آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

حديقة الموت ... تحقيق حول درع بشري في هران محافظة ذمار سبتمبر 2015
حديقة الموت ... تحقيق حول درع بشري في هران محافظة ذمار سبتمبر 2015

الأربعاء 18 مايو 2016 الساعة 10 مساءً / سهيل نت-خاص


 تمكنت جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد االله صالح من السيطرة على محافظة ذمار في أكتوبر 2014 م ، وأحكمت سيطرتها على المقرات الحكومية وعينت أبو عادل عبد المحسن الطاووس من محافظة صعدة حاكما للمحافظة يتولى إدارة شؤونها. قامت الجماعة وموالوها بقيادة الطاووس بإحلال عناصرها محل قوات الأمن والجيش وإدارة المكاتب الحكومية والمؤسسات الرسمية والمحاكم واخضاعها لسيطرة الجماعة وعينوا مسؤولين منها على جميع الصناديق الإرادية والإدارات المالية وحساباتها . 

اتخذت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق من محافظة ذمار قاعدة لتحركاتها العسكرية باتجاه المحافظات الجنوبية والمناطق الوسطى واتخذت من بعض المباني الحكومية مخازن للأسلحة كالأستاد الرياضي وحديقة هران وجامعة ذمار الحكومية .

 تبعد محافظة ذمار عن العاصمة صنعاء حوالي 100 كيلومتر وتتوسط الهضبة الجبلية لليمن وعدد من المحافظات وتحدها من الشمال صنعاء ومن الشرق محافظة البيضاء ومن الجنوب محافظة إب ومن الغرب محافظتي الحديدة وريمة ويشكل سكان المحافظة ما نسبته (%6.8)من إجمالي سكان الجمهورية وتبلع مساحة المحافظة 9495 كم² ويقدر عدد سكانها بــمليون وستمائة الف نسمة طبقا لتعداد عام 2011م .

 تعمقت معاناة السكان المدنيين بسبب انتشار النقاط التابعة للجماعة بمعظم شوارع المحافظة وقبضتها الحديدية على كافة المؤسسات حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران بقوة السلاح بالإضافة إلى التصفيات الجسدية والإعتقال والإختفاء القسري والتعذيب . 

اتخذ مسلحي جماعة الحوثي بعض السكان المدنيين في كثير من الأوقات دروعا بشرية في نقاط الإشتباك وحماية لمقراتهم وقواعدهم العسكرية ومخازن الأسلحة وخاصة مع بدء الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية. في هذا التقرير.. 

نسلط الضوء على مجزرة قام بها الحوثيون عندما اتخذوا من المدنيين دروعا بشرية حيث احتجزوا عددا من المدنيين بينهم صحفيين في حديقة هران التي حولت إلى مقر عسكري يخزن فيها الأسلحة. حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران منهجية التقرير: اعتمد الفريق في إعداد التقريرعلى ما يلي : 

• استمارات رصد وتوثيق (وفق المعايير الدولية) تم تعبئتها من قبل أقارب الضحايا وشهود العيان والناجين من الأحداث . 
• تسجيلات فيديو لأقارب الضحايا وشهود العيان . 
• المعاينة الميدانية لمكان الواقعة . الهدف من التقرير: 
• رصد وتوثيق حالات انتهاك حقوق الإنسان التي تعرض لها المدنيين والمنشآت المدنية. 
• المساهمة في العمل على كشف الجرائم والمسؤولين عنها حتى لا يتم تكرار مثل هذه الجرائم. 
• توفير الوثائق الخاصة لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم .

 حديقة الموت :

 تحقيق حول درع بشري في هران حديقة هران اتخذت جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق صالح من ذمار قاعدة انطلاق لتحركاتها باتجاه مديرية رداع التابعة لمحافظة البيضاء، وكذا باتجاه محافظات إب وتعز والضالع ً . لمشروع السيطرة على كافة المحافظات اليمنية ومنها إلى لحج وعدن وذلك استكمالا استحوذت جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق على جميع المقرات الحكومية والمدارس في المحافظة وجعلت منها سجون لمعارضيها والتي كان منها مبنى إدارة حديقة هران والمجاورة لمركز الرصد الزلزالي المطل على الحديقة .

 شنت الجماعة حملة اعتقالات واسعه في صفوف كافة المناوئين لها وعلى وجه الخصوص أعضاء وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح وكل من يخالف فكر الجماعة ونشاطها من الإعلامين والصحفيين وخطباء المساجد ورموز الفكر في المحافظة . 

وبحسب إفادات الأهالي وشهود عيان فإن الحوثيين وقوات صالح تمركزت على قمة جبل هران ونصبت على قمته مضادات الطيران واستخدمت مقر إدارة حديقة هران كمخزن أسلحة وسجن غير قانوني لمعارضيها تحت اشراف أبو زيد عبد الغني الطاووس من محافظة صعدة كما أفاد بذلك سكان محليون من ذات المحافظة . ً

 من بدء العمليات العسكرية بقيادة السعودية وبالتحديد الخميس بعد سبع وأربعين يوما ً جويا على معسكرات ومقرات تخزين الأسلحة التابعة 205/05/21م،نفذت قوات التحالف قصفا لجماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق، والتي كان من ضمنها مقر مركز الرصد الزلالي ومبنى إدارة حديقة هران . 

قام الفريق بتوثيق حالات القتلى جراء استخدام (جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق) المختطفين كدروع بشرية في حديقة هران،وبرغم الصعوبات والعوائق التي واجهها حديقة الموت : 

تحقيق حول درع بشري في هران الفريق،أبرزها إقامة طوق أمني مشدد من قبل مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق لمنع وصول أهالي الضحايا إلى مكان الحادث ومنعت كل من يحاول انتشال الجثث من تحت الأنقاض لأكثر من أسبوع في مسعى من الجماعة لطمس آثار جريمة اتخاذ المختطفين دروع بشرية . 

لا يعرف على وجه الدقة عدد من قتلوا في الغارات إلا أن فريق البحث تمكن من توثيق مقتل 12 شخصا من واقع هوياتهم التي عثر عليها وهم :

 1 عبد الله محمد العزي قابل 23 ذمار صحفي مراسل لقناة يمن شباب
 2 يوسف عبدالله العيزري 24 ذمار صحفي ومراسل لقناة سهيل
 3 أمين ناجي الرجوي 50 إب قيادي في حزب الإصلاح في محافظة إب
 4 مشكل علي حسين معوضة 30 المنار طبيب
5 يحيى أحمد اسماعيل حمادي 20 المواهب مواطن
6 هياش محمد الميثالي 20 ذمار مواطن
7 عبدالجليل عبد المعين النهاري 18 ذمار مواطن
8 أحمد رباد 20 ذمار مواطن
 9 إبراهيم حزام الجرشي 20 ذمار مواطن
10 علي ناصر حسين الصباري 45 ذمار ناشط في حزب الرشاد
11 راجو عبداالله عامر 26 ذمار مواطن

 وتجدر الإشارة الى أن هناك عدد كبير من الضحايا لا يعرف عددهم على وجه الدقة لم يتمكن الفريق من التعرف عليهم أومعرفة مصيرهم بسبب القبضة الحديدية لمسلحي الحوثي على محيط منطقة حديقة هران ومستشفى ذمار العام، وكذلك خوف أهالي الضحايا نتيجة تهديديات جماعة الحوثي لهم . 

حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران نماذج من الشهادات : - جزء من استمارة شاهد عيان يروي قصة اختطاف الصحفيين العيزري وقابل من قبل جماعة الحوثي، وأنها صادرت كاميرا خاصة بقابل وأنه تم اقتيادهم بسيارة واتجهوا بهما نحو سجن هران وهو ينظر إليهم . 

-جانب من استمارة منظمات مجتمع مدني لحالة اختطاف أحد المشاركين في وقفة احتجاجية من قبل الحوثين لمدة عشرين يوما وإيداعه في سجن هران. حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران - مضمون شهادة لأحد الأشخاص المختطفين في سجن هران ، تفيد أنه شاهد في فترة اعتقاله في سجن هران أحد المعتقلين وهو الطفل عبد السلام مفرح عمره خمسة عشر سنه من منطقة رداع التابعة لمحافظة البيضاء كان له في المعتقل سبعة أشهر، وكان يوجد في الدور الثاني من المعتقل كما شاهد أمين الورافي أحد قيادات الإصلاح في محافظة اب وكذا الشيخ البرح عضو مجلس النواب عن دائرة القفر ، وكذلك شاهد المواطن مشكل معوضه من منطقة آنس وأنه طلب منه إبلاغ أقاربه بمكان اعتقاله .

 حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران - مضمون شهادة لأحد المفرج عنهم من سجن هران يقول فيها أن أحد المعتقلين أخبره أنه متهم بالإنتماء للقاعدة وأنه تعرض للتعذيب حتى فقد الإحساس في جانبه الأيمن، وأنه معتقل منذ ثلاثة أشهر وأنه تعرض لضرب عنيف وصعق بالكهرباء .وأنه كان معه في المعتقل شخص يدعى أبو جنى وإسمه إيهاب وهو سعودي الجنسية وأنه تم اعتقاله من مدينة رداع محافظة البيضاء ويفيد بأنه تعرف على ثلاثة أشخاص من قرية المواهب شرق مدينة ذمار وأنه كان في أحد غرف المبنى أربعه أشخاص من محافظة تعز جاؤوا قبل سته أيام من القصف وهم من نقلوا إليهم أن هناك هدنه وأنه تم اعتقالهم في فترة الهدنة . 

حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران ً في المبنى الأحمر في جبل هران والذي - مضمون شهادة لأحد الأشخاص يقول أنه كان معتقلا قصف يوم الخميس 5/21 وأن عدد المعتقلين حوالي أربعة وثلاثين شخصا موزعين على غرف المبنى ثمانية عشر في الديوان ، وفي المطبخ خمسة معتقلين ، وفي الغرفة التي تحت سبعة معتقلين وفي المطبخ الذي تحت من أربعة الى خمسة معتقلين.وأنه من ضمن من تم التعرف عليهم شخص يدعى الرجوي وشخص آخر يدعى البرع عضو مجلس النواب . 

حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران الصحفيان عبد االله قابل و يوسف العيزري ً لقناة يمن شباب الفضائية وفق شهود عيان تم احتجاز الصحفيان عبد الله قابل والذي يعمل مراسلا ً لقناة سهيل الفضائية أثناء مرورهما بنقطة تفتيش والصحفي يوسف العيزري والذي يعمل مراسلا تابعة لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق والواقعة أمام جامعة ذمار يوم الأربعاء الواحدة ظهرا 20مايو 2015م بعد تغطيتهما لفعالية قبلية مناوئة لأنشطة جماعة الحوثي ً الموافق المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق في إحدى مديريات المحافظة . 

تم اقتياد الصحفيان من قبل القيادي الحوثي أبو عبد الملك مطهر إلى حديقة هران، وفور وصول نبأ اعتقالهما للعائلة جرت اتصالات للإفراج عنهما إلا أن كافة هذه المحاولات فشلت ، حتى تم قصف مركز الرصد الزلزالي ومبنى إدارة حديقة هران عصر الخميس الموافق 21 مايو2015م . وبحسب إفادة والدة الصحفي يوسف العيزري تم اختطاف إبنها من نقطة التفتيش الكائنة أمام جامعة ذمار في اليوم السابق من قصف الطيران لحديقة هران أثناء عودته من تغطيه فعالية في أحد المديريات. 

حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران كما أفاد والد الصحفي عبد الله قابل أنه تبادر إلى سمعه لأكثر من أسبوع خبر قبل الحادثة، أن طيران التحالف سوف يقصف حديقة هران وأماكن أخرى تابعة للحوثيين وقوات صالح في المحافظة وبعد قصف الطيران لحديقة هران توجه نحو المكان فتم منعه من الوصول حيث تم القصف وأخبره الحراس بأن أبنه غير موجود في المكان وأنه في منطقه آمنة ، وأضاف والد ً "تم منعنا من الوصول حتى اليوم الخامس من الحادثة وبعدها تم التوسط عبر الصحفي قابل قائلا شخصيات في السلطة المحلية (موالية لجماعة الحوثي) وتم إخراج إبننا عبد الله جثة هامدة من تحت الركام ولم نستطيع أن نحصل على أي تقرير طبي بسبب سيطرة الحوثيين على المشافي". 

تعميم برصد وإلقاء القبض على الصحفيين قابل والعيزري تم تسريب وثيقة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي عبارة عن بلاغ أمني صادر عن اللجان الثورية (اللجنة الأمنية) وموجهة إلى مشرف لجان الثورة بمحافظة ذمار تدعو إلى تتبع ثماني عشر من الناشطين والصحفيين والقبض عليهم واخذ تعهدات منهم واعتقال من يرفض ذلك. حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران صورة عن الوثيقة المسربة: 

حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران اختطاف قيادي قبلي: يعد أمين ناجي الرجوي أحد القيادات البارزة في حزب الإصلاح فرع محافظة إب ورئيس دائرتها السياسية من أبرز الوجوه السياسية والقبلية في المحافظه، وبحسب إفادة إبنه أسامة " تم استدعاء والدي من قبل " فضل المطاع " للتشاور حول وضع المحافظة وعند وصوله الى إدارة أمن المحافظة تم احتجازه ولم يسمح له بالعودة الى منزله، كان ذلك يوم الجمعة الثالث من إبريل 2015م حيث احتجز في مكان غير معروف حتى تم التعرف على جثته أمين ناجي الرجوي في مستشفى ذمار بعد ما يسمى بمجزرة هران" . 

جانب من صلاة الجنازة 

حديقة الموت : 

تحقيق حول درع بشري في هران واقعة الإختفاء القسري : خرج أمين من منزله بتاريخ 2015/04/03 لأداء صلاة الجمعة في مسجد قريب هو جامع الروضة برفقة بعض أولاده ،بعد الصلاة صافح الكثير من المصلين وتبادلوا الأماني كما هي عادة اليمنيين عقب شعائر صلاة الجمعة ثم قفل عائدا إلى بيته مستضيفا معه بعض أقاربه لتناول وجبة الغداء. توالت الإتصالات بعد الغداء على" أمين " حيث كان الإتصال الأول كما هو واضح من خلال ً من رقم سجل المكالمات في جهاز هاتفه ومطابقته بالفاتورة التفصيلية في تمام الساعة 2:05 ظهرا يعود إلى " فضل المطاع " وهو أحد القيادات الحوثية وممثل للحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني وأحد القيادات التي قدمت للمحافظة حين سيطر عليها مسلحي الحوثي منتصف أكتوبر من العام الماضي ويوصف "المطاع" لدى الحوثيين باعتباره رئيس ديوان المظالم ، وبحسب شهود حاضرين جرى خلال المكالمة تبادل التحايا والتهاني بمناسبة الجمعة ، ثم طلب المطاع من الضحية الحضور للقاءه مدعيا بأنه لقاء هام لمواصلة التشاور حول عدد من القضايا التي تهم الجانبين . كما تبين من سجل المكالمات أن عدد المكالمات خلال شهر واحد بين رقمي الطرفين " المطاع ً بينهما ، وهو ما أكده عدد من الشهود حيث وأمين " كان كبيرا بما يؤكد أن التواصل كان مستمرا كان التواصل مستمر واللقاءات كذلك وأن العلاقة كانت ودية وأضاف هؤلاء الشهود أن أمين " كان يتعامل بودية مع الجميع اتفق أو اختلف معهم بل كان مرجعية المختلفين " . 

وفي تفاصيل مكالمة يوم الجمعة وفق رواية أمين لشهود حاضرين حيث روى هؤلاء الشهود أن مستفسرا " هل اتصل بك مدير الأمن " يقصد مدير شرطة المحافظة كان جواب ً المطاع سأل أمين أمين بالنفي، فأخبره بأن هناك موعد لهم مع مدير الأمن لمناقشة قضية هامة تتطلب حضوره إلى إدارة الأمن، وبما أن أمين كان لديه ضيوف وكونه لا يوجد موعد مسبق للقاء ،فقد أعتذر بداية الأمر عن الذهاب،فأخبره المتصل أن الموضوع هام وعاجل ويستدعي وجوده لأهميته فوعده خيرا.ً حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران على اثر ذلك اتصل أمين مباشرة بمدير الأمن العقيد محمد عبد الجليل الشامي المحسوب على الحوثيين،استفسر الضحية عن اللقاء وكان رده بتأكيد الأمر وأنه طارئ ولا يحتمل التأخير وأنه ً لأمين رواية المتصل السابق. كان سيتصل به ليخبره بذلك ، مؤكدا بعد إنهاء الإتصال مع مدير الأمن اتصل المطاع مرة أخرى ليؤكد أهمية الموضوع ويستعجله بالوصول ، وكأنه لا يعلم بما دار في الإتصال مع مدير الأمن، وبعد إنهاء الإتصال الثاني مع المطاع اعتذر الضحية من ضيوفه الذين عذروه بعد أن شاهدوا حجم الإلحاح من المتصلين على ً قلقه من الدعوة ضرورة حضوره مقدرين موقفه، لكن اعترض أحدهم وقال له لا تذهب مبديا والتوقيت والمتصلين، فكان رد الضحية عليه بأنه لا يشك في شخصية المطاع. في الطريق إلى الموت: غادر الضحية المنزل ومعه سائقه الشخصي إبنه أسامه وأحد المرافقين ،في الطريق وعند اقترابهم من مبنى إدارة الأمن أجرى اتصال بالمطاع ليخبره بوصوله ، فأخبره أنه ينتظره في ً هاتفه المحمول في مبنى إدارة البحث الجنائي المجاور لمبنى إدارة الأمن فترجل من السيارة تاركا السيارة كعادته ،سار برفقة المرافق بينما بقى إبنه السائق في السيارة وعند الدخول إلى ساحة إدارة المباحث استقبله المطاع مبتسما وبعد المصافحة الحارة أشار له باتجاه المبنى ليدخلوه ً ،فتوجهوا إليه وطلب المطاع من المرافق الإنتظار في الباحة وعندما حاول الرفض أشار له الضحية بالموافقة فوافق مرغما.ً احتجاز وتهديد بحسب شهادة المرافق الشخصي فإنه وبعد لحظات قليلة من دخول أمين والمطاع إلى المبنى عاد المطاع للمرافق وسأله أنت ولده - يقصد الضحية - فقال له لا ، فقال له خلاص انصرف الأستاذ محجوز لدينا، تفاجأ المرافق وحاول الإعتراض لكن الباحة كانت مليئة بالمسلحين حيث كان عدد الأطقم في الباحة خمسة، فخرج واتجه للسيارة ليخبر نجل أمين ،فتفاجأ بوجود أطقم من المسلحين أكثر من التي في الداخل ما يؤكد الإستعدادات من المختطفين لأي ردود فعل، اتجه المرافق ونجل حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران أمين معا لداخل المبنى ، فمنعوا من الدخول بل أن عدد من المسلحين وجهوا أسلحتهم إليهما محذرين إياهم من الإقتراب وموجهين لهم الأوامر بالمغادرة، ورجعا للسيارة ، واتصل نجل أمين ببعض أقارب وأصدقاء والده ، وأخبرهم بما جرى وشرح لهم الموقف والتهديد بالسلاح فوجهوه بالعودة إلى البيت، حاول الإنتظار بعيدا عن المكان لمراقبة ما يدور ، فتحرك أحد أطقم المسلحين باتجاهه وأمروه بالمغادرة ، بل ورافقوه حتى قرب منزله ليتأكدوا من عدم بقاءه وعدم تمكنه من معرفة تحركهم والوجهة التي سينقلون أمين إليها . المدير ينكر والوكيل يستغرب! بعد وصول نجل أمين والمرافق إلى البيت ورواية تفاصيل الحادثة للنجل الأكبر بدأت اتصالات هاتفية بعدد من الأشخاص المعنيين، ومن الذين اتصل بهم النجل الأكبر مدير الأمن نفسه حيث هاتفه من تلفون والده وسأله عما جرى ،فأنكر علمه بذلك وقال له بأنه سيتصل بالمطاع وينظر في الموضوع ، ومن بين من اتصل بهم كذلك عبد الواحد صلاح وكيل أول المحافظة ورئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي بالمحافظة الذي يتزعمه الرئيس السابق لليمن علي صالح للعلاقة التي تربطه بوالده ولكونه يستطيع التحرك وفقا للتحالف القائم بين حزبه والحوثيين، وبحسب رواية نجل أمين فإن صلاح استغرب وأكد له أنه سيجري اتصالاته لينظر في الموضوع وسيتابع الأمر باهتمام بالغ وكذا من ضمن من اتصل بهم قيادة فروع أحزاب تكتل المشترك في المحافظة الذين استهجنوا ما حصل وأبلغوه أنهم سيتابعون الموضوع، ثم أبلغوه لاحقا في المساء أنهم قرروا الإجتماع بشكل طارئ صباح الغد ودعوه للحضور.

بعد الإختطاف السبت الرابع من إبريل 2015 تواصل النجل الأكبر مع قيادات المشترك في المحافظة وحضر لقاءهم الذي عقدوه في مقر الوحدوي الناصري بمدينة إب، وبعد مشاورات مستفيضة اتفقوا على التحرك إلى منزل وكيل أول المحافظة عبد الواحد صلاح كونه أبرز قيادات السلطة المحلية في المحافظة وتوجهوا إلى منزل الوكيل بعد الظهر وبعد حوار بينهم أكد لهم بكل وضوح أن المعني حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران الأول بذلك هم قيادات المسلحين في المحافظة والذين تواصل معهم واتفقوا على لقاء موسع في اليوم التالي. الأحد الخامس من إبريل 2015م تواصلت الإتصالات بين قيادات اللقاء المشترك في المحافظة والشيخ عبد الواحد صلاح ، وتم تحديد لقاء بعد الظهر في السكن الرسمي لمدير الأمن ، التقى الطرفان بعد العصر،حضر الإجتماع قيادات الحوثي بالمحافظة بمن فيهم مشرف المحافظة عبد الغني المؤيد والمكنى بأبي محمد الطاووس،وكذلك فضل المطاع ومن الطرف الأخر حضرت غالبية قيادات تكتل أحزاب المشترك في المحافظة وحضر الوسيط الشيخ عبد الواحد صلاح ونجل أمين الأكبر. 

بررت قيادات الحوثي اختفاء أمين قسريا بأن الحزب الذي ينتمي إليه أمين أيد ما يسمى بــ "عاصفة الحزم"، والتوجيهات العليا للجماعة قضت باعتقال قياداته ، وبعد نقاش طويل اتضح أن الحوثيين لديهم شرط تعجيزي حدد مسبقا كما بدا للحاضرين ويتمثل في أن يوقع اتفاق بين مختلف الأطراف حددوا له عدة بنود تنص بمجملها على تجريم أي ردود أفعال تصدر ضد ممارساتهم . إصرار وتعنت وعند اصرار الحوثيين على شرطهم في توقيع الإتفاقية كان رد المشترك أنه لا بد من حضور ممثل عن الإصلاح ليوقع معهم كأحد مكونات اللقاء المشترك ،هنا تدخل وكيل المحافظة وقال لهم بأنه لن يمثل حزب الإصلاح سوى أمين الرجوي وعليكم بإطلاقه حتى يشارك بنفسه في هذا الموضوع، طلب الحوثيون ضمانات فقدم لهم وكيل المحافظة الضمانات الشخصية ،ولكن للأسف لم تشفع ضمانات الوكيل،وتم التعتيم على مكان تواجد أمين حتى انتشرت أخبار عن تواجد جثته في مشفى الثورة بذمار بعد ما يسمى مجزرة هران. حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران العثور على جثة أمين عصر يوم الخميس الموافق 21 مايو 2015م نفذ طيران التحالف غارات على عدة مواقع عسكرية وأماكن تخزين الأسلحة والتي كان من ضمنها مبنى إدارة حديقة هران وانتشرت الأخبار عن تواجد جثة أمين في مشفى الثورة العام بذمار ، وبعد عدة وساطات استطاع معاذ النجل الأكبر لأمين مع اثنين من إخواته من الوصول الى ثلاجة المشفى يوم السبت الموافق 30 مايو 2015م بعد تسعة أيام من الواقعة وتم التعرف على جثة والدهم ومن ثم اخذها ودفنها في مدينة إب بحضور عدد من المواطنين . 

حديقة الموت :

تحقيق حول درع بشري في هران شهادات ناجين من الموت حسين العيسي 35 سنه ناشط اعلامي يسكن وسط مدينة ذمار يروي كيف تم استخدامهم كدرع ً : "بعد تغطية فعالية قبلية لأبناء مديرية الحدأ مناهضة لأنشطة جماعة الحوثي يوم ال بشري قائلا الإربعاء الموافق 20 مايو 2015م تم احتجازي مع الصحفيين عبد الله قابل ويوسف العيزري في نقطة تفتيش تابعة للحرس الجمهوري المواليه للرئيس السابق أمام جامعة ذمار يوم الأربعاء الموافق 20 مايو 2015 ثم اتت مجموعة مسلحين فوق سيارة نوع تويوتا " حبة وربع طربال " ثم وضعونا الثلاثة في السيارة وربطوا أيدينا واخذو هواتفنا وكاميرا عبد الله قابل وعاملونا معاملة وحشية ،ثم اقتادونا إلى مبنى حديقة هران ووضعونا الثلاثة في غرفة في الطابق الأرضي (بدروم) منفردة مظلمة كان ذلك الساعة الواحدة والنصف ظهرا وبقينا إلى الثالثة عصرا بدون طعام أو شراب ، ثم أتى شخص وبيده عصا وقام بتفتيشنا وأخذ ما كان بحوزتنا من نقود مبلغ ً، ثم أتى شخص عند المغرب وطلب أن نعطيه ً واحدا ستون ألف ریال يمني ولم يبق لنا ريالا أسماءنا وبياناتنا و كلمات سر التلفونات . 

كنا نسمع في الليل أصوات أشخاص في الغرفة التي بجوارنا وسألناهم من أنتم فقالو نحن من المقادشه (أسرة المقادشه في مديرية ميفعة عنس بذمار) وعددهم خمسة مختطفين ،كان المكان مظلم ولا يوجد فيه إلا حمام واحد وننام الثلاثة على فراش واحد وكان الماء يقطر فوق رؤوسنا من الدور الأعلى، وعلمنا من بعض من كنا نتكلم معهم أن في الغرف المجاورة في المبنى الذي نحن فيه هو مبنى إدارة حديقة هران وان هناك مختطفين من إب ورداع . 

كنا نطرق الباب ونطلب منهم أن يأتوا ليحققوا معنا ولكن لم نسمع أي شخص في المكان حتى اليوم الثاني ،بحث أهلي عني يوم الأربعاء في جميع الأقسام ولم يعثروا علينا أخبرني ولدي أحمد وإبن أخي أنهم جاءوا في اليوم الثاني قبل قصف الطيران بنصف ساعة وهو يحملون الثياب والطعام ، فقال لهم من كانوا متواجد من حراسة الحوثيين لا يوجد أحد عندنا بهذا الاسم ، وقالو لهم انصرفوا وتفرقوا حتى لا يضربكم الطيران وعندما سمعنا صوت الطيران يحلق فوق المكان أحسسنا أننا مستهدفين وأن الطيران سيقصف المكان وارتفعت أصواتنا وأصوات الذين كانوا فيه

حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران الغرفة المجاورة وطلبنا من الحراس الإفراج عنا وإخراجنا قبل قصف الطيران ولكنا تفاجأنا أنه لا يوجد أحد في المكان حتى أننا صعدنا الى النوافذ ولكنا لم نشاهد أحد في الحوش فأيقنا بالموت قينا نستنجد باہلل وندعوه أن يفرج عنا. سمعنا الإنفجار الأول في المبنى المجاور لنا وفتحت النوافذ من قوة الإنفجار، فحاولنا بعد ذلك فتح الباب بالقوة والخروج من الغرفة وأثناء ذلك حصلت الضربة والصواريخ ولم أفق إلا تحت الركام وكنت أنادي يوسف وعبد الله فأحسست أنني الوحيد المصاب وأنهم قد نجو ، حاولت الحركة ولكن لم يتحرك من جسمي سوى يدي اليمني فحاولت أن ارفع بها الركام لمدة نصف ساعة وسمعت صوت شخص وناديته فجاء إلى قرب المكان الذي أنا فيه ولم يستطع تحديد المكان فرفعت صوتي حتى وقف فوق المكان الذي كنت فيه ، فحفروا بأيديهم لمدة ربع ساعة تقريبا حتى أخرجوني من المكان وعندما وضعوني في السيارة أخبرتهم أن هناك اثنين من زملائي في نفس المكان الذي كنت فيه فقالو لي احمد الله انك على قيد الحياه فقد اخرجنا خمسة وعشرون جثة قبلك، فتم نقلي الى مشفى ذمار العام واجتمع حولي الأطباء و خاطوا لي الجراح التي في الرأس كان عندي كسر في الكتف الأيسر وكدمات في الأرجل وبعد ذلك جاء إلي أكثر من شخص ويسال عن إسمي فرفضت إعطائهم إسمي وبعدها تم نقلي الى غرفة العمليات". حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران الإطار القانوني: تعتبر الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء لعام 1992 الإختفاء القسري من أخطر الجرائم لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع واعتبرت الإتفاقية أن هذه الجريمة ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية إذا تمت ممارستها بشكل منهجي،

وأكدت على هذا المعنى اتفاقية روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية. وجاء دستور الجمهورية اليمنية ليؤكد على قداسة الحرية الشخصية للإنسان حيث نصت المادة (48/ أ،ب) من الدستور اليمني على: أ- تكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم ويحدد القانون الحالات التي تقيد فيها حرية المواطن ولا يجوز تقييد حرية أحد إلا بحكـم من محـكـمـة مختــصـة). 

ب- لا يجوز القبض على أي شخص أو تفتيشه أو حجزه إلا في حالة التلبس أو بأمر توجبـه ضرورة التحـقيق وصيانة الأمن يصدره القاضي أو النيابة العا ً مة وفقا لأحكام القانون، كما لا يجوز مراقبـة أي شخص أو التحري عنه إلا وفقـا ). ً للقانون كما أن القانون الدولي الإنساني اعتبر استخدام السكان المدنيين في أي ظرف كانوا فيه دروعا بشرية جريمة حرب فقد نصت ّ المادة 28 من معاهدة جنيف لعام 1949 على أنه " لا يجوز است ّ غلال أي ّ شخص محمي ّ بحيث يجعل وجوده بعض النقاط أو المناطق بمنأى عن العمليات ّ الحربية".كما نص ّ البروتوكول الأو ّ ل الإضافي للمعاهدة من العام 1977 ّ في المادة 51 أنه "لا ّ ان المدني ّ ين أو الأشخاص المدني ّ ين أو تحركاتهم لغرض حماية نقاط أو ّ يجوز استخدام وجود السك من ّ اطق معي ّ نة ضد ّ العملي ّ ات العسكري ّ ة، ولا سي ّ ما في محاولة درء الهجوم عن الأهداف العسكرية أو ّ تغطية أو تحبيذ أو إعاقة العملي ّ ات العسكرية. ّ ولا يجوز أن يوج ّ ه أطراف النـزاع تحركات السكان ّ المدني ّ ين أو الأشخاص المدني ّ ين بقصد محاولة درء الهجمات عن الأهداف العسكرية أو تغطية ّ العملي ّ ات العسكرية". حديقة الموت : تحقيق حول درع بشري في هران

 خلاصة وتوصيات
1. قامت جماعة الحوثي بتحويل موقع مدني هو حديقة هران إلى موقع عسكري ومن أجل حمايته أنشات سجنا سريا داخل الحديقة احتجزت فيه مدنيين لاستخدامهم كدرع بشري لحماية المكان.ويبدو من الشهادات التي تم جمعها أن هذا السلوك هو منهج اتبعته جماعة الحوثي في كافة محافظات الجمهورية حيث أنشأت السجون السرية ومارست الإختفاء القسري ونصبت مضادات الطيران داخل الأحياء المدنية وحولت المدارس والمقرات الحكومية إلى ثكنات عسكرية.
2. على المجتمع الدولي تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الجرائم التي ترتكب في اليمن ومنها جرائم الإختفاء القسري والدروع البشرية كما حدث في حديقة هران.
3. على كافة القوى المدنية ومنظمات المجتمع المدني وسائر المعنيين بحقوق الإنسان الإستمرار في البحث والتحري عن حالات الإختفاء القسري للمناهضين لجماعة الحوثي والتي لم تكشف حتى الآن و كذا كافة الإنتهاكات المرتكبة في اليمن والعمل على إيقاف مثل هذه الإنتهاكات بكافة الوسائل المشروعة .
 4. على جماعة الحوثي إغلاق أماكن الإحتجاز السرية وإطلاق سراح كافة المعتقلين والكف عن سياسة الإعتقال التعسفي 

حديقة الموت :

 تحقيق حول درع بشري في هران والإختفاء القسري واتخاذ المدنيين دروع بشرية التي أصبحت منهجا لحماية المناطق العسكرية ونقاط الإشتباك. 5. تتحمل جميع الأطراف المشتركة في العمليات العسكرية المسؤولية الكاملة عما يلحق بالمدنيين من خسائر بالأرواح والممتلكات وأنه لا يمكن تبرير أي أذى يلحق بالمدنيين.