آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

جرح شبوة النازف.. سؤال يبحث عن إجابة: أين المتورطين في قتل الشهيد الباني؟!

الجمعة 02 يونيو-حزيران 2023 الساعة 02 مساءً / سهيل نت - خاص

في يوم مقدس عند المسلمين، جرت جريمة تصفية مدير مكتب الصحة بمديرية بيحان، الشيخ الشهيد عبدالله الباني، على يد قتلة من تشكيلات الانتقالي، لم يراعوا حرمة العيد ولا حرمة مصلى العيد، ورغم مرور 40 يوما على الجريمة ما يزال معظم المتورطين فيها خارج قبضة العدالة.

كان الشيخ الباني، قد ألقى خطبة العيد وأكد فيها على وحدة الصف قائلا: "نريد أن نلم الشمل، نريد أن نوحد الصف ضد مليشيا الحوثي ومشروعها الإيراني، نريد أن نكون إخوة متآلفين متحابين"، وهي آخر كلمات قالها الشهيد، لكن الأيادي الآثمة ومن يقف خلفها كانت تسعى لخلاف ذلك، ولهذا أزهقت روحا بريئة كان لها دور عظيم في التنوير وخدمة الناس.

- إجراءات التقاضي تسير ببطء

في أربعينية الشهيد الشيخ عبدالله الباني، تجمعت حشود بالآلاف وسط مدينة بيحان، في وقفة تضامنية مع أسرة الشهيد الباني، أمام مخيم المطالبة بالقصاص من القتلة، وللمطالبة بسرعة القبض على بقية المتهمين في الجريمة وسرعة محاكمة الجناة.

وفي الوقفة، صدر بيان عن أسرة الشهيد الشيخ الباني، أكد أنه رغم مرور 40 يوما على جريمة تصفيته في ذلك الحادث المؤلم والجريمة النكراء التي هزت الضمير الإنساني داخل الوطن اليمني وخارجه، حيث إنها أول جريمة تنفذ بهذه الوحشية المتعجرفة والتي لم تراع حرمة الزمان ولا طهارة المكان ولا ختام شهر الصيام، فقتل بدم بارد وعقلية متبلدة بقتله.

وأشار البيان، إلى أن تلك العناصر الإجرامية لم تكتف بجريمة تصفية الشيخ الباني، بل مثلت بجثمانه الطاهر الذي يدل دلالة واضحة على جبال من الحقد في نفوسهم المريضة التي عشعشت الشياطين في دهاليزها المظلمة فأطلقت وابلا من الأعيرة النارية وبمختلف الاسلحة لتخترق جسده الطاهر والذي لم تزده إلا رفعة وعلوا في الحياة وفي الممات والتي على وقعها نهض كل الشرفاء داخل اليمن وخارجه وفي كل ربوع الإنسانية مطالبين بإحقاق الحق لأهله ودحر الباطل وزبانيته.

وأضاف: "نعم ها هي أربعون يوماً تتقاطر ساعاتها ودقائقها وعلى قطارها يسير جميع الشرفاء وهم ينتظرون تحقيق العدالة لتجري مجراها ولينال القتلة جزاءهم العادل بما اقترفوه من جريمة بشعة ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن".

ولفت بيان أسرة الشهيد الباني، إلى أنه ما تزال إجراءات التقاضي تسير ببطء ودون المستوى المطلوب والسرعة المرجوة في محاكمة مستعجلة وفقا للتوجيهات الرئاسية والقوانين النافذة التي صدرت بعد ارتكاب الجريمة إذ ما يزال هناك ممن وردت أسماؤهم أثناء التحقيقات ومطلوبين للجهات القضائية لمساءلتهم متمردين وخارج أسوار العدالة طلقاء رغم التوجيهات الصريحة بإحضارهم.

وأكدت أسرة الشهيد الباني، "إننا مع كل محبيه وأصدقائه، لن نيأس ولن تهدأ نفوسنا وسنظل نتابع الجهات ذات الاختصاص على ضرورة أن تكون إجراءات التحقيق في الجريمة بما يتناسب وحجمها والمشهود لها بأنها أول جريمة بهذه الصورة البشعة".

وطالب بيان أسرة الشهيد الباني، بالتعجيل في إجراءات الضبط والتحقيق التي يجب أن تشمل كل من شارك فيها سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو التحريض وإحالة ملف القضية إلى محكمة مستعجلة تفصل فيها بصورة عاجلة وفقا للتوجيهات الرئاسية العليا بمحاكمة مستعجلة إحقاقاً للحق ودحرا للباطل وإنفاذاً لأحكام القانون على كل مجرم ومن يمكن أن تسول له نفسه في تكرار هذا المشهد الأليم.

- جرح شبوة النازف ودمعها

سياسيون وناشطون، في حملة إلكترونية تحت هاشتاج "اربعينيه الشهيد الباني"، أكدوا أن من ارتكبوا جريمة تصفية الشيخ الباني، معلومين، وأن الجهات التي هددت معروفة، والجهات التي أمرت معلومة، والجهات التي نفذت مشهودة، متسائلين: فلماذا لم تبدأ المحاكمة، ولماذا لم يتم القبض على بقية القتلة؟

مشيرين إلى أن خطيب مصلى العيد الشيخ الشهيد الباني، جرت جريمة تصفيته في أعظم أيام الله، وفي أعظم أوقات الله، وفي أفضل الأماكن إلى الله، ارتقى شهيدا دون محرابه، ومرت أربعون يوماً وما زالت القضية من درج إلى آخر.

إذ أكد يسلم البابكري، نائب رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة شبوة، أن الشهيد عبدالله الباني، جرح شبوة النازف ودمعها الذي لم يجف منذ أن فجعت بالجريمة النكراء قبل أربعين يوما لا يزال أهله وذويه وكل ضمير حي في هذا البلد ينتظر أن يعاقب القتلة، مضيفا: "فلتتجه الأصوات والأقلام لتقف في نصرة مظلوم في وجه ظلم بين، حتى تجري العدالة ويقتص من المجرمين".

إلى ذلك، قال الناشط طه حدير، إن 40 يوما على جريمة تصفية الشهيد في أحد أعظم أيام الله يوم عيد الفطر المبارك، ومع بشاعة تلك الجريمة وشناعتها إلا أن أغلب المتهمين في الجريمة ما زالوا بعيدا عن أيدي العدالة، لافتا إلى التباطؤ في سير وإجراءات محاكمة القتلة والمجرمين الذين نفذوا جريمتهم أمام عدسات الكاميرات بدم بارد.

مؤكدا أن جريمة اغتيال وتصفية الشيخ الباني جريمة بشعة هزت وجدان الشعب اليمني في عموم المحافظات وقوبلت بإدانة واسعة شعبية ورسمية وحزبية وسياسية، ومع ذلك فإن الجناة والمخططين للجريمة والمحرضين والآمرين، مازالوا يسرحون ويمرحون ولم يتم القبض عليهم.

وأضاف طه، أن الشهيد الباني، جسد القيم الإنسانية النبيلة والسلوك السامية والسلمية والمدنية والتسامح والتعايش مع الآخر وحظي بمكانة اجتماعية مرموقة ولهذا أزهقت تشكيلات الانتقالي روحه الطاهرة في جريمة بالغة البشاعة انتهكت كل القيم والأعراف الإنسانية.

فيما قال الناشط محمد السعدي: "مرت أربعون يوماً منذ تصفية الشيخ عبدالله الباني، رحمة الله تغشاه، ولم تتحرك السلطة ولم تنفذ الحكم والقتلة معرفون وموثقون بعدسات الكاميرات ولكنهم يسرحون ويمرحون في عصر عوض الوزير، قتلة الشهيد الباني معروفون والجميع يعلم من يقف خلفهم ومن أعطى أوامر التصفية".

من جهته، قال الناشط يحيى السقير، عن الشهيد الباني، "كان خير سفير للصحة في مدينته، كان خير ممثل للدعوة في مسجده، كان خير ممثل للأخلاق في مجتمعه، كان خير نافع في إدارته لمستشفى مدينته وخدمته لأمراضه، كان قدوة حسنة لكل من عرفه، رحمك الله شيخنا الشهيد الباني".

وأضاف: "إن مطلبنا اليوم كيمنيين بشكل عام أن لا تمر جريمة اغتيال الباني دون عقاب، وأن يوضع حد للتدخلات الهادفة لحرف القضية عن مسارها ويسلّم جميع المتهمين إلى القضاء دون استثناء، وترفع عنهم أي حماية كانت، ثم يحالون إلى محاكمةٍ عاجلةٍ ليقول فيهم الشرع والقانون كلمته".

وتابع يحيى: "في ‎اربعينية الشهيد الباني بات من اللازم تحرك وتدخل قيادة الدولة ممثلة برئيس وأعضاء المجلس الرئاسي مع استمرار الضغط الشعبي الداعم لتطبيق العدالة وإيقاف الجناة عند حدهم ونيلهم الجزاء الرادع وفقا للشرع والقانون اللذين يحرمان قتل النفس البشرية ويوجبان القصاص من كل المدانين".

- مأساة عمت اليمن في يوم عيد

الصحفي وليد الراجحي، قال إن بشاعة تشكيلات الانتقالي التي نفذت جريمة تصفية الشهيد ‎عبدالله الباني، لا يضاهيها في الإجرام إلا شقها الآخر في صنعاء مليشيا الحوثي، مشيرا إلى أنها أطلقت النار على كل من حاول إسعاف الشيخ الباني.

فيما قال الناشط يوسف الحدا، "من عيد فرح إلى حزن يخيم على اليمن عموما وشبوة خصوصا بتصفية شيخها وخطيبها الشهيد الباني، مأساة عمت البلاد حولت الأفراح إلى أحزان في كل البلاد، مأساة أن يقتل المصلحون وأهل الخير والصلاح، مأساة أن يقتل القاتل ولا يجد من يحاسبه". إلى ذلك، قال محمد البرهمي، إن تصفية الشيخ الباني، جريمة مكتملة الأركان، في يوم عيد وأمام جموع من المصلين قتلة يلبسون لباسا عسكريا، مضيفا: "ما سمعنا بهذا إلا في سلوك الإرهابيين المجرمين".

فيما أوضحت الناشطة سميرة أحمد، أن أربعينية الشهيد الباني، يوم آخر حزين نذكر فيه ببشاعة العمل الاجرامي الجبان الذي نفذه القتلة، ونطالب فيه الجهات الرسمية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة أسرته بسرعة محاكمة الجناة ومن يقف خلفهم وتنفيذ العدالة بحقهم.

من جهته، قال سعيد المعواك، إن تصفية الشهيد الباني، لم تكن وليدة الصدفة أو نتيجة حادثة كما يدعي البعض، بل جريمة متكاملة الأركان تم التخطيط لها مسبقا، واستهداف شخصه كونه أحد أبرز الواجهات الدعوية المؤثر في المديرية، مضيفا: "ولذلك نزل قاتلوه بعد قتله للتأكد من تنفيذ المهمة الموكلة اليهم وأكملوا تلك المهمة القذرة بإفراغ أكثر من 20 رصاصة في جسده النحيل".

فيما أكد الناشط نايف عيضه العماد، أنه لم تمر شبوة في قديم ولا حديث بمثل هذه الأحداث من قتل الرموز الدينية والاجتماعية إلا في هذه الفترة، في ظل غياب الأمن والاستقرار في المحافظة، غابت الأجهزة الأمنية وغاب الأمن والأمان وانتشرت الفوضى ولم يأمن الخطيب على نفسه حتى في بيت الله.

فيما أكد الناشط إبراهيم عبدالقادر، أن قاتل الشهيد الباني، معروف، ومن يقود القاتل ويتحكم به ويأمره وينهيه معروف أيضا، رغم ذلك هناك من يريد أن يقيّد الجريمة، التي حدثت بوضح النهار وأمام عدسات الكاميرات، ضد مجهول، مثلها مثل مئات الجرائم التي لا يزال ذويها يبحثون عن الجناة ويطالبون بالقصاص.

مشيرا إلى أن الجريمة ضمن مسلسل من جرائم تصفية الكوادر الوطنية وإفراغ المحافظات الجنوبية من الوجاهات الاجتماعية والدعاة والعلماء، في تكرار لما لحدث خلال السنوات الماضية في ‎عدن، حين تم تصفية العشرات من الدعاة والخطباء في جرائم قيدت ضد مجهول، رغم أن القتلة معروفين.

في السياق، قال سالم ربيح، "تخيلوا لوكان الضحية يتبع سفارة أجنبية هل كان سيتم رمي ملفه في الأدراج، لا، بل لقامت الدنيا ولم تقعد ولتم إيجاد المجرم حتى من كوكب آخر، لكنه دم يمني أرخصه مجموعة الرخاص حتى إنه يقتل خطيب ومصلح في يوم مقدس وتمر القضية وكأن أمرا لم يكن، الكارثة أن القتلة معروفون".

- ماذا ينتظر المحافظ والقضاء؟

مانع المهشمي، علق قائلا: يقتل الخطيب في أعظم أيام الله، وفي أعظم أوقات الله، وفي أفضل الأماكن إلى الله، ارتقى شهيدا دون محرابه، 40 يوما وما زالت هذه القضية من درج إلى آخر، يقتل رجال الدين وقدوة المجتمعات وأهل الصلاح بدم بارد بدون وجه حق، ماذا ينتظر الأمن والنيابة والقضاء، وماذا ينتظر المحافظ؟

إلى ذلك، قال أحمد سالم، مستنكرا "أربعون يوما مرت منذ أن امتدت يد الغدر والخيانة لتغتال الشيخ عبدالله الباني، في جريمة لم يسبق أن شهدتها بيحان أو محافظة شبوة، وما زالت القضية تراوح مكانها وسط تدخلات وتلاعب العديد من الأيدي الأثمة الهادفة إلى إيقاف المسار القانوني والقضائي للقضية، لماذا لم يحاكم القتلة حتي اليوم".

من جهته قال أبو بكر المحضار، "ها هي أربعينية الشيخ الشهيد الباني، 40 يوما منذ تصفيته، ونحن اليوم نقول لابد من الإسراع في محاكمة ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة حتى ينالوا جزاءهم العادل".

ويؤكد الناشط موسى المقطري، أن هذه القضية تراوح مكانها وسط تدخلات وتلاعب العديد من الأيدي الأثمة الساعية إلى إيقاف المسار القانوني والقضائي للقضية، وكان من الأجدر والأسلم والأنسب أن يكون المتهمين في قبضة الأجهزة المختصة سواءً من نفذ أو خطط أو أعان، والأصل أن تبدأ المحاكمة العاجلة لكل هؤلاء دون تأخير باعتبار الجريمة قضية رأي عام وتستهدف السلم الاجتماعي لأبناء بيحان بصفة خاصة وشبوة بصفة عامة.

مشيرا إلى أن المستفيد الأول من جريمة الاغتيال ثم محاولات تمييع القضية هو من لا يريد لشبوة الخير، وهؤلاء لن يتورعوا عن تكرار الجريمة ما داموا طلقاء، ومن العيب الأسود على كل الجهات المسؤولة أن يبقى أغلب المتهمين آمنين في بيوتهم أو معسكراتهم أو يتم تهريبهم إلى الخارج.

واستطرد الناشط المقطري، قائلا: هذا التساهل والتفريط نتيجته الطبيعية إفلات المجرم من العقاب مما يؤسس لمزيد من الجرائم والانتهاكات، وهو وضع غير مقبول، يجب أن يتداركه أرباب العقول ووجوه المجتمع قبل فوات الأوان.