آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

اب: 1227 مختطف منذ احتلال المحافظة، و466 جريمة اختطاف مارستها المليشيات الانقلابية بحق أبناء المحافظة
اب: 1227 مختطف منذ احتلال المحافظة، و466 جريمة اختطاف مارستها المليشيات الانقلابية بحق أبناء المحافظة

الإثنين 16 مايو 2016 الساعة 07 مساءً / سهيل نت-خاص



خلف سجن كبير تقبع إب مقيدة اليدين والقدمين ،مغمضة العينين بفعل مليشيا الحوثي وصالح التي رموها وبمساعدة من أبنائها العُصاة خلف قضبان الغياب وتركوها للآلام تصارع أقدارها التي جاءتها من فوق رأسها الذي لم يكن يوماً يتبادر إلى خلده أن يكون مصيرها كهذا الذي تعايشه الآن.

تتوجع إب خلف القضبان ولا أحد يسمع لأنينها وألمها حالها كحال مدن كثيرة غيبها السجانون خلف قضبان مشروعهم الانتقامي وانتشروا على رقعتها ينشرون جرائمهم التي لا حدود لها ولا سقف!

إب..مدينة خلف القضبان بكل شرائحها ومكوناتها وفئاتها قبعت وتقبع خلف السجن الكبير الذي فتحته مليشيات الانقلاب منذ ولوجها المدينة المكبوتة في أكتوبر 2014م ،وتعاني في داخله كل الويلات والعذاب والحرمان.

1227 مختطف هم عدد الذين تم رصد حالات اختطافهم وتوثيقها خلال ما يقارب العام ونصف العام من قبل مليشيات الحوثي وصالح وطالت كل فئات المجتمع الذين لا يزال عدد غير قليل منهم يقبع خلف زنازينهم منذ أشهر وبعضاً منهم مضى على فترة اختطافه أكثر من عام.

جرائم كثيرة تصاحب جريمة الاختطاف البشعة تأتي في صدارتها التغييب القسري عن الأهل والأصدقاء بمنعهم من معرفة ظروف الاختطافات المكانية والصحية ،إضافة إلى التعذيب الجسدي والنفسي والابتزاز المالي لأسر المختطفين نتناولها بالتفصيل في ثنايا هذا التقرير الخاص.
.............

مليشيات اختطاف
عملت مليشيات الحوثي وصالح على انتهاج الاختطافات ضد المعارضين لها في محافظة إب منذ سيطرتها على المحافظة في أكتوبر 2014 حيث اختطفت مئات الناشطين والسياسيين حيث خطفت أكثر من 1227 شخص منذ احتلالها لمؤسسات الدولة .

ومارست الميلشيات كل أنواع التعذيب والإخفاء القسري بالمختطفين لديها من جميع الفئات المجتمعية في المحافظة ولم تقتصر على الناشطين البارزين في مناهضة سيطرتهم على الدولة بل تعدى إلى اختطافات لمجرد تعبير شخصي عن الرأي ووصل إلى حد اختطاف مواطنين بأسباب شخصية.

466 حالة خلال8 أشهر

رصدت وحدة التوثيق بالمركز الإعلامي للمقاومة في إب " 466 حالة اختطاف خلال الثمانية الأشهر الأخيرة وتوزعت على معظم مديريات المحافظة واستهدفت كل الفئات الاجتماعية من الناشطين والسياسيين والواجهات الاجتماعية".

وذكر المركز " أن الاختطافات استهدفت المناهضين للمليشيات في معظم مديريات المحافظة استهدفت المواطنين المناهضين لسيطرتهم وحريات الأشخاص في التعبير عن أرائهم بالإضافة إلى الشخصيات المؤثرة".
الرقم الذي أوردته إحصائية المركز الإعلامي هو تم رصده إعلاميا من قبل المركز وتبقى هناك أعداد كبير لم يتسنى لنا رصدها نظراً للقيود الأمنية المفروضة من قبل المليشيات وكذلك تخوفات أهالي المختطفين الذين يتجنب عدد منهم عدم الكشف عن الجريمة التي تعرض لها قريبهم حتى لا يتعرض داخل المختطف بأذى وكي لا يلحقهم أي تبعات إزاء ذلك.

الميلشيات مارست الاختطافات بحق جميع فئات المجتمع في المحافظة حيث اختطفت (47) ناشطا حقوقيا وإعلاميا وبنسبة مئوية 10.9% ، و (24) قيادات حزبية وسياسية وبنسبة5.15% ، و(50) طالب في الجامعات والمعاهد الخاصة وبنسبة 10.73% ، و(30) موظفا حكوميا غالبيتهم من المعلمين وبنسبة مئوية 6.44% ، و(14) من الوجهات الاجتماعية والمشائخ وبنسبة3 % و(29) تاجرا ومستثمرا بنسبة 6.22% ، وأربعة أطفال واثنين قضاة ، و7 عاملون في منظمات إغاثة و6 أطباء ، و9 أئمة مساجد ، وتوزعت بقية الاختطافات على مواطنين الذين نالوا النصيب الأكبر بـ(227) حالة ونسبة مئوية تقدر بـ 48.71% تفاصيل أكثر في الجدول رقم (1) الذي يوضح الفئات المستهدفة ونسبتها من العدد الإجمالي.

الجرائم توزعت على كل مديريات المحافظة وكانت مديرية الحزم في طليعة هذه المديريات التي نالت النصيب الأوفر منها حيث اختطفت المليشيات (88) مواطن من أبنائها وبنسبة مئوية 18.88%،تلتها الظهار بنسبة 16.09% بـ (75) حالة اختطاف فالرضمة بـ (72) حالة اختطاف وبنسبة 15.45% ،ثم المشنة التي نالتها حصة من الجريمة (43) حلاة اختطاف وبنسبة 9.23% وبعدان (36) حالة اختطاف وبنسبة 7.73% وفي المرتبة الأخيرة جاءت كلا من مديريتي السدة والشعر بحالتي اختطاف لكل مديرية وبنسبة 0.43%.
تفاصيل أكثر في الجدول رقم (2) الذي يوضح عدد الجرائم موزعة على المديريات ونسبة كل مديرية منها

تعذيب وقتل

وعمدت الميلشيات على ممارسة التعذيب الممنهج بحق المختطفين حيث مارست أبشع الجرائم الإنسانية بالإضافة إلى الإخفاء القسري ومنع الزيارة وإخفاء أماكن اختطافهم ، ووصل التعذيب حد الوفاة وبحسب رصد المركز الإعلامي فإن (8) مختطفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الأمن السياسي والبحث الجنائي الذي تسيطر عليه الميلشيات في محافظة إب وكان آخرهم الشهيد مجاهد محمد حمد اليزيدي الذي ارتقى شهيداً تحت التعذيب في سجن الأمن السياسي وبقيت جثته محتجزه قرابة الـ 50 يوم.

ابتزاز وجباية

استخدمت ميلشيات الحوثي وصالح عمليات ابتزاز لأسر المختطفين وممارسة التجارة فيهم من خلال طلب أموال طائلة مقابل الإفراج على مختطفين تصل إلى حدود أربعة مليون مقابل الإفراج عن مختطف ، واتخذ الحوثيون من المختطفين وسيلة للجباية والثراء لقيادات محلية.

واستهدفت الميلشيات التجار ورجال الأعمال في المحافظة من اجل الحصول على أموال وبعضهم اختطفوا بسبب أنهم لم يسلموا ما سمي بالمجهود الحربي لدعم جبهات القتال للميلشيات ، وعملوا على اختطاف مستثمرين في مجال الصرافة وفرض مبالغ طائلة عليهم.

وفي منتصف شهر مارس الماضي مليشيات اختطفت ميلشيات الحوثي صاحب محل صرافة الحزمي واعتدت عليه بالضرب بسبب رفضه دفع مبالغ مالية تحت مسميات مختلفة ، كما عملت على اختطاف آخرين للحصول على أموال .

اختطاف الأطفال كرهائن

ترافق عمليات الاختطاف التي تمارسها الميلشيات عمليات مداهمات لمنازل وترويع الساكنين من نساء وأطفال بالإضافة إلى نهب ممتلكات خاصة للمختطفين ومصادرة أشياءهم ،وعادة ما تختطف الميلشيات أطفال بدلا من الأشخاص المطلوبين لها في عملية ابتزاز غير أخلاقية وجرائم بحق الطفولة .

ويتعمد الحوثيين إرهاب الأسر وإرعابهم وتهديدهم بالسلاح أثناء الاختطاف في انتهاك وممارسة لا إنسانية تخالف الأعراف المجتمعية وتعتبر ثقافة دخيلة في المجتمع اليمني ، وفي يونيو من العام الماضي أقدمت ميلشيات الحوثي على اختطاف الطفل أمجد عمر طالب 13سنة من مدرسة 22مايو في مدينة يريم وتم اقتياده إلى جهة مجهولة وقاموا بتعذيبه .

حقوقيون ونشطاء

لا تزال ميلشيات الحوثي وصالح تختطف عدد من الناشطين الحقوقيين والإعلاميين في المحافظة وأبرزهم أمين الشفق وعنتر المبارزي اللذان اختطفا في أكتوبر من العام الماضي أثناء تحضيرهم لمسيرة تضامنية تطالب بفك الحصار على مدينة تعز والتي عرفت بمسيرة المياه.

ونفذت الميلشيات عمليات اختطاف استهدفت العاملين بمنظمات الإغاثة والجمعيات الخيرية حيث اختطفت الميلشيات في أواخر ديسمبر من العام الماضي ثلاثة من العاملين بمجال الإغاثة تابعين لمنظمة اليونيسيف في مديرية يريم وتم اقتيادهم إلى جهات مجهولة.

السياسيون أيضاً
لم تسلم أي فئة في المجتمع من انتهاكات ميليشيات الحوثي وصالح فقد تم اختطاف سياسيين ووجهات اجتماعية من جميع الأطياف السياسية التي تعارضهم وأحيانا من مؤيديهم ممن اختلفوا معهم في وجهات النظر بالإضافة إلى اختطافات كيدية يغلب عليها الانتقام الشخصي لقيادات الميلشيات وحزب صالح.

وكانت أول عملية استهداف للسياسيين هي اقتحام مقر الإصلاح بالمحافظة واختطاف عدد من موظفيهم بين قيادات ،تلتها عملية اختطاف القيادي البارز في تكتل المشترك وتجمع الإصلاح بالمحافظة الأستاذ أمين الرجوي الذي تم استخدامه فيما بعد كدرع بشري لطيران التحالف في ذمار ولقي الله شهيداً هناك.
جرائم الانقلابين بحق السياسيين طالت القياديان الناصريان بمديرية مذيخرة (محمد غالب يحيى ،محمد هزاع) في 8 سبتمبر الماضي واقتادتهما إلى جهة مجهولة.

أعضاء مجلس النواب ووجاهات قبلية هم الآخرين تعرضوا للاختطاف والتعذيب في سجون المليشيات الانقلابية .
وكانت الميلشيات في أواخر فبراير الماضي اختطفت عضو المجلس المحلي عبد الله الشهاري بعد اقتحام منزله بثلاثة أطقم عسكرية حيث تم العبث بمحتويات المنزل وإطلاق النار الكثيف على المنزل التي يتواجد فيه نساء وأطفال ، كما اختطفت مليشيات الحوثي الشيخ صلاح الحميري أحد الموالين لهم وعملوا على نهب جنبيته الثمينة وسلاحه الشخصي وتم اقتياده إلى سجن الأمن السياسي الذي يسيطرون عليه بمدينة إب.