آخر الاخبار

الرئيسية   محليات

إفراج مع سرير الموت.. الشنفي وقصة عامين من العذاب والتعذيب في سجون الحوثي

الأربعاء 02 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 02 صباحاً / سهيل نت - متابعات

لم يعد بمقدور عبدالله الشنفي الحركة أو الإشارة أو الكلام، عيناه فقط هما من يعبران عن قصة مأساوية وجريمة وحشية ارتكبتها مليشيا الحوثي بحقه.

 لا يرقد عبدالله الشنفي على سرير المرض في مستشفى الهيئة بمارب، كما يرقد بقية المرضى بجواره، إنما الُقي جثة هامدة، لم يعد للحياة فيها نصيب إلا ما يحرك عينيه ويغمضهما فقط.

 فقد تعرض الشنفي لصنوف من التعذيب في سجونها خلال عامين، لتلقي به جثة تتلقفه زوجته الغارقة في أحزانها وجراحها.. وبكائها المر.

 بجواره تجلس زوجته التي بدى عليها آثار الانهاك والغم والفاقة أيضا.

لم تقوى على التحدث الينا عن حالة زوجها، سارعت للجلوس على كرسي كان بجوارها، ثم أطرقت برأسها طويلا نحو الأرض.

فذراعيها النحيلين يقومان بمهمة جديدة في تحريك زوجها، واطعامه وسقيه وغسله وتزيل عنه الأذى أيضا، تعمل كل ما بوسعها لكنها لا تعرف مما يتألم ومما يعاني وماذا يريد. 

لم يتمكن عبدالله من اكمال دراسته الجامعية في كلية ادارة الأعمال جامعة حجة، ومع تدهور الأوضاع المعيشية بعد الانقلاب الحوثي في 2014، حاول السفر برفقة اسرته إلى مارب بحثا عن عمل يسد به رمق أطفاله وزوجته.

السفر إلى مارب في نوفمبر 2017، نزل عبدالله أحمد الشنفي، عامل، في أحد الفنادق بمدينة ذمار، برفقة زوجته وأطفاله الخمسة ثلاث بنات وولدين، لكنه تفاجأ بمسلحين حوثيين يقتحمون الفندق، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

 يقول شقيقه سعدون، لـ "الصحوة نت" إن المسلحين حاولوا اختطاف زوجة أخيه أيضا من الفندق، قبل أن يتمكن أقاربها من معرفة الحادثة واعادتها وأطفالها إلى مديرية كشر محافظة حجة.

 

عامان من الاختطاف والاخفاء القسري في سجون مليشيا الحوثي في ذمار وحجة وصنعاء، تعرض فيها الشاب عبدالله الشنفي، 40 عاما، إلى صنوف من التعذيب الجسدي والنفسي.

نتج عن تلك الممارسات الوحشية إصابة الشنفي بشلل كامل فلم يعد يقوى على الحركة والكلام، باستثناء عينيه، ولم يعد بمقدوره النطق أو الاشارة.

 قبل ثلاثة أيام، وتحديدا في 28 من سبتمبر الماضي تحديدا، وصل عبدالله إلى مارب مع آخرين، في صفقة تبادل بين الحكومة الشرعية وبين المليشيات.

 في مستشفى الهيئة أجريت له الفحوصات والأشعة، ليتحول إلى حديث الجميع في المدينة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لهول الجريمة والوحشية التي تعرض لها في سجون المليشيات.

يـُحلّق عبدالله بنظراته بشيء من الذهول والريبة في وجوه الحاضرين، وكل من يقترب منه، او يتحدث إلى من بجواره، يبدوا أن أثار النفسية للتعذيب لا زالت حاضرة في ذاكرته، وان كل من يقترب منه سيأخذه للتحقيق والتعذيب. 

 

سجون وتعذيب

يقول شقيقه سعدون، إنه من خلال البحث عنه في سجون المليشيات، فإن عبدالله تنقل بين عدة سجون بداية في بذمار، ثم نـُقل إلى سجن الأمن السياسي في حجة، ثم نقل إلى جهة مجهولة، ثم في سجن الأمن السياسي بصنعاء.

لم تتمكن أسرة عبدالله منذ اختطافه من زيارته ولو لمرة واحدة، سمح له بالاتصال بأسرته بعد نحو عام من اختطافه.

يضيف سعدون، إن المختطفين الذين يتم الافراج عنهم ممن كانوا مع عبدالله في السجن، كانوا يبلغوهم بما تعرض له عبدالله من تعذيب وأيضا عن حالته الصحية.

بحسب أطباء فإن عبدالله، تعرض للضرب المبرح على الرأس والظهر مما تسبب بشلل كامل ونزيف في الرأس كما تضررت بشكل كبير اربع فقرات في العمود الفقري ما أفقده الحركة والقدرة على التحكم بالتبول، فهو يتنفس عبر أجهزة والإخراج شفط، والتبول لا ارادي بواسطة أنبوب.

 يقول حسين، أحد أقاربه، إن عبدالله وخلال فترة اختطافه لم يتم علاجه أو عرضه على طبيب مختص.

 وأضاف مع سوء حالته في الفترة الأخيرة، أُسعف إلى مستشفى 48 وأن المليشيات تعمدت اعطاءه كمية كبيرة من الأدوية لتتخلص منه، ولتعلن بعد ذلك انه انتحر بشربه كمية كبيرة من الأدوية، بحسب أحد العاملين في المستشفى.

تتجرع أسرة الشنفي اليوم مرارة النزوح وفقدان كل ما تملكه في كشر حجة، ومرارة الحالة الصحية لـ عبدالله، وعدم قدرتهم على علاجه، ويأملون من كل من له القدرة على الوقوف معهم في هذه المحنة التي حلت بهم في علاج عبدالله، فهو الهم الأكبر الذي نزل بهم، كما يقول أحد أقاربه.

ما تعرض له الشنفي نموذج واقعي يكشف حقيقة ما تمارسه مليشيا الحوثي بحق المختطفين والأسرى، وهناك عشرات الحالات توفيت جراء التعذيب الوحشي، كما تؤكده منظمات حقوقية محلية.

| الصحوة نت