التحالف: منفذ الاعتداء الغادر في سيئون لا يمثل شرفاء الجيش اليمني وفاة جندي أسير تحت التعذيب في سجون الحوثي وتنديد حقوقي بالجريمة 44 شهيدا جراء القصف الإسرائيلي على غزة خلال 24 ساعة الهيئة العليا للإصلاح: الجريمة الغادرة بحق الضباط السعوديين لا تعبر عن أخلاق اليمنيين قرعة خليجي 26 تضع اليمن مع السعودية والعراق والبحرين تقرير دولي: تضرر نحو 85% من الأراضي الزراعية في اليمن جراء السيول جريمة بشعة واعتداء غادر.. الناطق الرسمي للإصلاح يدين استهداف ضباط سعوديين في حضرموت دور النساء في غرس القيم.. ندوة لدائرة المرأة في إصلاح سقطرى وفاة وإصابة 75 شخصا في حوادث سير خلال أسبوع الإصلاح يبحث مع مكتب المبعوث الأممي رؤية الحزب لإحلال السلام الشامل والمستدام
قالت دراسة دولية، إن الحرب في اليمن أثرت بشكل عميق على إدارة النفايات الصلبة، مما زاد من المكبات المكشوفة والمخاطر على البيئة والصحة العامة.
وأوضحت الدراسة الاستكشافية التي أجراها مرصد الصراع والبيئة، عبر صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية، أنه خلال الحرب في اليمن، نشأت العديد من تحديات إدارة النفايات، مما أدى إلى انتشار المكبات غير الرسمية وتفاقم المخاطر البيئية والصحية، كما أدت الحرب إلى إجهاد الموارد الاقتصادية، وتعطيل البنية التحتية للنفايات، وتحويل الانتباه بعيدا عن إدارة النفايات.
وأضافت أن الضغط على البنية التحتية غير الكافية لإدارة النفايات في اليمن تجلى من خلال تأثيرات الخدمات، والتي شملت الأضرار التي لحقت بمرافق النفايات الرسمية، والانخفاض الحاد في معدلات جمع النفايات في المناطق الحضرية بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
وأشار مرصد الصراع والبيئة، إلى أن الضغط على البنية التحتية غير الكافية لإدارة النفايات تجلى أيضا من خلال تكوين النفايات، وتفاقمت التحديات الموجودة مسبقا حول فصل المواد الخطرة بسبب بناء أحجام الأنقاض والنفايات الطبية وحتى المتفجرات من مخلفات الحرب، وثالثا من خلال تعطيل أنظمة إدارة النفايات، من المستوى المحلي إلى المستوى الوطني.
وقال إن مواقع النفايات غير الرسمية المليئة بالنفايات الخطرة غير المصنفة تشكل مخاطر تلوث بيئي كبيرة من خلال الهواء والماء ومن خلال التربة، ويحدث تلوث الهواء عادة أثناء حرائق النفايات، مما يؤدي إلى إطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، وكذلك المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة في البيئة.
وأضاف: "ومن خلال المياه، يمكن أن تلوث المواد المرتشحة من مدافن النفايات الموارد الزراعية ومياه الشرب، التي يعتمد عليها السكان الضعفاء في كثير من الأحيان، ومن المحتمل أن يكون تفشي الكوليرا في اليمن عام 2016، والذي أسفر عن وفاة 3000 شخص، مرتبطا بالنفايات الطبية غير المعالجة التي تلوث المجاري المائية"، مشيرا إلى أن هذه المخاطر المترابطة تسلط الضوء على أهمية ممارسات الإدارة السليمة للنفايات لحماية الصحة العامة والبيئة في المناطق المتأثرة بالنزاع.
وبينت الدراسة، أن انتشار المكبات غير الرسمية في المناطق المتأثرة بالنزاع في اليمن، أو التوسع في مدافن النفايات الخطرة، ليس من السهل دائما توثيقه عن بعد، ولم يستغل الاستشعار عن بعد بواسطة "السواتل" إمكانات كافية في استبانة هذه المواقع ورصدها، وأوضحت: "غالبا ما ترتبط المكبات المفتوحة وسوء إدارة المكبات بحرائق النفايات، وهذا يعني أن مراقبة الحرائق باستخدام نظام معلومات الحرائق لإدارة الموارد "FIRMS" التابع لناسا يمكن أن يكتشف مواقع المكبات".
وكشفت عن 1350 حريقا بين أكتوبر 2014 وأكتوبر 2023، وبينت أماكن توزيعها، وتركيزها في المناطق الحضرية على طول السواحل الغربية والجنوبية المكتظة بالسكان في اليمن، وشملت مناطق سكنية تفتقر إلى خدمات إدارة النفايات المناسبة.
وقالت الدراسة: "وقعت غالبية الحرائق في عامي 2019 و2021، مع 215 و226 حادثا على التوالي، في حين شهدت الفترة 2014-2016 عددا أقل من الحرائق، حيث تم تسجيل 17 حريقا فقط في عام 2016".
وأشارت إلى أنه على الرغم من تضاؤل الحرائق في عامي 2022 و2023، إلا أن كلا العامين ما يزالان يبلغان عن أكثر من 100 حريق سنويا، ولفتت إلى أن الحرائق خلال الفترة من 2014 إلى 2023، تركزت في المناطق الحضرية على الساحل الغربي للبلاد.
وأضافت الدراسة، أنها سجلت 26 موقعا جديدا للنفايات، وكانت قريبة من المناطق الحضرية ومعظمها حول المدن الكبرى، وأوضحت أن القرب من المكبات الرسمية لم يمنع تشكيل مكبات غير رسمية.
وأكدت أن نظام إدارة النفايات المتدهور في اليمن يشكل ضررا كبيرا لكل من البيئة والسكان، وأضافت: "وتسلط الآثار البيئية والمناخية لمدافن النفايات غير الرسمية في اليمن، وخاصة في رأس عيسى وصنعاء، الضوء على المخاوف الحرجة المتعلقة بنظام إدارة النفايات في البلاد".
وتابعت: "وفي رأس عيسى، تساهم ممارسات الإغراق غير السليمة بالقرب من الساحل بشكل كبير في تلوث المياه البحرية والجوفية، حيث تتسرب المادة المرتشحة من تراكم النفايات إلى التربة وتصل إلى المياه الساحلية، مما يعطل النظم الإيكولوجية البحرية ويعرض الأنواع للخطر".
وقالت الدراسة: "كما تتحلل المواد البلاستيكية من مدافن النفايات هذه إلى مواد بلاستيكية دقيقة، والتي تبتلعها الكائنات البحرية وتتراكم بيولوجيا عبر السلسلة الغذائية"، وأضافت: "في صنعاء، مساهمة المكب في تغير المناخ عميقة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انبعاثات الميثان، عندما تتحلل النفايات العضوية لاهوائيا، يتم إطلاق الميثان - وهو غاز دفيئة قوي - مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث الهواء المحلي".
وأكدت أن التخفيف من هذه الآثار يتطلب استراتيجيات شاملة، بما في ذلك أنظمة التقاط واستخدام غازات مدافن النفايات لتحويل الميثان إلى ممارسات تحويل الطاقة والنفايات مثل التسميد وإعادة التدوير لتقليل النفايات العضوية.
وقالت الدراسة، إن الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية لإدارة النفايات، وتعزيز الممارسات المستدامة، والتخفيف من المخاطر البيئية الحالية والناشئة مهمة لحماية الصحة العامة وصحة النظام البيئي، ولكنها ستظل معقدة في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه اليمن.