قال مراقبون إن اليمن لا يبدو بعيدا عن المشهد الذي أحدثه مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية في العراق، خصوصا بعد خروج مليشيا الحوثي ببيانات تهديد واستنكار وتضامن مع إيران.

وفي تصريحات صحفية، قال الأكاديمي في مجال التنمية الدولية وبناء السلام الدكتور موسى علاية، إن سليماني كان المحرك الرئيسي للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية ومن أجل الرد على مقتله قد تستثمر طهران مليشياالحوثي في اليمن للقيام بدور انتقامي.

وأوضح علاية لوكالة أنباء "شينخوا"، أن الرد الإيراني قد يكون من خلال تنفيذ الحوثيين هجمات تستهدف مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والتحركات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر غربي اليمن.

واعتبر أن "أي مغامرة من الحوثيين في ضرب المصالح والتحركات الأمريكية في المنطقة ستؤدي إلى زيادة وتيرة الدعم الدولي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المليشيا الحوثية".

وحذر من أن هذا بدوره "سيؤدي إلى تصاعد العمليات العسكرية في الجبهات الداخلية اليمنية"، مؤكدا أن تبعات أي عمل انتقامي إيراني انطلاقا من اليمن، ستسهم في إرباك المشهد المعقد في اليمن، وزيادة المعاناة الإنسانية بهذا البلد.

بدوره، يقول الباحث والكاتب اليمني عادل دشيلة، إنه قد تقوم إيران ربما بتزويد مليشيات مسلحة، وقد صرحت ضمنياً بذلك بالأمس واليوم، وأن الرد سيكون عبر حلفائها، ومن بينهم الحوثيون.

وتابع: "ربما تقوم مليشيا الحوثي بشن ضربات أهداف إستراتيجية داخل الأراضي السعودية بنفسها، وكل الاحتمالات واردة،"، ولم يستبعد "أن يقوم النظام الإيراني بتنفيذ عدة هجمات وضربات بالمنطقة، وتقوم جماعة الحوثيين بتبني تلك الهجمات بشكل مباشر".

وقال في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إن "مليشيا الحوثي حينها ستعلن أنها من قامت بالضربة وربما تتبنى الكثير من الهجمات"، على غرار ما حدث في الهجمات ضد منشآت شركة أرامكو بالسعودية.

إلى ذلك، حذر الكاتب الصحفي فاروق الكمالي من رد إيراني على مقتل سليماني بعمليات في المياه الإقليمية بواسطة أذرعها في المنطقة العربية، والتي تعتبر مليشيا ‎الحوثي أحد الأدوات في المنظومة الإيرانية والتي يمكنها استهداف طرق مرور النفط والتأثير بشكل مباشر على البيئة البحرية في البحر الأحمر.

وتابع: "الحوثيون سابقا نفذوا عدة عمليات وكان هدفهم تعطيل طرق مرور النفط السعودي وممارسة الابتزاز على الرياض لإجبارها على وقف الضربات الجوية أو لدفعها إلى محادثات تسوية ثنائية، وسيكون الهدف مختلفا الآن عندما يتم استهداف طرق مرور التجارة العالمية انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني سليماني".

وأكد الكمالي أن "إنهاء تهديد إيران المتزايد للأمن في البحر الأحمر، وذلك بتحرير بقية مناطق ‎ الحديدة من سيطرة الحوثيين، طالما استمرت سيطرتهم سوف يستمر تهديد الملاحة وطرق نقل التجارة والآثار ستكون في طول مدة النقل وارتفاع تكلفة الشحن وتأثيرات على استقرار أسواق النفط في أوروبا وأمريكا الشمالية".

وقتل قائد ما يسمى بـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وآخرين بغارة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد، بعد منتصف ليل الخميس، بناء على توجيهات من الرئيس ترامب.

وتتهم الإدارة الأمريكية سليماني بالتخطيط لمهاجمة الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين في العراق والمنطقة، وتقول إن الضربة هدفت لردع خطط الهجوم الإيرانية المستقبلية.

ولعب سليماني أدورا قذرة في المنطقة العربية من خلال تشكيل ودعم الفصائل الشيعية المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن، والتي ارتكبت جرائم لا حصر لها في هذه البلدان.