليمنيون شمالاً وجنوباً وشرقاً ووسطاً وغرباً، حافظوا على وطنكم ووحدة أراضيه، ولا تسمحوا لمتآمرٍ بتمزيقه مستغلاً أزماته".

من جانبه، قال عضو مجلس الشورى صلاح باتيس، إن الوحدة اليمنية "أتت تتويجا لنضالات اليمنيين الطويلة قبل وأثناء وبعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتستمر النضالات اليوم وصولا إلى دولة اتحادية من ستة أقاليم يعيش فيها اليمنيون شركاء في وطن يستوعبنا جميعا شمالا وجنوبا وشرقا وغربا".

فيما قال نائب رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في شبوة، يسلم البابكري، "كان تحقيق الوحدة حلم اليمنيين، كان الشعب واحدا"، مضيفا: "من غير الممكن استبدال هويتنا اليمنية بهوية لا ملامح لها ولا مرجع ولا أن نتخلى عن قناعتنا بأن اليمن الواحد بنظام يحقق العدالة التي لا هيمنة فيها ولا استئثار هي خير لليمن شماله وجنوبه، وأن تسلط الحوثي المعتدي على الشعب اليمني ليس مبرراً للإساءة للوحدة فلا حكم المستعمر البريطاني ولا تسلط الإمامة مع طول زمنهما قد منعا اليمنيين من أن يحتفظوا بحقهم في وحدة وطنهم".