منذ شهور، يعاني سكان العاصمة صنعاء، وعديد من المدن اليمنية، من انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الحرب الدائرة في مناطق شمالي مأرب حيث تمر خطوط نقل الطاقة من محطة مأرب الغازية.

وغير مرة، حاولت الفرق الهندسية إصلاح الأعطال غير أن الحوثيين كانوا يطلقون النار عليها، مما اضطرها إلى التوقف عن العمل نهائياً.

وفي السابع عشر من الشهر الجاري، تمكن الجيش والمقاومة الشعبية من تحرير معسكر "ماس" ونقاط كان الحوثيون يتمركزون فيها في تلك المناطق، بعدها بأيام قلائل بدأت الفرق الهندسية تعاود العمل في اصلاح خطوط نقل الطاقة، مما يعني أن الحوثيين هم من كانوا يعرقلون عمل الفرق الهندسية طيلة الأشهر الماضية، وفقاً لشهادات بعض أعضاء الفرق الهندسية.

مراسل "يمن مونيتور" زار اليوم الاثنين، مناطق ماس ومنطقة مجزر والتقى الفريق الهندسي المكلف بإصلاح الأعطال الذي باشر عمله منذ خمسة أيام، أي بعد تحرير تلك المناطق من قبضة الحوثيين.

بدء عملية إصلاح الأعطال

وحسب المهندس "عبدالسلام القباطي"، فإن عدد الأعطال في أبراج نقل الطاقة في مناطق مجزر بالجدعان يزيد عن 250، إضافة إلى وجود برج منهار تماماً، وبرجين آخرين اصيبا بأعطال جزئية.

ويضيف "القباطي"، لـ"يمن مونيتور"، أصلحنا ثلاثة أبراج، لكننا في انتظار فريقين آخرين سينضمان إلينا اليوم أو غداً حسب توجيهات مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء، وهذا سيعجل بعملية الإصلاح وعودة التيار"، متوقعاً أن "يعود التيار خلال أربعة أسابيع في حال لم يعترض العمل أي اعاقات خصوصاً في مناطق التماس".

وأشار إلى أن "الفريق سيعمل على تركيب برج اسعافي بدل البرج المنهار، ريثما يتم تركيب برج جديد"، لافتاً إلى أن "ستعود الدائرة الأولى أولاً، وسيتم تأجيل الدائرة الثانية بسبب وجود البرج المنهار، وذلك خلال أربعة أسابيع عمل".

الألغام تعرقل عمل الفرق الهندسية

تواجه فرق العمل مشكلة كبيرة تتمثل في وجود مئات الألغام التي زرعها الحوثيون في محيط أبراج نقل الطاقة الكهربائية، وحسب شهادات مهندسي نزع الألغام فإن الفرق نزعت خلال اليومين الماضين نحو 250 لغماً أرضياً بين برجين فقط في منطقة "ماس" بالجدعان، شمالي مأرب.

يقول "محمد أحمد"، وهو قائد الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة المتخصصة في نزع الألغام، إن فريق المسح يرافق الفرق الهندسية لإصلاح أبراج الطاقة من مأرب إلى صنعاء، ونسعى إلى تسهيل عملية الإصلاح من خلال نزع الألغام ومخلفات الحرب من مقذوفات صاروخية ومدفعية".

وتابع في حديث لـ"يمن مونيتور" نواجه صعوبة كبيرة ناتجة عن الكمية الكبيرة التي زرعها الحوثيون في مناطق الأبراج، فضلاً عن المنطقة بشكل عام، لكننا عازمون على تصفية المنطقة منها خاصة طريق الأبراج حتى تعود الكهرباء في أسرع وقت ممكن".

"أحمد" أشار إلى أن "خط الأبراج ومحيطها مليء بمئات الألغام الكبيرة، كما أن الحوثيين قاموا بتوصيل الألغام الكبيرة بـ"دواسات" صغيرة وربطها من خلال كيبل حتى تنفجر لمجرد الدوس عليها من قبل الأفراد، ما يعني أنهم يستهدفون حتى فرق اصلاح الكهرباء" حد قوله.

وتعيش اليمن، منذ أشهر، في ظلام دامس، نتيجة توقف محطة مأرب الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية عن العمل، بسبب تضرر أبراج نقل الطاقة.

ومنع الحوثيون الفرق الهندسية من اصلاح الأعطال في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في منطقة الجدعان شمالي مأرب.