الجرادي: مارب بوابة الدفاع عن الجزيرة العربية وعلاقتنا بالسعودية إيجابية
الموضوع: أخبار وتقارير

قال رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، علي الجرادي، إن صمود مارب اليوم بأهلها وجيش الجمهورية والمقاومة الشعبية يمثل اليمن جميعاً، كما أن مأرب تمثل خلاصة الرمزية الجمهورية والنضال.

وأشار الجرادي، إلى أن مارب تخوض معركة فاصلة مع الإمامة ومليشيا الحوثي، وسجلت عنواناً كبيراً مفاده أن مارب وأبناء اليمن يستعيدون مأرب من خلال هذه المنازلة، التي قرر الحوثي أن يخوضها بكل ما لديه وحشد لها من كل الجبهات والمحافظات تحت سيطرته بالحديد والنار.

ونوه رئيس إعلامية الإصلاح، في مقابلة أجرتها معه قناة يمن شباب، مساء الأربعاء، بالصمود الذي تحول بفعل الإنجاز النوعي والتكتيكات العسكرية والسياسية التي أتبعتها مارب وجيشها وأبناءها وقبائلها إلى محرقة للإمامة، وتكاد مارب وصحراءها أن تدفن مشروع الإمامة.

وأوضح الجرادي، أن وصف معركة مارب بقادسية العرب، جاء من كون المعركة سيتم على ضوءها تحديد النتائج السياسية، حيث أن مارب هي بوابة الدفاع عن الجزيرة العربية وبوابة صد المشروع الفارسي الذي يريد اليمن كمنصة إطلاق نحو الخليج والجزيرة العربية.

واعتبر أن مارب تخوض المعركة بالنيابة عن العرب وعن الجزيرة العربية، وبموجب هذه المعركة سيتحدد نفوذ إيران في اليمن والمنطقة، ومن خلالها كسر مشروع إيران التوسعي.

وحول ما يتردد من انسحاب التحالف العربي من اليمن، أكد الجرادي أنه لا يوجد انسحاب عربي من اليمن، وإنما يوجد نوع من التكتيكات المتغيرة بعد 6 سنوات من الحرب.

ووجه الشكر والامتنان للتحالف العربي بقيادة السعودية، مضيفا: "كما أن علينا كيمنيين أن نقول لأنفسنا أن هذه قضيتنا الوطنية، المتمثلة في مواجهة الإمامة والانقلاب ومليشياته".

وشدد رئيس إعلامية الإصلاح: "علينا أن نستعيد ذواتنا في إدارة المعركة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والقانونية من خلال أدواتنا ووسائلنا المحلية والوطنية، ويكون التحالف داعم ومساند لهذا التوجه، ونثمن استمرار التحالف العربي في دعم الشرعية ومواجهة الانقلاب".

وقال الجرادي، إنه يجب علينا في اليمن كمؤسسات رسمية وأحزاب وفكرة وثقافة ومقاومة أن نعي أن هذه معركتنا في المقام الأول وهي معركة وطنية، مذكراً بحصار السبعين حين اجترح اليمنيون المعجزة العظيمة بفك الحصار وانتصار الجمهورية في وقت اعتمد اليمنيون على أنفسهم، وأداروا معركة ذاتية بكل الوسائل والإمكانات واحتشدت كل فئات الشعب لهذه المعركة.

واستطرد قائلاً: "هذا ما نعيشه اليوم في مارب بالاحتشاد الكبير والواسع والنوعي من مختلف أطياف الشعب اليمني لخوض معركة انتصار الجمهورية، وهي نقطة فارقة يسجل فيها اليمنيون انتصاراً عظيماً".

وأكد الجرادي، أن "ثمة مرحلة جديدة في الاحتشاد والمقاومة والقناعات التي تشكلت في ضرورة مواجهة المشروع الإمامي مواجهة ذاتية وفق أسس وطنية، ونشكر كل من يساندنا سواء كان في الإقليم أو في العالم".

ولفت إلى أن التحالف العربي موجود ومستمر وضربات الطيران موجعة لمليشيا الحوثي، لكنها معركة ذاتية، كما أن الحل يجب أن يكون يمني يمني.

وأشار رئيس إعلامية الإصلاح، إلى أن هناك متغيرات تستلزم أن يكون لدى اليمنيين في الشرعية والصف الجمهوري رؤية نابعة من مصالح اليمن أولاً والإقليم واستقرار العالم.

وحول أداء الحكومة أوضح أنه جيد نظرياً، حيث إنها لا تزال في أشهرها الأولى، ولديها تحديات كبيرة تتصل بالملف العسكري والأمني والموارد الاقتصادية ومن المبكر الحكم عليها، لكنها تعمل بفريق واحد وتمثل رمزية لمشروعية النظام السياسي في مواجهة الانقلاب، تعمل على لملمة فرقاء الصف الجمهوري في مواجهة الانقلاب ومثلت خطوة جيدة ورائعة ويمكن أن يُبنى عليها اصطفافات قادمة.

ولفت إلى أن هناك تعثر في اتفاق الرياض يمكن تجاوزه إذا ما توفرت للحكومة ظروف مناسبة، وبرعاية الأشقاء في السعودية يمكن تجاوز هذا الملف، وهناك توجه جاد لذلك.

وأكد رئيس إعلامية الإصلاح، أنه لا سبيل لنا في اليمن جميعاً إلا أن نتوحد في مواجهة المشروع الفارسي الذي يخيم اليوم على البلاد ويريد استخدام اليمن منصة إطلاق ضد الجيران والاستقرار العالمي.

واعتبر اتفاق الرياض يمثل حلاً إجرائيا بحكومة الكفاءات الوطنية والسياسية للقضية الجنوبية التي حلها مؤتمر الحوار الوطني، وهو يمثل حلاً للخروج من الثنائية التي كادت أن تستقطب الحياة السياسية داخل معسكر الشرعية.

وقال إنه إذا أردنا استعادة الجمهورية فالمعركة يجب أن تأخذ طابع الواحدية والمصير المشترك لأبناء الصف الجمهوري بغض النظر عن توجهاتهم السياسية.

ونبه الجرادي، إلى أن الشرخ الذي حدث في الصف الجمهوري مكّن الإمامة وإيران من الولوج في الفراغ الذي حصل، وعلينا أن نجري بعض المراجعات من قبل الجميع ونتعلم من دروس الماضي.

وشدد على أن معركة استعادة الجمهورية يجب أن تمثل الأداء والمصير الواحد، حيث أن اليمن يتعرض لتهديد وجودي من مشروع إيران الفارسي التوسعي، وعلينا جميعاً أن نتوحد في إطار المواجهة، مضيفاً: "وكل من يواجه هذا المشروع فنحن نعتبر شركاء وفي خندق واحد، وبذلك يمكننا استعادة الوطن الذي يسعنا بكل خلافتنا وتعددنا السياسي".

وأوضح رئيس إعلامية الإصلاح، أن اللحظات التي تعيشها اليمن، تدعو فرقاء العمل السياسي للتوحد في هذه اللحظة المصيرية ضمن جبهة موحدة في مواجهة الانقلاب، وهذه الفرصة المناسبة للبناء عليها، ومبادرة الساحل الغربي كانت في هذا الإطار.

وحيا كل المبادرات التي انطلقت من كل مكان في دعم قضية اليمن في مواجهة المشروع الإيراني.

واستطرد الجرادي: "نحن في الإصلاح نتعامل مع المستجدات والمتغيرات بروح إيجابية منفتحة للسلام، ونحن أكثر من تعرض للتدمير من آثار الحرب والشرعية عموماً وكل القوى المنضوية في مواجهة الانقلاب، خاضت جولات سلام ووقعت على كل الاتفاقات مع مليشيا الحوثي التي لم تفي بأي التزام".

وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد "بايدن" جعلت قضية اليمن ضمن أولويات الخطاب السياسي الخارجي وعينت مبعوثاُ خاصاً.

وقال إن الإدارة الأمريكية فرطت في سلاح كبير كان بيدها، يتمثل بتصنيف الحوثي مليشيا إرهابية، الذي كان يمكن أن يصبح ثمناً لجلب الحوثي إلى طاولة الحوار، كما الإدارة الأمريكية يجب أن تكون على علاقة جيدة بالمملكة العربية السعودية، من أجل حلحلة هذا الملف، لكنه أكد أنه يجب أن تكون الشرعية اليمنية هي الطرف الأهم ويمكن البناء عليها في حلول ومقاربات سياسية إذا ما كان هناك مقاربة عادلة نحو السلام.

واعتبر أن قرار مجلس الأمن 2216 قراراً مهماً، وأن الأهم منه هو الحقائق التي يتم صنعها على الأرض، حيث تستطيع الشرعية والجيش والمقاومة والأحزاب واليمنيون عموماً صناعة حقائق يتجاوب معها الجميع.

ولفت إلى أن الشرعية تعاطت ولا تزال بإيجابية مع دعوات السلام، مذكراً بأن ما قامت به مليشيا الحوثي كان انقلاباً على السلام وعلى مؤتمر الحوار ومشتركات اليمنيين التي توصلوا إليها.

وأوضح رئيس إعلامية الإصلاح، أن مرجعيتنا هي مشروعية وطنية وقضيتنا العادلة ومساندتنا الإقليمية والدولية، إلا أن الحقائق على الأرض هي التي تحدد النتائج السياسية وما يترتب عليها.

وعبر عن الاتفاق إجمالاً مع ما طرحه الأمين العام المساعد لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للشؤون السياسية والمفاوضات، عبدالعزيز العويشق، واعتبرها مقاربة ممتازة، لا سيما تأكيدها على أن الحل يمني، وكذا شكل الدولة التي يريدها اليمنيون.

وأكد أنه من سابع المستحيلات فصل الحوثي عن إيران، لأنه نشأة وتمويلاً وتسليحاً وفكراً وتوجيهاً وتخطيطاً هو إيراني، مدللاً على مظاهر التجريف للهوية اليمنية السبتمبرية خلال الست السنوات كانت صبغتها إيرانية حتى على مستوى اللون والشعار.

وعبر عن تأييده لطرح العويشق بضرورة فصل الملف اليمني عن الملف الإيراني، مشيراً إلى أن بعض الدوائر الغربية تريد دمج الملف اليمني ويصبح أداة ابتزاز إيرانية.

وأكد أن الرئيس عبدربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي لليمن وهو الذي سيقود أي مفاوضات وصاحب القرار فيما ستفضي إليه أي تفاوضات أو حوارات.

وجدد التأكيد على أن الإصلاح حزب سياسي يمني، مدني صاحب فكرة ومشروع، وله امتداده في كل المحافظات اليمنية.

وتابع: "ومارب فيها كل الأحزاب السياسية والقبيلة، وهناك حضارتنا وعنواننا جميعاً سبأ وحمير فهي عنوان اليمن".

وأوضح الجرادي إن علاقة الإصلاح بالسعودية إيجابية ويسعى لأن تكون استراتيجية، فهي جوارنا ولها تأثير كبير، وتجمعنا مشتركات كثيرة، وهذه الحقائق تفرض أن تكون علاقة اليمن بالمملكة إيجابية.

وذكر بما نص عليه النظام السياسي للتجمع اليمني للإصلاح في أن تكون العلاقات بالسعودية إيجابية ومميزة، معتبراً أن هذا ليس تزلفاُ وإنما حقيقة وجودية وقدر الجغرافيا والجوار.

وتابع: "ونحن نرى أنه يجب أن تكون اليمن سلماً على جيرانها جميعاً وعلاقتنا إيجابية مع المحيط وكل الدول ذات الأوزان الإقليمية المؤثرة وكل العالم، فاليمن تحتاج من أجل الاستقرار أن يكون لها علاقات إيجابية مع محيطها الإقليمي والدولي".

وقال الجرادي إن هذه المرحلة الاستثنائية من حياة اليمنيين لا تحتمل التعددية السياسية بفكرة الأغلبية العددية، وإنما بالديمقراطية التشاركية والتوافقية وأن نخوض جميعاً ضمن رؤية سياسية على أكثر من عقد قادم لبناء اليمن، فهي في الداخل لا تحتمل أي تفرد أو إقصاء ولا تحتمل إلا التسامح والانصهار وروح التعاون والتكاتف.

وأكد أن رؤية التجمع اليمني للإصلاح ناتجة عن مؤسسات يعبر عنها من أي مكان ولا يعبر عنها مكان تواجد قياداته.

وقال رئيس إعلامية الإصلاح، إن الملف اليمني واضح من الأوزان المؤثرة فيها، وأهمها السعودية وجوارها الإقليمي، واليمن اليوم لا تحتمل الانقسام، ولذلك رحبنا بالمصالحة الخليجية لأنها إيجابية في مواجهة الانقلاب الحوثي.

وأضاف: "نحن في الإصلاح لا نرحب ولا ندعو لأي انشقاق في الملف اليمني في مواجهة معسكر الانقلاب، ونسعى لأن تكون المعطيات الإقليمية والدولية تصب في خانة دعم التحالف ومواجهة الانقلاب، ولا يمكن أن نضع مصلحتنا الحزبية فوق مصلحة بلدنا ".

وتابع: "لا نريد المزيد من التدخلات في الشأن اليمني فلدينا إيران بلونها المجوسي في صنعاء، ولدينا أداء لم يكن مرضيا للتحالف بالدور الكافي وخصوصا من بعضها التي تحول دورها وانحرف عن المسار الطبيعي، نريد أن نلف الملف اليمني ونخرج بانتصار للشرعية ولا نريد دخول أطراف جديدة قد تسبب صراعاً بينياً وتتحول اليمن إلى مسرح استقطاب جديد" .

وعن إعلان الإمارات انسحابها من اليمن، تمنى الجرادي أن يكون ذلك حقيقياً، مشيراً إلى أن إعلانها سياسي وإعلامي تفادياً لقضايا حقوق الإنسان والضغوطات الغربية.

وأعرب عن ترحيب الإصلاح بأي تواصل مع الإمارات لكسر الجمود وحلحلة ملفات الخلاف، مؤكداً أنه ليس للإصلاح عداء مع الإمارات، بل إن لدينا مظلومية، مشيراً إلى ما تعرضت له قيادات في الإصلاح من اغتيالات من قبل جهات لها نوع من العلاقات مع الإمارات، كما أفادت تقارير دولية.

كما رحب الجرادي، بعودة قطر للتحالف العربي في إطار المصالحة الخليجية، وقال إن من شأن ذلك توحيد الملف الإقليمي بشأن اليمن، متمنياً أن يحصل توحد إقليمي حول الملف اليمني.

وجدد التأكيد أنه لا يوجد لدى الإصلاح رؤية خاصة وإنما ضمن الأحزاب الداعمة للشرعية، وأنه لن يتفرد لأنها معركة الجميع وهم في سفينة واحدة.

ودعا كل القوى الوطنية للتوجه إلى ذواتهم في إطار الشرعية والبحث عن نقاط القوة في مواجهة الانقلاب والبناء عليها.

كما دعا رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، كافة أبناء اليمن في هذه اللحظة الفارقة إلى أن يتوحدوا وبذل كل الجهود وتحمل المسؤولية، للخلاص من مليشيات الكهنوت والإمامة.

سهيل نت
الخميس 25 فبراير-شباط 2021
أتى هذا الخبر من سهيل نت:
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://suhail.net/news_details.php?sid=15299