آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

الحوثي عصابة بلا قيم ولا أخلاق.. هذا ما أكدته مشاورات مسقط بشأن المختطفين

الثلاثاء 09 يوليو-تموز 2024 الساعة 10 صباحاً / سهيل نت - خاص

كما كان متوقعا فقد فشلت مشاورات مسقط بشأن الأسرى والمختطفين، بسبب تعمد مليشيا الحوثي إفشالها وعدم مراعاتها لمعاناة الأسرى والمختطفين وعلى رأسهم المناضل السياسي محمد قحطان، الذي تخفيه المليشيات منذ نحو عشر سنوات.

وقد أكدت هذه المشاورات السقوط الأخلاقي والقيمي لمليشيا الحوثي، وهو ما يؤكده سياسيون وناشطون، ومنهم أمين عام حزب اتحاد الرشاد اليمني عبدالوهاب الحميقاني، الذي وصف مشاورات مسقط بمفاوضات لعبة البخت، "إن كان قحطان حي بخمسين حي، وإن كان قحطان ميت بخمسين ميت، وإن كان قحطان مش موجود بخمسين معدوم، وإن بطلنا وغيرنا رأينا، فلا سعد يدعي مسعود"، وأضاف: "لا يصح التفاوض على مختطف، بعقد اتفاق على حياته، بلعبة البخت والنصيب، عيب وسقوط سياسي".

وخاطب عضو مجلس النواب محمد مقبل الحميري، قيادة الشرعية بالقول "أنتم مع خصم حقير بلا أخلاق ولا قيم ولا إنسانية"، فيما قال سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، إن ما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية بشأن قضية السياسي قحطان "خسة لا عهد لليمنيين بها"، وأكد محافظ تعز نبيل شمسان، أن قضية الإفراج عن قحطان تستحق أن تكون أولوية.

ويؤكد رئيس الهيئة العامة للكتاب يحيى الثلايا، أن السلاليين يمارسون الاستهتار وقلة الأدب في كل شيء، وخاطب الحوثيين بالقول: "قحطان الكبير حيا وسيخرج شامخا كما عهدناه، وأن هذه الفذلكات وشغل النخاسة والسمسرة في بيع وشراء الجثث والمقايضة عليها لا تكشف سوى كونكم عصابات نخاسة ومتاجرة بالبشر والقيم".

فيما يرى السياسي والكاتب مصطفى أحمد نعمان، أن "التفاوض حول تبادل الأسرى داخل الوطن الواحد مبدأ حقير، والأحقر التفاوض خارج البلاد، والأكثر مهانة وإذلالا للشعب اليمني هو حديث تبادل الجثث"، مضيفا: "أما إخفاء مصير أحدهم وهو الذي يمثل رمزا وطنيا له قيمته الإنسانية واعتباره صفقة رابحة للحوثيين فدليل على انعدام الوازع الديني والإنساني والأخلاقي".

بدوره، قال عضو الفريق القانوني للمجلس الرئاسي القاضي أحمد عطية، إن أي مفاوضات لا تؤدي إلى إطلاق سراح الأستاذ محمد قحطان، فهي مفاوضات لا قيمة لها، قحطان شخصية سياسية لم يختطفوه من ساحة معركة بل أخذوه من بين أولاده ومن داخل بيته في صنعاء.

- غياب المسطرة الأخلاقية

الكاتب مصطفى ناجي، قال إن جولة مسقط من المشاورات أو المفاوضات حول ملف الأسرى انتهت دون جديد ذي أهمية، وأن آلاف الاشخاص تطول معاناتهم في المعتقلات وفي الأسر، وبالمعنى الوطني والأخوي والإنساني هذا واقع مخزي جدا جدا، ‏وبين ناجي، أن التلاعب بمصير القيادي الاصلاحي محمد قحطان هو حاصل ثلاثة أشياء، سذاجة وغباء من طرف الوفد الحكومي، وسياسة إجرام ممنهجة من الإخفاء وسادية في التعامل من طرف مليشيا الحوثي، وتواطؤ من طرف الوسيط الأممي وغياب مسطرة أخلاقية لدى مكتب المبعوث في التعامل مع المختطفين والمخفيين والمعتقلين.

من جانبه، قال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي، إن ما صدر بشأن السياسي محمد قحطان، في مشاورات مسقط، سقوط أخلاقي ومهني مدوي، وإنه لا ينبغي تغييب الجانب الإنساني في ملف المحتجزين والمخفيين قسرا، مشيرا إلى أنه كان ينبغي توفر معلومات كافية عن مصير ومكان السياسي ‎قحطان، بينما يرى الصحفي رشاد الشرعبي، أن "استمرار الإخفاء القسري للقائد السياسي محمد قحطان، والإصرار على منع أسرته من التواصل معه يؤكد أن ‎مليشيا الحوثي لا ترغب في سلام أو استقرار ما دامت تصر على تغييب رمز السلام والحوار".

فيما قال الصحفي علي الفقيه، إن التصريحات التي صدرت عن مشاورات مسقط، بشأن الأستاذ محمد قحطان، تعبر عن انعدام المسؤولية وعدم احترام لقيمة حياة الناس، ولا لمشاعر المغيبين والمخفيين قسراً، تنتظر عائلات المخفيين قسراً وفي مقدمتهم عائلة قحطان، معانقة أقاربهم، بينما ذهبوا للتخمين "إما حياً وإما جثة"، وأضاف: "إن لم تكونوا تؤمنون بقيم الحضارة الإنسانية فعلى الأقل لتستعيدوا أعراف القبيلة، ورغم بدائيتها، إلا أنها لا تقر ترويع ذوي الضحايا والتعامل باستهتار مع حياة إنسان كرمه الله".

ويؤكد الصحفي شاكر خالد، أن "التصريح الوقح لرئيس وفد المليشيا بشأن مصير محمد قحطان، درك سفيل من الدناءة والتردي الأخلاقي، بالأخير، هذه هي المليشيا والعرق المدنس للسلالة"، فيما تؤكد الناشطة الحقوقية إشراق المقطري، أن "جريمة الاختفاء القسري شكل خاص من انتهاك مركب يطال الضحية ويطال أسرته، حرمان من الحرية، تغييب للحقيقة، حرمان من التواصل، عنف نفسي، صبر، فقدان، تمييز، تعذيب، لهذا فإنه من ملفات العدالة الانتقالية التي يجب أن تؤسس في أي اتفاق السلام هو حقوق هذه الشريحة وسرديه ما حدث لهم".

ويقول الناشط جمال الصبري، "لا يستحق الرجل إلا أن يكون في منزله وسط عائلته، كما كان سابقاً مع أقرانه من قيادات الأحزاب السياسية الذين مهما اختلفوا أو اختصموا لم يفجروا، المؤتمري والإصلاحي والناصري والاشتراكي وغيرهم"، وأضاف: "لكنهم الحوثيون شذوا في كل شيء، لا حرمة ولا احترام لشيء في عقديتهم القبيحة والطارئة على المجتمع اليمني المتنوع، وفي سلوكهم السياسي المتوحش ضد كل ما هو مختلف"، فيما قال الناشط يزن الأغبري: قصة محمد قحطان، ليست مجرد قصة فرد، بل هي نداء مدوٍّ، يحمل معه دعوة للتأمل في معنى الإنسانية المفقودة وقيمها في عالمنا المعاصر، إنها تساؤل مؤلم: كيف نوقف هذا الظلم المفرط، وكيف نعيد الرحمة والإنسانية إلى قلوب البشر؟