آخر الاخبار

الرئيسية   أخبار وتقارير

تعطيل أهم قطاع اقتصادي.. اليمن يخسر 7.5 مليار دولار بسبب وقف الحوثي صادرات النفط

الأربعاء 14 مايو 2025 الساعة 09 مساءً / سهيل نت

جددت الحكومة اليمنية، دعوتها للمجتمع الدولي ومجلس الأمن لتقديم المساعدة لإيجاد طرق ووسائل ممكنة لاستئناف تصدير النفط والغاز كخطوة رئيسية محورية لتحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي، وتمكين الشعب اليمني من الاستفادة من موارده الطبيعية وتقليل الاعتماد على المساعدات الاقتصادية والإنسانية الخارجية.

جاء ذلك في كلمة الجمهورية اليمنية، التي ألقاها مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي، اليوم، أمام مجلس الأمن في جلسته المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط "اليمن".

وأكدت كلمة الجمهورية اليمنية، أن استمرار تهديدات مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، واستمرار توقف تصدير النفط والغاز يسارع في تزايد التداعيات الكارثية على المجتمع ومفاقمة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وتعطيل جميع القطاعات الخدمية والصحية والتعليمية، وتضييق سُبل عيش اليمنيين.

ولفت مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، إلى أن استهداف المليشيات الحوثية لمنشآت تصدير النفط والتوقف التام لتصدير النفط والغاز، أدى إلى تعطيل اهم قطاع اقتصادي في الجمهورية اليمنية، حيث تساهم الصادرات النفطية بما يقارب 90% أن إجمالي الصادرات السلعية و80% من اجمالي إيرادات الموازنة العامة للدولة، وأنه بتوقف إنتاج وتصدير النفط والغاز، خسرت الدولة أهم مصادر تدفق العملة الصعبة التي تغذي الاحتياطيات الخارجية من النقد الأجنبي، وتمول واردات السلع الغذائية وغير الغذائية، وتدعم استقرار سعر الصرف.

وشدد على أن تراجع حجم الموارد العامة يهدد بعجز الحكومة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه الإنفاق على الخدمات العامة، وفي مقدمتها الكهرباء ودفع رواتب الموظفين، لافتاً إلى أن أثر توقف الصادرات النفطية لا يقتصر على خسارة الحكومة لمزيد من الموارد المالية فقط، والتي تقدّر بحوالي 7.5 مليار دولار أمريكي منذ أكتوبر 2022، بل أدى ذلك الى تدهور سعر العملة الوطنية وأضعف قدرة الحكومة على التدخل في أسواق الصرف وتوفير العملة اللازمة لاستيراد السلع، وتوفير الخدمات الأساسية ودفع مرتبات الموظفين بصورة منتظمة، بالإضافة الى تراجع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية ومؤشرات التنمية.

كما جدد تأكيد مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على الحرص على إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل والدائم المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها وبمقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وقال: "يؤسفنا اليوم القول إن كل هذا الحرص والجهود الإقليمية والدولية وجهود الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن الهادفة إلى انهاء هذه الازمة، قوبلت بتعنت ورفض المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الإيراني، وسعت لإفشال كل المساعي والمبادرات خلال السنوات الماضية وأثبتت التجارب أن هذه المليشيات لا تؤمن بالسلام والحوار ولا تلتزم بالاتفاقات ولا تحترم كل تلك الجهود والمساعي لوقف حربها ورفضها الانخراط بمصداقية وحسن نية في المسار السياسي".

وأضاف أن "المليشيات تسعى إلى إطالة امد حربها ضد الشعب اليمني وتدمير مقدراته وتعميق معاناة اليمنيين وممارسة المزيد من العنف والتصعيد وتوسيع رقعة القمع والانتهاكات في مناطق سيطرتها وتهديد المصالح الاقليمية والدولية وخطوط الملاحة الدولية وسفن الشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، ولا تتوقف عن سياسة تجويع وإفقار اليمنيين وتدمير كل مقومات حياتهم والقضاء على آمالهم في حياة طبيعية وكريمة".

ولفت مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، إلى أن المليشيات الحوثية لا ترى في أبناء الشعب اليمني سوى وقوداً لحروبها التي تخدم مصالحها ومشاريعها التدميرية ومصالح داعميها، وأشار إلى أن المليشيا حولت اليمنيين إلى أدوات لتنفيذ اجندات لا تمتُّ بصلة لتاريخ وثقافة وحضارة هذا الشعب العريق ومصالحه، بل للمتاجرة بدماء اليمنيين لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية وإعلامية.

وأشار إلى أن المليشيا الحوثية أدخلت المواطن اليمني في حالة من الفقر والجوع ودمرت مقدرات اليمن الاقتصادية والثقافية ونسيجه الوطني، بما في ذلك فرض حصار اقتصادي ممنهج على الحكومة اليمنية والشعب اليمني من خلال أعمالها الارهابية واستهداف المنشآت النفطية وموانئ تصدير النفط وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها ونهب رواتب الموظفين وتسخيرها لتمويل حربها ضد اليمنيين.

وتابع مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، قائلا: "يحمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المليشيات الحوثية الإرهابية المسؤولية الكاملة عن تدمير مقدرات الشعب اليمني والبنية التحتية والإضرار بمصالح الشعب اليمني وأمنه القومي وتعريض حياة ومعيشة اليمنيين للخطر، وجر اليمن الى حروب لا تنتهي واستدعاء ضربات المجتمع الدولي وعسكرة المياه الإقليمية كردة فعل ونتيجة كانت متوقعة لردع تهديداتها وهجماتها على طرق الملاحة الدولية وعصب الاقتصاد العالمي".

وجدد دعوة المليشيات إلى السلام والتوقف عن نهجها العدواني وتغليب المصالح الوطنية على مصالحها ومصالح داعميها وإلقاء السلاح والجنوح للسلام والتخلي عن المشروع الإيراني التخريبي في اليمن والمنطقة، وطي صفحة هذا الصراع والشروع في بناء مستقبل مشرق يعيد لليمن حريته ومجده وكرامته وسيادته.

وأكد على أن نجاح أي مقاربة سياسية لتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن يتطلب إدراك الأسباب الجذرية لطبيعة هذا الصراع وحقيقة ونهج المليشيات الحوثية وعدم التغاضي عن ممارساتها وإجهاضها لكل المساعي والمبادرات لإنهاء هذه الحرب المدمرة ووضع حدٍ لنفوذ وتدخلات النظام الإيراني في شؤون اليمن والمنطقة، والمزعزعة للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، والتحرك الجماعي لردع خطر وتهديد المليشيات الحوثية وتصنيفها جماعة إرهابية أجنبية.

كما دعا السفير السعدي، في كلمة الجمهورية اليمنية، المجتمع الدولي وكل الشركاء إلى الانضمام إلى خطوات تصنيف هذه المليشيات منظمة إرهابية اجنبية، لما تمثله من تهديد لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم، واتخاذ الإجراءات الصارمة لتجفيف منابع تمويلها وتسليحها، "حيث إن الصمت والتغاضي عن مواجهة هذه التهديدات وهذه الأعمال الإرهابية سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والعنف والابتزاز وإشاعة الفوضى والدمار في اليمن والمنطقة".

واستطرد بالقول: "منذ قرابة عام، شهدنا، وبشكل غير مسبوق، حملات من الاختطافات والاعتقالات التعسفية التي شنتها المليشيات الحوثية الإرهابية ضد موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن والمجتمع المدني وموظفي البعثات الدبلوماسية، دون ان تتخذ الأمم المتحدة وهذا المجلس الموقر أي إجراءات فاعلة وملموسة لإطلاق سراحهم دون قيد او شرط"، مضيفاً "انقضى عام، والمجتمع الإنساني والاغاثي في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية يشعر بالخذلان والخوف المتصاعد في حين تواصل وكالات الأمم المتحدة العمل على النحو المعتاد.

وتابع أن "الإفلات من العقاب وعدم التعامل الجاد مع استخفاف المليشيات الحوثية بسلامة موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، يعدّ بمثابة تشجيع لهذه المليشيات للاستمرار في ارتكاب المزيد من الانتهاكات، ونذكّر مجدداً بتحذير الحكومة اليمنية من ان هذه المليشيات لن تتوقف عن ابتزاز المجتمع الدولي والإنساني، وستقوم بالمزيد من هذه الاعتقالات والانتهاكات ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ولن تتوقف عن إساءة معاملة المحتجزين قسراً في سجونها".