آخر الاخبار

الرئيسية   حريات وحقوق

أبناء عتمة بين مطرقة قصف مدافع ودبابات المليشيات وسندان حصارها الخانق "تقرير"
أبناء عتمة بين مطرقة قصف مدافع ودبابات المليشيات وسندان حصارها الخانق "تقرير"

الثلاثاء 21 فبراير-شباط 2017 الساعة 04 مساءً / سهيل نت - خاص

يعيش اغلب المدنيين في مديرية عتمة بمحافظة ذمار (وسط اليمن) ،اوضاعا إنسانية مأساوية غاية في الصعوبة، تتفاقم معها معاناتهم وتزداد في كل يوم سوءاً ، منذ أن تفجرت الاوضاع في بعض مناطق المديرية و إندلعت المواجهات العنيفة بين افراد المقاومة الشعبية والجيش الوطني من أبناء عتمه من جهة ،وبين مليشيات الحوثي والمخلوع من جهة اخرى الثلاثاء الماضي.

فاضحى حال اغلب المدنيين القاطنين في مناطق الصراع او المناطق المجاورة لها يعيشون بين نارين ،نار قصف المليشيات الحوثية العشوائي والعنيف الذي تشنه علىالقرى والمناطق الواقعة تحت مرمى نيران مدافعها ودباباتها واسلحتها الثقيلة.

وبين نار الحصار الإقتصادي الخانق الذي فرضه الإنقلابيون على مديرية عتمة وأبنائها أمرا واقعا ، منذ اليوم الأول الذي وطئت فيه اقدام مليشياتهم البربرية أرض عتمة كجزء من استراتيجية عدوانهم السافر على عتمة و أبنائها 
في هذا التقرير نسلط الضوء على ابرز ملامح الوضع الانساني الصعب الذي يعيشه اغلب المواطنين وذلك بالتزامن مع الحرب الشرسة التي تدور رحها في بعض مناطق مديرية عتمة جنوب غربي محافظة ذمار منذ أيام فإلى حصيلة التقرير : 

والبداية مع ناشط حقوقي من أبناء مديرية عتمه - طلب عدم ذكر اسمه لدواع أمنية- والذي تحدث عن الأوضاع الانسانية والمعيشية في مديريته قائلا: أوضاع الناس هنا صعبة جدا ويعانون معاناة كبيرة على مختلف الاصعدة إنسانيا وأمنيا وصحيا نتيجة لاستمرار المعارك الدائرة منذ مطلع الاسبوع الماضي

موضحا أن المدنيين في عتمه هم من يدفعون الفاتورة الاكبر في هذه الحرب ، نتيجة تعمّد المليشيات الحوثية في استهداف القرى والعزل ومنازل المواطنين بقصف عشوائي وعنيف تشنته عليهم من مواقعها بالرغم من معرفتها بأن المستهدفين من هذا القصف هم أشخاص مدنيين لا علاقة لهم بهذه الحرب 
 ، 

وأضاف الناشط: عندما تتكبد المليشيات الحوثية أي خسائر بشرية اومادية خلال معاركها مع افراد مقاومة عتمة ويسقط عدد من عناصرها قتلى أو جرحى او اسرى ، فإنهم يشنون قصف عشوائي وبشكل هستيري على منازل المواطنين ومزارعهم بمختلف الاسلحة الثقيلة من الدبابات ومدافع الهاون وذلك كنوع من الانتقام من المديرية وأبنائها كلما عجزت تلك المليشيات عن تحقيق اي تقدم على رجال المقاومة المتمركزين في مواقع عصية على نيران مدافعها واسلحتها الثقيلة.

مؤكدا في هذا السياق ان شيخاً مسناً من أبناء مديرية عتمة، لا علاقة له بهذه الحرب من قريب أو بعيد قد سقط شهيدا يوم الاربعاء الماضي 15 فبراير الحالي، وذلك بعد اصابته بقذيفة هاون اطلقتها المليشيات الحوثية المتمركزة في جبل حلفان واستهدفت بها منزله.



حصار اقتصادي خانق:
وعن الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي تعيشه مديرية عتمة هذه الايام يؤكد التاجر محمد قاسم علي أحد التجار في سوق الثلوث- (مركز المديرية وسوقها الوحيد) ان معظم السلع الغذائية الاساسية في السوق شهدت ارتفاعا جنونيا في أسعارها المرتفعة في الاصل 

مبينا أن نسبة الارتفاع في أسعار معظم السلع الغذائية والتموينية - في حال توفرت أصلاً- وصلت إلى ثلاثة أضعاف مقارنة باسعارها في باقي مديريات المحافظة الاخرى حتى بعد ارتفاعها نتيجة إنخفاض قيمة الريال امام الدولار قبل أيام.

عن أسباب هذا الارتفاع المفاجئ يقول التاجر محمد قاسم: بعد دخول الحوثيين مديرية عتمة واندلاع الحرب بينهم وبين المقاومه قبل حوالي أسبوع فرض الحوثيين حصارا خانقاً على المديرية من جميع الاتجاهات واستحدثوا عدد من النقاط العسكرية التابعة لهم في جميع مداخلها .

 لتقوم تلك النقاط الحوثية بتفتيش دقيق لكل السيارات والشاحنات الداخلة والخارجة من وإلى عتمه ومنع دخول أبسط الاحتياجات الاساسية و من المواد الغذائية والتموينية الى المديرية .

مما قلل من نسبة استيراد التجار لتلك المواد و أهم الاحتياجات الضرورية التي لا عنى للمواطنين عنها كالدقيق والارز والسكر والزيت وغيرها من تلك الاحتياجات الضروية   

وبحسب التاجر محمد فقد تتسبب هذا الوضع في إرتفاع جنوني وغير مسبوق في اسعار اغلب هذه السلع الغير متوفرة بشكل كبير في السوق نتيجة لهذا الحصار المطبق .

 ليزداد معه الوضع المعيشي لأغلب المواطنين سوءاً وتتفاقم معاناتهم وتتضاعف في كل يوم ، منذرة بكارثة إنسانية وشيكه في حال استمر يطل معها شبح المجاعة في هذه المديرية الذي يقع أغلب أبنائها تحت خط الفقر .


قطع كل الامدادات إلى عتمه
بعد يوم واحد فقط من شن المليشيات الحوثية عدوانها الغاشم على مديرية عتمه وتحديدا في مساء يوم الاربعاء الماضي 15 فبراير الحالي داهم مسلحون حوثيون بقيادة المدعو ابو بدر الشامي فرزة عتمه / ذمار الكائنة شمال مدينة ذمار بالقرب من استاذ ذمار الرياضي

مصدر في فرزة عتمه/ ذمار أكد أن المسلحين الحوثيين ،فتحوا عقب مداهمتهم للفرزة أسلحتهم واطلقوا النار بكثافة لإرهاب السائقين بعد أن تم الإعتداء عليهم من أجل منع تحرك سيارات النقل بإتجاه مديرية عتمه من تدفق المقاتلين للانضمام للمقاومة حد زعمهم...ليتم عقب هذا الإعتداء وقف حركة النقل من الفرزة بشكل نهائي .

وهو مافسّره مصدر قيادي في مقاومة عتمه في وقت لاحق بأن الهدف الرئيسي والخفي للمليشيات الحوثية من هذا الإعتداء ليس منع تدفق المقاتلين للإنضمام الى صفوف المقاومة كما اعلنت حينها وإنما جاء هذا الإعتداء بهدف قطع كل الإمدادات بمقومات الحياة الأساسية عن عتمه، إيقاف حركة نقل البضائع والسلع الضرورية القادمة إليها من مدينة ذمار عبر هذه الفرزة في إطار حصارها المطبق على المديرية 

  نزوح جماعي
وشهدت عدد من القرى الواقعة تحت مرمى نيران المدافع والدبابات الحوثية والقريبة من مواقع تمركز مدفعياتها جبل حيفان ومنطقتي المهلالة وعسوة الذي تمركزت فيهما عدد من الدبابات التي استقدمتها المليشيات من مدينة ذمار شهدت خلال الايام الماضية موجة نزوح جماعية لسكان تلك المناطق المهدد