المخدرات.. سلاح حوثي وظاهرة خطيرة تستدعي تضافر الجهود لإنهائها
الموضوع: محليات

لم يجد الشاب "مجد"، 21 عاما، صعوبة في الحصول على مبتغاه من المخدرات، التي يتعاطاها، منذ ثلاث سنوات.

بدأ "مجد"، تعاطي المواد المخدرة كتقليد لزملائه وإشغالا للوقت والمتعة كما قال، مضيفا أنه كان يتعاطاها مع جلسات القات بعد إقناعه بأنها لا تؤثر فقط تحسن من المزاج، وتجعل من الجلسة أكثر نشوة، والهروب من الواقع المؤلم.

وأمثال الشاب "مجد"، كثيرون، حيث يستغل تجار المخدرات، الحرب القائمة، لتهريب عدة أنواع من المخدرات وحبوب الهلوسة، بحسب مختصين، كالديزبام والكابتاجون، وغيرها.

وأصبح بعض الشباب يتباهون بتعاطي المواد المخدرة في مجالس القات وحفلات الأعراس، وهذا يحفز آخرين لتعاطيها، وكل يوم تزداد هذه الظاهرة بعيدا عن أعين الأهل والمجتمع والأجهزة الرسمية المكلفة بمتابعة هذه الظاهرة السيئة، التي جلبت للشباب ظواهر سيئة أخرى كالسرقة والسطو، لتوفير قيمة الحبوب المخدرة، والتسبب بحوادث مقلقة للأمن.

- تعز مستهدفة

يقول عضو المجلس المحلي في مديرية القاهرة بمدينة تعز عبدالرؤوف محمد، إن الفراغ وغياب الرقابة الأسرية وترك الأبناء خارج البيت لأوقات متأخرة من الليل، وعدم معرفة مع من يقضون أوقاتهم، كل ذلك ساهم في تفشي هذه الظاهرة القاتلة.

وأضاف عبدالرؤوف، أن محافظة تعز مستهدفة من المليشيا الحوثية، مشيرا إلى توقف الأنشطة الرياضية بسبب الحصار المطبق على المحافظة من الحوثيين، منذ سنوات.

وتقع محافظة تعز على ساحل طويل، كان يستخدم لتهريب البضائع والممنوعات، وزادت هذه الأنشطة مع انهيار الدولة بسبب الحرب القائمة، وكثير من المواد المخدرة تستهدف دول الخليج، ومنها تصل إلى مليشيات الحوثي، التي تستخدمها لأتباعها، بهدف التأثير عليهم، وجعلهم يقاتلون بدون وعي.

وتفيد "رحمة"، بأن شقيقها البالغ من العمر 17 عاما، كان ضحية المخدرات حينما استقطبه أحد زملائه للتجربة، حتى أدمن وذهب يقاتل مع المليشيا الحوثية، التي تزوده بأنواع من الحبوب، والتي يطلقون عليها "حبوب الشجاعة".

- سواحل طويلة

يؤكد العميد صادق الحسامي، مدير عام المباحث الجنائية في تعز، أن مروجي المخدرات مرتبطون بمافيا، ولهم نظامهم وخلاياهم، ويتمتعون بحماية، "وما زالت في تعز تعمل باستحياء لأن مجتمعنا يجرم التعاطي والمحامي والمراجع على من يروج أو يوزع المخدرات".

ويضيف الحسامي، بأن تعز كتلة سكانية كبيرة، أغلبها من الشباب والشابات، لذا تعمل عصابات كبيرة على استهدافهم، كونهم يطمحون أن يكونوا زبائن مستقبليين، وثانيا هدفا لإسقاط المجتمع بالجريمة لتظل البلاد في فوضى، وإن انتهت الحرب، خدمة لأعداء اليمن، التي تعد تعز قلبها النابض.

أما العقيد فؤاد العامري، مدير إدارة مكافحة المخدرات، فيقول إن قضايا المخدرات والحشيش التابعة للبحث الجنائي، بلغت خلال ما مضى من 2021، 42 قضية.

وأضاف العامري، أن إدارته تعمل بموازنة صفرية، ولا يملكون أدوات مكافحة المخدرات المعروفة عالميا، داعيا الجامعات والتربية والتعليم والأوقاف، إلى توعية الناس والمجتمع بمخاطر هذه الآفة الخطيرة.

بينما يقول العقيد أيوب طاهر، ضابط في عمليات الشرطة العسكرية، إن سواحل تعز الطويلة مدخل رئيس للممنوعات، ومنها يتم إيصالها إلى المدينة، والمدن الأخرى.

ويرى الأخصائيون النفسانيون، أن الشباب الواقعين فريسة للإدمان، غالبا هم من الذين يعانون من مشاكل اجتماعية وفقر وفراغ وبطالة، سببت لهم الإحباط، فهربوا إلى تناول الحبوب المخدرة والحشيش، والتي تدمر خلايا الدماغ.

وزاد انتشار تجارة المخدرات بعد انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، لغياب الدولة ومؤسساتها عن مناطق عدة في البلد، ولتورط قيادات في مليشيا الحوثي الإرهابية، في المتاجرة بها لتمويل حربها ضد الشعب اليمني.

وضبطت الأجهزة الأمنية في عدة محافظات بينها مارب والمهرة وحضرموت، الكثير من شحنات المخدرات والحشيش المخدر، خلال السنوات السبع الماضية، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران.

وإزاء هذه الظاهرة الخطيرة، المستهدفة لشريحة الشباب في اليمن، فإن الأمر يستلزم تضافر كافة الجهود الرسمية والمجتمعية للتوعية بهذه المخاطر ومحاصرة هذه الظاهرة والقضاء عليها.

سهيل نت - خاص - محمد يوسف
الجمعة 17 سبتمبر-أيلول 2021
أتى هذا الخبر من سهيل نت:
https://suhail.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://suhail.net/news_details.php?sid=16903