آخر الاخبار

الرئيسية   منـوعــات

لماذا تغير الطيور مواعيد هجرتها؟
لماذا تغير الطيور مواعيد هجرتها؟

الجمعة 27 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 03 مساءً / سهيل نت ـ متابعات


أظهرت دراسة جديدة أن هجرات الطيور الموسمية أصبحت تجري في وقت مبكر أكثر من المعتاد بسبب تغير المناخ.
فقد أفاد باحثون من جامعة ماساتشوستس أمهيرست بأن الطيور المهاجرة في موسم الربيع صارت تجتاز نقاط توقف في وقت مبكر الآن أكثر من 20 سنة مضت، وذلك بعدما حللوا بيانات هجرة الطيور لمدة عقدين من الزمان.

الدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" وشاركت فيها جامعات أميركية عدة من بينها جامعة ماساتشوستس أمهيرست التي نشرت بيانا صحفيا عن الدراسة قبل أيام، هي من أولى الدراسات التي بحثت تأثير التغير المناخي على توقيت هجرة الطيور على النطاق القاري.


لاحظ الفريق البحثي في الدراسة أن درجة الحرارة وتوقيت الهجرة متوازيان بشكل وثيق، فقد وجد أن أكبر التغييرات في توقيت الهجرة قد حدثت بسرعة أكبر في مناطق "الاحترار"، إلا أن تغير توقيت الهجرة كان أقل وضوحا في فصل الخريف.

ويصف الباحث الرئيسي للدراسة كايل هورتون، من جامعة ولاية كولورادو، نطاق البحث، الذي لاحظ سلوكيات مئات الأنواع من الطيور المهاجرة أثناء الليل والتي تمثل مليارات الطيور، بأنه "مهم للغاية" لفهم وتعلم المزيد من الإجابات عن تغيير أنماط الهجرة.


ويقول هورتون إن "رؤية التغيرات في توقيت هجرة الطيور على النطاقات القارية أمر مثير للإعجاب حقا، لا سيما بالنظر إلى تنوع السلوكيات والإستراتيجيات التي تستخدمها الأنواع العديدة لهذه الطيور والتي تلتقطها الرادارات"، مضيفا أن التحولات المرصودة لا تعني بالضرورة أن الطيور المهاجرة تواكب التغير المناخي.

من جانبه، يقول المؤلف الرئيسي للدراسة أندرو فارنسورث، من مختبر كورنيل لعلم الطيور، إن بحث الفريق أجاب للمرة الأولى على الأسئلة الرئيسية حول الطيور وتغير المناخ. فقد "تطورت هجرة الطيور إلى حد كبير كرد فعل على تغير المناخ".


ويؤكد فارنسورث "إنها ظاهرة عالمية تضم مليارات الطيور سنويا. وليس من المفاجئ أن تتبع حركات الطيور المناخات المتغيرة. ولكن كيفية استجابة مجموعات الطيور في عصر التغيرات السريعة والمتطرفة في المناخ كانت بمثابة صندوق أسود. حيث إن التقاط مقاييس وحجم الهجرات في مكان وزمان معين كان مهمة مستحيلة حتى وقت قريب".

ويقول هورتون إن الوصول إلى هذه البيانات والحوسبة السحابية عززا بشكل كبير من قدرة الفريق على تجميع النتائج، مضيفا "لولا الحوسبة السحابية لمعالجة جميع هذه البيانات لاستغرق الأمر أكثر من عام من الحوسبة المستمرة"، بدلا من ذلك قام الفريق بمعالجة البيانات في حوالي 48 ساعة.

ويشير الباحث في الذكاء الاصطناعي بجامعة "ماساتشوستس أمهيرست" دان شيلدون إلى أنه تم تسجيل رحلات الطيور لعشرات السنين بواسطة شبكة خدمات الطقس القومية، لكن حتى وقت قريب كانت هذه البيانات بعيدة المنال بالنسبة للباحثين عن الطيور، ويرجع ذلك جزئيا إلى الحجم الكبير للمعلومات والافتقار إلى الأدوات اللازمة لتحليلها.


يقول هورتون إن الافتقار إلى التغيير في أنماط هجرة الخريف كان مفاجئا بعض الشيء، على الرغم من أن الهجرة تميل أيضا إلى أن تكون أكثر فوضى خلال تلك الأشهر.

ويوضح أنه في الربيع نشهد اندفاعا كبيرا من الطيور المهاجرة، حيث تتحرك بوتيرة سريعة إلى حد ما، للوصول في نهاية المطاف إلى مناطق التكاثر، ومع ذلك، خلال الخريف، لا يوجد الكثير من الضغط للوصول إلى أراضي الشتاء، والهجرة تميل إلى التحرك بوتيرة أبطأ.

ويضيف أن مجموعة من العوامل تجعل هجرة الخريف أكثر صعوبة للدراسة. في الخريف، لا تتنافس الطيور على رفقاء التزاوج ولا تزداد سرعة الوصول إلى وجهتها.

ويقول هورتون إن النتائج لها آثار على فهم أنماط هجرة الطيور في المستقبل، لأن الطيور تعتمد على الغذاء والموارد الأخرى أثناء سفرها. وفي ظل تغير المناخ، قد يكون توقيت النباتات المزهرة أو ظهور الحشرات غير متزامن مع مرور الطيور المهاجرة.

ويخطط الباحثون لتوسيع تحليل البيانات الخاصة بهم لتشمل ألاسكا، حيث يكون لتغير المناخ آثار أكثر خطورة مما يحدث في الولايات الـ48 الأدنى في الولايات المتحدة الأميركية.