آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

اليمنيون يحتفون بعيد وحدتهم: نقطة مضيئة في التاريخ وأكبر إنجازات الشعب منذ ألف عام

الأربعاء 22 مايو 2024 الساعة 11 مساءً / سهيل نت - خاص

عقود من النضال الوطني توجها اليمنيون بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، الهدف الأسمى لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، اللتين أسقطتا الاحتلال الأجنبي البغيض ومشروع تجزئة البلاد، والكهنوت الإمامي ومشروعه السلالي القائم على تقسيم الشعب إلى سادة وعبيد والمجتمع إلى طبقات، فكانت الوحدة المنجز الأهم لليمنيين في التاريخ الحديث.

في الذكرى الرابعة والثلاثين لليوم الوطني الجمهورية اليمنية 22 مايو، تحدث مناضلون ومسؤولون وسياسيون وباحثون، عن أهمية الوحدة كمنجز وطني وعربي كبير، وفي مواجهة مخلفات الإمامة المتمثلة في مليشيا الحوثي وانقلابها المدعوم من إيران، ورصد موقع سهيل نت، بعض ما نشر بهذه المناسبة العظيمة.

- ثورة في مسيرة الأمة اليمنية

الفريق أول ركن علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية السابق، أكد أن يوم 22 مايو أضاءت فيه شمس الوحدة كل ربوع الوطن واكتمل فيه وهج وجمال الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، مشيرا إلى أن هذا الحدث وصف بأنه ثورة الثورات.

وقال الفريق محسن، في منشور على صفحته بمنصة إكس، إن الوحدة كانت ولا زالت وستظل أكرم هديّة قدمها أحرار اليمن للحاضر والمستقبل وللأجيال القادمة، لافتا إلى أن قلوب اليمنيين الواحدة المتوحدة تطلعت حال رفع علم الوحدة في عدن في 22 مايو 1990، لمثل هذا الائتلاف الرسمي لوأد أيام التشرذم والانقسام.

وأضاف: "ومثلما كانت الوحدة حدثاً وضاءً في مسيرة الأمة اليمنية، فهي أيضاً مسؤولية والتزام ديني وأخلاقي ووطني يتوجب على الجميع الحفاظ عليها دون الاتكال على أحدٍ دون الآخر، والمضيّ فيما أجمع عليه اليمنيون في حوارهم الوطني من بناء دولةٍ اتحادية من ستة أقاليم، تضمن زوال مخلفات الإمامة الكهنوتية ومخلفات الاستعمار البغيض".

من جانبه، قال المستشار الرئاسي ومحافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، إن اليمن أمام جيلين من أبناءها، جيل عايش مرحلة التشطير بما لها وعليها، وجيل نشأ في عهد الوحدة بما له وعليه وصولا لحاضرنا، موضحا أن جيل الوحدة شهد ارتفاع النَفَس الطائفي والمناطقي وإسقاط الوطن في مستنقع الفوضى وغياب الدولة.

وأضاف أن هذا عزز القناعة، بأن كل المشاريع التي تسوق لتكون بديلا عن الوحدة والجمهورية، بما فيها من استرجاع لكل مساوئ الماضي والحاضر، لا يمكنها خلق مشروع يحفظ لليمني حقه ومستقبله وكرامته.

وأكد بن عديو، في منشور على صفحته بمنصة إكس، أن تجربة الوحدة تعرضت لسوء الإدارة والإساءة الممنهجة، لكنه قال إن هذا لا يعني القبول بالذهاب صوب المجهول، وحيا كل أبناء اليمن الذين يواجهون واقعهم الصعب بالصبر والرجاء بفرج يزيح عنهم معاناة الحرب والفقر، وضياع الحقوق وغياب الخدمات وتلم شتاتهم دولة تقوم على العدل والمواطنة.

- مكتسبات وطنية عصية على الكسر

رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، قال إن الثاني والعشرين من مايو يوم ليس كمثله يوم في تاريخ اليمن، حيث كان تتويجًا لأهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، وثمرة كبرى من ثمار نضال الحركة الوطنية، وقضى هذا اليوم الخالد على الفرقة والشتات وأنهى حقبة دامية من الصراعات وأذاب الحواجز المُصطنعة بين أبناء الوطن الواحد.

وأضاف البركاني، في تهنئة للمجلس الرئاسي بذكرى الوحدة، أن "الوحدة منجز يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه رغم ما حل باليمن من كارثة أو بالأصح زلزال مدمر منذ أن سطت قوى التخلف والجهل الحوثية وأطلت بعنصريتها وطائفيتها وإرهابها، لتحول كلما كان قائم الى بدع وخرافات وادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان، ودمرت كل جميل على وجه الأرض وأهلكت الحرث والنسل، وقتلت وسجنت وشردت وأحرمت منهم في إطارها من أبسط الحقوق وانتزعت لقمة العيش من أفواههم وغلبت خيار الموت على خيار المحبة والسلام التي جُبلَ اليمنيون عليها وعلى لغة الحوار والتسامح التي كانت السلوك السائد للشعب اليمني".

وأكد أنه رغم إنكار تلك الفئة الباغية وعدم اكتراثها بثورة الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر والـ 22 من مايو المنجزات التي حققها المناضلون الأحرار والمخلصون الأوفياء، فإن هذه المكتسبات الوطنية عصية على الكسر ولا تقبل أن يجحدها أحد أو ينكرها أو ينال منها، لأنها مكتسبات وطنية وملكاً للشعب، وسيعمل للحفاظ عليها، وإن حدثت بعض الكبوات سينهض الخيرون من أبناء الشعب اليمني للقيام بواجباتهم الوطنية والحفاظ على منجزاتهم التاريخية وإن ما نعيشه اليوم جراء الممارسات الحوثية المختلفة وحالة الجنون التي يعيشها والإضرار بالشعب اليمني لزائل لا محالة وستنتصر الإرادة الوطنية.

فيما قال رئيس الوزراء أحمد بن مبارك، إن هذه المناسبة الوطنية، التي تعود في ظل تعقيدات متعددة وظروف استثنائية تستدعي المزيد من التلاحم وتكاتف الجهود الرسمية والشعبية والحزبية والمجتمعية من أجل هزيمة المشروع الكهنوتي الحوثي المدعوم إيرانياً، مشيرا إلى دلالات الثاني والعشرين من مايو اليوم التاريخي الذي شكل نقطة مضيئة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر، وثمرة لنضالات وتطلعات اليمنيين شمالا وجنوبا.

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد بن دغر، إن الشعب اليمني يحتفل بحدث كبير هو الأكثر أهمية وأثراً في تاريخه الحديث والمعاصر، مؤكدا أن مايو لحظة تحول مفصلية في مسارنا الوطني، حيث يمثل تتويجاً رائعاً لعقود طويلة من النضال الوطني ترسيخاً لقيم الحركة الوطنية الموغلة في التاريخ، وإيماناً بقيم ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وتحقيقاً لحلم الملايين من أبناء اليمن، في بناء وطن حر، ومستقبل آمن.

وأشار بن دغر، إلى الآمال العريضة لشعبنا اليمني العظيم في بقاء بلدنا دولة موحدة اتحادية ونظاماً جمهورياً لن يسقطها الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، ولن تضعفها التناقضات المذهبية والمناطقية، مؤكدا أن الشعب رغم وسائل القمع الوحشية سوف ينتصر على هذه الشرذمة الإمامية الكهنوتية المتخلفة كما انتصر على دعاتها وكهنتها سابقًا، لافتاً إلى أن شبعنا أسس حاضره السياسي الموحد بإرادة جمعية واعية، وهو اليوم مؤهل للدفاع عن خياراته التاريخية في الحرية والتقدم وتجاوز الأزمة.

- أكبر إنجازات الشعب اليمني

عضو مجلس النواب علي عشال، قال إن الوحدة اليمنية كانت وما زالت أعظم منجز تحقق في حياة اليمنيين في تاريخهم الحديث، مضيفا: "نعم رافق مسيرتها أخطاء وعثرات، لكن الوحدة ستظل ثابتة الأركان، مستقرة في الوجدان، ولليمن هي العنوان".

من جهته، قال وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، إن 22 مايو ترياق النجاة، أكبر إنجازات الشعب اليمني منذ ألف سنة، ثورة جمهورية 26 سبتمبر 1962 ضد الإمامة، ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار، ونتيجة هاتين الثورتين كانت استعادة وحدة شطرَي اليمن وولادة اليمن الكبير الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990.

مضيفا: "يا شباب البلاد أرجوكم تأمّلوا فحسب، النظام الجمهوري هو الذي وحّد اليمن، جمهوريتا الشطرين وحّدتا اليمن، ولو كانت الإمامة ما تزال موجودةً في صنعاء بمذهبيتها وعنصريتها لما تمت وحدة بين الشطرين أو تم تحريرٌ أو تغيير، لن يقبل أحد بعنصرية الإمامة ومذهبية العمامة، وهذا كان السبب الأول للحروب في اليمن وعدم الاستقرار منذ قرون وحتى اللحظة".

وقال الرويشان، إن الأوطان وسلامتها أكبر وأهم من الزعماء والأحزاب والمناطقية، يرحل الزعماء واختلافاتهم وتبقى الأوطان ومنجزات الشعوب، تأمّلوا تاريخ العالم ستجدونه تاريخ الكفاح والنضال من أجل المساواة والمواطنة والوحدة، لذلك سنكافح ونناضل ولن نستسلم أو ننفصل ما دام لواء الجمهورية عالياً وحاكماً، مشيرا إلى أن الجمهورية أزهرت وستزهر يمناً كبيراً وعزيزاً ومتقدماً وديمقراطيا.

مضيفا: "لا تدخلوا في جدلٍ بيزنطي حول الأحزاب والزعماء والمناطقية، تمسّكوا باليمن الكبير واستعادة الجمهورية فحسب كبداية لطريق الاستقرار والتقدم والمواطنة والكرامة، هذه روشتّة الحياة والتقدم للشعب اليمني، ولن تستعاد الجمهورية إلاّ بشرعية اليمن الكبير والحفاظ عليه، وغير ذلك هو دخولٌ في دوّامة تبدأ ولا تنتهي".

وفي سياق متصل، يؤكد الدكتور فيصل الحذيفي، أن الأحداث العظيمة لا يمكن لأحد محوها، فهي نتاج تطور تاريخي قد يكون حتميا "كهدف جامع للشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه"، واختياريا "من حيث التنفيذ واتخاذ القرار".

وقال الدكتور الحذيفي: "الأحداث التاريخية تأت ضمن تحولات متوالية، فثورة 26 سبتمبر 1962 كانت المقدمة لثورة 14 أكتوبر 1963، نتج عنهما معا الاستقلال في 30 نوفمبر 1967، وكل هذه التحولات العظيمة بني عليها حدث عظيم هو الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، مضيفا: "سنظل مؤمنين بعظمة الأهداف، وموقنين أن المسار الحضاري للأمم لم يكن مفروشا بالورود وإنما حافل بالتضحيات، ونحن في مرحلة دفع التكلفة المستحقة".

إلى ذلك، يؤكد الباحث محمد صلاح، أن توق الشعب اليمني نحو الوحدة، وبناء الكيان اليمني الكبير، هو من أنتج ثورة سبتمبر وأكتوبر، ومن أجل تحقيق ذلك أزاح اليمنيون المعوقات التي وقفت في طريقهم، فأطاحوا بالإمامة والاستعمار، وضرب هذا المنجز، إنما هو هدّ للأسس والقواعد التي تستند عليها الجمهورية في قيامها.

مضيفا: "كانت القضية التاريخية التي حملتها القوى الوطنية على عاتقها في اليمن، ومن أجلها بذلت كل التضحيات طوال المائة عام الماضية، في الشمال والجنوب، هي قضية إعادة بناء، ولملمة الكيان الوطني تحت دولة، وراية واحدة، وقد تحقق لها ذلك يوم 22 مايو 1990".

أما القيادية الإصلاحية وابنة أحد شهداء ثورة 14 أكتوبر، سارة قاسم هيثم، فقالت إن الوحدة هي قدر ومصير كل اليمنيين الحتمي، ولا يمكن المساومة فيها أو التنازل عنها، "وما اعترى الوحدة من أخطاء الماضي لا يكون إلا بعلاج وحل تلك الأخطاء بالوقوف على كل المشكلات وحلها ثم المضي لبناء يمن اتحادي واحد موحد قائم على مشاركة جميع المكونات السياسية والاجتماعية عبر العملية الديمقراطية وصناديق الاقتراع".