حصار في ظل النسيان.. 233 انتهاكا في تعز خلال عام 50208 شهداء و113910 إصابة.. حصيلة العدوان على قطاع غزة في 12 محافظة.. اختتام مشروع "سفراء الخير" الرمضاني في ذكرى تحرير عدن وانطلاق عاصفة الحزم.. الرئاسي: ممتنون للأبطال الشجعان والتحالف عاصفة الحزم بقيادة السعودية.. قرار عربي شجاع حال دون وقوع كارثة استراتيجية بشكل مؤقت حتى إقرارها من البرلمان.. اعتماد القواعد المنظمة لأعمال المجلس الرئاسي نقص التمويل يهدد بإغلاق برامج مكافحة سوء التغذية خلال أشهر الصحة تؤكد زيادة حالات شلل الأطفال في مناطق سيطرة المليشيات 100 مليون دولار سنويا.. تقديرات رسمية لتمويلات من العراق للحوثي الصحافة اليمنية خلال 10 سنوات.. مشهد قاتم ومأساة كبيرة للصحفيين
تحاول مليشيا الحوثي الإرهابية إحياء خرافة الولاية بهدف إعادة تقسيم الشعب اليمني إلى سادة وعبيد، وتمكين سلالة من رقاب الناس ومصادرة حقوقهم، وهي الكهنوت الذي أسقطته ثورة اليمنيين الخالدة السادس والعشرين من سبتمبر التي أرست مبادئ الجمهورية وأبرزها الشورى والمواطنة المتساوية وسيادة الدستور والقانون.
سياسيون وأكاديميون ونشطاء، يؤكدون أن خرافة الولاية وسيلة حوثية لفرض السيطرة واستبعاد اليمنيين تحت غطاء الدين بهدف احتكار السلطة وتحقيق مكاسب سياسية على حساب حرية وكرامة الشعب اليمني، وأشاروا إلى أن خرافة الغدير ليس على أساس التقوى والكفاءة العلمية والعملية، وإنما على أساس التمييز العنصري في النسب والدم.
وزير الأوقاف والإرشاد محمد شبيبه، أكد أن خرافة الولاية كذبة كبرى فيها قلة أدب مع الله، وفيها نسبة كلام قذر إلى الله، حاشا الله وتعالى علوا كبيرا، مضيفا: "لو كانت الفِطَر سليمة والعقول حاضرة ما قبلت بهذه الكذبة فضلا عن ترديدها"، وتساءل: كيف يرددون هتافهم القذر ونتولى من أمرتنا بتوليه عبدالملك الحوثي، متى قال الله أو أمر بتولي جهال بدرالدين الحوثي، أي كتاب ذكر أن الله تعالى أمر بتولي عبدالملك الحوثي، في أي آية أو حديث ذكر الله أصحاب ضحيان وأمرنا بتوليهم؟
وقال وزير الأوقاف: "يكذبون على الله وعلنًا ولا يستحون، ثم تجد من يردد مثل هذا الكلام العفن ويهتف به، ما أقرب هذا الكلام الخبيث من كلام اليهود والنصارى بل هو أقبح لأن اليهود قالوه إجمالا وهؤلاء قالوه تخصيصا"، مضيفا: "تؤصل لدونيتك وتقرر أفضليته عليك وأنت وإياه من أبٍ وأم، فالأب آدم والأم حواء، والأصل واحد الماء والطين"، مؤكدا أن الذي يرفعك هو العمل الصالح لا الأب الصالح، هي التقوى لا وشائج القربى، هو الدين لا قبضة الطين، هو الإسلام لا الإنسان، هي الاستقامة لا السلالة.
من جهته، يؤكد عضو الفريق القانوني للمجلس الرئاسي القاضي أحمد عطية، أن خرافة الولاية هدفها استعباد الناس ونهب أموالهم والوصول للسلطة بطرق غير مشروعة، وأن احتفاء مليشيا الحوثي بما تطلق عليه يوم الولاية هدفه سياسي، ومناسبة لنهب أموال المواطنين تحت هذا المسمى، موضحا أن مفهوم الولاية يتنافى مع الكتاب والسنة والإجماع والقانون والعقل والمنطق، ولا يوجد نص لا في الكتاب ولا في السنة على ما يسمى "الولاية".
وأكد أن الاحتفاء بهذا اليوم هو عبارة عن طعن في عدالة الصحابة رضي الله عنهم، مبينا أن ما يسمى "الولاية" كذبة هدفها استعباد الناس وتقسيمهم إلى سادة وعبيد، وهذا يتنافى مع الشرائع السماوية والدساتير البشرية، مشيراً إلى أن الإسلام جاء ليحرر الناس من العبودية وكان ثورة عارمة على ركائز الجاهلية، التي أسسها أبا جهل وأبو لهب ومن تلك الركائز التي جاء الاسلام ليقضي عليها هي تقسيم المجتمع إلى طبقتين طبقة حاكمة وطبقة خادمة.
وكتب سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح قائلا: ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب أو قرابة حتى يخصه بسلطة أو بقطعة أرض، مضيفا: "يكذب من يقول لكم إن إيمانكم لن يكتمل إلا إذا جعلتموه عليكم إماما، أو اعترفتم بملكيته على أرضكم، يغلفون شهواتهم للسلطة وللأرض باسم الدين".
ويؤكد جميح: "كذب الذين ادعوا أن محمدا جاء ليجعلهم أئمة علينا، كذب عليه الذين ادعوا أنه جاء ليمكن لأسرته وعشيرته في الأرض بأن يحصر فيهم الملك علينا، ونحن مجرد رعايا لهم، كما كذب الذين ادعوا من قبلهم أن موسى جاء ليقيمهم إقطاعيين على أرضنا ونحن مجرد فلاحين لديهم، كذب الذين يستدلون على حقهم الإلهي في الأرض بقولهم "نحن أبناء الله"، كما كذب الذين يستدلون على حقهم الإلهي في الإمامة بقولهم "نحن أبناء رسول الله".
- يوم غدر باليمنيين
وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي، قال إن غدير الحوثي يوم غدر باليمنيين، وأن خرافة الولاية تنقض عُرى الدين الإسلامي، فهي تُحوّل النبي، صلى الله عليه وسلم، من رحمة للعالمين الى باحث عن سلطة وملك يُورِّث العباد والبلاد من بعده إلى من يزعمون أنهم أولاده، وحاشا النبي الكريم أن يكون كذلك.
وأضاف: "كما أن الولاية تريد من الله عز وجل، تعالى الله، أن ينحاز إلى فئة من البشر يميزهم عن بقية خلقه فيجعل الحكم لهم بقرار إلهي إلى يوم القيامة، كما تنقض معاني العدالة والمساواة المسطرة في القرآن العظيم بحيث تُميز سلالة عن غيرها بسبب عرقها النقي، عنصرية، وذلك تحريف لمعانيه السامية".
وأكد وكيل وزارة العدل، أن مزعوم الولاية إقرار بالتجرد من كل قيم العدل والمساواة الإلهية، إنهم يريدون أن يقولوا للناس أن الله خلق أناسا من ماء معين وآخرين من ماء مهين، عرقٌ نقيٌ عنصري مهمته الحكم والسيادة والنعيم في الدنيا، وآخر ملوث ليس له أي نصيب من الدنيا سوى خدمة السادة، والتخلي عن كرامة وعقل الإنسان ليقوده كاهن يجرده من إنسانيته، ويجعله عبدا ذليلا يتشرف بخدمة سيده.
وكتب رئيس الهيئة العامة للكتاب يحيى الثلايا، "لا فرق بين عبادة المسيح ولا هبل ولا مناة ولا سواع ولا يغوث ولا يعوق ولا علي ولا حسين، أو التودد بهم واتخاذهم زلفى"، مستطردا: "صنمية اليوم أسوأ وأتعس من صنمية الأمس حيث أنها جوار كونها فكرة وثنية كهنوتية صارت شركة استثمار وتربح كبرى وأداة قذرة وفاجرة للتحكم برقاب الناس وحكمهم وتقرير مصائر الشعوب".
ويقول الباحث نبيل البكيري، إن الحوثيين منذ نشأتهم يسعون لإثبات ولاية علي بن أبي طالب، وأحقيته بالخلافة قبل أبي بكر وعمر وعثمان، كبقية الفرق الشيعية، لكن الحوثيين اليوم تركوا جدلية حق الإمام علي وذريته بالحكم، وذهبوا لإثبات ولاية عبدالملك الحوثي، مضيفا: "فإذا كان الجدل السني الشيعي واقفاً عند جدلية أحقية الإمام علي بالخلافة، ففي حالة الحوثيين تم تجاوز هذا الجدل كله، ولم يعد يهمهم من الأمر سوى تولّي عبدالملك الحوثي، باعتبار توليه أمراً إلهياً لا يقبل النقاش".
وأضاف أنه يشفق كثيراً على من يبذل جهداً ما في نقاش مثل هذه الخرافات، التي تتعارض مع أبسط مدركات ومسلمات العقل البشري، فضلا عن نصوص القرآن وحقائقه الجلية والواضحة، التي قررها كقواعد حاكمة للتفكير والتأمل والحكم على ضوئها، وهي آيات واضحات جليات، وفي مقدمة هذه الآيات قوله تعالى: "إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم"، وهي آية صريحة واضحة في تقرير حقيقة الأفضلية بين البشر وأنها للتقوى فقط، لا لنسب ولا حسب ولا لون ولا فكرة ما من توهمات العقل الطائفي.
من جهته، يؤكد الإعلامي عبدالله إسماعيل، ألا ولاية إلا للمواطن ولا مستقبل إلا للمواطنة المتساوية، وأن "الولاية" خرافة كهنوتية أرادوا لها ان تستمر مشروع موت وشق صف وتبرير دم، مشيرا إلى أن "الولاية ضد المواطنة وضد المساواة وضد المدنية وهي خرافة رجعية تستهدف النسيج الاجتماعي وتسلط قوى التخلف والكهنوت ومن يسوقها عبد ابن عبد".
مضيفا: "يرفض السيء الحوثي دفع رواتب الموظفين، لكنه يحول أيام العام إلى مناسبات لا تنتهي، ومن قوت الناس ومرتباتهم يصرف ببذخ وإسراف على الاحتفال بها، لافتا إلى أن بعض تلك المناسبات تصل ميزانية الاحتفال بها إلى ما يقارب المليار ريال كما كشفت إحدى الوثائق".
وأكد إسماعيل، أن "يوم الخرافة وسيلة حوثية إمامية رخيصة لإغراق اليمنيين في وحل خرافات هذه المليشيا الخبيثة، وأهدافها المريضة، وأكاذيبها السخيفة، وعقيدتها المنحرفة، ورغبتها الدفينة في استعباد اليمنيين واختطاف دولتهم وأموالهم وامتهان كرامتهم وحقهم في الحياة".
أما الكاتب عبدالله شروح، فقال إن الولاية صلاة وثنية ترانيمها زوامل عبودية وقبلتها خصية تاريخية، سردية لفرض خصية تاريخية مركزاً للكون ومداراً للوجود، وإنزال النص الديني من ذرى القلب إلى حضيض الخصية، وإسقاط الكرامة الإنسانية من سماء الله إلى رُكَب السلالة، "لا أعرف إهانة يمكن أن توجه لدين سماوي عالمي أفظع من هذه".
وأضاف أن الولاية شتيمة لشخص النبي الكريم، ينزلونه بها من مقام النبوة إلى مجرد شيخ قبيلة انتهازي، وهي كهف ظلامي غادره اليمنيون في 26 سبتمبر 1962، وتحاول المليشيا الحوثية الإمامية إعادتهم إليه منذ عشر سنوات، وهي مسار تاريخي زلق تستخدم فيه السلالة أقدس القضايا "قضية فلسطين حالياً" قنوات عبور إلى أكثر الأهداف دنساً: استعباد الناس.